نشرت فى الوفد
24-11-2010
الباقى من الزمن ساعة
هذا “العنوان العبقرى” هو لإحدى روايات نجيب محفوظ، ولكلٍّ أن يقرأه كما يصله، بلغة الحزب الوطنى وحكومته: ربما يعنى أنه لم يتبق سوى أيام ثم تعقد الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشعب، ثم تليها، الجولة الثانية، وخلاص! إذن ماذا؟
هذا الشعب العظيم لا ييأس أبدا، كل هذا الجارى بكل هذا الحماس، بكل هذه التضحيات، بكل ما يحمل من احتمال سلبيات، لم يصل إلىّ منه معنى إلا أننى أنتمى لشعب عظيم، لا ييأس أبدا، الجميع، بما فى ذلك المرشحون من مختلف الأحزاب والطوائف والمذاهب بما فى ذلك حزب الأغلبية الحقيقى (المستلقون) يعرفون النتيجة، ومع ذلك فالجميع لا يستسلمون ولا يسلمون، يحدث التغيير بعد سنة أو بعد مائة!! لابد أن يحدث، وهل يوجد حل آخر؟ لم يبق ليحدث إلا ساعة!! (هل رأيت الفرق؟)
ومع احترامى لكل ذلك فمازال موقفى الشخصى السلبى القبيح هو هو، مع أنه يصلنى تعليق المصرى العادى جدا وهو يقول: “نحن نعرف مثلك النتيجة، ولكن هذا لا يعنى ما يدور بخلدك وأنت قابع وراء مكتبك”،
أخجل وأمسك القلم وأكتب:
ليكن، النتيجة مؤكدة، وعلينا الاستعداد للجولة التالية سنة 2015، دع جانبا انتخابات 2011، إذ يبدو أنهم اعتبروها أمراً لا يخصنا!!! ربنا يتمم بخير، ويولى من يصلح!
يا ترى كيف نستعد بهدوء واع ونضج كاف ومعارضة مسئولة وديمقراطية محدودة (مضروبة) أن نحول دون ثورة غير محسوبة، خاصة وقد بدأت أقتنع برأى تشى جيفارا أن الثورة يصنعها الشرفاء ويستغلها الأوغاد” وبما أن عدد الأوغاد الجاهزون زاد ولا حول ولا قوة إلا بالله، فأى ثورة تقوم سوف يتنافس للاستيلاء عليها عدد من الأوغاد كافٍ لتأجيل المسيرة عقوداً أخرى.
طيب، إذا كانت رؤيتى لشعبنا بهذا الوضوح والاحترام، فلماذا أتمسك بسلبيتى هكذا؟ وإلى متى، قالت لى نفسى: ما رأيك أن تستعد لانتخابات 2015، لعل وعسى!! رددت بأن بطاقتى الانتخابية الناشز تأبى أن تعود إلى “بيت الطاعة”، وبالرغم من أننى ناخب قديم انتخبتُ فى العهد البائد، ثم انتخبتُ فى بداية العهد القاعد، إلا أن ما أصاب بطاقتى من إهانة واستهانة جعلتها تهرب إلى غير رجعة، ثم انتبهت إلى أن ما عرضه علىّ خيالى تكفيرا عن سلبيتى هو أن أكون مرشحا لا ناخبا قلت: لا مانع، نبدأ بدراسة الجارى الآن!
هذه الانتخابات الحالية يتنافس فيها 5720 مرشحا بالسلامة، وذلك للحصول على 508 مقعدا، ولقد تجاوز عدد مرشحى الحزب الدائم (الحاكم) 700 مقعدا، وهو يدفع بأكثر من مرشح فى الدائرة الواحدة (الاحتياط واجب)، تقدم للترشيح أيضا حزب الوفد بـ 209 مرشحا مخلصا لا بد أن أغلبهم ممتلئ بالأمل فى الشفافية والعدل بما يناسب تاريخ الحزب وعراقته وعناده، أما حزب التجمع فقد وصل عدد مرشحيه 78 وأغلبهم يؤكدون انتماءهم للمكافحين والمطحونين تعاونا مع لفيف من المثقفين والآملين والمتألمين، أما المحظورة فقد تقدمت (سرا: بأوراق ترشيح غير محظورة) بـ 137 مرشحا لا شك أن بينهم لفيف ممن يتق الله، ويأمل فى أن يسهم فهمه للإسلام وهو فى الحكم بما تيسر منه لإصلاح حال المسلمين وغير المسلمين فى مصر وغير مصر …الخ.
