نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 14-5-2013
السنة السادسة
العدد: 2083
الثلاثاء الحرّ:
حديث قصير جدا
س1: أسباب ابتعاد الجماهير بشكل عام والسياسيين بشكل خاص عن الشارع؟
جـ1 : أى شارع تقصد؟ لقد أصبحت كلمة الشارع السياسى بلا معنى محدد، ذلك أن هذه الكلمة اختفت لمدة ستين عاما، وليس ثلاثين عاما كما يتردد، ثم إنه حين بدأ يتكون ما هو شارع سياسى، حل محله سويقة زائطة بلا حدود؛ فيض من المتحمسين، والمثاليين، والحالمين، والغاضبين، مختلطا بفيض من الهائصين، والانتهازيين، والمخربين، واللصوص، وأصبح من الصعب، تمييز هذا من ذاك حين نتحدث عن الشارع العادى، ناهيك عن الشارع السياسى.
ثم نحن إذا جئنا إلى التركيز على ما يسمى الشارع السياسى، ونحن نعنى به حضور الرأى العام السياسى وحركيته وتأثيره، نجد أن الناس وجدوا أنفسهم محاطين بكم هائل من الكلام والعواطف الفجة، والنوايا الحسنة وغير الحسنة، تغمرهم من كل صوب وحدب: من الصحف والفضائيات المحلية، والفضائيات عابرة الأوطان وعابرة العقول وعابرة الأخلاق أيضا، وهى تتناول كل شىء بسطحية متعجلة وبدرجات لا ترقى إلى مسؤولية الإسهام فى تكوين شارع سياسى رشيد فعلا، أنا لا ألوم أحدا لكن علينا أيضا ألا نلوم الجماهير إذا اكتشفتْ أنه لا يوجد شارع سياسى بالمعنى الحقيقى.
س2: مدى تاثير غياب الامل والإرادة عن مطالبة المواطنين بالتغيير ؟
جـ2 : الأمل لم يغب، ولن يختفي، والمطالبة بالتغيير ينبغى أن تتراجع لحساب التغيير الفعلى، إن التغيير أمر شديد الخطورة والأهمية، ويحتاج لتخطيط، ووعى، ومثابرة وزمن كاف، أما مجرد المطالبة من موقع الصياح، أو الملل، فهذا تثبيت للواقع، أما الأمل فقد تأكدتُ يوم شم النسيم – مثلا–، أن هذا الشعب الرائع “مالوش حل”، فهو يصر أن يعلن ببساطة، أنه موجود، وأنه ينتمى للحياة، لأن ربنا موجود، ولأنه شعب يحب بعضه بعضا، ويحب الحياة، ويحب ربنا “واللى عاجبه”!
س3: ما هو تفسير ضعف الاحتجاجات الفئوية خلال الفترة الاخيرة .. قياسا بارتفاع عددها بعد الثورة مباشرة ؟
جـ3 : أفضل أن أعتبر ذلك علامة إيجابية، لأن هذه الفئات المطحونة هى التى تدفع وسوف تدفع ثمن توقف عجلة الانتاج، وركود الاقتصاد أكثر كثيرا جدا مما سوف تدفعه الفئات الظالمة المرتاحة، ربما انتبه الوعى العام المكافح إلى ضرورة حسن التوقيت، حتى تدور عجلة الانتاج بما يوفر إمكانية الاستجابة للمطالب الفئوية (وغير الفئوية) فى الوقت المناسب.
س4: هل مشاركة الرموز السياسية تؤدى الى زيادة عدد المشاركين ؟
جـ4 : أين هى الرموز السياسية؟ إنها فى حالة تكوّن محتمل، لكنها لم تكتمل معالمها، ولم تلتحم بعد بالجماهير بالشكل الطبيعى، مرة أخرى لأن المسألة هى: ممارسة وزمن، وأخطاء وتصحيح، ومحاولات ونقد، ثم تدب الحياة فى الجميع وتفرز الجماهير رموزها السياسية، وكل هذا لا يجرى بالطريقة الصحيحة حاليا، ونأمل أن نتعلم ولو ببطء .