الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الحلقة: (70) لعبة الحياة (الفصل الثالث)

الحلقة: (70) لعبة الحياة (الفصل الثالث)

نشرة “الإنسان والتطور”

16-6-2010

السنة الثالثة

العدد: 1020

photo-21-4-2010

الحلقة: (70)

لعبة الحياة

(الفصل الثالث)

المقدمة:

هذا هو الفصل الثالث فى الديوان، بعنوانه الأصلى “لعبة الحياة” وكان عنوان الفصل الأول هو “لعبة الكلام”، والثانى “لعبة السكات” حيث قامت لغة العيون باللازم، وكلاهما كان بمثابة كشف للمشاعر الإنسانية فى محاولة سبر غور فقه العلاقات البشرية، فى الأحوال السوية (تقريبا) لكن فى إطار معاناة عمق التعرية وآلام الرؤية.

هذا الفصل الأخير هو عن الحياة: “لعبة الحياة”.

مواجهة حقيقة “الحياة” من خلال المرضى والمراجعة

حين بدأتُ تقييم موقفى العلاجى – كما فرضه علىّ مرضاى – كان التحدى الذى وجدت نفسى فى مواجهته هو دعم الحياة ضد الموت، فمررت بمراحل التعرف على “ما هو حياة”، مما يجدر تقديمه على الوجه التالى:

1- وجدت فى البداية أن الحياة تمثل “التقدم/الاقتحام”، فى حين كان الموت هو التقهقر التراجع/النكوص” فكنت أرى الفصام يمثل الموت مثلا من حيث أنه نكوص فتحلل، فيكون علاجه هو استرجاع التماسك للتقدم.

2- ثم انتبهت إلى أن الحياة هى الحركة فى حين أن الموت هو السكون، فانتقلت من الاقتصار على التركيز على الدفع إلى الحياة، إلى الاهتمام بمحاولة التحريك (استعادة زخم الحركة) مطمئنا إلى أن الحركة لها تلقائيتها الكافية لإعلان الحياة ودفعها، وبالمقابل يكون الموت هو السكون، ومن ثم الضمور فالعدم.(اللهم إلا حركة  الموت الانفجارية طبعا)

3- حين تصالحت مع الموت، ووصلنى كيف يمكن أن يكون نقله من الوعى الشخصى إلى الوعى الكونى، وأنه “إعادة ولادة”، وأنه “أزمة نمو” وجدت أن هذه الرؤية الجديدة تنفى عن الموت سكونه وعدميته بشكل أو بآخر، فبدأت تحفظاتى تجاه الاطمئنان إلى أن الحياة هى الحركة الطبيعية فى ذاتها باعتبار أن الموت قد يكون كذلك.

4- وحين تيقنت أن الحركة وحدها قد لا تعنى الحياة، رحت أتفحص الحركة اللاحياة: فثم حركة فى المحل، وثم حركة دائرية مغلقة تنتهى حيث بدأت، فهى حركة زائفة فى النهاية، وأفادتنى هذه الرؤية فى أن أنتبه إلى أن الحركة إنما تمثل الحياة من خلال شرط ارتباطها بالإيقاع الحيوى النابض، الذى تكون محصلته إيجابية حين يكون البسط تشكيلا للامتلاء، وليس مجرد تفريغ لما امتلأ به.

5- ثم أضيف بعد متداخل، هو حتمية “برنامج الدخول والخروج” in – and – out program باعتباره حركية مكملة لدفع زخم الحياة، شريطة أن يكون ذراع الخروج أرجح وأكثر امتدادا من الدخول (ولو قليلا) مع كل دورة، أو مع محصلة الدورات.

6- ثم امتدت رؤيتى لمدارات متمادية الاتساع حتى ترابطت حركية الحياة  البشرية مع كل حركة حياة فى دوائر تتولد من بعضها البعض إلى ما بعدها: حياة الطبيعة، فحياة الكون، فوصلنى معنى ما هو كدح إلى وجه الحق تعالى، فأصبحت الحركة عندى بين الوحدات (البشر) لا تمثل أعماق ما هو حياة إلا إذا تواصلت مع الحركة نحو المطلق إلى وجهه تعالى.

7) وهكذا انتهيت إلى التعرف على حركية ما هو حياة – حتى الآن – على محاور متعددة:

شريطة أن يتواصل كل ذلك إلى الامتداد فى، ومع، إيقاع دوائر الحياة فى اتساعها المتمادى.

وبعد

فى هذه النشرة موجز مكثف جدا لما تجمع عندى حتى الآن من واقع معايشتى لجدل المرض والصحة، على مسيرة العلاج، كما سمّعت فى نفسى، فخرج هكذا:

المتن أولا:

نص القصيدة هنا تجاوز كثيرا ما جاء فى مقدمة الفصل الثالث للديوان “أغوار النفس” ذلك أنه قد تم تحديثها عدة مرات، آخرها اليوم، مرورا بأرجوزة للأطفال ضمن الأراجيز التى كتبتها لهم، فعذرا،

وسوف أكتفى فى هذه النشرة بتقديم المتن فى صورته الأخيرة، فالأرجح أنه قد يحمل رسالة فى ذاته أقوى مما سيأتى بعد تشريحه (أو تشويهه) بما يسمى شرح على المتن!.

-1-

الحياه هىّ الحياهْ

أغلى حاجه فيها هيّا: إنى عايشْ

وِسْط ناسْنا الطيبين

حتى ناسنا النُصْ نُصْ

همّا برضه  أحلى ناسْ:  طيبين

ما انا منهمْ،

يبقى لازم زيُّـهمْ،

حلو خالصْ

بس انا برضه بَلاقينِى ساعات كدا  نُصْ نُـصْ،

قلت أتعلم، وابُص

-2-

الحياة هى الحياة

باترجف‏ ‏من‏ ‏خطوتى ‏الجايَّةْ‏، ‏ولكن‏:‏

باترعب‏ ‏أكتر‏ ‏لو‏ ‏انى ‏فضلت‏ ‏ساكن

كل‏ ‏ما‏ ‏أشك‏ ‏ف‏ ‏خطاى، ‏

ألتفت‏ ‏ما‏ ‏لقاش‏ ‏وراى ‏

إلا‏ ‏إنى،‏

‏ ‏وسط‏ ‏كل‏ ‏الناس‏ ‏باغَنِّي

يعنى ‏بَابْنِى، ‏

‏ ‏أنا‏ ‏وابْـنِي‏.‏

واللى ‏مش‏ ‏ممكن‏ ‏حايخلص‏ ‏بــيه‏ ‏وبـي‏.‏

يبقى ‏غيرنا‏ ‏يكمله‏.‏

-3-

الحياة هى الحياة

الحياة‏ ‏دى ‏مش‏ ‏كلام‏ ‏مرصوص‏ ‏على ‏صفحات‏ ‏جرايد‏،‏

‏ ‏أو‏ ‏حكاوى ‏فى ‏القهاوى ‏والدواوير‏ ‏والمقاعد‏،‏

أو‏ ‏شِـلَـلْ‏ ‏مرصوصة‏ ‏تعرف‏ ‏فى ‏الصياعة‏ ‏واللكــــاعة‏،‏

‏                                ‏أو‏ ‏برامج‏ ‏فى ‏الإذاعة‏.‏

الحياة‏ ‏دى ‏مش‏ ‏ثقافة‏ ‏عليا‏ ‏جدا‏” ‏فوق‏ ‏هامات‏ ‏البشر‏”.‏

أو‏ ‏جوايز‏ ‏يمنحوها‏ ‏للى ‏فاز‏ ‏لما‏ ‏انتشر‏.‏

-4-

الحياة هى الحياة

الحياةْ مش هيصهْ سايبه  منعكشهْ

الحياهْ حركة جميلةْ مُدهـِشـَه.

بس بتخوّف ساعاتْ

لمّا بنعرِِّى الحاجاتْ

-5-

الحياة هى الحياة

‏ ‏الحياة‏ ‏مش‏ ‏حلم‏ ‏ليلة‏ ‏صيف‏، ‏ولا‏ ‏إحساس‏ ‏يكركع‏ ‏

متـل‏ ‏قــلـه‏ ‏مايله‏ ‏تدلق‏ ‏مية‏ ‏المحاياة‏ ‏فى ‏صحرا‏ ‏مولعة‏ ..‏

لا‏ ‏الزرع‏ ‏يطلع‏ ‏فيها‏ ‏ولانارها‏ ‏فى ‏يوم‏ ‏راح‏ ‏تنطفي‏.‏

-6-

الحياة هى الحياة

كل ما بالْقانِى ماشى: ما بَـنَاتـْـكُمْ،  أنبِسطْ.

إيدى ماسكه فى إيديُكمْ،

بابقى خايف إن واحد  ينفرطْ

يا حلاوه لو تكون الدنيا ديَّهْ

زى ما ربى خَلَقْناَ: هِيـَّـا هيهْ

تبقى رايح نحوها، تلقاها جايَّه

-7-

الحياة هى الحياة

الحياة الحلوة تِحلى بْكُلّنا، إنتَ وانَا،

كل واحدْ فينا هوّا بعضنا،

بس مش داخلين فى بعض وهربانين،

زى كتلةْ قَشّ ضايعةْ فْ بحر طينْ.

ايوه فعلاً: كل واحد هوّا نفسُه،

بس نفسُه هِـيّأ ّ برضه كلنا،

مالى وعيه  بربّنا

-8-

الحياة هى الحياة

الحياة الحلوة حلوه

والحياة المُرّه برضه، لو تاخد بالك شوية

راح تشوف مرارتها حلوة

هيه صعبة لو لوحدك

بس تسهل لو معانا الناس يا ناس

…..

مش مصدق؟!!

طب حاتخسر إيه لو انت سمعتنا

مش يجوز نلقاك معانا كلنا

نبقى أكثر منّنا!!

وبعد

لعلاقتى الخاصة بهذه القصيدة (الأرجوزة) أجّلت الشرح عندّا كما قلت.

أما القصيدتان، فى هذا الباب فهما عودة إلى تداخل ما هو سيرة ذاتية مع احتمال تطبيق معطياتها على آليات العلاج النفسى، لا أعرف كيف.

القصيدة الأولى “جمل المحامل”: وهى قصيدة لا أحبها كثيرا، وقد كتبتها فى وسط الخبرة التى أفرزت هذا الديوان وهى تركز فى البداية على تراكم التحمل الواعى نسبيا، لتنتهى باقتحام الأمل وليس انتظاره (الحياة).

القصيدة الثانية “الخلاص”: وفيها تتركز من جديد السيرة الذاتية تواكبا مع الخبرة الآتية، لتنتهى بقبول التحدى واقتحام “الآن” “الحياة”،

وهذا وذاك هو ما سنحاول أن نقرأه معا فى الحلقات القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *