نشرة “الإنسان والتطور”
30-12-2010
السنة الرابعة
الحلقة السادسة والخمسون
الأحد: 7/5/1995
سوفيتل أبو الهول، سفيينكس، قابلت محمد يحيى على الباب، تحادثنا قليلا، الأستاذ لم يصل بعد، مصطفى أبو النصر أحضره إبنه، هو لا يقود بسبب عينيه، أتساءل عن علاقة إبن أبو النصر وإبن توفيق صالح، ثم علاقة محمد إبنى بالأستاذ، ما هو المسار الطبيعى؟ صادقت محمد إبنى، من خلال علاقتنا معا بالأستاذ أكثر من أى وقت مضى، سألت مصطفى أبو النصر عن سنة مولده قال: 1931 ثم قال: لماذا؟ قلت: كنت أردت أن أحسب عمرك أثناء عملك مع الأستاذ فى الرقابة، قال: كانت فترة محدودة جدا، د.سعاد، د. منال تنتظران فى ردهة الفندق، وصل الأستاذ مع نعيم، كنت قد اعتدت (أعنى قررت أن أعتاد) أن أمضى ساعة مع نفسى فى فندق آخر قريب قبل حضور الأستاذ أتناول فيه شيئا خفيفا فى الفاصل ما بين درسى فى قصر العينى وبين ميعاد الأستاذ، وفى الأسبوع الماضى عجبت بعد أن أكلت مما يشبه “مصغر” البوفيه المفتوح: (كفتة، وأجنحة، وبابا غنوج، وخضروات سلطة، وخبز وأصابع مملحة) وجاء الحساب، فوجئت لضآلة الفاتورة، قلت للنادل إن ثمة خطأ فى الحساب فقد تناولت غداء كاملا من هذا ”المفتوح”، فقال لى: يا باشا إنه “فرى”، ولم أفهم لأول وهلة، وقبل أن أسترجعه اكتشفت أنه يعنى أنه ولا مؤاخذةFree ، ولم أفهم، لماذا كل هذا على حساب صاحب ”المخل”، ويبدو أننى لم أصدق فأعدت السؤال هذه المرة وأنا فى غاية الحرج حتى أننى نقدت الرجل “بقشيشا” كبيرا من فرط خجلى حتى لا يزغر لى ويعرف ما بداخلى، فى هذه الساعة اعتدت أن أتأمل أشياء كثيرة وحدى تعيننى على أشياء مختلفة منها دور ومغزى ما أسجله الآن: ماذا أفعل؟ ولماذا؟ وإلى متى؟ نويت أن أسأل الأستاذ عن ذلك، ثم عدلت، أنا لا أسجل شيئا ولا أتعمد التذكر ماذا أسمى هذه الخواطر التى أكتبها الآن؟
اتجه الأستاذ إلى مكاننا فى نشاط طيب، وكالعادة لاحظت أنه بدأ يألفه أسرع منا، ونسى تماما مأزق فندق الماريوت وصالاته وفخامته المنفرة، بدأت الأستاذ بقولى إننى عادة لا أكتب بطاقات معايدة، وحين أرسلت فى العيد الماضى بالصدفة بعض البطاقات وجدت أنها أوصلت إلى بعض من أحب معنى دالاًّ، فقلت أكتب هذا العيد بطاقات غير نمطية، فأكتب لكل واحد ما أريد أن أهنئه به، أو أذكرنا به، وبدأت أكتب ما بنفسى على الكروت دون ذكر أسماء، ثم قلت أختار بعد ذلك ماذا يصلح لمن، فإذا بى أكتب ما يقارب من المائتى بطاقة (صفيتهم بعد ذلك إلى 173 بعد حذف المكرر وشبه المكرر)، ثم حين هممت أن أضع كل بطاقة لمن أتصور أنه صاحبها من الزملاء والأصدقاء والمعارف والطلبة خفت فجأة من سوء التأويل، أو الاتهام بالشذوذ، فعدلت، وقلت أجمعها جميعا فى ورقة واحدة وأرسلها إلى بعض من أرجح أنه يعرفنى ويحسن بى الظن، وليختر كل منهم العبارة التى تناسبه أو يعتقد أنه يحتاجها.
