نشرة “الإنسان والتطور”
10-11-2009
السنة الثالثة
العدد: 802
التدريب عن بعد:
الإشراف على العلاج النفسى (65)
العلاج النفسى بعد الستين!!، و”إدمان العمل”
د.عادل شريف: هو عيان عنده 63 سنة ومتجوز وعنده بنتين وبيشتغل حر، صاحب مصنع، ناجح فى عمله جداً.
د.يحيى: عمرهم كام البنتين ؟
د.عادل شريف: واحده 28 وواحده 24، الاتنين خلصوا الجامعة، الأولى بتشتغل والتانية لسه.
د.يحيى: وأمهم؟.
د.عادل شريف: أمهم لأه، ست بيت، هو أبوهم مهندس وهوه مسيحى، حضرتك حولتهولى من حوالى خمس شهور
د.يحيى: حولتهولك عشان انت مسيحى؟
د.عادل شريف: لأ طبعا، ما احنا اتعلمنا، ما حضرتك حولت لى محجبات كتير
د.يحيى: وباقول لهم من الأول إنك نصرانى،مش كده؟
د.عادل شريف: عادى
د.يحيى: لأ مش عادى، إحنا عملناها ونفعت، أنا مش فاهم إحنا حا نخبى على عيانينا إيه، ولاّ حا نضحك على بعض لحد إمتى ؟ الحكاية دى لسه شاغلانى، وباحس إنها بتفقس كل مدع، العيانين هنا، والمؤسسة دى علمتنا إننا نتعرى قدام بعضينا، ويانقبل يا ما نقبلشى، إحنا بنتفاهم مع عيانينا بخلايانا، مش بالبطاقة الشخصية، حصل ولا لأه؟
د.عادل شريف: حصل
د.يحيى: إوعى تكون خايف منى، وبتوافقنى وخلاص، ما حدش بيصدقنى إن كده أشرف وأصدق
د.عادل شريف: ما عادشى ينفع إنى أوافق حضرتك وخلاص
د.يحيى: نيجى بقى للسن، بقى: هوه أنا معقول أحول لك حالة علاج نفسى فى السن دى؟
د.عادل شريف: ما انا استغربت شوية، أصل هو كان جاى لحضرتك وبيقول أنا عاوز اتكلم، يعنى حد كان شار عليه بكده، إنه محتاج يتكلم مع دكتور نفسى
د.يحيى: قصدك انا مش غلطان، هو اللى غلطان !!! يا راجل حرام عليك، لازم فيه حاجة، ما هى حكاية إن علاجنا شوية كلام دى مصيبة، واحنا الدكاترة النفسيين مسئولين جزئيا عنها، الناس فاهمين إنها مَكْلـَمة، وطلّع اللى جواك، وفضفض وكلام من ده، إحنا زى ما انت عارف إحنا مش سوبر ماركت، بندى الزبون طلباته وخلاص، هوه كان بيشتكى من إيه؟
د.عادل شريف: هو أصلا كان جاى يقول إنه ماعندهوش حاجة
د.يحيى: يا ساتر يا رب، الحكاية دى بتتكرر كتير، وأنا ساعات أصدمهم من أول لحظة لما حد يبتدى البداية دى ، وأقول له خلاص خد فلوسك وروّح، وساعات أقول له هوّا انا أخصائى الـ”مافيش حاجة”، طيب ، ولما جالك لقيت إيه ؟
د.عادل شريف: أنا شخّصته إن هو شخصيه وسواسيه بارانويه مع شوية ميول درامية كده، ما حصّلتشى أعراض هستيرية واضحة، يعنى خلطه كده يعنى، بس ماشى الحال
د.يحيى: تلاقينى أنا شخصته “ماشى الحال ” ، السؤال بقى ؟ هوه بقاله معاك قد إيه؟
د.عادل شريف: حوالى خمس شهور
د.يحيى: منتظم ؟
د.عادل شريف: هو منتظم آه، بس هو قطع أسبوعين علشان كان مسافر إنجلترا بيشترى حاجات للشغل وكده، هو بقاله معايا خمس شهور تقريباً مافيش تغيير، هو شكوته الأساسيه إنه بيتعصب جامد أوى، ومش راضى عن حال البلد، ومش راضى عن حال الناس، ومش راضى عن القيم اللى باظت، ومش راضى عن الشغل، ولا عن الناس اللى عنده فى الشغل
د.يحيى: هو مش شريف، وشغال، وبيكسب ؟
د.عادل شريف: آه، جدا، بس هو مش راضى عن كفاءة الشغل، ولا عن أداء الناس اللى بيشتغلوا تحتيه، ودايماً عاوز أحسن، بيقول إنه ماحققش طموحاته فى الشغل رغم إنه ناجح جداً بالنسبة للتخصص بتاع مصنعه، مقارنة بكل اللى بيشتغلوا فى التخصص ده؟
د.يحيى: السؤال بقى؟
د.عادل شريف: هو السؤال: أنا ممكن أعمل معاه إيه فى المرحله دى من سنة
د.يحيى: هو ليه أنا قلت لك “يمكن أنا غلطان إنى حولته لك”، وبعدين رجعت قلت لك “يبقى الظاهر هو اللى غلطان”؟
د.عادل شريف: اللى وصل لى إن حضرتك حبيت تستجيب له حسب طلبه، عشان يشوف إن الحكاية مش كده بس، وحبيت تعلمنا الحاجات اللى بتقولها لنا بطريقة عملية
د.يحيى: هوه احنا قلنا إيه عن علاقة السن بالعلاج النفسى؟
د.عادل شريف: قلنا إن فرصة النمو للشخص العادى يعنى فى السن دى ضعيفة عادة، فما بالك لما يكون الواحد عيان،
د.يحيى: الله يفتح عليك، ما هو احنا اتفقنا، على الأقل فى المدرسة بتاعتنا دى، إن العلاج النفسى الحقيقى هو المساعدة فى تحريك وتسهيل عملية طبيعية، إحنا مش مفروض بنجيب حاجة من عندنا، العملية الطبيعية هى النمو، وبنفترض هنا عندنا، أو بنشتغل على أساس إن النمو يعنى التغيّر، والتغير ده بيستمر دورات ورا دورات طول العمر، مش ده اللى بنسميه الإيقاع الحيوى! هو ماحدش بيتغيّر فى خط مستقيم، يتنيه طالع طالع طالع سلمة ورا سلمة، حكاية الإيقاع الحيوى دى بتفسر لى كل حركية النمو تقريباً، يعنى طول ما احنا عايشين أدى احنا بننبض، إذا كانت حصيلة النبض لِقُدّام ، يبقى بننمو، نطلع سلمتين ننزل سلمة، أو نطلع سلمة، ونستريح على البسطة شوية، وهكذا، ييجى بقى واحد مننا يتكعبل وهوه طالع، ولاّ وهو نازل، نسميه عيان، ناخد بإيده عشان يكمل، وبرضه لو واحد جه وقف على بسطة السلم، وطالت الوقفة وبقت نهاية الطلوع، نسميه باسم مرض أو اضطراب تانى، مع إن معظم الناس بينى وبينك بيستريحوا على أول بسطة، بَلاَ وجع دماغ، أما ييجى واحد بقى فى السن دى، وتطول وقفته على البسطة، وبدال ما يريّح لحد كده حتى لو ناجح مية ميه، يتنيه إنه حاسس إن فيه طاقة وإنه لازم يتحرك، ما هو إيقاع مستمر بقى، يبقى فيه كلام تانى.
د.عادل شريف: أنا حسيت كده، يمكن حضرتك حولتهولى عشان كده
د.يحيى: بس خلى بالك ، مجرد الحفاظ على استمرار لدفع الحركة ده مش ميزة كده لوحده، يمكن يقعد واقف ويبقى كل اللى عليه إنه يزن، ويشتكى، ويلف حوالين نفسه، ولا يطلع ولا ينزل، ولو ان بينى وبينك، اللى ما بيطلعشى، يبقى بينزل.
د.عادل شريف: إزاى ؟
د.يحيى: معظم الناس فى السن دى، يقعد يتسلى بتكرار الكلام عن عدم الرضا،والشكوى من اللى جارى، والنضج فى الطموح والمصمصة على أيام زمان، وكأنه بالشكل ده عمل اللى عليه، بس ده مش بيريح كل الناس، فيه ناس من داخلها تبقى عارفه إن مش كده، إن فيه حاجة تانية، تبقى عايزة تتصرف، ومن ضمن التصرف ده إنها تروح لدكتور نفسانى، ولما تروح يبقى ما عندهاش حاجة غير إنها تتكلم، وتقعد تردد اللى بتقوله بره، وخلاص
د.عادل شريف: الظاهر ده اللى حصل مع العيان ده
د.يحيى: إعمل معروف يا عادل يا ابنى ما تستعجلش. وما تعممشى، الراجل بقى له معاك خمس شهور، ساعة كل أسبوع، مش معقول قعد طول الوقت ده يقول أنا مش راضى أنا مش راضى، لو كده بس ما كنتش انت استحملته، لازم فيه حاجة هيه اللى خلتنى أحولهولك ضد القاعدة تقريبا، وهى الحاجة دى اللى خلته ينتظم معاك المدة دى، وخلتك تسمعه لحد النهارده، وأديك مهتم بيه، وبتقدمه لنا عشان نناقش حالته مع بعض أهه.
