الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الثلاثاء الحرّ: هل هذا وقته؟؟ لكنه هو الذى حدث!!

الثلاثاء الحرّ: هل هذا وقته؟؟ لكنه هو الذى حدث!!

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 20-11-2012

السنة السادسة

 العدد:  1908

الثلاثاء الحرّ:

هل هذا وقته؟؟ لكنه هو الذى حدث!!

حديثان عن الحب!!

لماذا هذا الإحراج؟

وهل يوجد أحد حر، أو يوم حر؟

المهم: بناء على اقتراحات الأسبوع الماضى قفز لى هذا الحديث الذى أدليت به مؤخرا كتابة، وهو لا يتناسب إطلاقاً مع دم الأبرياء الجارى “هنا وهناك”، ولا مع سفالة السفاحين، ولا مع إهمال الذاهلين، ولا مع حال البلد، ولا مع مزاج أحد،

 من ذا الذى عنده “نفس” يتكلم فى الحب أو عن الحب هذه الأيام؟

فرددت على نفسى:

 وهل يمكن أن نواصل حتى أحزاننا، وجوعنا، وحيرتنا، وتهديدات فشلنا بدون حب؟

 وهل يمكن أن نتنفس بدون حب؟

وهل يمكن أن نتنازل عن ثروة “أن نحب”؟

وعن حقنا فى أن “نُحَب”

تحت كل الظروف؟

* * *

الذى حصل أن إحدى المحررات الطيبات فى مجلة نسائية قدمت لى هذا الأسبوع – بغير مناسبة- أسئلة متواضعة عن الحب، لم أرتح لها، ولم أقل لها رأيى فيها، وأجبتها بما تيسر بما عندى وهو الجزء الأول من نشرة اليوم، وقد خيل إلىّ أنها إجابات مسطحة اضطررت لها حسب نوع الأسئلة.

لكننى  نتيجة لعدم رضاى: رحت أبحث فى أوراقى فوجدت حديثا أقدم (من سنوات) عن “الحب الحقيقى”، (غير الذى يغنيه محمد فؤاد) فأرفقته مع إجاباتى الأولى للمحررة مشيرا عليها أن تقتطف منه ما تشاء،

وحين راجعته وجدته أوْلى بالنشر هنا فقررت، مادام الثلاثاء “حراً”، أن أنزل الحديثين معاً.

* * * *

الحديث الأول:

1) الحب، هل له سن معين  ام من  الممكن أن نحب فى اى سن، وهل يختلف الحب من مرحله الى أخرى:  مثلا مرحلة المراهقة، الشباب وخريف العمر أم ان الحب واحد فى كل هذه المراحل؟

د. يحيى:

الحب ليس له سن معين، وخاصة إذا أخذنا المسألة ذهابا وإيابا بمعنى، أن نُحِبّ وأنا نُحَبّ، فالطفل منذ ولادته يتلقى الحب، ثم يتعلمه، ثم نتبادله، ثم نتوب عنه، ثم نعود إليه، مرورا بالشك فيه وإنكاره والجوع إليه وتشويهه،

 وطبعا يختلف الحب من مرحلة إلى أخرى، لكن هذه المراحل ليست بالضرورة مرتبطة بسن معينة، فنحن نسمع عن مراهقة الشيخوخة، وعن عزوف الشاب الانطوائى عن الحب فى عز شبابه، وغير ذلك من تباديل وتوافيق

2) هل الإنسان يحتاج للحب ولذلك يبحث  عنه أم ان الحب قضاء وقدر؟ وهو شىء  خارج عن إرادتنا؟

د. يحيى:

الاثنان معا، الحاجة إلى الحب مثل الحاجة إلى الأكل والشرب، وفى نفس الوقت هو قضاء وقدر، والتعبير الأجمل هو “إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يحركها كيف يشاء.

3) ايهما اكثر احتياجا للحب المرأه أم الرجل ولماذا؟

د. يحيى:

بصراحة الاثنان، لكن المرأة أصدق وأصرح فى التعبير عن ذلك، أما الرجل فهو أخبث وأكثر ادعاء، لكنه كثيرا ما يكون أحوج.

4) هل هناك علاقة  بين الحب والأحترام وهل ممكن ان  ينفصلا عن بعضهما؟ وايهما أهم: الحب أم الاحترام؟

د. يحيى:

الاحترام هو جوهر أساسى فى الحب، والاحترام ليس له مظاهر معينة، وليس فقط من الصغير للكبير، لكنه عبارة عن حضور الشريك فى وعى المحب بتقييم إيجابى وعرفان، سواء كان ذلك فى حضوره أو غيابه جسديا، بصراحة أنا اعتبر الاحترام هو أرقى مراتب الحب ومن أشرف تجلياته.

5) هذه الأيام نجد لغة الحب بين الشباب  لا يوجد فيها احترام  فما رايك؟

د. يحيى:

أنا أرى أن لغة الشباب أصدق، وما يعتبره الكبار خال من الاحترام قد يكون صدقا شريفا يعلن احتراما حقيقيا من نوع آخر.

6) متى يبعد الرجل عن  المرأه التى يحبها؟

د. يحيى:

حين تصبح مملة، أو منفرة، بداع وبغير داع.

7) كيف تحتفظ المرأة بقلب الرجل الذى يحبها إلى الابد؟ أم ان هذا مستحيل؟

د. يحيى:

ولماذا تحتفظ به؟ الأوْلى أن تتساءل كيف تحافظ عليه –على قلبه- حيا نابضا طازجا رائحا غاديا، على المراة –كما على الرجل- أن تفرق بين الحب والامتلاك، فتعبير تحتفظ هنا شغلنى وجعلنى أفكر فى وضعه فى “محفظتها”.

الحديث الثانى: (بدون تاريخ، غالبا منذ سنوات)

الحب الحقيقى:

‏1- ‏ما‏ ‏هو‏ ‏تصورك‏ ‏للحب‏ ‏الحقيقى؟

يا‏ ‏خبر‏!! ‏كم‏ ‏أود‏ ‏أن‏ ‏أهرب‏ ‏حتى ‏لا‏ ‏أصدم‏ ‏المحبين‏، ‏ولكن‏ ‏شكرا‏ ‏على ‏تحديد‏ ‏السؤال‏ ‏بكلمة‏ “تصورك” ‏لأن‏ ‏ذلك‏ ‏أتاح‏ ‏لى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏حديثى ‏هو‏ ‏مجرد‏ ‏تصورمجتهد‏، ‏وليس‏ ‏أحكام‏ ‏واثق‏، ‏ذلك‏ ‏أننى ‏من‏ ‏فرط‏ ‏اهتمامى ‏بهذه‏ ‏القضية‏ ‏قلت‏ ‏فيها‏ ‏وزدت‏ ‏حتى ‏مسخت‏، ‏المهم‏: ‏تقولين‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقي‏، ‏فأحذرك‏ ‏ابتداء‏ ‏من‏ ‏صفة‏ “حقيقي”، ‏لأن‏ ‏الحقيقة‏ ‏هدف‏ ‏بعيد‏ ‏المنال‏، ‏وكل‏ ‏ما‏ ‏نملكه‏ ‏إزاءها‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏نسعى ‏فى ‏اتجاهها‏، ‏أما‏ ‏عن‏ ‏الحب‏ ‏فالأمر‏ ‏يتعلق‏ ‏بالشائع‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏الكلمة‏، ‏وأيضا‏ ‏يتوقف‏ ‏على: ‏إلى ‏من‏ ‏أوجه‏ ‏الخطاب‏، ‏أقول‏ ‏لك‏ ‏يا‏ ‏سيدتى ‏ورزقى ‏على ‏الله‏، ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏هو‏ ‏التواجد‏ ‏مع‏ ‏آخر‏ ‏بإرادة‏ ‏ظاهرة‏ ‏أو‏ ‏خفية‏، ‏فى ‏حالة‏ ‏يقظة‏ ‏من‏ ‏الرعاية‏ ‏والمسئولية‏ ‏المتبادلة‏، ‏مع‏ ‏تحمل‏ ‏الاختلاف‏، ‏ومثابرة‏ ‏الاستمرار‏،

‏هل‏ ‏فهمت‏ ‏شيئا‏؟ ‏أليس‏ ‏من‏ ‏حق‏ ‏المحبين‏ ‏بعد‏ ‏هذا‏ ‏التعريف‏ ‏الجاف‏ ‏أن‏ ‏يلقوا‏ ‏فى ‏وجهى ‏بالبيض‏ ‏الفاسد‏ ‏والطماطم‏ ‏المفعوصة.

‏ 2- ‏متى ‏يشعر‏ ‏الفرد‏ ‏أن‏ ‏الحب‏ ‏الذى ‏يعيشه‏ ‏هو‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى؟

المهم أن الشخص‏ ‏يشعر‏ ‏أولا‏ ‏أنه‏ ‏يحب‏، ‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏قد‏ ‏يتساءل‏ ‏إن‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏حب‏ ‏حقيقى ‏أم‏ ‏لا‏، ‏والأحسن‏ ‏ألا‏ ‏يتساءل‏، ‏لأننى ‏أعتقد‏ ‏أن‏ ‏الحب‏ ‏لا‏ ‏يصير‏ ‏حبا‏ ‏إذا‏ ‏قفز‏ ‏هذا‏ ‏السؤال‏ ‏التالى ‏يقول‏: ‏هل‏ ‏هو‏ ‏حقيقى ‏أم‏ ‏غير‏ ‏حقيقي‏، ‏وبألفاظ‏ ‏أخرى ‏أقول‏: ‏إن‏ ‏الحب‏ (‏كما‏ ‏هو‏ ‏شائع‏) ‏يبدو‏ ‏حقيقيا‏ ‏حتى ‏يسأل‏ ‏المحب‏ ‏نفسه‏ ‏إن‏ ‏كان‏ ‏حقيقيا‏ ‏أم‏ ‏لا‏، ‏والأولى ‏ألا‏ ‏يبحث‏ ‏عن‏ ‏إجابة‏، ‏فمجرد‏ ‏ظهور‏ ‏هذا‏ ‏السؤال‏ ‏فى ‏الوعى‏، ‏يجعل‏ ‏الحب‏ ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏ظنه‏ ‏صاحبه‏ ‏فى ‏أول‏ ‏الأمر‏.‏

آسف‏ ‏مرة‏ ‏أخرى، ‏ولكنى ‏أريد‏ ‏أن‏ ‏أقول‏ ‏إن‏ ‏على ‏المحبين‏ ‏أن‏ ‏يحبوا‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يشغلوا‏ ‏بالهم‏ ‏بحكاية‏ ‏حقيقى ‏أو‏ ‏غير‏ ‏حقيقى ‏حتى ‏لا‏ ‏يفسدوا‏ ‏مرحلة‏ ‏العمى ‏اللذيذ‏ ‏الذى ‏تلوح‏ ‏به‏ ‏التجربة‏ ‏فى ‏البداية.

3- ‏ما‏ ‏هو‏ ‏إنعكاس‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏فى ‏حياة‏ ‏الفرد؟‏ (‏الفتاة‏ – ‏الشاب‏)‏؟

ثانية‏، ‏تقولين‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقي؟‏ ‏حاضر‏، ‏أنت‏ ‏التى ‏تصرين‏، ‏إن‏ ‏انعكاس‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏فى ‏مدى ‏الشوق‏ ‏أو‏ ‏مساحة‏ ‏الذهول‏، ‏وهو‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏فى ‏احتكار‏ ‏العواطف‏ ‏أو‏ ‏تقديس‏ ‏المحب‏ ‏دون‏ ‏غيره‏، ‏وإنما‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى – ‏وأرجو أن تتحمليني‏- ‏ينعكس‏ ‏فى ‏حياة‏ ‏الفرد‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏بداية‏ ‏انطلاق‏ ‏نحو‏ ‏حب‏ ‏عدد‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏والأشياء‏ ‏والأوقات‏ ‏والأحلام‏، ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏مجموع‏ ‏الإثنين‏ ‏المحبين‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏اثنين‏ (‏1‏ + ‏1‏ = ‏كثير‏)، وأيضا ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏عائد‏ ‏العلاقة‏ ‏هو‏ ‏مزيد‏ ‏من‏ ‏الإنتاج‏ ‏والإبداع‏ ‏لكل‏ ‏طرف‏ ‏على ‏حدة‏، ‏ولهما‏ ‏معا‏، ‏وللناس‏ ‏بالتالى‏، وكذلك ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏اختلاف‏ ‏كل‏ ‏محب‏ ‏عن‏ ‏الآخر‏ ‏ليس‏ ‏دافعا‏ ‏للشجار‏ ‏وإنما‏ ‏مثيرا‏ ‏لتعديل‏ ‏زاوية‏ ‏الرؤية‏ ‏لعل‏ ‏توجه‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏موقعه‏ ‏يقربهما معا‏ ‏من‏ ‏هدف‏ ‏مشترك‏ ‏غير‏ ‏مرئى ‏فى ‏اللحظة‏ ‏الراهنة‏، ‏أعنى ‏أن‏ الحب‏ ‏الحقيقى ‏ينعكس‏ ‏فى ‏إثراء‏ ‏حياة‏ ‏من‏ ‏يعيشونه‏ ‏بكل‏ ‏مستوياتها‏، ‏حالة‏ ‏كونهم‏ ‏وسط‏ ‏بحر‏ ‏البشر‏ ‏الذى ‏يحتاج‏ ‏أن‏ ‏يأتنس‏ ‏بتآلفهم‏، ‏وودهم‏ ‏مع‏ ‏الناس‏ ‏وليس‏ ‏على ‏حساب‏ ‏الناس‏، ‏أو‏ ‏استبعادا‏ ‏لبقية‏ ‏الناس‏.

‏ 4- ‏هل‏ ‏يشترط‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏بلوغ‏ ‏الفرد‏ ‏سن‏ ‏معين؟

إذا‏ ‏قبلنا‏ ‏هذه‏ ‏التحفظات‏ ‏السخيفة‏ ‏التى ‏قدمتها‏ ‏وكادت‏ ‏تسلب‏ ‏الشائع‏ ‏عن‏ ‏الحب‏: ‏مثل‏ ‏رفض‏ ‏مسألة‏ “‏أموت‏ ‏فيه‏ ‏ويموت‏ ‏فيه‏”، ‏أو‏ ‏مثل‏ ‏الحذر‏ ‏من‏ ‏مبدأ‏ “‏إنت‏ ‏وبس‏ ‏إللى ‏حبيبي”، ‏أوتحذيرا‏ ‏من‏ ‏الانسياق‏ ‏وراء‏ “‏يصعب‏ ‏على ‏أنام‏ ‏لحسن‏ ‏أشوف‏ ‏فى ‏المنام‏ ‏غير‏ ‏اللى ‏يتمناه ‏قلبي‏”، ‏إذا‏ ‏قبلنا‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏التحفظات‏، ‏أقول‏ ‏لك‏ ‏بكل‏ ‏صراحة‏ ‏إن‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏هو‏ ‏حب‏ ‏منتصف‏ ‏العمر‏، ‏أو‏ ‏بتعبير‏ ‏أدق‏ ‏هو‏ ‏حب‏ ‏النضج‏ ‏الواعي‏، ‏والنضج‏ ‏لا‏ ‏يرتبط‏ ‏بسن‏ ‏معينة‏ ‏وإن‏ ‏كان ‏أى ‏نضج‏ ‏يحتاج‏ ‏زمنا‏ ‏طويلا‏ ‏حتى ‏يكون‏ ‏نضجا‏ ‏حقيقيا‏، ‏ولذلك‏ ‏فإننى ‏لا‏ ‏أنصح‏ ‏الشباب‏ ‏مثلا‏ ‏أن‏ ‏يقيس‏ ‏ما‏ ‏يسميه‏ ‏حبا‏، ‏بما‏ ‏جاء‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏حديثى الحالى‏ ‏عن‏ “‏الحب‏ ‏الحقيقي”، ‏إذ‏ ‏يخيل‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏الذى ‏يولد‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏فى ‏نهاية‏ ‏النهاية‏ ‏هو‏ ‏الحب‏ ‏غير‏ ‏الحقيقي‏، ‏وبتعبير‏ ‏آخر‏ ‏فإننى ‏لا‏ ‏أتصور‏ ‏أن‏ ‏أى ‏إنسان‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يمارس‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏قد‏ ‏سبق‏ ‏له‏ ‏أن‏ “طب‏” ‏أو‏ “اندب” ‏مرة‏ ‏ومرة‏ ‏ومرات‏ ‏فى ‏حب‏ ‏غير‏ ‏حقيقي‏، ‏وخلاصة‏ ‏القول‏ ‏أن‏ ‏الحب‏ ‏ليكون‏ ‏حقيقيا‏ (‏كما‏ ‏مسختُهُ‏ ‏حالا‏ ) ‏يحتاج‏ ‏لعدد‏ ‏من‏ ‏السنين‏ ‏وعديد‏ ‏من‏ ‏الخبرات‏، ‏وكأنه‏ ‏قلب‏ ‏جوهر‏ ‏تحميه‏ ‏عدد‏ ‏هائل‏ ‏من‏ ‏الأوراق‏ ‏المحيطة‏ (‏مثل‏ ‏الكرنبة‏ !!)، ‏ولا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تصل‏ ‏إلى ‏قلب‏ ‏الجوهر‏ ‏إلا ‏بإزالة‏ ‏هذه‏ ‏الأوراق‏ ‏طبقة‏ ‏بعد‏ ‏طبقة‏، ‏على ‏شرط‏ ‏ألا‏ ‏تستهين‏ ‏بفائدة‏ ‏الأوراق‏ ‏وضرورتها‏ ‏لحماية‏ ‏هذا‏ ‏الجوهر‏ ‏القلب‏، ‏وبالتالى ‏فإن‏ ‏الحب‏ ‏غير‏ ‏الحقيقي‏- ‏إن‏ ‏صح‏ ‏التعبير‏- ‏هو‏ ‏هذه‏ ‏الأوراق‏ ‏العظيمة‏ ‏التى ‏تحافظ‏ ‏على ‏الجوهر‏(‏القلب‏ ‏الداخلي‏) ‏حتى ‏نصل‏ ‏إليها‏ ‏فى ‏الوقت‏ ‏المناسب‏.‏

‏ 5- ‏هل‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏مع‏ ‏الزواج‏ ‏يتلاشى ‏أم‏ ‏يزيد؟

‏ ‏وهذه‏ ‏قضية‏ ‏أخرى ‏تتحدى‏، ‏فليس‏ ‏كل‏ ‏زواج‏ ‏مثل‏ ‏الآخر‏، ‏وبما‏ ‏أننا‏ ‏تكلمنا‏ ‏عن‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقي‏، ‏فمن‏ ‏حقنا‏ ‏أن‏ ‏نتكلم‏ ‏عن‏ ‏الزواج‏ ‏الحقيقي‏، ‏والزواج‏ ‏غير‏ ‏الحقيقي‏، ‏فإذا‏ ‏كان‏ ‏الزواج‏ ‏هو‏ ‏عقد‏ ‏ملكية‏ ‏موثق‏ ‏فى ‏الشهر‏ ‏الاجتماعى ‏فحسب‏، ‏فإنه‏ ‏مقبرة‏ ‏للحب‏ ‏الحقيقي‏، ‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏الزواج‏ ‏هو‏ ‏هدف‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏يحسبه‏ ‏الطرفان‏ ‏حبا‏، ‏إذن‏ ‏فقد‏ ‏حقق‏ ‏الحب‏ ‏هدفه‏ ‏وبالتالى ‏لم‏ ‏يعد‏ ‏للمحبين‏ ‏حاجة‏ ‏إليه‏ (‏لأن‏ ‏الإنسان‏ ‏لا‏ ‏يحافظ‏ ‏على ‏الوسيلة‏ ‏متى ‏أدت‏ ‏غرضها‏) ‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏الزواج‏ ‏صفقة‏ ‏تعفى ‏طرفيها‏ ‏من‏ ‏مسئولية‏ ‏اختبار‏ ‏حقيقة‏ ‏علاقاتهم‏ ‏مع‏ ‏سائر‏ ‏البشر‏، ‏فإنه‏ ‏يكون‏ ‏بديلا‏ ‏عن‏ ‏النضج‏‏، ‏وبالتالى ‏نبتعد‏ ‏قليلا‏ ‏أو‏ ‏كثيرا‏ ‏عن‏ ‏شروط‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏كما‏ ‏أشرنا‏ ‏حالا‏، ‏موجز‏ ‏القول‏ ‏أن‏ ‏الزواج‏ ‏الاحتكار‏، ‏والزواج‏ ‏الانغلاق‏، ‏والزواج‏ ‏الصفقة‏ ‏المحدودة‏ ‏الأطراف‏، ‏لا‏ ‏بد‏ ‏وأن‏ ‏يـستغنى ‏به‏ ‏عن‏ ‏ما‏ ‏يسمى ‏حب‏ ‏حقيقي‏، ‏أى ‏أن‏ ‏الحب‏ ‏يتلاشى (‏عادة‏ ‏رويدا‏ ‏رويدا‏) ‏بعد‏ ‏الزواج‏، أما‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏الزواج‏ ‏هو‏ ‏امتداد‏ ‏لعملية‏ ‏النضج‏، ‏بمعنى ‏أنه‏ ‏إشراك‏ ‏للمجتمع‏ ‏كشاهد‏ ‏وعامل‏ ‏مساعد‏ ‏لدفع‏ ‏محاولة‏ ‏طرفين‏ ‏أن‏ ‏يكملا‏ ‏تدريبات‏ ‏العلاقة‏ ‏البشرية‏ ‏بكل‏ ‏ما‏ ‏تحمل‏ ‏من‏ ‏تحديات‏ ‏وصعوبات‏، ‏بحيث‏ ‏إذا‏ ‏أتقناها‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏النموذج‏ ‏المسئول‏ ‏المعلن‏، ‏أصبح‏ ‏كل‏ ‏طرف‏ ‏قادر‏ ‏على ‏ممارسة‏ ‏علاقات‏ ‏إنسانية‏ ‏مع‏ ‏ناس‏ ‏آخرين‏ ‏فآخرين‏ ‏فآخرين‏ ‏أفضل‏ ‏فأفضل‏، ‏وأكثر‏ ‏فأكثر‏، ‏هنا‏ ‏يكون‏ ‏الزواج‏ ‏مرحلة‏ ‏أنضج‏ ‏فأنضج‏ ‏للحب‏ ‏الناضج‏ ‏أصلا‏، ‏كما‏ ‏يصبح‏ ‏إضافة‏ ‏معلنة‏ ‏لمسئولية‏ ‏متحدية‏، ‏ووعدا‏ ‏بأن‏ ‏يكون‏ ‏لحساب‏ ‏المجتمع‏ ‏الشاهد‏ ‏والمبارك‏ ‏وليس‏ ‏على ‏حسابه.

ولا‏ ‏أخفى ‏عليك‏ ‏أننى ‏فى ‏خبرتى المهنية ‏المحدودة‏ ‏وجدت أن أغلب‏ ‏الزواج‏ هو ‏من‏ ‏النوع‏ ‏الأول‏ (‏الاحتكارى ‏الإنغلاقى ‏الصفقاتى ‏المحددة‏ ‏الأطراف‏) ‏دون‏ ‏الثانى (‏المسئولية‏، ‏والعلانية‏، ‏ومشاركة‏ ‏المجتمع‏، ‏تعميقا‏ ‏لعلاقة‏ ‏خاصة‏ ‏لإثراء‏ ‏العلاقة‏ ‏العامة‏)‏

‏ 6- ‏هل‏ ‏يتلاشى ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏مع‏ ‏المشاكل‏ ‏الإقتصادية‏ ‏أم‏ ‏يصمد؟

