“نشرة” الإنسان والتطور
الثلاثاء : 16-12-2014
السنة الثامنة
العدد: 2664
الثلاثاء الحرّ:
الفصل الرابع
مصر الجديدة (1)
راح يرد بصوت عال وهو يتلفت خشية أن يسمعه أحد، أو أملا فى أن يسمعه أحد، على شرط أن يصدقه.
قال: “نعم”، و “ليس الآن”، و “سوف نرى”، و “إلا قليلا”، و “كله يهون”، و ”أشكرك”، و ”هذا هو”.
التفت أمين عبد الحكيم إلى يساره فجأة، ونظر فى الأرض فرآه وكأن الأرض انشقت ليظهر من جوفها. كانت رائحة المبيد ما زالت تملأ البيت كله، قام إليه بانتفاضة مقاتلـة، وداسه حتى فعصه تماما دون تردد.
حساب أنه ما زال فوق البساط. هو يعرف تماما ماذا سيترتب على ذلك من مشاكل عائلية، لا يمكن أن تنتهى بسلام.
بعدها مباشرة، وفجأة، جرى فزعا إلى حجرة النوم وهو يرتجف. دس رأسه تحت الغطاء (اللحاف) وضم ساقيه إلى جسده حتى لامست ركبتاه ذقنه، وراح فى سبات عميق.
*****
[1] – هذا الجزء “المقدمة”، هو تقليد سبق كل الفصول فى رواية “ملحمة الرحيل والعود” الجزء الثالث من الثلاثية الروائية “المشى على الصراط”، الذى صدر بعد ربع قرن من صدور الجزء الأول “الواقعة” سنة 1976 – ط2 2008، ” والثانى “مدرسة العراة” سنة 1977- ط2 2008، هذا الجزء المقدمة يبدو منفصلا لكنه فى نفس الوقت متصل بالفصل الرابع من الجزء الثالث من الثلاثية).