الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الإشراف على العلاج النفسى (79) العلاج “مواكبة” لحركية النمو الطبيعى

الإشراف على العلاج النفسى (79) العلاج “مواكبة” لحركية النمو الطبيعى

نشرة “الإنسان والتطور”

16-2-2010

السنة الثالثة

  العدد: 900

التدريب عن بعد

الإشراف على العلاج النفسى (79)

العلاج “مواكبة” لحركية النمو الطبيعى

د.ناهد: هى بنت عندها 18 سنه فى ثانيه جامعة، هى نجحت دلوقتى ورايحه إنشاء الله سنه ثالثه حضرتك كنت محولها لى من حوالى كده أربع أشهر، هى قعدت منتظمه معايا شهرين وبعد كده قطعت فتره الامتحانات، حضرتك كنت محولها لى بسبب إن هى ابتدت تقول إن هى من زمان عندها أعراض كده إن هى كل ما تشوف البنات ما بتقدرش تقرب منهم، بتحس بميول تجاهم مش عادية، وكده، وبيجيلها تخيلات على طول مع البنات، وإنها هى بتحضنهم، وده بيحصلها بالذات قبل النوم، وبيحصل لها من زمان، حوالى من سن 14 سنه، وكانت مخبيه على أهلها. بس لما أبتدت تدخل الكلية وما تحضرش بانتظام ومايكونش ليها أصحاب بنات، ابتدت تحس إنها تقدر ماتلبسش كده لبس بنات، يعنى تلبس كده قريب من لبس الولاد، ومامتها ابتدت تشك فى الموضوع وكده، فابتدت تقعد تتكلم معاها، فاكتشفوا الموضوع ده، هى الأولى من تلات أخوات، أبوها وأمها منفصلين، بس مش مطلقين، أبوها سابها وهى فى سن أربع سنين وسافر بره ومتجوز واحدة تانية، أمها ست جميله جداً ومهتمة بنفسها، هى عايشه لوحدها مع أولادها وانا ماعنتش عارفه أعمل إيه مع البنت دى حاجة خالص

د.يحيي: أمها بتشتغل؟

د.ناهد: أيوه

 د.يحيي: بتشتغل إيه ؟

د.ناهد: بتشتغل فى وظيفة عالية كويسة.

د.يحيي: بقالك معاها قد إيه؟

د.ناهد: حوالى تلات شهور  

د.يحيي: عملتو فيهم إيه  ؟

د.ناهد: كنت باشتغل معاها الشغل العادى، إنها تنسى الأعراض اللى كانت جايه بيها، مش تنساها تنساسها، لأه يعنى نركنها شوية على جنب ونبدأ نهتم بالدراسة، وإنها تروح الكلية، وتملا وقتها، وحاجات كده،  حاجات بسيطه يعنى، وكنت عرضتها على حضرتك بعد 6 جلسات ودخلت قلت لحضرتك إن أنا مش عارفه أعمل معاها أى حاجة، حضرتك ساعتها دخلت فيها جامد، وزعقت لها وقلت لها إنها واخده الحكاية باستسهال، وإن المسألة جد، قلت لها إن مع إن  كل حاجة مقبولة وتاخد وقتها،  بس نكمل  عشان نبقى زى خلقة ربنا

د.يحيي: أنا قلت لها كده؟!!!  هى إيه علاقتها بالدين ؟!

د.ناهد: هى محجبة وبتصلى

د.يحيي: نجحت السنه دى؟

د.ناهد: آه نجحت

د.يحيي: جابت تقدير إيه ؟

د.ناهد: جيد، حضرتك بعد ما دخلت فيها فى العيادة، قلت لى كمّلى       

د.يحيي: السؤال بقى ؟

د.ناهد: أنا كملت زى ما حضرتك قلت لى

د.يحيي: بس أنا فهمت إنها ما بتجيش، يبقى بتكمى إيه بقى؟

د.ناهد: لأه،  بقت تيجى،  أنا باحكى عن الأول

د.يحيي: همّ كلهم اربع شهور، أول إيه وتانى إيه؟

د.ناهد: هى بعد ما خلصت الامتحانات جت جلستين ثلاثة، أنا كملت زى ما حضرتك قلت لى،  ودخلت فيها برضه زى ما حسيت من حضرتك، وقلت لها إن المسالة مش قضاء وقدر، وإن هى تقدر تدور على البنت اللى فيها، وتعوز تكون بنت برضه، من غير ما ترفض اللى حصل، ده اللى انا فهمته من حضرتك، وإن هى اللى جواها هو اللى بيعمل كده، ودخلت فيها جلستين ورا بعض، وقلت لمامتها إنها تسندنى، وتعاملها بهدوء من بعيد لبعيد على إنها بنوتة، وكده.

