يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 7-5-2013
السنة السادسة
العدد: 2076
الثلاثاء الحرّ:
أسئلة عن ظهور العنف فى التعبير عن الرأى (1)
- ماهى اسباب ظهور الحركات الشبابية مثل البلاك بلوك واستخدامها للعنف لتوصيل أرائها ووجهات نظرها؟
د. يحيى:
بالله عليكم متى نتوقف عن الأسئلة عن الأسباب، والمسألة لم تعد تحتاج إلى البحث عنها، الأسباب أصبحت لا تحتاج ردا أصلا، وهى غياب”الدولة”، واهتزاز القرارات، والتهديد بالحرب الأهلية حتى من سيادة الرئيس نفسه قبيل انتخابات الرئاسة (أى بدرى بدرى) دون وضع تحفظ لانتظار حكم القضاء فى احتمال التزوير، فكأنه قال: إن لم أنجح، فهذا وحده دليل كاف للتزوير، وسأعلن الحرب، ثم بدأت سلسلة أخذ الحق (أو ما يتصوره المعتدى أنه الحق)، بالجهود الذاتية، هل هناك قدوة للعنف وتجاوز القضاء والضبط والربط أوضح من ذلك؟
- هل ظهورها يعد نتاج طبيعى لسياسات القمع التى كانت متبعة فى النظام السابق وكبت الحريات؟
د. يحيى:
القمع حين يكون مستمرا وحازما، حتى لو ظلما، لا يسمح بمثل هذا، وعلينا أن نتذكر الصين الآن، وليس فقط أيام ماوتسى تونج، فالقمع تدعيم للدولة، وهو يزيد الانتاج، ويثرى حتى حركية الإبداع وإن أخّر ظهوره، وهو قبيح وغبى إذا كان قمعا بلا عدل، أما إذا كان القمع منظما ومستمرا ومتماسكا، تحت مظلة من عدل مناسب، فهو يد الدولة القوية.
- لماذا انتقلت مثل تلك الظواهر لنا وهل لوسائل الاتصال الجديدة مثل الإنترنت والفيس وغيرها سبب فى نقل تلك الظواهر ؟
د. يحيى:
ظاهرة الالتراس والبلاك بلوك انتقلت لنا من خيبتنا وغبائنا وانتحارنا، أما الإنترنت فهذه بدعة رائعة، ولا يعيبها أنها مستوردة، لكننا مثل أغلب ما نستورد، نأخذ بضاعة مغشوشة منفصلة عن سياقها، فنسئ استعمالها أكثر مما نستعملها فى موضعها الإيجابى الذى يسهل التواصل وقد يدفع الظلم فعلا.
- هل التعامل الأمنى مع مثل هذه الحركات يعد حلا مناسبا ، وما هى الحلول المناسبة لمواجهتها ؟
د. يحيى:
التعامل الأمنى المهزوز، والمتحيز، مهما بلغت شدته، يضيف البنزين إلى الحريق فيزداد اشتغالا، لابد أن يبدأ التعامل من احترام القضاء حتى التقديس من الدولة أساسا، وفى كل المجالات، ثم احترام البوليس داخلنا وخارجنا مع الحذر من أخطائه ومحاسبة المخطئ، التعامل الأمنى ضرورة تحت مظلة قضاء مقدس وعدل مطلق وشرطة قادرة وقيادة حازمة متماسكة واضحة المعالم.
(1) جريدة اليوم السابع بتاريخ : 2 فبراير 2013