إلتقط الأستاذ الفكرة، وقال إنها فكرة غريبة لكنها طريفة، وأضاف أن البعض لا يكلف خاطره حتى بكتابة التهنئة بخط يده بل يرسلها مطبوعة، ـ فأضفت فى سرى، بل إنه يكلف السكرتارية بذلك فى معظم الأحوال، فتنقلب التهانى إلى روتين يمسخ العلاقات، قال نعيم معقبا: كان حقك ترسل البطاقات خالية تماما وتكتب عليها أن على كل من يتلقاها أن يكتب ما يشاء، وضحكنا، وتذكرت أن اللون الأبيض هو جماع كل الألوان ممتزجة.
ذكرت للأستاذ أننى كنت أجرى حوارا هذا الصباح فى القناة الأجنبية المسماة Nile T.V. ، بمناسبة ذكرى رحيل جمال حمدان، وقد أخبرتهم أننى لم أقرأ كل أعماله، ولست متخصصا فى علمه، ولا أحب كطبيب نفسى أن أعلق على عزلته وآلامه من خلال معلومات لم أستقها إلا من الصحف، وقلت للمسئولين فى القناة إننى إذا تكلمت فسوف أتكلم عنه بصفتى مواطنا مصريا، وليس بصفتى طبيبا نفسيا، وقد وافقوا على ذلك، ثم أتت مسألة اللغة وقلت لهم إننى لا أحب اللغة الإنجليزية، وأدعى عدم إجادتها فقالوا تتكلم بالعربية ونحن نترجم، فخفت من أن يُنقل عنى ما لم أعنه، فتكلمت بالإنجليزية مرغما، وإذا بى اكتشف – كما اعتدت – أننى أتكلم بطلاقة حتى نسيت بأية لغة أتكلم، سألنى الأستاذ عما قلت فأوجزت له ما كان كالتالى: (1) فرّقت بين الرمز، والمثل الأعلى، وقلت إنه إذا كان جمال حمدان يصلح رمزا فإنه لا يصلح مثلا أعلى للشباب خاصة، ذلك أن احتجاجه ثم انسحابه، ثم مثابرته ثم وحدته كلها خاصة به تماما بحيث يصعب تصور تكرارها مع غيره، بل إن الشاب الذى يجرؤ أن يتخذه مثلا قد يدخل إلى عزلة خطرة ثم هو قد يخرج منها وهو لم ينتج شيئا، فليس هناك ضمان، أما أنه رمز فهو كذلك من حيث أنه استوعب مصر فأصبح يمثلها كيانا حيا يمكن أن نراها من خلاله (2) ثم إننى قلت إننى أتصور أنه عاش الزمان بالعرض، فقلب التاريخ جغرافيا، وبالتالى هو حافظ على الحوار بين المكان وشاغله بشكل يصعب معه الفصْل بينهما وهذا -فى رأيى- استعارة جيدة من المنهج الفينومينولوجي.(3) ثم إنه قد أخذ عليه بعض الأكاديميين أن كتابه شخصية مصر هو كتاب فى السياسة وليس فى العلم، وأنا أتصور أنهم قاسوه بمنهجهم الذى لم يلتزم به هو، وأحسب أنه بما فعل أضاف إضافة أصيلة لمنهج جديد جدير بالصقل فالانتشار (4) أما عن عزلته فلم أتصور أنها عزلة حقيقية ذلك أنه جسَّد مصر وأخذها معه فى صومعته فأغنته عنا، وأخلص لها إخلاصا ينفى عنه عزلته بشكل أو بآخر
قال مصطفى أبو النصر إن جمال حمدان كتب كتابا صغيرا مختصرا عن فكرة الكتاب الأكبر (الثلاثى) وأنه كان كتابا عبقريا حقا، أما كتابه الكبير فهو متخصص وفضفاض وربما لا يمكن الحكم عليه بحقه، قلت إننى – كما أخبرت المعدّ فى التليفزيون – لم أقرأ لا هذا ولا ذاك، لقد تصفحت مقدمة العمل الكبير لا أكثر، قال نعيم إن المقدمة هى أفضل ما فى الكتاب، ذكت مقدمة إبن خلدون، ومحاضرات تمهيدية فى التحليل النفسى لفرويد، وحتى مقدمة فى العلاج الجمعى التى كتبتها شخصيا، كل تلك المقدمات صارت كتبا مستقلة لم يلحقها ما قدمت له!!
قال الأستاذ إنه حاول قراءة الكتاب، وأن المقدمة جذبته، ثم وجد فيه أفكارا رائقة ورائعة، كما وجد فيه آراء خطيرة لو صدقناها لكنا أمام إنذارات محددة بكوارث هائلة، ومن النوع الأخير ما قاله عن السد العالى حيث لو صدقنا ما قاله لأيقنا بفناء مصر بعد بضع مئات من السنين، قلت له: إننى أتصور أن المضاعفات التى نتجت عن السد هى مضاعفات حقيقية ومنذرة لكن عندى أمل فى تطور العلم والتكنولوجيا بما يسمح من معادلتها بل من تجاوزها لتصبح ميزات بشكل ما، (وهذا بعض شطحات تفاؤلى الذى يأبى الاستسلام حتى للحقائق)، قال الأستاذ إننى حين كتبت عن السد العالى فى “وجهة نظر”، وتساءلت هل هو “فلسفة أم ميتافيزيقا” أرسل لى عبد القادر حاتم بعد اتصال يسألنى فيه إن كان يهمنى أن أطلع على ملف السد، وأجبته أنه طبعا يهمنى، وحين اطلعت على الملفات وجدت أن معظم ما نتحدث عنه من مخاوف كان معروفا مسبقا، وأن مشروع السد وهو مشروع من أربع مراحل، وأن ما تم هو المرحلة الأولى، وأن التوقف عندها زاد من المضاعفات والمخاطر، ذلك أنه يبدو أنه بعد تنفيذ المرحلة الأولى تغيرت أولويات الاهتمامات وقدرات الإنفاق وانزلقنا إلى حرب اليمن، وما أشبه، وانتهى الأمر عند مرحلة الخطر هذه، وقال مصطفى أبو النصر إنه كان هناك بديل أمريكى متكامل يبدأ بالتعلية الثالثة لخزان أسوان ثم تحويل المجرى ثم تفاصيل لا أذكرها (لست متأكد من موضوعيتها)، وقلت للأستاذ إن الجميع يتكلمون عن مضاعفات التربة، والطمى، والتسميد وما إلى ذلك، لكننى أشير إلى ما لحق ببعض إخواننا النوبيين من آلام عايشتها كطبيب حتى تصورت أنها مثل آلام طرد وتهجير شعب فلسطين، صحيح أنهم مصريون وهم لا ينكرون ذلك، بل يعتزون به جدا على قدر علمى، لكن الصحيح أيضا أنهم بشر لهم أرض وتاريخ، ثم إنهم هُجِّروا من أجمل وأعرق مكان حيث الخضرة والماء والزرع والأمل والصيد والغناء والرقص، إلى ما يسمى – للأسف- بالنوبة الجديدة، وهى مكان قفر بين جبلين قرب نجع حمادى من أقسى وأغبى الجبال على حد ما سمعت وصفا للجو والحال العام، وقلت إننى من خلال مرضاى النوبيين قد أدركت يقينا أنهم أبناء حضارة عريقة هى امتداد طبيعى لحضارة المصريين، وقال أحد الحاضرين – لا أذكره- إنهم امتداد قدماء المصريين، فقلت له إننى لا أظن ذلك، فتقاطيعهم مختلفة، وروحهم مختلفة، ثم إننى أحبهم حبا خاصا لا أجد مثله عندى تجاه قدماء المصريين، قدماء المصريين هؤلاء – حتى لوكانوا أجدادي– يمثلون عندى قوة السلطة، وقهر الكهنوت، وصقل التكنولوجيا، وعناد الزمن، أما النوبيون فهم جزء من الحياة الدائرة الدوارة، أتصور أن حضارتهم راقصة وبديعة، كما أنى أرى فيهم جمالا خاصا أجمل من الجمال، كان المرضى منهم يأتون إلىّ مليئون بالحيوة الدورية سواء كانوا حزانى أم يغمرهم فرط المرح أو فرط التوجس، ثم قلَّت أعدادهم ولم يعودوا يترددون علىّ، ربما لضيق ذات اليد، وكذلك لاحظت كيف تغير شكل المرض، أصبحت أراهم مهزومين من الداخل بشكل أو بآخر، ويبدو أن آلامهم كانت –ومازالت– فوق الطاقة ودون البوح، فأحيانا ما أسأل واحدا منهم عن تجربة التهجير هذه فينظر لى فى أسى ناطق ولا يجيب.