يا‏ ‏ليتك‏ ‏تستبدلين‏ ‏كلمة‏ ‏يتلاشى ‏يتلاشى ‏يتلاشى ‏هذه‏ ‏بكلمة‏ ‏مثل‏ “‏يقل‏”، ‏ذلك‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏الصعب‏ ‏أن‏ ‏نتصور‏ ‏أن‏ ‏خبرة‏ ‏إنسانية‏ ‏مثل‏ ‏الحب‏ (‏حقيقى ‏كان‏ ‏أو‏ ‏غير‏ ‏حقيقى‏) ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تتلاشى ‏لأى ‏سبب‏ ‏من‏ ‏الأسباب‏، ‏وبالنسبة‏ ‏للإجابة‏ ‏على ‏هذا‏ ‏السؤال‏ ‏بالذات‏، ‏فإنه‏ ‏بالرغم‏ ‏من‏ ‏أهمية‏ ‏العامل‏ ‏الاقتصادى ‏فى ‏كل‏ ‏نواحى ‏الحياة‏، ‏فإننى ‏لا‏ ‏أحب‏ ‏أن‏ ‏أختزل‏ ‏الأمور‏ ‏فأفسر‏ ‏كل‏ ‏الصعوبات‏ ‏بهذا‏ ‏العامل‏ ‏الهام‏، ‏صحيح‏ ‏أن‏ ‏الفقر‏ ‏هم‏ ‏وقهر‏، ‏وأن‏ ‏ترعرع‏ ‏الحب‏ ‏مع‏ ‏الهم‏ ‏والقهر‏ ‏أمر‏ ‏صعب‏، ‏ولكن‏ ‏فى ‏الغنى ‏أيضا‏ ‏رخاوة‏ ‏وفتور‏، ‏وبالتالى ‏تصبح‏ ‏ممارسة‏ ‏الحب‏ ‏تحت‏ ‏مظلة‏ ‏الوفرة‏ ‏والرفاهية‏ ‏أبعد‏ ‏عن‏ ‏الاختبارات‏ ‏المتحدية‏، ‏والعامل‏ ‏الاقتصادى ‏للأسف‏ ‏يقع‏ ‏عبؤُهُ‏ ‏عادة‏ ‏فى ‏مجتمعنا‏ ‏على ‏الرجل‏ (‏الرجل‏ ‏عيبه‏ ‏جيبه‏)، ‏وحتى ‏لو‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏التأثير‏ ‏ظاهرا‏، ‏وكان‏ ‏الطرف‏ ‏الآخر‏ ‏محتملا‏، ‏فإن‏ ‏تزايد‏ ‏الحرمان‏ ‏من‏ ‏مطالب‏ ‏الحياة‏ ‏الأساسية‏، ‏وتصاعد‏ ‏تبادل‏ ‏اللوم‏ ‏مع‏ ‏تلاحق‏ ‏الإحباط‏، فإن ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏خليق‏ ‏أن‏ ‏يؤثر‏ ‏تأثيرا‏ ‏سلبيا‏ ‏على ‏تعميق‏ ‏العلاقة‏ ‏الإنسانية‏ ‏المسماة‏ ‏بالحب‏، ‏وبالرغم‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏فإن‏ ‏الحب‏ ‏إن‏ ‏كان‏ ‏حقيقيا‏ ‏بالمعنى ‏الذى ‏أسلفنا‏، ‏فإنه‏ ‏يصبح‏ ‏جزءا‏ ‏لا‏ ‏يتجزآ‏ ‏من‏ ‏الواقع‏، ‏وماالواقع‏ ‏إلا‏ ‏اقتصاد‏ ‏ومسئولية‏ ‏وأكل‏ ‏عيش‏ ‏وعلاقات‏، ‏فلا‏ ‏يمكن‏ ‏فصل‏ ‏العلاقات‏ ‏الإنسانية‏ ‏عن‏ ‏بقية‏ ‏مكونات‏ ‏حسبة‏ ‏الواقع‏، ‏وبالتالى ‏فإن‏ ‏العامل‏ ‏الاقتصادى ‏يصبح‏ ‏مجرد‏ ‏متغير‏ ‏من‏ ‏متغيرات‏ ‏الواقع‏، ‏وبما‏ ‏أن‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏هو‏ ‏فى ‏نهاية‏ ‏الأمر‏ ‏دافع‏ ‏للإنتاج‏ ‏والإبداع‏، ‏فإنه‏ ‏جدير‏ ‏أن‏ ‏يعتبر‏ ‏دافعا‏ ‏للانتصار‏ ‏تحت‏ ‏كل‏ ‏الظروف‏، ‏ولست‏ ‏أبالغ‏ ‏هنا‏ ‏حين‏ ‏أقول‏ ‏إن‏ ‏الفقر‏ ‏واقع‏ ‏مر‏، ‏فلا‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏نجعله‏ ‏أكثر‏ ‏مرارة‏ ‏بأن‏ ‏نتصور‏ ‏أنه‏ ‏مسئول‏ ‏عن‏ ‏أن‏ ‏يحرمنا‏ ‏من‏ ‏شرف‏ ‏الحب‏ ‏وحفزه‏ (‏هذا‏ ‏إذا‏ ‏كن‏ ‏حقيقيا‏ !!!)‏.

‏ 7-‏ هل‏ ‏يتلاشى ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏تدريجيا‏ ‏مع‏ ‏الأيام؟

إن‏ ‏الأيام‏- ‏الزمن‏- ‏لا‏ ‏بد‏ ‏وأن‏ ‏تغير‏ ‏طعم‏ ‏الحب‏، ‏ولكن‏ ‏مسألة‏ ‏يتلاشى ‏هذه‏، ‏كما‏ ‏قلنا‏، ‏فيها‏ ‏نظر‏، ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نتحدث‏ ‏عن‏ ‏الفتور‏، ‏أو‏ ‏عن‏ ‏التعود‏ ‏السخيف‏، ‏أو‏ ‏عن‏ ‏قلب‏ ‏الاختيار‏ ‏المتجدد‏ ‏إلى ‏واجب‏ ‏متبادل‏، ‏وكل‏ ‏هذا‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏المعنى ‏المقصود‏ ‏بالتلاشي‏، ‏ولكن‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏لا‏ ‏يسرى ‏إلا ‏على ‏الحب‏ ‏الشائع‏ ‏وليس‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏الذى ‏تصرين‏ ‏على ‏الحديث‏ ‏عنه‏، ‏فالحب‏ ‏الحقيقي‏-‏ كما‏ ‏أشرنا‏- ‏هو‏ ‏أحد‏ ‏تجليات‏ ‏النضج‏ ‏الحقيقي‏، ‏والنضج‏ ‏يزيد‏ ‏مع‏ ‏الأيام‏ (‏حسب‏ ‏مدارس‏ ‏النمو‏ ‏المستمر‏) ‏ولا‏ ‏ينقص‏ ‏إلا‏ ‏فى ‏حالات‏ توقف النضج أو جموده أو ‏المرض‏ ‏التدهوى، ‏وبالتالى، ‏ففى ‏الأحوال‏ ‏العادية‏ ‏يظل‏ ‏النضج‏ ‏مستمرا‏ ‏ومتزايدا‏ ‏حتى ‏القبر‏، ‏وبالقياس‏ ‏السليم‏ ‏فإن‏ ‏الحب‏ – ‏الحقيقي‏- ‏يظل‏ ‏قائما‏ ‏ومستمرا‏ ‏ومتزايدا‏ ‏حتى ‏القبر‏، ‏مهما‏ ‏تغير‏ ‏موضوع‏ ‏الحب‏، ‏لأن‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏يعلم‏ ‏صاحبه‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏كيف‏ ‏يحب‏ ‏أكثر‏، ‏أكثر‏ ‏كما‏، ‏وأرقى ‏نوعا‏، ‏وأكثر‏ ‏عددا‏ ‏من‏ ‏البشر‏، ‏فكيف‏ ‏تنقصه‏ ‏الأيام‏ ‏وهى ‏تعطى ‏فرصا‏ ‏متزايدة‏ ‏للأخذ‏ ‏والعطاء‏ ‏والتعلم‏ ‏والمشاركة‏ ‏والخبرة‏ ‏والفرص‏ ‏المتجددة.

‏8 – ‏هل‏ ‏من‏ ‏الممكن‏ ‏أن‏ ‏يتحول‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏إلى ‏برود‏ ‏وفتور؟

طبعا‏ ‏لا‏، ‏وإلا‏ ‏نكون‏ ‏قد‏ ‏أسأنا‏ ‏تعريف‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقي‏، ‏إننى ‏أفترض‏ ‏أن‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏إذا‏ ‏تحول‏ ‏إلى ‏برود‏ ‏وفتور‏ ‏فمعنى ‏ذلك‏ -‏ ببساطة‏- ‏أنه‏ ‏كشف‏ ‏عن‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏حقيقيا‏، ‏هذا‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏فى ‏الأمر‏، ‏والحب‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏حقيقيا‏ ‏أو‏ ‏غير‏ ‏حقيقى ‏بقدر‏ ‏تأكيد‏ ‏صاحبه‏ ‏على ‏ذلك‏، ‏أو‏ ‏بقدر‏ ‏اشتعال‏ ‏العواطف‏ ‏ومظاهر‏ ‏التفاني‏، ‏وإنما‏ ‏الاختبار‏ ‏الجاد‏ ‏لما‏ ‏هو‏ ‏حقيقى ‏أو‏ ‏غير‏ ‏ذلك‏ ‏هو‏ “‏الزمن”، ‏فالحب‏ ‏الحقيقى ‏دائم‏ ‏الحيوية‏ ‏متفجر‏ ‏الإبداع‏، ‏دون‏ ‏أن يحتكره‏ ‏فرد‏ ‏بذاته‏، ‏مع‏ ‏ضرورة‏ ‏الارتباط‏ ‏الفردى بشكل‏ ‏ما‏ ‏فى ‏كل‏ ‏مرحلة‏، ‏وهو‏ ‏يتميز‏ ‏دائما‏ ‏بقدرات‏ ‏متنامية‏ ‏فى ‏كل‏ ‏اتجاه‏، ‏فكيف‏ ‏يبرد‏ ‏أو‏ ‏يفتر‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏شيئآ‏ ‏آخر‏.‏

‏ 9- ‏هل‏ ‏من‏ ‏الممكن‏ ‏أن‏ ‏يتحول‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏إلى ‏وهم؟

أظن‏ ‏أن‏ ‏الإجابة‏ ‏متضمنة‏ ‏فى ‏إجابة‏ ‏السؤال‏ ‏السابق‏، ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏لا‏ ‏يتحول‏ ‏إلى ‏وهم‏ ‏تحت‏ ‏أى ‏ظرف‏ ‏من‏ ‏الظروف‏، ‏وإنما‏ ‏قد‏ ‏يثبت‏ -‏إذا‏ ‏تعرى ‏باختبار‏ ‏صعب‏- ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏وهما‏ ‏من‏ ‏البداية‏، ‏لا‏ ‏أكثر‏ ‏ولا‏ ‏أقل

‏ 10- ‏هل‏ ‏ينشأ‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏بين‏ ‏مسلم‏ ‏ومسيحى؟

الحب‏ ‏الحقيقى (‏الحقيقي‏) ‏لا‏ ‏يسأل‏ ‏عن‏ ‏محتوى الرقم القومى‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يمارس‏ ‏نشاطه‏، ‏فهو‏ ‏علاقة‏ ‏إنسانية‏ ‏فى ‏أعلى ‏مراتبها‏، ‏فكيف‏ ‏يحول‏ ‏دون‏ ‏انطلاقها‏ ‏أو‏ ‏نمائها‏ ‏لون‏ ‏البشرة‏ ‏أو‏ ‏نوع‏ ‏الدين‏، ‏إن‏ ‏التنظيمات‏ ‏الاجتماعية‏، ‏والدينية‏، ‏والعرقية‏ ‏لعلاقات‏ ‏البشر‏، ‏هى ‏تنظيمات‏ ‏جيدة‏ ‏لأسباب‏ ‏موضوعية‏ ‏وإحصائية‏ ‏فحسب‏، ‏فالأرحج‏ – ‏إحصائيا‏- ‏أن‏ ‏استمرار‏ ‏علاقة‏ ‏إيجابية‏ ‏مع‏ ‏اختلاف‏ ‏الدين‏ ‏أو‏ ‏الطبقة‏ ‏أو‏ ‏غير‏ ‏ذلك‏ ‏يحتاج‏ ‏إلى ‏جهد‏ ‏أكبر‏ ‏ونضج‏ ‏أكبر‏ ‏مما‏ ‏لا‏ ‏يتوفر‏ ‏لمعظم‏ ‏الناس‏، ‏وبالتالى ‏فإن‏ ‏فشل‏ ‏هذه‏ ‏العلاقة‏ ‏يكون‏ ‏أكثر‏ ‏احتمالا‏ ‏من‏ ‏نجاحها‏ ‏إذا‏ ‏قورن‏ ‏بالعلاقات‏ ‏التى ‏لا‏ ‏تعانى ‏من‏ ‏هذه‏ ‏الصعوبات‏، ‏أما ‏بالنسبة‏ ‏للحالات‏ ‏الفردية‏، ‏فإن‏ ‏العلاقة‏ ‏الإنسانية‏ ‏الحقيقية‏ ‏قادرة‏ ‏على ‏اختراق‏ ‏كل‏ ‏الحواجز‏ ‏وتحدى ‏كل‏ ‏الصعوبات‏، ‏وإن‏ ‏كانت‏ ‏فى ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الأحيان‏ ‏سوف‏ ‏تصطدم‏ ‏بالتنظيمات‏ ‏الرسمية‏، ‏أو‏ ‏بغباء‏ ‏المجتمع‏، ‏أو‏ ‏بشروط‏ ‏الواقع‏، ‏وهذا‏ ‏كله‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يوضع‏ ‏فى ‏الاعتبار‏ ‏دون‏ ‏حجر‏ ‏على ‏المشاعر‏ ‏الإنسانية‏ ‏من‏ ‏البداية‏، ‏خلاصة‏ ‏القول‏ ‏أن‏ ‏الإنسان‏ ‏يحب‏، ‏ما‏ ‏دام‏ ‏إنسانا‏، ‏ثم‏ ‏ينظم‏ ‏مساره‏ ‏وسلوكه‏ ‏وإيقاعات‏ ‏يومه‏ ‏حسب‏ ‏الواقع‏ (‏الغبى ‏عادة‏) ‏من‏ ‏ناحية‏، ‏وحسب‏ ‏قدراته‏ ‏الإبداعية‏ ‏من‏ ‏ناحية‏ ‏أخرى.