 د.يحيي: هوه ده كله كان كلام ونصايح وشرح؟ ولا علاقة ورسالة؟

د.ناهد: أنا مش عارفة، بس زى ما يكون ده اللى حسيته من حضرتك لما دخلت فيها جامد

د.يحيي: وبعدين؟

د.ناهد: أنا فضلت أشتغل معاها برضه نفس الشغل القديم بتاع الكلية، وملو الوقت وكده، وهى انتظمت، وعملت معايا علاقة كويسة، وبقت حريصة على المواعيد جدا

د.يحيي: وبعدين؟

د.ناهد: أنا فوجئت إن أخر جلسة جت قالت لى يا دكتوره أنا عاوزه أقولك حاجه، أنا خلاص خفيت، قلت لها يعنى إيه خفيتى؟ قالت لى: خلاص الحاجات اللى كانت عندى راحت، وفعلاً أنا شفتها جايّه شكلها مختلف، شكل اللبس بتاعها، بنت عايقة، وحتى الماشيه بتاعتها، بصراحة أنا خفت جداً لما هى بصراحه قالتلى كده؟

د.يحيي: خفتى ليه ؟

د.ناهد: ما اعرفشى، أنا خفت كده مره واحده

د.يحيي: أنا مش كتبت فى  الحكايه ديه كذا مره فى نشرات “التدريب عن بعد”، أظن احنا كتبنا عن حكاية الخففان مرة واحدة من غير توقع المعالج ومن غير علامات تدل على إن ده محتمل، أعتقد إحنا اتكلمنا عن التراكم، وازاى ييجى وقت يروح التغير النوعى طالع على الوش مرة واحدة، وده مفيد لنا جدا نتعلم منه، إحنا ليه يعنى نستبعد على العيان إنه يخف مرة واحده؟  مش أنتِ بتقرى بانتظام اللى أنا باكتبه

د.ناهد: مش دايما

د.يحيي: إمال انا باكتبه لمين؟ أنا فاكر إنى كتبت عن “مفاجأة الخففان دى”، ونبهت إننا لازم نحترمها، ومش ضرورى نعتبرها هرب فيما يشبه الصحة، فاكر ده تمام، وما عنديش مانع أعيد وأزيد، بس تبذلوا جهد شوية معايا، المهم عملتى إيه لما خـُفتى

د.ناهد: بصراحة أنا ما قدرشى أخبى خوفى، وقلت لها  ببساطة أنا خايفه

د.يحيي:  وهى قالت لك إيه ؟

د.ناهد: قالت لى إنت مصدقانى ولا لأه؟

د.يحيي: برافو عليكى وعليها، قلتى لها إيه؟

د.ناهد: قلت لها مصدقة شكلك، ولبسك، وحلاوتك ومشيتك، بس مش مصدقة كلامك

د.يحيي: قامت عملت إيه؟

د.ناهد: ضحكت

د.يحيي: بصراحة إنتم الاتنين مية مية، أنا برضه ممكن أستغرب لما حالة كده قريبة من اللى بنسميه سحاق تخف كده مرة واحدة، خصوصا السمعة السيئة بتاع إن الشذوذ الجنسى مالوش علاج، بس الحكاية فى الحالة دى ما وصلتشى لكده يعنى، ثم ماتنسيش إن البنت صغيرة، والحكاية كلها مشاعر لا أكثر، أنا شايف إن ده زى ما يكون سماح للى جوا البنت -فى نبضة نمو-  إنه يظهر، وسماح من خلال العيا والعلاج إنها تحكى عنه، ويبدو إنك إنت بهبل وطيبة قبلتى الحكاية دى، يعنى سمحتى، ولما جيت انا شديت عليها وانت كملتى زى ما يكون منعنا التمادى، إنما ما منعناش الشعور التلقائى، ولا حكمنا عليه بقلة الأدب، ولا حتى سمحنا إنها تعلق يافطة مرض تبرر بيها أى تمادى

د.ناهد: نبضة نمو يعنى إيه؟

د.يحيي: معلشى، “بلاش نبضة” دى، سميها “أزمة” نمو، إنت عارفة حكاية النبض والإيقاع الحيوى دى لغتى الخاصة  اللى بافهم بيها أى حاجة، قصدى يعنى إن مع كل نقلة نمو بيبقى فيه سماح بتحريك اللى جوه، وبعين يتلم على أعلى، وهكذا، وده باسميه نبضة، عشان أى دورة من دول فيها  “سماح وفرده، وبعدين لمّة”، “سماح وفرده ، وبعدين لمّة”، وهكذا، أثناء السماح بيطلع من جوه  اللى يطلع، فإذا إحنا حوطناه من غير تشنج، ولا قهر ولا “لأه”، وفى نفس الوقت ما سمحناش له يتمادى، وتتعود عليه البنت، لحد ما تفضله عن بقيتها زى ما ربنا خلقها، بيحصل حاجة زى اللى حصلت كده، إذا كان ربنا عايز يسهلها.

د.ناهد: بس  أنا ما عملتش حاجة من ده

د.يحيى: هوا انتى فاكره إن ده بيتعمل بقصد يعنى، يابنتى دى زى ما هىّ خلقة ربنا، إنتى كمان خلقة ربنا، والسماح مش ضرورى بيقى متركز على حاجة معينة، السماح سماح، والعلاج هوه إن احنا بنهيأ الجو إن حدوتة النمو تمشى فى سكتها الطبيعية، أدى كل الحكاية

د ناهد : يعنى كده يعنى تبقى هى خفت بصحيح؟

د.يحيي: مش قوى كده، هما 3 أسئلة، أولا: هل هى خفت ولا لأه؟  وثانيا: هى لو خفت هل حاتكملى معاها ولا يبقى خلاص ما دامت خفت حاتكملى إيه؟ وثالثا: لو ده مش خففان يبقى حايكون إيه، وحاتكملى ازاى؟ مش كده ولا إيه ؟

د.ناهد: فيه حاجة غير ده كله:  أصلها أول ما قالت لى كده يعنى، إنها خفت، بصيت لقيت إنى حاسه إنى بعيده عنها شويه

د.يحيي: ده بعد ما  خـُفتى، مش كده؟

د.ناهد: مش فاكرة قوى، يمكن من أول ما شفت التغيير فى لبسها ومشيتها، يمكن قبل ما هى تقول لى أنا خفيت، مش فاكرة

د.يحيي: بصراحة عندك حق، من أهم الحاجات اللى احنا بنعملها فى الإشراف هى إننا نرصد التغيرات اللى فى المعالج زى ما بنرصد التغيرات اللى فى العيان، فإنت كنت اتعودتى على واحدة سمحت للى جواها إنه يطلع الناحية التانية، واتخذتى انت من ناحيتك موقف السماح بدرجة ما، وبعدين لما أنا دخلت فيها وانت كملتى، مش كده، ابتدت مرحلة الرفض وشد الودن، فتييجى فجأة تلاقى قدامك واحدة تانية، بنوتة وطرية وطيبة وطبيعية، طبعا تبقى زى ما تكونى قدام واحدة تانية ما تعرفيهاش، من حقك تلاقى المسافة اتسعت، وزى ما تكونى حاتبتدى من أول وجديد، يبقى شعورك ده اللى وصلك بيدل على إن فيه تغير حقيقى حصل، مش مجرد حد بيقول لك أنا خفيت سلاموا عليكم.

د.ناهد: يعنى معنى كده إن اللى حصل للبنت دى حاجة طبيعية مش مرض، يعنى مفروض يحصل لكل البنات أثناء الكبران، فى أزمات النمو اللى حضرتك بتقول عليها يعنى، إما ما حصليش انا ليه ؟

د.يحيي: لا ..لا ..لا مش قوى كده، هوه بينى وبينك بيحصل للبنات وللأولاد برضه، ده رأيى، بس مش ضرورى يوصل لوعيهم قوى كده، يمكن يحصل فى اللعب، يمكن فى حلم، يمكن من بره بره، ده إذا صح فرض إن ده طبيعة بشرية، وانا شخصيا معتبر إن ده طبيعة بشرية

د.ناهد: إزاى بقى طبيعة بشرية، واحنا مابنحسش بيه؟

د.يحيي: يعنى هوه احنا حاسين بكل حاجة فى طبيعتنا، ويعنى هو الوعى الظاهر بتاعنا ده، والتفكير حايبقوا أوصياء على اللى بيحصل، ما كانش حد كـِبِرْ ولا اتطور، هى نقله فى النمو، تغيُّر فى التركيب البشرى حسب المرحلة، كل واحد فينا فيه عكس الظاهر، ده حتى من قبل “يونج”، وأنا قلت الكلام ده ييجى كذا مرة فى حلقات التدريب قبل كده، يعنى الراجل جواه ست، والست جواها راجل، والشاطر اللى يقبل ده وده، وقلت إن ده موجود عند العامة لما يقولوا اختك تحت الأرض أحسن منك، وكلام من ده، فلما التركيبة دى بتظهر بالشكل الصريح ده أثناء السن دى بالذات، فنقبلها بهدوء ومسئولية، تقوم الحكاية تعدى سواء بتربية صحيحة أو بعلاج كويس، وعلى فكرة لو الحكاية اللى باقولها دى صح، يبقى الأمور تسهل أكتر لو المعالج اكتشف الحكاية دى فى نفسه أثناء العلاج، أو يعنى من خلال ما يتأثر بيه من العلاج

