“يومياً” الإنسان والتطور
29-9-2008
السنة الثانية
العدد: 395
يوم إبداعى الشخصى:
الفقرة الاستهلالية قبل الفصل السابع (ص 129)
من ملحمة الرحيل والعود (صدر حديثا)
الجزء الثالث من ثلاثية “المشى على الصراط”
الفصل باسم:
شارع المبتديان
كانت الطيور التى يسميها الفلاح “أبو قردان” ترفرف بأجنحتها على مسافة قريبة من الأرض المروية حديثا، وكان بعضها يهبط فجأة بزاوية محسوبة، وكأنه يقفز قفزة الغطس التى تدرب عليها منذ بزغ فرخا .
لم تكن الرياح شديدة، لكنها كانت السبب فى أن يتطاير شعر ”بسمة” فى اتساق منتظم وكأنه يعزف – أو يؤلف – لحنا جديدا لا يريد أن يكتمل برغم بداياته الواعدة جميعا.
مدت يدها إلى البضع شعرات اللاتى تراقصن أمام عينها اليسرى، ثم نظرت إلى ساعة الحائط، وقررت أن تؤجل الحمام هذا الصباح مع أنها لم تكن مرتبطة بأى موعد باكر، ثم إن عملها لا يلزمها بمواعيد محددة.
عادة، لا يمكن لأحد أن يتبين ماذا التقط أبو قردان من الأرض، لكن الذى تدلى من المنقار هذه المرة كان لا يخفى على عين. كيف سيبتلع كل هذه الأفعى؟ ومع ذلك لم تلاحظ بسمة أية غرابة إلا حين تلوى الطائر وهبط اضطراريا حتى غاص فى الطين تماما هو وقاتلته أو فريسته.
ولم يعثروا على الصندوق الأسو د حتى الآن.