نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 14-10-2015
السنة التاسعة
العدد: 2966
التدريب عن بعد:
الإشراف على العلاج النفسى (94)
العلاج النفسى والواقع وحيرة اتخاذ القرار!
5-1-2010 (1)
أحمد عبد العاطى(2): هو حالة كانت هنا فى المستشفى من 3 شهور كده، قعد فى المستشفى شهرين وخرج وكمل معايا فى العياده، هو شاب عنده 27 سنه التالت من أربعة، همّا 3 ذكور وبنت وهو التالت منهم الأب شغال فى السوق ووالدته ربة منزل،
الشكوى الأساسية: كانت شك فى أهله إن والده مش والده، والناس كلها والحاجات مش حقيقية وكده، ده اللى كان داخل بيه المستشفى، وخرج والدنيا كانت أهدى بكتير، المشكلة دلوقتى إنه كان شغال فى شرم الشيخ وكان متجوز واحده فرنسية، سافر فرنسا وبعدين رجع ومستقر دلوقتى فى مصر يعنى هنا فى القاهرة، واحنا كنا بنزق فى سكة الشغل وإنه ضرورى، ويواظب على الدواء والحكاية ماشية لحد دلوقتى.
د.يحيى: مبيشتغلش لحد دلوقتى
أحمد عبد العاطى: ما هو كان شغال طول الوقت فى شرم ولسه ما رجعشى.
د.يحيى: وهوّا فى القاهرة دلوقتى بيعمل إيه؟
أحمد عبد العاطى: مابيعملش حاجة، مابيشتغلش
د.يحيى: بقاله قد ايه مبيشتغلش
أحمد عبد العاطى: الثلاث شهور اللى تردد علىّ فيهم
د. يحيى: وزوجته فى فرنسا لسه؟ ولاّ إيه؟ هما كانوا دايما كده وهو رايح جى عليها وبالعكس، يعنى، إقامتهم فى شرم الشيخ فرنسا القاهرة ولا شرم الشيخ فرنسا شرم الشيخ القاهرة ولاّ إيه الحكاية؟
أحمد عبد العاطى: شرم الشيخ، فرنسا، فرنسا شرم الشيخ، يعنى دى بالظبط حياته بين فرنسا وشرم الشيخ بس يعنى فرنسا دى يعنى 8 شهور 6 شهور كده مع مراته اللى كان متجوزها
د. يحيى: كان، ولا لسه متجوزها؟
أحمد عبد العاطى: يعنى هما زى ما همّا
د.يحيى: السؤال بقى إيه بالضبط؟
أحمد عبد العاطى: المشكلة دلوقتى إنه ما بيشتغلش، مع إن الشغل متاح جداً فى شرم الشيخ، بالنسبة له هو شغال مرشد بينزل مع الأجانب فى الصحراء، بياخد فلوس حلوه وهو كان دَخَل هنا وكان عنده ضلالات اضطهاد، وخايف ليرفدوه من الشغل من غير سبب
د. يحيى: وده لسه موجود؟
أحمد عبد العاطى: هوا لما باجيب سيرة شرم الشيخ ألاقيه لسه خايف ليرفدوه
د. يحيى: زى زمان؟
أحمد عبد العاطى: يعنى!! نص نص، يعنى اللى موجود لسّه هوّا إن الناس فى شرم الشيخ هما اللى أذوه ورشوا له حاجات وكده وإن ده اللى جاب له التعب من الأول
د. يحيى: السؤال بقى؟
أحمد عبد العاطى: دلوقتى يعنى أنا خايف إن أنا أزقه لهناك يتنكس ثانى
د. يحيى: هوّا مالوش فرص شغل هنا؟
أحمد عبد العاطى: هو هنا بيسعى فعلاً، هو وأخواته بيسعوا، وفيه مقابلات فى كذا شغل يعنى، لكن مش عارف يشتغل، مفيش شركة قبلته، لسه يعنى مفيش شركة بعتت له لحد دلوقتى
د.يحيى: هنا ولا فى شرم الشيخ
أحمد عبد العاطى: هنا،…. لا ما هو أنا رافض شرم الشيخ دلوقتى
د.يحيى: إنت اللى رافض؟
أحمد عبد العاطى: أيوه رافض شرم الشيخ، أصل هو كان متابع فتره مع الدكتور مجدى قبل ما ييجى لنا بفتره، وكان بيسافر شرم وبتاع وبقى كويس جداً فالدكتور مجدى وقف له الداو، وقال له عيش حياتك، بعدها بكام شهر بدأ يخش تانى فى الحواديت دي فأنا مش عايز أعيد نفس التجربة معاه، يعنى طول ما هو قاعد هنا باحس أنه كويس جداً، لكن أول ما بتيجى سيرة السفر باخاف.
د. يحيى: طول ما هو قاعد فى مصر هوّا كويس جدا ولا أنت اللى كويس جداً.