‏11 – ‏هل‏ ‏يمكن‏ ‏لامرأة‏ ‏متزوجة‏ ‏أن‏ ‏تحب‏ ‏رجلا‏ ‏آخر؟‏ ‏وهل‏ ‏يمكن‏ ‏لرجل‏ ‏متزوج‏ ‏أن‏ ‏يحب‏ ‏امرأة‏ ‏أخرى ‏حبا‏ ‏حقيقيا؟

يمكن‏ ‏للرد‏ ‏عى ‏هذا‏ ‏السؤال‏ ‏الرجوع‏ ‏إلى ‏رد‏ ‏السؤال‏ ‏الخامس المتعلق بالمؤسسة الزواجية،‏ ‏فإذا‏ ‏سمحت‏ ‏لنفسى ‏أن‏ ‏أثق‏ ‏فى ‏القارئ‏، ‏وأن‏ ‏أتصور‏ ‏أننى ‏استطعت‏ ‏أن‏ ‏أوصل‏ ‏له “تصورى” ‏عن‏ ‏مسألة‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى، ‏فالإجابة‏ ‏لن‏ ‏تكون‏ ‏صادمة‏ ‏إلا‏ ‏لمن‏ ‏لم‏ ‏يستوعب‏ ‏ما‏ ‏سبق‏، ‏الإجابة‏ ‏تقول‏ ‏إن‏ ‏المرأة‏ ‏المتزوجة‏ ‏زواجا‏ ‏إيجابيا‏ (‏بالمعنى ‏السالف‏ ‏الذكر‏ ‏والذى ‏يؤكد‏ ‏أن‏ ‏الزواج‏ ‏الإيجابى ‏ليس‏ ‏إلا‏ ‏تنظيما‏ ‏اجتماعيا‏ ‏لعلاقة‏ ‏إنسانية‏ ‏إيجابية‏ ‏تسمى ‏الحب‏) ‏إن‏ ‏هذه‏ ‏المرأة‏ ‏لا‏ ‏يمكنها‏ ‏فقط‏ ‏أن‏ ‏تحب‏ ‏رجلا‏ ‏آخر‏، ‏بل‏ ‏إنها‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تحب‏ ‏زوجها‏ ‏حبا‏ ‏حقيقيا‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏استطاعت‏ ‏أن‏ ‏تحب‏ ‏آخرين رجالا ونساء‏، ‏وكذلك‏ ‏الزوج‏، ‏وليس‏ ‏معنى ‏هذا‏ ‏إفساد‏ ‏العلاقات‏ ‏الزوجية‏ ‏أو‏ ‏إعطاء‏ ‏توصية‏ ‏بالخيانة‏ ‏أو‏ ‏الانحلال‏ ‏أو‏ ‏تبريرا‏ ‏للعلاقات‏ ‏الجماعية‏ ‏النكوصية‏ ‏غير‏ ‏المسئولة‏، ‏فكل‏ ‏أنواع‏ ‏السلوك‏ ‏المترتبة‏ ‏على ‏الحب‏ ‏تحكمها‏ ‏تنظيمات‏ ‏لاحقة‏ ‏إجتماعية‏ ‏وأخلاقية‏ ‏ودينية‏، ‏إن‏ ‏من‏ ‏حقنا‏ ‏وفى ‏قدراتنا‏ ‏أن‏ ‏نحب‏ ‏من‏ ‏نشاء‏، ‏دون‏ ‏احتكار‏ ‏أو‏ ‏وصاية‏، ‏ثم‏ ‏نرى ‏ماذا‏ ‏يمكن‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏حسب‏ ‏التزاماتنا‏، ‏وتنظيماتنا‏، ‏وديننا‏ ‏وتقاليدنا‏، ‏كل‏ ‏بحسب‏ ‏ما‏ ‏يحيط‏ ‏به‏ ‏وهو‏ ‏مسئول‏ ‏عنه‏ ‏متحمل‏ ‏له‏، ‏معا‏، ‏طول‏ ‏الوقت‏، ‏طول‏ ‏الوقت، فعل الحب شئ، وما يترتب عليه من تنظيم وتحديد واحترام وإثراء شئ آخر.

‏ 12- ‏ما‏ ‏هى ‏الأسس‏ ‏والعوامل‏ ‏التى ‏يبنى ‏عليها‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقي؟

كل‏ ‏ما‏ ‏سبق‏ ‏هو‏ ‏رد‏ ‏على ‏هذا‏ ‏السؤال‏، ‏ولكن‏ ‏ثمة‏ ‏فرصة‏ ‏لتلخيص‏ “تصورى” ‏على ‏الوجه‏ ‏التالي‏:‏

‏ ‏الأساس‏ ‏هى ‏أن‏ ‏نعرف‏ ‏عن‏ ‏ماذا‏ ‏نتكلم‏ ‏حين‏ ‏نستعمل‏ ‏تعبير‏ “‏الحب‏ ‏الحقيقى”، ‏وأن‏ ‏يترادف‏ ‏ذلك‏ ‏مع‏ ‏النضج‏ ‏الحقيقي‏، ‏وأن‏ ‏نميز‏ ‏بين‏ ‏الوقوع‏ ‏فى ‏الحب‏ ‏و‏ ‏الموت‏ ‏فى ‏المحب‏، ‏على ‏ناحية‏، ‏وبين‏ ‏إرادة‏ ‏الحب‏، ‏والقدرة‏ ‏على ‏الحب‏، ‏والاستمرار‏ ‏مع‏ ‏المحب‏ (‏كما‏ ‏هو‏ ‏وكما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏، ‏وأكون‏) ‏من‏ ‏ناحية‏ ‏أخرى‏، ‏وأن‏ ‏يكون‏ ‏الحب‏ ‏الثنائى ‏هو‏ ‏البوابة‏ ‏المقدسة‏ ‏للحب‏ ‏الإنسانى ‏للأخرين‏ ‏الواحد‏ ‏تلو‏ ‏الآخر‏ ‏لحما‏ ‏ودما‏، ‏وليس‏ ‏بمعنى ‏التجريد‏ ‏وحب‏ ‏الناس‏ ‏عامة‏ ‏وحب‏ ‏الإنسان‏ ‏دون‏ ‏تحديد‏، وإنما بمعنى أن الحب الحقيقى يولد طاقة الحب أكثر فأكثر باستمرار.

‏ 13- ‏ما‏ ‏هى ‏الأسس‏ ‏والعوامل‏ ‏التى ‏تدعم‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏بعد‏ ‏الزواج‏ ‏ليستمر؟

أن‏ ‏يكون‏ ‏حبا‏ ‏حقيقيا‏، ‏وزواجا‏ ‏حقيقيا‏، ‏ونضجا‏ ‏حقيقيا‏ (‏أنظر‏ ‏قبلا‏)‏

‏14 – ‏هل‏ ‏من‏ ‏شروط‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏متبادلا‏ ‏بين‏ ‏طرفين؟

