نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 19-8-2014
السنة السابعة
العدد: 2545
الثلاثاء الحرّ:
إرهابيون تحت التمرين، وعرائس مسرح تحت التحريك!!(1)
السؤال الأول:
هناك قنبلة موقوتة في وجه المجتمع، وهم “أطفال الإخوان”، حيث يتم تربيتهم على السمع والطاعة والثقة والجهاد، وبيعة المرشد، وتربيتهم على أن إقامة الدولة الإسلامية واجب ومن لم يفعل ذلك فهو آثم وغيرها من المفاهيم الخاطئة، والموجهة سياسيا ودينيا، لتوجيه فكر هؤلاء الأطفال، ليكونوا كوادر تنظيمية جديدة في الجماعة فضلا عن استخدام الأطفال سياسياً، إلا أن أفعال الجماعة زادت في الفترة الماضية، ونظم الأطفال ما يسمى بـ (أطفال ضد الانقلاب) ويتم المشاركة في المظاهرات وتم تنظيم مسيرات للأطفال رافضة للدستور ولترشح الرئيس السيسى للرئاسة وتم استخدام الأطفال كدروع بشرية أثناء اشتباك المتظاهرين مع قوات الأمن، الخطورة الآن أن الإخوان يقومون بعملية غسيل مخ و يربون أطفالهم الآن على كراهيتنا ورفض مجتمعنا……
1- فما مدى تأثير ذلك كله على نفسية الطفل ؟ وما هي خطورته ؟
د. يحيى:
هذه معلومات تتداولها العامة مثلما تتداولها وسائل الإعلام بسهولة كأنها مسلمات محسومة، فمن ناحية ينبغى مراجعتها قبل ترويجها، ومن ناحية أخرى ينبغى أن نحذر من التعميم بهذه السهولة، لأننا بذلك نحرم فئة ليست قليلة من هؤلاء البنات والأولاد أن يختلفوا مع ذويهم، ونتصور أنهم ليسوا إلا أبواقا ينفخ فيها، أو عرائس تتحرك بخيوط أهاليهم لا أكثر ولا أقل، نحن نتكلم ليل نهار على صراع الأجيال، فلماذا لا نضع ذلك فى الحسبان ونحن نتكلم عن أجيال الإخوان، أليس من الوارد أن يخرج من هؤلاء مبدعون يختلفون عن ذويهم، بل ويهدونهم إلى سواء السبيل، علينا أن نعرف أن فطرة الله التى فطر الناس عليها تتجلى أكثر فى الأصغر فالأصغر، وبالتالى نتوقع أن يكونوا أكثر قدرة على النقض والرفض بدءا بمناقشة ذويهم، وأنا متأكد أن هذا يحدث، وإن كانت فرص إعلانه أقل كثيرا من عكسه.
السؤال الثانى:
2- هل نحن أمام جيل جديد من الإرهابيين ، أطفال الإخوان.. إرهابيون تحت التمرين؟
د. يحيى:
إن الخطر أعم من أن يقتصر على الإخوان وأطفال الإخوان، إن فكرة تشويه الأطفال والشباب بقولبتهم بنوع التدريس الجارى، إن كان هناك تدريس أصلا، هى التى ينبغى الانتباه إليها قبل النظر فى محتوى تفكيرهم، لأنهم ينشأون محظورٌ عليهم التفكير اصلا، فهم يـُلقنون فى المدارس ما يجعل منهم أوانى مفرغة، أو مستطرقة، ينساب فيها ما يلقى فيها دون وعى، فينتقل سلبيا إلى الآنية المجاورة وهكذا، سواء كان هذا الذى يلقى فيها هو عصارة مخزون سوء فهم الدين، أو شراب التشنج المستورد الملتبس، وكثير منهم يهرب من هذا وذاك إلى الإدمان بمختلف صوره، إن إدمان ترديد الأفكار الجاهزة، مثل إدمان تعاطى المغيبات،
أما أنهم إرهابيون تحت التمرين، فهذا وارد، لكن مقابل احتمال أنه يوجد على الطرف الآخر، عرائس مسرح تحت التحريك.
السؤال الثالث:
3- ما هو الحل حتى يمكن استيعاب هؤلاء الأطفال حتى لا يكونوا إرهابيين أو كارهين للمجتمع ؟ وكيف يتم إعادة تأهيلهم لمواجهة المجتمع وبنائه بصورة صحيحة؟
د. يحيى:
الحل هو أن تكون هناك أسرة أولا، أسرة فيها أب يفكر وأم تحاور، وقيم تـُحترم، ثم أن تكون هناك مدارس تعلم الأطفال – أطفال الإخوان وغير الإخوان – أن الله خلق لهم عقول يتدبرون بها ما يلقى لهم حتى من الدروس الرسمية، إن حكاية الـ 95% إلى 99% ليست عارا سياسيا فقط، لكنها غيبوبة تربوية، المخ الذى لا يُسمح له بالخطأ فاالمراجعة فالتصحيح لا يفكر أصلا،
ثم يمتد الحل إلى ضرورة العمل على الخروج بالدين من تجميد التفسير، إلى اجتهاد الاستلهام والإبداع،
وأخيرا لا بد من مواصلة السعى إلى نقلة حضارية ثقافية للمجتمع كله، تحترم الإبداع ، والاختلاف، وربنا سبحانه وتعالى الذى خلق لنا ليس فقط عقولا نتدبر بها، بل قلوبا نبصر بها أيضا.
[1] – حديث قصير غريب، لم ينشر بعد.