نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء : 4-11-2014
السنة الثامنة
العدد: 2622
الثلاثاء الحرّ:
حول موضوع التنمية البشرية “والذاتية” وجدواها (1)
1- هل يعتبر علم التنمية الذاتية قائم بذاته أم أنه ادعاء أم أنه فرع من الطب النفسي؟
د. يحيى:
ما يسمى علم التنمية الذاتية أو التنمية البشرية ليس علما، وإنما هو ممارسة إرشادية اقرب إلى العلاج السلوكى، كما أن كلمة “علاج” لا تطلق إلا على المرضى، وهذه الممارسة تتم مع الأسوياء وبعض الأمراض الخفيفة، فهو ليس علما، ولا هو علاجا، ولكنه اجتهاد منظم قد يفيد من يستفيد منه !
2- ما جدوى التنمية الذاتية ؟
د. يحيى:
بصراحة ليست عندى أرقام وإحصائيات محددة تساعدنى على إجابة موضوعية، لكن ما بلغنى من بعض المرضى، وأهاليهم، وبعض من دخلوا هذه التجارب هو أنه يمكن أن ينمى بعض مهارات التعامل الاجتماعى ، ويحسن العلاقات الشخصية، وقد يزيد ثقة البعض فى أنفسهم، أو ما يسمى تأكيد الذات، وكلام من هذا، وكل هذا كلام طيب، وإن كان أغلبه مستورد للأسف، قد يتفق وقد لا يتفق مع ثقافتنا.
3- ما رأيكم في تحول التنمية الذاتية لتجارة وادعاء بأن المراكز تمنح شهادات علمية أوروبية؟
د. يحيى:
للاسف أيضا هذا هو ما حدث فى كثير من المراكز غير المؤهلة، وحتى فى المراكز التى تعلن أنها مؤهلة، وقد اصبح الكثير من هذه الممارسات اقرب إلى التجارة فعلا، ولكن لا يمكن التعميم.
4- ما الفارق بين التنمية الذاتية وجلسات العلاج النفسي، والعلاج الجماعي أو ما يسمي بجلسات العلاج النفسي الجماعية؟
د. يحيى:
العلاج النفسى عموما هو مهنة أيضا يقوم بها الأطباء النفسيون وبعض المؤهلين من المعالجين، وهو على أشكال كثيرة، وهو أعمق بكثير مما يسمى التنمية البشرية، ولم يعد يركز على حل العقد والتنفيث والتحليل النفسى، بل اصبحت هناك أنواع كثيرة مختلفة ومتكاملة،
أما العلاج الجماعى فهو حركة أحدث، برغم أن أساسها التطورى والثقافى والبيولوجى أرسخ وأعمق وأقدم. وهو يعتمد على تنمية الوعى الجمعى، وعلى التركيز على “هنا والآن”، والإجابة الضمنية عن السؤال الأهم هو “إذن ماذا”؟، بديلا ً عن التركيز على السؤال اللوح: “لماذا”؟، وهو علاج يرفض الخطابة والنصائح ، ويحذر من المناقشات المعقلنة، وهو يستعمل ما يسمى “الألعاب النفسية”، والسيكودراما، وكل هذه تقنيات تحتاج إلى تدريب طويل ونتاجها هى إطلاق مسار النمو البشرى، وليس مجرد زوال الأعراض أو تنمية المهارات.
[1] – تحقيق صحفى “مجلة شباب 20 الاماراتية