ليس‏ ‏فقط‏ ‏متبادلا‏ ‏بين‏ ‏طرفين‏، ‏ولكنه‏ ‏يبدأ‏ ‏بين‏ ‏طرفين‏ ‏حتما‏ ‏ليمتد‏ ‏إلى ‏أطراف‏ ‏بلا‏ ‏عدد‏، ‏فكما ذكرنا: إن‏ ‏الحب‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏حقيقيا‏ ‏إذا‏ ‏اقتصر‏ ‏على ‏طرفين احتكارا‏، ‏فكيف‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نتصور‏ ‏أن‏ ‏يقتصر‏ ‏على ‏طرف‏ ‏واحد‏، ‏وعلى ‏ذلك‏ ‏فلا‏ ‏يوجد‏ ‏شيء‏ ‏إسمه‏ ‏حب‏ ‏من‏ ‏طرف‏ ‏واحد‏، ‏لأنه‏ ‏بما‏ ‏أن‏ ‏الحب‏ ‏علاقة‏، ‏فتعريف‏ ‏العلاقة‏ ‏أنها‏ ‏عملية‏ ‏تحتاج‏ ‏لأكثر‏ ‏من‏ ‏طرف‏ ‏حتى ‏تتم‏، ‏وهذا‏ ‏لا‏ ‏يعنى ‏أن‏ ‏ننكر‏ (‏أو‏ ‏نمنع‏ ‏أو‏ ‏نرفض‏) ‏أن‏ ‏يحب‏ ‏إنسان‏ ‏إنسانا‏ ‏آخر‏ ‏حبا‏ ‏حقيقيا‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يدرى ‏هذا‏ ‏الآخر‏ ‏عنه‏ ‏شيئآ‏، وهذا ما يسمى الحب من طرف واحد، وهو عمليه تابعة للخيال أكثر، ‏ولكن‏ ‏الأجدر‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الحالة‏ ‏أن‏ ‏نسمى ‏ذلك‏ ‏مشروع‏ ‏حب‏ ‏حقيقي‏، ‏والمشروع‏ (‏مثل‏ ‏الحلم‏) ‏ليس‏ ‏أقل‏ ‏واقعية‏ ‏من‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏أنواع‏ ‏السلوك‏ ‏الواقعى ‏الذى ‏قد‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏واقعا‏ ‏حقيقيا‏ (‏بمعنى ‏أنه‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏مغتربا‏، ‏والاغتراب‏ ‏ينفى ‏الواقع‏)، ولكن‏ ‏لا‏ ‏بد‏ ‏من‏ ‏التحذير‏ ‏من‏ ‏التمادى ‏فى ‏مثل‏ ‏هذا‏ “المشروع‏ ‏أو‏ ‏الحلم‏ ‏دون‏ ‏تحمل‏ ‏مسئولية‏ ‏محاولة‏ ‏الإفاقة منه كما نفيق من الحلم.

‏ 15- ‏أين‏ ‏تقع‏ ‏أسطورة‏ ‏حب “‏روميو‏ ‏وجيوليت‏” ‏من‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقي‏، ‏وماذ‏ا ‏كان‏ ‏يحدث‏ ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏ينتحرا‏‏؟‏ ‏هل‏ ‏كان‏ ‏حبهما‏ ‏سيستمر‏ ‏للأبد؟

إن‏ ‏من‏ ‏أكبر‏ ‏ما‏ ‏شوه‏ ‏خبرات‏ ‏الحب‏، ‏وجعلهاغيرحقيقية‏ ‏هى ‏أنها‏ ‏تعتمد‏ ‏فى ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الأحيان‏، ‏وخاصة‏ ‏فى ‏البداية‏ ‏على ‏قصص‏ ‏تاريخية‏ ‏أو‏ ‏وهمية‏، ‏ولا‏ ‏يمكن‏ ‏التوصية‏ ‏برفض‏ ‏مثل‏ ‏هذه‏ ‏القصص‏ ‏الجميلة‏، ‏لأنها‏ ‏تغذى ‏حاجة‏ ‏فى ‏الإنسان‏، ‏وإلا‏ ‏لما‏ ‏انتشرت‏ ‏ولما‏ ‏عاشت‏، ‏ولكن‏ ‏فرق‏ ‏بين‏ ‏حب‏ ‏يكتب‏ ‏فى ‏قصة‏، ‏وبين‏ ‏حب‏ ‏يمارس‏ ‏فى ‏الحياة‏، ‏أما عن‏ ‏ماذا‏ كان سوف ‏يحدث‏ ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏ينتحركل‏ ‏من‏ ‏روميو‏ ‏وجولييت‏، ‏فإنى ‏أتصور‏ ‏أن‏ ‏انتحارهما‏ ‏يدل‏ ‏بشكل‏ ‏مباشر‏ ‏على ‏أن‏ ‏حبهما‏ ‏كان‏ ‏أبعد‏ ‏ما‏ ‏يكون‏ ‏عما‏ ‏ذكرنا‏ ‏حالا‏ ‏عن‏ ‏الحب‏ ‏الحقيقي‏، ‏وبالتالى ‏فإن‏ ‏هذا‏ ‏الحب‏ ‏الانتحارى (‏أموت‏ ‏فيه‏، ‏أموت‏ ‏له‏ ‏أموت‏ ‏به‏ ‏أموت‏ ‏معه‏) ‏هو‏ ‏الذى ‏يسرى ‏عليه‏ ‏كل‏ ‏التحفظات‏ ‏التى ‏أثارتها‏ ‏أسئلتك‏ ‏عن‏ ‏الفتور‏، ‏والتلاشى، ‏بالزمن‏، ‏وبالمشاكل‏، ‏وبالمواجهة‏..‏إلخ‏. ‏

‏ 16- ‏هل‏ ‏قيس‏ ‏وليلى ‏إذا‏ ‏تزوجا‏ ‏ماذا كانت سوف‏ ‏تكون‏ ‏حياتهم‏ ‏بعد‏ ‏الزواج؟

أعتقد‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏الذى ‏أبقى ‏قصة‏ ‏قيس‏ ‏وليلى ‏خالدة‏ ‏على ‏مر‏ ‏الزمن‏، ‏حتى ‏لو‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏قد‏ ‏حدثت‏، ‏هو‏ ‏أنهما‏ ‏لم‏ ‏يتزوجا‏، ‏ولكى ‏نفهم‏ ‏ماذا‏ ‏كان‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يحدث‏ ‏فلنتصور‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏بين‏ ‏ليلى ‏و ورد‏ ‏زوجها‏، ‏الأمر‏ ‏الذى ‏لم‏ ‏يسجله‏ ‏الشعر‏ ‏أو‏ ‏التاريخ‏ ‏إلا‏ ‏على ‏لسان‏ ‏شعر‏ ‏المجنون‏، ‏وكل‏ ‏من‏ ‏مثال‏ ‏روميو‏ ‏وجولييت‏ ‏أو‏ ‏قيس‏ ‏وليلى ‏يبرر‏ ‏هذا‏ ‏التحقيق‏ ‏المعاصر‏ ‏الذى ‏حاولت‏ ‏فيه‏ ‏تنبيه‏ ‏الشباب‏ ‏إلى”ما‏ ‏ليس‏ ‏كذلك‏” أقصد “الحب الحقيقى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *