“يومياً” الإنسان والتطور
21-9-2008
السنة الثانية
العدد: 387
التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (18)
(سوف نكرر فى كل مرة: أن اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب).
مرة أخرى، الأولاد: المشروع الاستثمارى
حالة (1)
د. عبده أحمد: هو حاله حضرتك محولهالى بقالها دلوقتى معايا سنتين تقريبا، شاب عمره دلوقتى 20 سنه ماشى فى الـ 21 فى سنة تانية كليه الطب جامعة إقليمية
د.يحيى: آه فاكره، أخباره إيه؟
د. عبده أحمد: أخباره مش تمام، يادوب نجح فى مادتين سهلين
د.يحيى: طب وبعدين
د. عبده أحمد: يعنى هو زى مايكون كل ما نيجى نواجهه بالموقف بتاعه يقول انا عاوز اتقدم، أنا عندى أمل، مش عارف ايه، نفس الكلام ، هوه هوه
د.يحيى: وبعدين؟
د. عبده أحمد: وبعدين الاهل موقفهم مايع، أنا مش مصدقهم، عمالين يقولوا موافقين موافقين، يعنى بيقولوا إعملوا كل اللى انتوا شايفينه مناسب إنشا الله حتى لو يسيب الكلية خالص، أو يسيب الدراسه خالص، شكلهم كده يعنى إن هما عايزين يفهمونا إنهم حاطين ثقتهم فينا
د.يحيى: لا يا شيخ ، بأمارة إيه!!
د. عبده أحمد: ما انا مش مصدقهم طبعا
د.يحيى: أنا فاكر أخوه كان معاه لما جه الكشف أول مرة، حاجة زى كده
د. عبده أحمد: اخوة سبقه فى الطب برضه
د.يحيى: سبقه؟!! دا أصغر منه!
د. عبده أحمد: بقى فى سنة تالتة
د.يحيى: طيب واخته؟ أظن هى كانت فى نفس السكة برضه.
د. عبده أحمد: أخته بقت معاه
د.يحيى: كده!! كده!؟
د. عبده أحمد: أيوه
د.يحيى: اسم الله، اسم الله! وبعدين
د. عبده أحمد: وبعدين انا مش عارف اعمل اية الحقيقة، يعنى فكرت يدخل المستشفى للتاهيل ويذاكر، حصل ييجى أسبوعين ما نفعشى، خرجته، قلت ييجى المستشفى النهارى ، النتيجة هى هى.
د.يحيى: وبعدين؟ هو ما عندوش أى أعراض تانية غير الوقفة دى؟
د. عبده أحمد: هو سلبى على طول الخط، حسب كلامهم يعنى هو ما عندوش اى اعراض تانية غير شوية شكوك على أخته وحاجات زى كد، وحتى دى اختفت كلها مافيش دلوقتى غير أعراض سلبية اللى هى الاقامة المتصلة فوق السرير
د.يحيى: سرير انفرادى يعنى؟
د. عبده أحمد: تقريبا
د.يحيى: والسؤال بقى؟
د. عبده أحمد: ما انا سألت، هو بياخذ دلوقتى أدوية بجرعات محترمة عشان الأعراض السلبية دى
د.يحيى: عايز الحق ولاّ ابن عمه
د. عبده أحمد: ابن عمه
(ضحك)
د.يحيى: انا من يوم ما شفتة من اقبل ما احوله لك باسبوع أو اسبوعين وأنا حاسس بالشعور ده إللى انت حاسس بيه دلوقتى، كنت حاسس برضه إنى مش عارف اعمل له حاجة، بس كان اياميها بقى كنت حاطط اللوم على اهله ، كنت حاسس إن المصنع اللى أقاموه فى الخليج له وظيفتين، إنه يجيب فلوس ويدخل العيال الطب،واهو كله استثمار، ما دام أبوهم بيكسب فلوس ومضحى ومتغرب، يبقى لازم يحقق أحسن حاجة فى كل حاجة، أحسن عيال، وأحسن نمر، وأحسن كلية، وأحسن مفرش سفرة، وأحسن طقم صالون، وكلام من ده، إحنا قلنا الحكاية دى كذا مرة، كأنها بقت قاعدة، تلاته فى كلية الطب، باسم الله ما شاء الله، إتنين سلكوا، يبدوا إنهم بقوا شركا فى المشروع، وواحد رقد فى الخط راح واقف وقال مش لاعب، مش عايز، مش أنا، بس ما اعرفشى يحط بديل، قال لأ وانسحب لزنزانة العيا الانفرادى على المرتبة فى أودته، يعنى يا عم الدكتور عبده عايزنى بعد كده أثق فى وعود الأهل الغلابة دول لمّ يقولوا لك إعملوا اللى انتو عايزينه، أهو كله كلام!