د.عادل شريف: يجوز..، فعلا
د.يحيى: شوف اما أقول لك، إحنا ما ينفعش نقف عند أول طلب يطلبه البنى آدم اللى جاى لنا نساعده، ونحاسبه عليه، ونعامله على أساسه وبس، ثم إن ما فيش حاجة اسمها قاعدة مقدسة لا يمكن استنثاءها، القاعدة تبقى مفيدة ، وموضوعية لما نعرف إمتى نكسرها وإزاى، وهى تسمح بكده
د.عادل شريف: إزاى يعنى؟
د.يحيى: يعنى لما نقول إن العلاج النفسى ما ينفعشى لكبار السن، لازم نفهم يعنى إيه كبار السن، ويا ترى هوه السن بشهادة الميلاد ودمتم، ولا بحاجات تانية، يعنى صاحبك ده اللى شغال، ولسه طموح وما همدشى- أنا ما افهمتش منك إن طموحه ده طمع – الجدع ده جه، وعايز يتكلم، عايز بنى آدم يسمعه عشان يكملّ، مش يمكن الحكاية كده؟ نقوم إحنا نسأل نفسنا هوّه سنّه كام سنة غير اللى مكتوب فى شهادة الميلاد، يا راجل دا فيه عيال دلوقتى ما حصّلوش العشرين، وسلموا النمر، وضاربين تعظيم سلام من بدرى بدرى، مش يمكن الراجل ده جاى عشان يكمل حقيقى بشكل تانى؟
د.عادل شريف: يكمل إيه؟ مش هوه قال لحضرتك إنه جاى عشان يتكلم وخلاص؟
د.يحيى: يا راجل حرام عليك، طيب هوه قال لى كده فى خمس دقايق، قمت حولتهولك، قال لك انت بقى إيه فى خمس شهور، المريض يقول اللى يقوله، وانت تدور على حقيقة اللى عايزه،
انت مش صاحب محل بقالة خايب، واحد جى يطلب حلاوة طحينية، تقول له ما عنديش وخلاص، أو تقول له روح للبقال اللى جنبى، لأه، إنت صنايعى صاحب صنعة، تبص فى عنين الزبون وتشوفه صحيح عايز حلاوة طحينية وبس، ولا هوه ما عندوش فكرة عن بقية الحاجات اللى عندك، تقوم انت تاخد وتدى معاه فى الكلام لحد ما تساعده يعرف هو جىْ لك انت بالذات ليه، ما هو الكلام يمكن موجود عنده فى كل حتة، فى الشغل، فى النادى، فى أى حتة، هو سمع ان الكلام عند النفسانى حاجة تانية، فجه يشوف، إللى خلاه يقعد معاك خمس شهور فى السن دى، وهو مشغول فى شغله جامد زى مابتقول بالشكل ده، إنك دوّقته حاجة تانية غير الحلاوة الطحينية، حتة جبنة بيضا استنبولى ما حصلتشى، شوية زتون اسود، الراجل استطعمها، وقال لك عايز من ده، وكّمل
د.عادل شريف: بس انا ما اديتوش حاجة تانية، أنا باسمع له وبس، حتى هوه ما احتاجشى منى نصايح أو قرارات، هو ناجح فى شغله وف بيته على ما يبدو مش محتاج مشورة حد ، انا ما اديتوش حاجة.
د.يحيى: لا يا شيخ ؟؟! إيش عرفك، العيان بياخد اللى هوه عايزه، حتى لو كان غير اللى طلبه فى الأول، حتى لو المعالج مش واخد باله هوه إدى إيه أو إمتى أو ازاى ، البنى آدم ده حاجة روعة، إحنا بنصدّر الكلام على الوش، إنما اللى بيجرى فى الواقع، وفى العلاج اللى هوّه واقع مصنوع، هو اللى بيفضل، وهو اللى بيخلينا نكمل وكده
د.عادل شريف: نكّمل إيه ؟
د.يحيى: نكمل مع بعض، مش انت مكمل معاه اهه !!
د.عادل شريف: أيوه، بس مش عارف مكمل إيه، أنا مش شايف إن فيه حاجة حقيقية بتتغير، بس بصراحة أنا ملاحظ إن لهجة السخط عنده اللى كان جى بيها، السخط على الجميع والناس والحكومة والقيم قلت شوية، أو شويتين.
د.يحيى: إنت عارف يا عادل إن التغير الحقيقى بيحصل من ورانا، وببطء شديد فى العادة، فما بالك يا راجل فى السن دى، بس إنت برضه خوفك فى محله، لحسن يكون خدك بديل عن الحركة اللى اتحركت فيه حتى فى السن دى، وحايقف، ويوقفك انت وهوه على بسطة السلم دى تلفُّوا حوالين بعض، وخلاص.
د.عادل شريف: ما هو عشان كده أنا باسأل، هوه انا ماشى صح؟ إيه اللى أقدر أعمله.؟
د.يحيى: فيه ناس كتيرة بتتكلم بدال ما تتحرك، يعنى بلغتنا: بدال ما تنمو، وفيه ناس بتتكلم عشان تساعد الحركة اللى حست بيها جواها إنها تعمل حاجة صح، والناس دى بتبقى عايزة تبين طبيعة الحركة وتوجهاتها عشان تكمل
د.عادل شريف: وانا اعرف ازاى ده من ده؟
د.يحيى : أول حاجة إنك ما تستعجلشى، تديله فرصة و بتدى لنفسك فرصة فى نفس الوقت، وماتتسرعشى فى الحكم، طول ما هو بييجى، وما بينضرشى من إنه بييجى، يبقى فى الغالب فيه حاجة كويسة بتحصل حتى لو ما بانتشى على السطح، وبعدين إنت حاتحط محكات للمشوار تقيس بيها، حاتحددها معاه، وبرضه حاتحددوا سوا اللى بنقول عليها “أهداف متوسطة”، لكل مرحلة، ويا ريت تنسى السن شويتين، طول ما هو بيتحرك أهو بيتحرك
د.عادل شريف: بس الراجل ده عارف أهدافه كويس قوى، كلها طموح ونجاح فى الشغل، وهوه اللى بيجرجرنى ناحية أهدافه، يعنى بيقيس نجاح العلاج بأهدافه، هو ملتزم بالشغل بطريقه فظيعه لدرجة ان انا طلبت منه ان هو ياخد يوم اجازه، إلاّ، يعني الشغل بالنسبه له زى ما يكون عبادة.
د.يحيي: إظبط، أديك مسكت أول الخيط ، شاطر والنعمة، اللى عليك بقى إنك تحط حاجات بسيطة تانية بعيد خالص عن الشغل تقيسوا بيها اللى بتعمله انت وهوه، أنا حاقول لك كلام فارغ، بس والله ممكن يكون حقيقى، هوه عيب إنى اسمّى اللى حاقوله لك كلام فارغ، بس الأول إنت لازم تشوف اللى حاقولوا لك إنت شخصيا عارفه ولا لأ، عايشه ولو شوية صغيرين ولاّ لأ، تصور بقى لما تقيس اللى بتعمله معاه، بإنه بيصحى من النوم مختلف عن زمان ولا لأه، باتساع الضحكة التلقائية، بإنه شايل هم ناس ما يعرفهمشى من أصله ولا لأه، وكلام من ده، مش برضه يبان زى ما يكون كلام نظرى، عشان كده أنا سميته كلام فارغ، عشان ما ترددهوش وبس.
د.عادل شريف: بس الجدع ده انا لو قلت له كده يمكن يضرينى، يبطل ييجى فورا
د.يحيى : شفت ازاى، يبقى انت فاقس الفولة أهه، بس اوعى تتمادى فى توقعاتك السلبية دى، وإلا ما كانشى جالك من أصله، ولا انتظم كده، هوا فى الأغلب جوا جواه، نفسه فى حاجات صغيرة أصيلة هوه مش واخد باله منها، بس المصيبة إنك انت كمان تكون مش واخد بالك منها، مع إن عمرك نص عمره.
د.عادل شريف: بصراحة آه، مش واخد بالى قوى.
د.يحيى : برضه دى علامة كويسة، إنك تشوف نفسك وتقيس بنفسك قبل ما تطلب من عيانك حاجات صعبة، مع إنها بتتقال فى كلام سهل وحلو،
د.عادل شريف: طيب وبعد ما اشوف إنى مش واخد بالى، وإنه هو برضه مش واخد باله، هل أكمل فى السن دى؟ دا 63 سنة!! ولا أعمل إيه؟.
د.يحيى: تكمل ونص، احنا قلنا إنه طول ما هو بييجى، وطول ما انت بتتعلم، وهوه كمان بيتعلم، وطول ما فيش ضرر، ولا هوه اعتبرك بديل عن الحياة الخارجية بتاعته، يبقى فى الأغلب الدنيا ماشية فى الاتجاه المظبوط، ثم أنا شايف إنك عايز تكمل، وده معناه إنك شايف حاجة بتتحرك، وإنك بتحبه، وبتحترمه، وهو كمان…..، عايز إيه أكتر من كده
د.عادل شريف: السن! السن، مش برضه يخلى الواحد ما يتوقعشى كتير من اللى احنا بنقوله؟
د.يحيى : مش احنا قلنا إن ما فيش قاعدة مقدسة يا أخى، إنت عمال تقول السن السن زى ما تكون بتشاور علىّ، ما انت عارف سنى وعمال أخبّط أهه، أنا مش عايزك تقيس بىّ ولا بيك، المريض هو الأصل، وهو مقياس نفسه، بنحترم طلبه الأولانى، ومش بنحققه بحرفيته، وبنسرقه لنفسه عشان يشوف الطلبات اللى جوه، وبنعرض عليه الممكن، وبنحذر ليكون بيستعمنا عشان يثبت موقفه مش عشان يتحرك فى السن دى، وده حقه ، ومع ذلك مش من حقه إنه يستعملنا فى حاجة إحنا مش شايفين إنها حا تنفعه قوى، كانت نفعته من غيرنا، وما تنساش إن فيه حاجة إسمها “إدمان العمل”، وده ممكن يتعالج زى أى إدمان، ولا يهمك.
د. عادل شريف: يعنى إيه إدمان العمل؟
د.يحيى: يعنى الراجل ده لو بطل شغل بالشكل ده، يمكن ييجى له “أعراض انسحاب”، تلاقيه فى الأجازات حتى الأسبوعية متنكد أكتر، أنا ساعات باكتب على الروشتة أمر بأجازة بالساعة، وتتنفذ زى ما يكون بياخد دوا بالساعة، وساعات أكتب بعض تفاصيل اللى لازم يحصل فى الأجازة، مثلا ياخد موبايل، ولا ما ياخدش موبايل، حاجات كده، وييجي يبلغك عمل إيه في الإجازه زى ما بنقول للعيال اللى بيذاكروا يذاكروا كام ساعة، ويلعبوا إمتى، وكده،
د.عادل شريف: بس دول صغيرين، بيسمعوا الكلام
د.يحيى: بذمتك؟
د.عادل شريف: قصدى يعنى بنتوقع إنهم يسمعوا الكلام
د. يحيى: أيوه كده، ماتيلا بقى نتصور إن الراجل الطيب الناجح بتاعك ده حايسمع الكلام، فيه حاجه اسمها الاختبار الطبيعى، يعني ايه؟ يعنى بنعرض بضاعتنا علي كل الناس من كل الأعمار والأنواع، و اللي يكمل يبقي عايزها، اللي ما يكملش يبقي امرنا لله، السن لوحده مش فيتوا ضد العلاج النفسى، ولا هو حاجز ثابت يوقف النمو، بس الواحد يبقي متواضع في التوقعات عشان ما يرهقش نفسه ويرهق العيان، وانا شايف انك إنت وهوه ما شيين كويس
د.عادل شريف: على الله
د.يحيى: كله على الله
****
اعتراف:
أجريت تعديل ليس قليلا هذه المرة (مقارنة بما كان يتم فى حالات التدريب عن بعد من قبل) ، وذلك فى نص حوار الإشراف، دون أى تغيير فى واقع وأحداث الحالة، ولا تحوير فى عرض صعوبات المعالج.
وقد فعلت ذلك مترددا، بهدف توصيل الرسالة أوضح لمن لم يألف فكرة العلاج النفسى من منطلق النمو، وأيضا لصعوبة وكثرة الأفكار والصعوبات التى وردت فى هذه المقابلة الإشرافيه.
فهل يا ترى نكرر مثل ذلك مستقبلا؟
لا أعرف.