يا ترى ما هو الدافع الحقيقى لأى من هؤلاء أن يرشح نفسه ، لأقتدى به سنة 2015؟ كل من هؤلاء دون استثناء مرشحى الوطنى يعرفون النتيجة، فلماذا الترشيح؟ هل يا ترى هم يمثلون أحزابا، أم عائلات، أم قبائل، أم طبقات؟ حاولت الإجابة وإذا بى اكتشف (ليس فجأة) أن أغلبهم (حتى الوزراء) هم فى الواقع مستقلون مهما تصوروا غير ذلك، فأغلبهم –إن لم يكن كلهم– لم يقرأوا برامج أحزابهم شخصيا، قراءة مقارنة تسمح لهم بالتمييز الحقيقى القابل للاختبار على أرض الواقع، ثم إن كل البرامج غالبا تتشابه حين تعلن بكل وضوح (لا أعرف كيف؟) أنها تعطى أولوية للكادحين والفقراء والعاطلين والعشوائيين والمساكين، نعم كل البرامج وخصوصا الحزب الوطنى، (خلّ بالك من تمسكه بنسبة العمال والفلاحين) وهى برامج أيضا تؤكد على ضرورة رفع الدخل القومى وزيادة المساحة الزراعية والبنائية معا دون تعارض، ثم إنها (البرامج) تعد بالعمل على محاربة البطالة جدا جدا ، وذلك بتوفير وظائف كثيرة جدا جدا،.. وإصلاح حال المدارس وتشجيع الإبداع والبحث العلمى بالمرة،
طيب طيب ما هذا؟
لابد أن هناك حزب لا أعرفه أو برنامج لم أقرأه واجه الواقع بكل مرارته، ووضع برنامجا عمليا واقعيا اقتصاديا دفاعيا، فهل يا ترى ألحق هذا الحزب ببرنامجه هذا آلية تنفيذه على أرض الواقع؟ حين يتولى الأمر؟ أم أنه مطمئن جدا أنه لن يتولى الأمر؟
الحكومة ومؤيدوها يعيبون على بعض الأحزاب، أن ليس عندهم برامج!!! طيب، لنفرض أن حزبا ما عنده برنامج 100% لم يحدث مثله فى التاريخ، كيف يخطر على باله إمكانية تنفيذه فى الظروف الراهنة ولا توجد فى الأفق أدنى فرصة لتداول السلطة؟ لكن من يدرى ماذا يكون الحال بعد خمس سنوات؟ أو لعل الباقى من الزمن ساعة!
ليكن، ومادام عمرى بعد خمس سنوات – إن عشت– سوف يكون اثنان وثمانين عاما، فلأعد نفسى أن أهزم سلبيتى وأترشح وأمرى لله لأكفر عن ماضىَ الانسحابى،
وبالرغم من كل ترددى هذا، عدت أتساءل، ما الذى يدفع شخصا عاقلا أن يعرض نفسه لكل هذه المشقة، ويصرف كل هذه المصاريف؟ ويضحى بكل هذه التضحيات؟ مكسب شخصى؟ (ألا يستطيع أن يحصل عليه بدون المقعد) حصانة؟ (حصانة ماذا؟ وهى التى يمكن أن ترفع فى ساعات؟) التأكد من حب أهل دائرته له؟ (حب ماذا وسط هذه الزحمة؟) التلميع استعدادا للتصعيد لمنصب أعلى؟ (طيب فما الدافع أن يرشح وزيرا نفسه وهو فعلا فى منصب أعلى).
عدت أبحث فى نفسى عن أسباب قبولى ترشيحى على آخر الزمن (سنة 2015 خلّ بالك) فلم أجد سببا وجيها إلا احترامى لحركية هذا الشعب التى أراها الآن رأى العين، ومحاولة مساهمتى فى تجنب ثورة يرثها الأوغاد، (غير الأوغاد الذين ورثوها بدون ثورة)
المهم المساحة انتهت كالعادة فسارعت قبل أن أتراجع، قلت أنهى المقال بأن أعلن شروطى على الوجه التالى:
أولاً: أن أكون على قيد الحياة (إلا إذا صدرت فتوى بقبول أوراق المتوفين أسوة بالناخبين الراحلين).
ثانياً: أن يكون الانتخاب بالرقم القومى
ثالثاً: أن تجرى الانتخابات بالقائمة، خاصة وأنى سأضع نفسى على رأس قائمة المستقلين!!.
رابعاً: أن تكون قواى العقلية قد تراجعت بقدر كافٍ (وعندى عذرى لظروف المهنة والسن)
خامساً: أن أضمن نجاحى حتى لو لم تجر الانتخابات أصلاً.
وبعد
فلا مجال للهزل والدنيا هكذا تضرب تقلب! وحتى أبرىء نفسى من مظنة السخرية قلت أتقدم إليكم ببعض أفكار برنامجى الخاص، مكتفيا ببعض العناوين لإثبات الجدية.
1- تحرير تكوين الأحزاب .
2- تحرير اصدار الصحف.
3- إنشاء مؤسسة معلوماتية لمتابعة كل ما يسمى فيس بوك فى بلدنا وعن بلدنا.
4- فرض التدريب على مهارة يدوية من الابتدائى حتى الجامعة .
5- رفض أى بحث علمى ليس له تطبيق مباشر ينفع الانتاج .
6- ترقيه أساتذة الجامعة بمهارتهم فى التدريس وليس بالأبحاث العلمية النظرية.
7- تجنيد كل المواطنين رجالا ونساءً من سن 18 سنة إلى سن 50 سنة مع تجديد تنشيط التجنيد لحرب العصابات “شهر كل سنة”، فيصبح الشعب كله جيشا دون اسثناء، وبالتالى نعلن أن معاهدة السلام هى استسلام اضطرارى مؤقت وأننا لا نعرف متى تكون آخر الحروب، إلا بعد قيام القيامة.
8- استعمال الدراجات فى القاهرة الكبرى بديلا عن السيارات.
وعندى أفكار أخرى ليس لها علاقة بالشرط “رابعاً”
أما متى؟ فـ …..
“الباقى من الزمن ساعة”.