أنا باخد عليك وعلىّ إن المدة طالت زيادة عن اللزوم، لو كنا وضعنا الحكاية أبيض واسود من الأول يمكن كانوا فاقوا، بس الصعوبة إنهم مسافرين، ما فيش هنا معاه غير أخوه واخته اللى ماشيين زى القطر، أنا عادة لما باعرض العرض البديل ده، بيبقى زى الصدمة، باقولهم يا إما يشتغل بكره بكره، سبع ساعات يوميا، أو حتى بالتدريح نبتدى ساعتين عمل يدوى تزاد ساعة كل أسبوع، وعمل بحق وحقيق، يا إما يذاكر فورا ويروح الكلية يوميا ونتابعه كأنه فى سنة أولى روضة واللى يحصل يحصل، وهو اللى يختار، الولد عادة ساعتها يبتسم ويبص لأهله عشان عارف إنه ضامنهم إنهم بعد كل الغربة والشقا ده مش حا يقدروا يشوفوا ابنهم بيشتغل عمل يدوى، أنا ليه باقول لك الكلام ده، عشان حكاية إن احنا اتأخرنا فعلا، أن بافكرك بحكاية “يشتغل بكره دى”، مش بعد سنة ونص يا عم عبده، هم بيقولوا يسيب الدراسة، أو يسيب الطب بس إيه اللى جوا جواهم، هما مش مستعدين إنهم يعلنوا إن تلت المصنع اتقفل، مع إن المسألة خسارة ألعن بمرور الوقت، خلى بالك إن الزمن مش فى صالحنا، المخ بيكسل يجمّع ويربّط لحد ما يقف، والإرادة بتتشل، والعواطف بتتبلد، بمرور الوقت، ونتيجة للحبس الانفرادى فوق مرتبة السرير، تلاقى التشخيص اتحول من صعوبة تكيف وموقف احتجاجى إلى شلل عام بقى زى ما انت عارف، وهات يا شيزوفرينيا وكلام من ده، والحكاية بدأت بقلة المذاكرة لواحد متفوق زيه زى اخواته، والإحراج لما تحاول تفهمهم أصل وفصل الحكاية، يقولوا لك إشمعنى اخواته، ماهم فى نفس الظروف، عندهم حق، بس الاختلافات الفردية بتسمح بكل التباديل السلبية والإيجابية،
د. عبده أحمد: يعنى نعمل إيه دلوقتى؟
د. يحيى: اذا كان الاهل جادين وانا مازلت بعد سنتين باشك فى جديتهم، مش باتهمهم يعنى، لأ دى مسألة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، إذا كانوا جادين فعلا نبتدى مغامرة الرجوع إلى أرض الواقع، نوقف قيده رسمى، ويشتغل بكره، واللى يحصل يحصل. خلى بالك وقف القيد غير سحب الأوراق، أنا ساعات باغامر بسحب الأوراق لما الاقى اللاشعور بتاعهم أو بتاعه بيلاعبنى، إنما بشرط واضح إنه يشتغل 8 ساعات مع واحد معلم حلو، أظن لو الحكاية جد جد، شهر اتنين خمسة حايقول “حقى برقبتى”، ويرجع يتفوق تانى وبعدين تفرج بعد ما يتخرج، الاحتمال التانى اللى هو العن، وما باحبوش هو إنه يحول من كلية طب الى كلية ما لهاش أى لازمة، عنده أو عندهم، أهى شهادة والسلام، وأنا ما اضمنشى ساعتها حايكمل بجدية ولا لأ.
د. عبده أحمد: يعنى ابدا معاه ومعاهم تانى بهذا الشكل؟
د.يحيى: طبعا ربنا يقدرك
د. عبده أحمد: بهذا الوضوح ؟
د.يحيى: أيوه، بس أنا رأيى تضمن الأهل الأول، إوعى تفتكر إننا اتأخرنا يعنى نبطل محاولة، اتأخرنا، ماشى، لكن ملحوقة، ويمكن قبل كده الأهل كانت حا تبقى مقاومتهم أكبر.
د. عبده أحمد: إزاى
د.يحيى: خلى بالك، الاهل ها يقولو لك اعملوا اللى انتو عايزينه، إوعى يسرقوك يوم بعد يوم تانى، بكره يعنى بكره، نبقى يوم التلات تقولهم يروح لورشة الميكانكيى اللى جنبكوا يوم الاربع، وتدوا للمعلم الميكانيكى فلوس عشان يشغله بلية عنده، 8 ساعات يوميا، الخواجات يقولوا لك حرية ومش حرية، إحنا بلد غلابة مش حمل الكلام ده، الحرية هى إنه يخف ويستقل مش يقعد على المرتبة عالة على أهله بقية عمره، لما تبقى الحكومة تعمل تأمينات، وتستغنى عن اللى زيه طول العمر يبقوا يقولوا حرية، إنما طول ما احنا هنا غلابة، والناس بتثق فينا ، نعمل كل الصالح لحد ما العيان يرجع كائن حى نافع، واللى يحصل يحصل، مش كده ولا إيه؟
د. عبده أحمد: كده،….. ربنا يسهل
د.يحيى: حايسهل، ما دام نعمل اللى علينا، حايسهل.