وقلت للأستاذ أنه على ذكر قدماء المصريين أضيف أننى لا أرى ملامح قدماء المصريين فى أهل النوبة بل فى بعض أقباط الصعيد، أو من هم من أصل صعيدى، وقد كان لى زميل فى الثانوى فى مدرسة مصر الجديدة، أذكر أنه كان يتيم الأب والأم، مازلت أذكر اسمه مع أننى لم أره من أيامها، اسمه نبيل جورجى، كنت إذا نظرت إلى جانب وجهه (بروفيل) فى الفصل فى سنة ثالثة ثانوى يخيل إلى أننى أنظر إلى وجه ورقبة نفرتيتى تماما
ويعقب الأستاذ أن لويس عوض كان يعاير الأستاذ وثلة الحرافيش بأنه (وقبط مصر الحاليين) يمثلون أثرياء الأقباط الذين استطاعوا ورضوا أن يدفعوا الجزية فى سبيل احتفاظهم بدينهم، أما فقراء الأقباط فقد آثروا الإسلام حتى يعفوا من دفع الجزية، ولكن الأستاذ رد عليه قائلا: بل إن الأغنياء هم الذين يمالئون الغازى فى كل زمان، فيسترضونه، ويتبعون قوانينه، ويعتنقون دينه حتى يحتفظون بممتلكاتهم وأرضهم، فنحن المسلمين أحفاد أغنياء الأقباط وعِلْيَتهم لا أنتم الأقباط، ويضحك الاستاذ ثم يردف أنه قال: وليس معنى ذلك أننا لسنا أيضا أحفاد المنافقين الممالئين فى نفس الوقت، ونضحك جميعا للذكريات وطيب الحوار.
بعد أن استأذنت، وقبل أن أغادر الجلسة تماما سمعت الأستاذ يسأل محمد عن قصيدة كان كتبها أو أشار إليها، وودت لو انتظرت لأعرف عن إبنى جانبا آخر من خلال الأستاذ، ولكننى خجلت أن أرجع، وأيضا تصورت أننى ربما أكون قد سمعت خطأ (لماذا هذا التصور؟ لا أعلم، فأنا لا أعرف أن ابنى يكتب الشعر أصلا)
الإثنين: 8/5/1995 (نوفوتيل المطار)
الأستاذ وحده مع محمد إبنى، والأمين المنوط بالحراسة جالس معها على غير العادة، صامت لا يتدخل فى حديث أو يقوم بوظيفة آنية واضحة، لم يحضر أحد بعد، فقلت أنتهزها فرصة وأكمل حديث أمس، وسألت آلأستاذ إن كان يريد أن يسمع بعض شطحات تهانى يوم العيد التى كتبتها إلى مجهولين وبلغوا 173 تهنئة، فرحب بطيبته المعهودة، وبدأت، وكلما قرأت عشرة أو عشرين “تهنئة” سألته إن كنت أتوقف أو أكمل فيقول: أكمل، ثم قاطعنى قائلا: هذا برنامج حزب سياسى وليس تهانى، وقد دهشت دهشة هائلة من هذا التعقيب الذكى الذى لم يخطر على بالى، والذى تأكدتْ من خلاله أزمتى التى يبدو أنها بغير نهاية، وهى خلط الخاص بالعام، وسألته مرة أخرى: هل أكمل حقيقةً؟ فقال: “نعم طبعا”،وكانت كل فقرة تبدأ بـ “كل عام وأنت، كل عام وأنتم”، فلما جاء النادل يسأل عن الطلبات، وكان طلب الأستاذ قهوة سادة كالمعتاد، قال مازحا: ”كل عام وهى هى القهوة” وفهمت القفشة الرقيقة وتوقفت عند حوالى النصف، وكان نعيم قد حضر، وإذا به يتصور من تعقيب الأستاذ الأول أنه برنامج حزب فعلا، وحين توقفت سأل أى حزب شاعرى هذا، فضحكنا وشرح له الأستاذ الحكاية (ملحوظة: بحثت عن هذه التهانى – برنامج الحزب السياسى – بين أوراقى الآن فلم أجدها 2010).
حكيت للأستاذ عن حكاية زوج عمتى الذى كان حشاشا ظريفا بلا عمل تقريبا، وكان والدى يغار منه خفية، ويهاجمه علانية، لكن شباب العائلة – وأنا منهم- كانوا يلتفون حوله لخفة ظله، ولما يمثله من ثورة لذيذة بديلة عن قهر بقية كبار العائلة، وكان من عادته فى العيد أن يقول: كل سنة وانت كده، فإذا احتج السامع شرح له الدعوة، بأنه، “اللى تعرفه أحسن من اللى ما تعرفوش”.
ويضحك الأستاذ ثانية
أحكى للأستاذ عن خبرين سمعتهما فى الإذاعة البريطانية عن شيخ الأزهر: الأول قضية رفعها المسئول عن الهيئة المصرية للدفاع عن حقوق الإنسان، يتهم فيها شيخ الأهر بإلحاق ضرر مادى به من خلال فتواه الخاصة بختان الإناث، وأنه قال أن الختان مثل الأذان، وأن وأن….، ويحتج المدعى أن كل هذا مستند إلى أحاديث ضعيفة، ويحتج بآراء الشيخ محمود شلتوت، والشيخ سيد سابق، والمفتى الشيخ طنطاوى، وأن النبى لم يختن بناته…إلخ، ويضيف الأستاذ كيف لم ينشر هذا فى صحفنا؟ فلا أعرف جوابا
الخبر الثانى – من إذاعة لندن أيضا- هو أن شيخ الأزهر أيضا أصدر فتوى أن القدس مكان مدنس بالعدو، وبالتالى فإن من يزوره يكون آثما دينيا، هذا بالرغم من – أو ردا على – فتوى مفتى الديار الشيخ طنطاوى الذى أبدى استعداده أن يزور القدس أو إسرائيل لأنه صاحب حق، وصاحب كلمة حق، وعليه أن يقولها فى كل مكان يتاح له أن يقولها فيه حتى فى عقر دار العدو
ويدور حديث عن هذا الخلاف بين المفتى وشيخ الأزهر، وعن موقف السلطة منهما، ولا ينتهى النقاش إلى شىء محدد.
أما آخر ما نقلته للأستاذ عن إذاعة لندن- والتى يرجع فضل سماعها إلى إصرارى على عدم استخدام سائق، حيث أننى لا أستمع للراديو إلا فى السيارة، فهو تعليق خبير إنجليزى فى شئون الشرق الأوسط عن عدم تعيين نائب للرئيس حسنى مبارك، ولا أدخل فى التفاصيل إلا فيما يتعلق بقول هذا الخبير إنه لا يوجد الآن فى مصر، لا حاكما ولا محكوما، لا مؤيدا ولا معارضا من يوصف بأنه رجل سياسية فعلا، فمعظم من يتولى أمورنا هم من المكتبيين الإدرايين أو الفنيين المختصين، وأتعجب لهذه الإحاطة بأحوالنا أكثر منا بشكل أو بآخر.
وننصرف وأنا فى عجب متجدد من تنوع الأحاديث، وسرعة تنقلها، وصبر الأستاذ.