أحمد عبد العاطى: (ضحك) احنا الاثنين
د.يحيى: هوّا الدكتور مجدى هوّا اللى حوله لك؟
أحمد عبد العاطى: لا .. لا، حضرتك، فا دلوقتى هل أجازف وأبعته يروح هناك يشتغل ويبقى فى متابعه ودواء وكده، ولا أضغط إن احنا نفضل فى القاهرة هنا؟ ونعيش حياتنا هنا؟ يعنى ده اللى أنا ماشى فيه دلوقتى صح ولاّ إيه؟ أنا مش عارف أرسى على بر.
د.يحيى: الحالة مش سهله، وخصوصا مع اعتبار التشخيص، أنت عارف أن فى الكتب علاج الفصام بالعلاج النفسى فيه كلام كتير، واللى انت بتعمله ده هو علاج نفسى أيوه، لكنه فى نفس الوقت تأهيل، وتدعيم وتعليم.
فى بلاد بره أول ما واحد يبقى عنده فصام ويعلق، هات يا تقارير، وهات يا أجازات، وهات يا تأمين، وده مش حلو قوى رغم إن شكله كويس، وحقوق إنسان وكلام من ده، إحنا عندنا الحياة بما فيها الصحة: حرب وتحدى لأكل العيش، وده يمكن يكون بطريق غير مباشر لصالح العيان، لأنه حيخليه يضطر يشتغل وأحنا نسنده يخف، مش بس يخف، دايمكن المرض يبقى خبرة دافعة لمستوى أحسن وعلاقات أمتن.
أحمد عبد العاطى: ما هو ده اللى أنا عامل حسابه وبسأل عنه، هل أخذ المخاطره إنه يشتغل وينتكس ويتعالج واللى يحصل يحصل؟، وده هو اللى بيتهيألى إنه أحسن ما يتركن نتيجة الخوف أنه هو مش ممتثل لتعاطى العقاقير بانتظام، والطيب أحسن؟.
د. يحيى: الطيب يا ابنى أن أحنا نعمل الصح فى حدود الإمكانيات وحسب ثقافتنا وظروفنا، طبعا أى خطوة فيها مخاطرة، المخاطره هنا مش سهله واحتمال النكسة وارد، ودى مش سهله يعنى مش مفروض نرحب بيه أبداًَ، وندعو الله إنه ما تحصلشى، ونعمل كل حسابتنا عشان ما يحصلشى، إنما برضه نفرض إنه ملقاش شغل فى القاهرة، حاياكل منين؟ آدى واحدة، ولو حتى حد حيأكله ويسنده يبقى أحنا بنغذى الاعتمادية والنكوص، وبنزقه ناحية مآل سلبى وأنت عارف بشاعته.
أحمد عبد العاطى: يبقى أعمل إيه؟
د.يحيى: أنا شخصيا ميال أنه يروح شرم الشيخ ويجيلك كل شهر، إنما أنه يقعد هنا فى مصر يستنى النهاردة بكره، بعده، يعنى شهر فى اثنين فى سته، يبقى كل سنه وأنت طيب، داخلين على المآل السلبى من غير فصال، فا يبقى حرصك على الشغل مع مغامره النكسه ده جيد جداً، بس ماتبقاش خواف قوى، يعنى بمعنى أنك تدى نفسك وتديله فرصه معينه شهرين مثلاً، مش أكثر، أن مالقاش شغل فى القاهره لمده شهريين ياخد حقن طويلة المدى، ويروح شرم الشيخ بلا وجع دماغ، وأشوفه معاك باستمرار كل ما تعوز أو هوّا يطلب، والحسبه شوف تبقى علمية، وفيها اعتبارات ثقافية وواقعية، وطبعا تشوف مراته هىّ لسه معاه ولاّ لأ، وهى حاتيجى ولاّ لأ، وحاتستقر معاه ولاّ لأ، وحاتلتزم بمتابعة الدواء ولاّ لأ، ويمكن تضطر تستعين بأصحابه أو قرايبه فى شرم الشيخ ياخدوا بالهم إذا كان حد منهم هناك، وإنهم ينتبهوا للدوا، ولعلامات بداية أى نكسة لا قدر الله، علامات زى الأرق الممتد أو فرط الحساسية فى الشغل أو التوقف عن العمل والحاجات دى.
أحمد عبد العاطى: ياه، دى الحكاية صعبه قوى
د. يحيى: ما هى الحياة كلها صعبة، والمرض بيصعبها أكتر.
[1] – يلاحظ قدم التاريخ، وهذا مقصود،
[2] – كما أن اسم المعالج المتدرب ليس هو الاسم الحقيقى، وبعض التفاصيل بالنسبة للعنوان أو محل الإقامة مثلا متغيره أيضا، بما لا يؤثر فى هدف النشر والاشراف والتوجيه