د.ناهد: بس انا ما أخدتش بالى إن ده عندى

د.يحيي: هو انتى ضرورى تاخدى بالك؟!!! مش يمكن قبولك الطيب لها، كان قبول لفكرة السماح جواكى وجواها، ويمكن ده يفسر قبولك لها، يعنى قبولك لنفسك، وهى عندها الأعراض دى، والميول الذكورية دى، كان معناها إن ده اتحرك خفيف خفيف عندك، فلما هى كملت المرحلة وشبعت سماح باللى جواها مِنْ ذكورة وبعدين لمّت نفسها على بنت، رحتى انتى خايفة، ومش مصدقة، وراحت المسافة اللى بينك وبينها اتسعت؟

د.ناهد: ياه !!! يمكن، ويمكن لأه

د.يحيي: طبعا ستين يمكن لأه، بس يمكن آه، ما تاخديش كلامى قضية مسلمة، إحنا بنعالج، والمهم هى تحافظ على اللى حققته إذا ثبت إنه بحق وحقيق

د.ناهد: الظاهر إنه بحق وحقيق

د.يحيي: على الله ، عقبالك

د.ناهد: ربنا يستر، يعنى اعمل إيه دلوقتى؟

د.يحيي: إنتى عملتى معاها شغل جامد من غير ما تاخدى بالك، يعنى سمحتى وصبرتى، وحبيتى، وشديتى، وكملتى، عايزه إيه أكتر من كده؟ دلوقتى هى إذا استمرت تيجى الجلسات يبقى أحسن لأنها عايزة حد يأكد لها إن ده مش حا يلغى دكهه، وانتى ممكن تسمحى بفرصة إنها تكمل، وانت فرحانه بأمانتك وصراحتك مع نفسك، وما تخافيش، ما الإشراف قايم بالواجب زى ما انتى شايفة أهه، وفيه حاجة كويسة برضه إنت عملتيها، إنك استعنت بأمها، من غير ما تخليها تتدخل قوى بالنصح والإرشاد والكلام ده، وبرضه فيه حاجة نسيت انا أشاور عليها، إنتى بتقولى إن أمها حلوة، ولها اختين بنات، وكلهم عايشين مع أمهم، وهما منفصلين عن أبوها، كل ده برضه يمكن يفسر تحريك الراجل الى جواها، مش قصدى تعويض، بس يعنى

د.ناهد: بس انا دلوقتى مشغولة بدورى أنا، واحتمال اللى اتحرك جوايا وازاى ده يفيدنى ويفيدها

د.يحيي: لأ لأ لأ، اوعى تركزى على نفسك فى المرحلة اللى جاية، سيبى الأمور تمشى بطبيعتها، وعندك المحكات اللى بتقيسى بيها جنب الأعراض اللى كانت جاية بيها ، زى الكلية، والناس، والفرحة، والمسئولية، والحاجات دى، واحدة واحدة .

د.ناهد: واحدة واحدة ازاى؟

د.يحيي: وبعدين بقى !!؟ ما انتى عملتيها لوحدك واحدة واحدة، إنتى قبلتيها كمريضة، وبعدين قبلتى الراجل اللى اتحرك جواها، وبعدين بتحضرى نفسك تقبل البنوتة اللى نطت على الوش بالخففان ده، عايزه إيه أكتر من كده

د.ناهد: آه صحيح

د.يحيي: شفتى انتى شاطرة ازاى من غير ما تعرفى

 د.ناهد: يعنى أكمل ولا أبطل بقى ما دام هى بتقول أنا خفيت، أكمل ازاى يعنى؟

د.يحيي: ما هى طول ما هى بتييجى، أديكى بتمضى لها على النقلة من غير ولا كلمة، وتدعميها، وده حا يبان من خلال تطويل علاقتك بيها، وتحريك المسافة بينكم  والكلام ده، إذا هى شبعت ومش عايزة تييجى، يبقى تقلبيها متابعة متباعدة، طول ما هى ماشية طبيعى فى حياتها، وكليتها، وعلاقاتها وكده

د.ناهد: ربنا يسهل

د.يحيي: كله على الله 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *