الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / التدريب عن بعد: العلاج القصير المدة، فى مقابل العلاج التعويضى الدائم

التدريب عن بعد: العلاج القصير المدة، فى مقابل العلاج التعويضى الدائم

“نشرة” الإنسان والتطور

3-5-2009

السنة الثانية

العدد: 611

 التدريب عن بعد:

الإشراف على العلاج النفسى (46)

  (سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب).

العلاج القصير المدة، فى مقابل العلاج التعويضى الدائم

د. إبراهيم مختار: هى البنت الوحيدة عندها 43 سنة، من أسرة متوسطة عليا، حضرتك حولتها لى من سنتين كانت جايه بأعراض اكتئابية، فقدان الرغبة فى الحياة وعدم الإهتمام بأى شىء بما فى ذلك نفسها بما فيها الشغل، ونوبات بكاء، وكده.

د.يحيى: أبوها موجود؟

د. إبراهيم مختار: أمها موجوده

د.يحيى: باقول لك أبوها موجود؟

د. إبراهيم مختار: لأ أبوها متوفى، هى عايشه مع أمها بس، وكل اخواتها الصبيان اتجوزوا؟

د.يحيى: مرتبها كام

د. إبراهيم مختار: توصلها بالحوافز مثلاً ألف ونصف ، إحنا مشينا مع بعض والدنيا عدت وبقت كويسه خالص وبعدين على أواخر السنه الأولانية طبعاً كان فيه علاقة علاجية وثيقة من ناحيتها ومن ناحيتى (طرح، وطرح مقابل)(1)، أنا كنت متعاطف معاها طول الوقت.

د.يحيى: هى جميلة؟

د. إبراهيم مختار: لأ مش جميلة بس كويسة، جذابة، على آخر السنة الأولانية بقى واضح التعلق من ناحيتها وبدأنا نتكلم فيه بدل مانستخبى منه، يعنى قعدت أحاول إنى أفهمها إن المشاعر اللى هى عايشه فيها دية مش لازم نستعجل فى تسميتها لكن ممكن أكون أنا بالنسبه لها أخ، أب، حاجة كده.

د.يحيى: وبعدين؟

د. إبراهيم مختار: بعد ما اتكلمنا فى ده، كانت متقبله الحكاية بس أنا كنت حاسس إن هى متقبلاها يعنى إيه بصعوبه شويه، وقعدنا نكمل لحد ماجت قطعت بعد السنه الأولانية، بدأت تقطع وبعدين تروح راجعه تانى بشوية أعراض جسدية ومش عارف إيه، وبعدين نكمل شوية، مثلاً شهر تبدأ تخش فى موضوع “التعلق” ونتكلم فيه تانى وأقعد أوضّح تانى وهكذا، وبدأت تتارجح كده وبعدين جت مره قالت لى لأ إنت مسئول عن كل ده إزاى إنت خدعتنى وحاجات زى كده، حاولت أفهمها وكده، قطعت، وبعدين بعتت لى أخوها، فأخوها قعدت أفهمه وكان متفهم وكده، وقلت له أنا شايف أحسن لها إنها تكمل، وديه مرحلة ممكن تعدى فيها وتعدى منها إن شاء الله.

د.يحيى: تكمل إيه؟

د. إبراهيم مختار: تكمل جلسات يعنى طالما هى واقفه فى الحته ديه، أخوها بيقول لى إن حياتها وقفت، وبقت منعزله أكتر فى البيت وحاجات كده

د.يحيى: هى قطعت الجلسات بسبب التعلق ده ؟

د. إبراهيم مختار: أعتقد آه

د.يحيى: إنت عرضت عليها تكمل؟

د. إبراهيم مختار: آه

د.يحيى: علشان تحل الطرْح (التعلق) مش كده ؟

د. إبراهيم مختار: آه

د.يحيى: طيب كمّل

د. إبراهيم مختار: بعد الحكايه دى هى مارجعتش تانى إلا مرة واحدة من حوالى أسبوعين بالظبط

د.يحيى: هى غابت قد إيه؟

د. إبراهيم مختار: قعدنا حوالى 4 شهور تقريباً

د.يحيى: ليه قلت قعدنا وما قلتش قعدتْ؟

د. إبراهيم مختار: لأنى أنا شايل همها طول الوقت يعنى

د.يحيى: بس هى اللى ماجتشى؟

د. إبراهيم مختار: آه، آه، هى اللى ماجتشى

د.يحيى: يبقى هى اللى قعدتْ

د. إبراهيم مختار: بس أنا قعدت برضه فتره طويله فلاقيتها موجوده مستنيانى بره

د.يحيى: بره فين؟ من غير ميعاد؟

د. إبراهيم مختار: من غير ميعاد، مستنيانى تحت العيادة، فقلت لها كلمى العياده علشان تأخذى ميعاد لو عايزه تيجى، فاتصلت هى بعد كده فعلاً بالعيادة، و انا كنت قلت للسكرتير إديها ميعاد “كشف” على الأسبوع الجاى.

د.يحيى: كشف؟ مش جلسة علاج؟

د. إبراهيم مختار: آه .. وجت فعلا، وكشفت، وكانت ما بتنامش وعندها شوية أعراض جسمية

د.يحيى: السؤال بقى؟

د. إبراهيم مختار: أنا قلت لها خذى الدواء ده، كان الكلام ده الإسبوع اللى قبل اللى قبل اللى فات، من 3 أسابيع بالظبط، وقلت لها إن ده حايحسن النوم كويس أوى، واديتها شوية حاجات كده تعملها، زى تروح النادى ومش عارف إيه، وقلت لها تيجيى كمان أسبوعين

د.يحيى: السؤال بقى؟

د. إبراهيم مختار: هى فى الإستشارة برضه راحت فاتحه موضوع التعلق (الطرح) وكده، أنا قلت لها كده مش حاينفع، يعنى لو إنتى حاتفضلى واقفه فى الحكايه ديه وسايبه كل حاجه وحاتفضلى تعيدى وتزيدى كده مش حايبقى مفيد ليكى، ويستحسن تكملى مع حد تانى، فأنا اقترحت عليها إنها ممكن أنا أحولها لزميل تانى، ممكن يبقى أفيد ليها وقلت لها أنا حأخذ رأى الدكتور يحيى فى الموقف ده بحيث إذا كنتى تكملى مع حد تانى ولا لأ، ولا نعمل إيه بالظبط على أساس إنها كانت رافضه إنها تكمل مع أى حد تانى

د.يحيى: أظن احنا سبق ناقشنا القواعد اللى تسمح بالتحويل إلى معالج تانى، أو تلزم بالتحويل، السؤال بقى تحديدا هوّه كده بس؟ عن التحويل؟

د. إبراهيم مختار: هل اللى أنا طرحته ده أكمل فيه ولا إيه البديل؟ بصراحة أنا محتاس خالص

د.يحيى: انت إتكلمت عن تعلقها بيك وهى مش جميله يعنى متوسطه، يعنى، مااتكلمتش عن علاقتك انت بيها(2)

د. إبراهيم مختار: لأ أنا قلت كان عندى “طرح مقابل”(3) فى السنة الأولانية كنت متعاطف معاها جداً وبعدين فى الفترة الأخيره كان فيه زى مواجهة كده زى مايكون أنا حسيت إن ده ممكن يضرها برضه

د.يحيى: هو الإجابه إنى شايف إن استشارتك جت متأخره شوية فى مجتمعنا ده، فى الظروف دى، يعنى واحده 43 سنه وقاعده مع أمها بس وأخوتها الذكور متجوزين يبقى من الأول واضح إن حاتبقى فيه مشكله مش قليلة، يا راجل 43 سنه ومنطوية، ومش جميلة، عايزها تعمل إيه غير إنها تتعلق بيك، يبقى أظن فى الحالات دى التعاقد القصير “المحدد المده”، يبقى أفضل، ولو أنها طريقة عمرى ماعملتها تحت اسم “العلاج النفسى”، إنما لما أفكر، بالاقى معظم اللى باعمله فى العيادة هو كده تقريباً، على فكره النوع ده من العلاج النفسى موجود بشكل رائع ومفيد جداً فى بلاد بره، وأحيانا هنا، هو موجود هناك أكثر علشان التأمينات فى بلاد بره، عشان شركات التأمين بتدفع وبتحدد عدد معين من الجلسات اللى ممكن تغطيها، يعنى مثلا ستّ جلسات للمرض الفلانى، عشر جلسات للمرض العلانى وحاجات كده، بصراحة العلاج القصير ده عايز مهاره خاصه يستحسن نكتسبها، خصوصاً لما تكون السكه مزحلقه زى حالتك، لازم من بدرى ندور على البديل ده بسرعة لأن سنتان دى مده كبيرة جداً لواحدة فى السن دى، ووحيدة بالشكل ده،

د. إبراهيم مختار: هى السنه الأولانية كانت منتظمة تماما

د.يحيى: أيوه، مفهوم، حدّ لاقىّ!! حاتبص تلاقى خيالها وأحلامها اشتغلت على ودنه، وده يعنى ماينفعشى، هى دى مش غلطة قوى بشكل مباشر، بس يعنى تتعلم منها للحالات اللى جاية عشان تعرف إن فيه بدائل علمية وقائية مدروسة، نتعلمها ونعملها.

د. إبراهيم مختار: دى حاجة كويسة جدا

د.يحيى: أصل انت كده بقيت المصدر الوحيد بالنسبة لها، إنت بقيت تمثل القبول والدعم وكل حاجة.

 فيه احتمال تانى بعد الورطة ما وصلت للحد ده، إنك تعتبر إن ده حقها فى الحياة، وهى بتشتريه بالمبلغ اللى بتدفعه لك وخلاص، مش ده أحسن ما تذل نفسها أو تتصرف تصرف غلط كده ولا كده؟! طبعا ده احتمال سخيف دمه تقيل، لكنه واقع برضه، بس انت دكتور وقتك بيضيق، وسعرك بيزيد كل ما تكبر، وبرضه عايز تشوف نتيجة عملك، يبقى ده احتمال خايب قوى، طبعا ما انصحشى بيه إلا مضطر مضطر.

د. إبراهيم مختار: يعنى أعمل إيه دلوقتى؟

د.يحيى: ثم باين إن العلاقة تعدت الحدود الرسمية من ناحيتها على الأقل، يعنى إنها تقف قدام باب العيادة، تستناك عشان تكلمك، لأه بقى، ده وضع مش طبيعى ومش مقبول.

د. إبراهيم مختار: ما أنا ما كلمتهاش غير إنى قلت لها خدى معاد رسمى من العيادة، كشف.

د.يحيى: وأخيرا حكاية النادى وملء الوقت بشكل سطحى كده بيبقى شكلها مش بطال للناس العاديين اللى ماراحوش عيادات ولا اتعرضوا لعلاج نفسى ولا للكلام ده، يعنى الست الطيبة دى جوعها مش حايملاه النادى وشغل وقت الفراغ، “والجمْ” والساونا والكلام ده، دى لازم تدور على “معنى” يملأ وجودها، مش وقتها بس، إذا أمكن، ما هو الحياة يتتملى يا إما بشخص “ناس يعنى” أو بنشاط هادف، أو بمعنى، وبينى وبينك الثلاثة ضروريين، مافيش واحد يغنى عن التانى، بس المعنى أهم.

د. إبراهيم مختار: دى المسألة بقت أصعب.

د.يحيى: وثوابها أكبر.

[1] – Transference & Contetransference

[2] Counter Transference

[3] Tve Transference

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *