الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الإشراف على العلاج النفسى (78) ضبط جرعة التدخل المهنى، ومعنى الاحترام.

الإشراف على العلاج النفسى (78) ضبط جرعة التدخل المهنى، ومعنى الاحترام.

نشرة “الإنسان والتطور”

9-2-2010

السنة الثالثة

  العدد: 893

التدريب عن بعد

الإشراف على العلاج النفسى (78)

… ضبط جرعة التدخل المهنى، ومعنى الاحترام.

د. منتصر فوزى: صباح الخير، يا دكتور يحيى، هى عيانه عندها 33 سنه معاها بكالوريوس كلية كويسة، متجوزه ومخلفه بنتين 3 سنين و 7 سنين،  هى متجوزه ولمّا كان عندها 21 سنه، كانت لسه طالبة، والدتها ووالدها بيشتغلوا فى مناصب أكاديمية عالية، وهما من طبقة مثقفة وغنية وكويسة.

د.يحيي: عندها اخوات ؟

د.منتصر فوزي: آه هى الاولي من ثلاثة . اخواتها الاتنين متجوزين، بنت وولد، جوازات ناجحة وكل حاجة.

د.يحيي: هى بتشتغل ؟

د.منتصر فوزي: أيوه، بس مش فى التخصص بتاعها، لكن فى سفارة كده، إنما بتحب شغلها ده أكتر من التخصص، ومرتبها كويس جدا.

د.يحيي: وهى معاك بقالها قد ايه ؟ وكانت جايه ليه؟

د.منتصر فوزي: معايا بقالها 3 شهور، وهى كانت جايه لحضرتك بأعراض إن هى مخنوقه ومتضايقة، وفيه مشاكل مع جوزها. جوزها مسافر من حوالى ست شهور، وبيدرس برضه حاجة غير تخصصه، مع إنه عنده أربعين سنة، وناجح فى تخصصه جدا

د.يحيي: وانت بتشوفها من قد ايه ؟

د.منتصر فوزي: من 3 شهور

د.يحيي: وانت بدأت تشوفها بعد ما جوزها سافر ؟

د.منتصر فوزي: آه بـعد ما سافر بتلات شهور

د.يحيي: ووصلت معاها  لحد فين؟

د.منتصر فوزي: هى كانت جايه بأعراض اكتئابيه وخنقه ومتضايقه وان هى عايزه تتطلق من جوزها ومش عايزه تكمل معاه تاني

د.يحيي: من 21 لـ33 يعني 12 سنه جواز !!

د.منتصر فوزي: آه في خلال الـ12 سنه دول علاقتها بيه كانت غريبة، يعني علاقتها بيه كانت علاقه ضعيفه خالص، هو طول الوقت بره في شغله، ممكن يقعد باليومين بره الشغل ما يقولهاش هو فين

د.يحيي: قلت لي هو بيشتغل ايه ؟

د.منتصر فوزي: هو معاه دكتوراه وبيشتغل شغلة كويسة

د.يحيي: ناجح فى شغله ؟

د.منتصر فوزي: أيوه، قوى، على المستوى الوظيفى، وعلى المستوى الخاص كمان، لكن انا مش عارف ساب ده وده، سافر بره يدرس حاجة تانية خالص

د.يحيي: حاجة تانية غير تخصصه اللى هوه ناجح فيه ده !!؟

د.منتصر فوزي: ما هو ده برضه أنا مستغرب له،  انا مش عارف النقله دي هو عملها ليه، هو حتى في قراراته ما بيقولّهاش أى حاجة، ما بيشاورهاش، يعنى هى فوجئت بسفره ده زى أى حد غريب بالظبط، هو كل قراراته بتبقى مفاجأة بالنسبه لها، يعني لما يبيع شقه تعرف من بره ان هو باعها، ما بيشركهاش في أى حاجه،  وطول الوقت بره البيت، ممكن تتصل بيه تقوله إنت حاتيجي إمتي ما يردش عليها،  في خلال الفتره اللى قبل ما تيجى لحضرتك على طول،  هو كان على علاقه مع البنت اللي كانت شغاله عنده، ومراته عرفت الكلام ده وسجلته له وأعلنته في العيله، ما قالتشى حاجة له مباشرة

د.يحيي: والعيلة عملت إيه؟  

د.منتصر فوزي: ولا حاجة،  هو موقفه قوي شويه في عيلته، لكن هى لما قالت  لعيلتها، وشاورت على إن كده مش نافع، وإنها عايزة تتطلق، بس هو والدها ضعيف شويه، ووالدتها قالت لها ما عندناش حد بيطلق، وكلام من ده،  والعلاقه كمّلت مع جوزها أى كلام، ما حدش وقف جنبها أو وافقها.

 د.يحيي: كملت ازاى؟ 

د.منتصر فوزي: أصل هى نفسها كانت مشيت مرتين مع واحد أصغر منها،  كان بيتدرب عندها، وبرضه الموضوع اتعرف على مستوى العيلة، بس هى بعد كده وقـّـفت.  

د.يحيي: وجوزها عرف؟

د.منتصر فوزي: تقريبا، وزى ما يكون بيقول  لها، ما هو انتى عملتي كده ، يبقى انا عملت زيك أنا كمان.

د.يحيي: هى العلاقات دى كانت كاملة ولا إيه؟

د.منتصر فوزي: لأه، مش عارف، هى كل إللى قالته لى كان أدله على مستوى التليفون، وهى عرفت من الرسايل والنمر إللى على المحمول.  

د.يحيي: إنت متأكد إنها تليفونات بس؟

د.منتصر فوزي: ده اللى وصلنى، ما اعرفشى غير كده.

د.يحيي: انا اسف، بس انا فاكر إن البنت لما حولتها لك ، ما كانشى فيه كلام من ده

د.منتصر فوزي: هى البنت انطوائية خالص،  يعنى مالهاش أى علاقات تذكر، وماكانش لها أصحاب خالص غير بنت واحده وسافرت كمان، وحتى علاقتها بوالدتها علاقه سيئة

د.يحيي: فيه تاريخ مرضى إيجابى فى العيلة؟ 

د.منتصر فوزي: حاجة بسيطة  من ناحية الاب،  بس هى ماقدرتش تحدد لي حاجه واضحه، بس الزوج نفسه عنده تاريخ إيجابى فى عيلته للمرض النفسى، وهما مش قرايب هى وجوزها، الزوج يعنى أخوه الظاهر انتحر، وفيه حد تانى فى عيلته ما اتجوزشى، وساب شغله وقاعد معزول فى بيته سنين.

د.يحيي: طيب، ما هو ده مهم برضه يفسر بعض غرابة سلوكه، وانفصاله عن مراته بالشكل ده

د.منتصر فوزي: أيوه، هوه ممكن يقعد مخاصمها مثلا اسبوع أسبوعين من غير كلام خالص، ويمكن ساعات من غير سبب.

د.يحيي: وعلاقتهم الجسدية شكلها إيه؟

د.منتصر فوزي: هى مارضيتشى تتكلم بالتفصيل فى ده، بس الغريب إنها قالت لى إنه فى الفترات اللى كان فيها مرتبط بالبنت التانيه دي كانت العلاقة اتحسنت  بينهم، بس كان خلاها تشرب حشيش معاه، بس بعد كده رجع الفتور تانى.

د.يحيي: فتور فى العلاقة دى بس، ولا فى كله  

د.منتصر فوزي: فى كله، ما هى هيه زى  ما تكون مش موجوده في حياته خالص،  هو حاطتها كده على جنب، وبيتحرك لوحده كأنه مش متجوز، عشان كده هى طلبت الطلاق لما اتأكدت إن كده ماينفعشى.

د.يحيي: ما انت بتقول إنها من الأول جاية تتكلم فى الطلاق.

د.منتصر فوزي: أيوه، بس انا زقيت موضوع الطلاق ده بعيد شوية، واشتغلت معاها فى حاجات تانية، وقلت لها نخلى حكاية الطلاق دى لما اعرف معلومات كفاية.

د.يحيي: حاجات تانية زى إيه إيه اللى اشتغلت فيها؟

د.منتصر فوزي: هى أصلها وهى معايا، اشتغلتْ شغلانة جديدة، وهى مبسوطة منها، وبتقبض كويس، وحياتها ماشيه من غيره كويس.

د.يحيي: وابوها وامها؟ إنت بتقول ناس أكاديميين، ومثقفين وتمام التمام، رأيهم ايه في الطلاق كاحتمال واقعى وارد؟

د.منتصر فوزي: أنا قلت إن هم كانوا رافضينه قبل كده، وهى سمعت كلامهم،  بس في الفتره الحاليه، زى ما يكون شغلها كبّـرها، أو خلاها تستغنى، وبدأت تستقل عنهم شويه، او بدأت تحس ان هى بتدفع تمن حاجات كتير همه مش واخدين بالهم منها، هى يعنى بدأت تستقل عنهم، فبقى  يعني قرار الطلاق حايبقي المره دي قرارها هي

د.يحيي: السؤال بقي ؟؟؟

د.منتصر فوزي: السؤال إنى  أنا ركنت موضوع الطلاق على جنب وبدأت اشتغل معاها في حاجات تانيه، في لبسها، في شغلها في اهتمامها ببناتها وكده، وهى ما عادتشى بتفتح موضوع الطلاق بالإلحاح القديم، يا ترى أتنى مطنش كده أنا برضه لحد ما تفتحه هى مع إنها كان ماعندهاش غيره؟

د.يحيي: إنت يا أخى بتشتغل فى اللى هى بتطرحه، مش فى اللى انت بتقرره لوحدك إن له أولوية، ما هو أما الحاجة تلح عليها، وتطلع فوق السطح هى حا تفتح الموضوع لوحدها

د.منتصر فوزي: هوه أنا لاحظت إنى  لما باحاول يعني أشاور على موضوع الطلاق كده، زى ما يكون هى وصلت لحاجة واضحة النسبة لها، واستغنت عن رأيى ، حاجة زى كده.

د.يحيي: هى كانت جايه لى في الاول عشان الطلاق، ولا عشان حاجة تانية؟

د.منتصر فوزي: لأه مش كده مباشرة، يعني هى كان نومها مش مظبوط، ومزاجها وحش،  ومش مبسوطه، وحضرتك اللى جرجرتها فى موضوع العلاقة الزوجية، فظهر على الوش، فحولتها لى عشان ده كله، فأنا دلوقتى لما بيتفتح موضوع الطلاق تانى، باحس إنها  مقرره تتطلق وخلاص، وحتى هى مش قابله خالص تتكلم معاه في التليفون من أصله.

د.يحيي: طيب، ما دام هى استقرت على اللى هى عايزاه، إنت مالك بقى تقعد تنخور تانى وتفتح الموضوع  من عندك ليه؟

د.منتصر فوزي: خلاص ماشي ما انا راكنه على جنب برضه

د.يحيي: مش باين، مش هى يا إبنى قررت تتطلق قرار نهائي؟

د.منتصر فوزي: آه ، الظاهر كده.

د.يحيي: طيب إنت مالك بقى؟

د.منتصر فوزي: ما هي جيه لنا عشان الحكاية دى، أنا  مش عارف دوري أصبح إيه  في الموضوع ده؟

د.يحيي: يا أخى، يا أخى! مش هى  قالتلك تقريبا مالكشى دعوه بقى سيينى أتصرف، وانتهى الامر، زى ما يكون هى فى الأول كانت محتاجة  منى أو منك، حد يمضى لها على اللى حاتعمله، يعنى غالبا هى  كانت جيالي انا امضي لها،  وبعدين لما انا حولتها لك ، تصورت إنك حا تمضى لها بدالى، قال إيه عشان تخفف عن نفسها مسئولية اتخاذ القرار، حتى قدام بناتها لما يكبروا، ده مش ضرورة كان موجود ظاهر كده قوى فى وعيها، وبعدين استقلت واشتغلت والبركة فيك، ويمكن كبرت شويه، راحت مقرره إنها تستغنى عن الإمضا بتاعتى وبتاعتك، وفى نفس الوقت أهلها ابتدوا يوافقوا،  دخلك انت ايه بقى في الموضوع دلوقتى؟ شاغل نفسك بيه ليه من غير ما هى تفتحه؟ هى ما عادتشى محتاجه لحد يمضى لها لا أنا ولا انت، أهلها مضوا غصب عنهم، لكن أهم  مضوا وخلاص،  انتهت القصه دى بالنسبة لنا، لكن هى لسه  عيانه وبتتعالج، ما دام لسه بتيجى. 

د.منتصر فوزي: يعنى ما افتحشى الموضوع تانى خالص؟

د.يحيي: يعنى يا إبنى هوه عشان إنت لسه ما وافقتش، عايزها ترجع فى كلامها ولا إيه؟

د.منتصر فوزي: آه،  ما انا خايف من ده، وبعدين 13 سنه هى ضيعتهم بفرصهم،  وبعد كده حاتعمل إيه ومعاها بنتين؟

د.يحيي: يا إبنى انت بتتكلم زى حكاية سياسة السوق، ضيعتهم إيه وفرص إيه؟ صحيح ده كلام فيه واقع صعب، لكن أحنا مش بنسوق بضاعة، دى بنى آدماية لها حقوق قبل بناتها، وقبل جوزها، ضيعت إيه وبتاع إيه؟  إحنا “هنا ودلوقتى”، هى قادرة تعيش زى ما ربنا خلقها لها كيان وحقوق ولا لأه، محترمة ولها دور ولا لأه، حد شايفها ولا لأه، عملت اللى عليها وانت عملت اللى عليك ولا لأه، وبعدين الجواز ده تجربة زى كل التجارب، بس ناخدها جد حبتين، لأنه صعب تلات حبات.

د.منتصر فوزي: مش قصدى فرصها في الجواز بس، قصدى فرصها في الحياه نفسها برضه.

د.يحيي: لا يا شيخ\! ما هي شغاله شغله كويس ، وفرحانة بشغلها، وناجحة وبتربى بناتها فى حدود المتاح، والأشيا رضا، لأه إنت مركز على الجواز كأنه هو ده كل حاجة دلوقتى.

د.منتصر فوزي: بصراحة ، آه

د.يحيي: إنتَّ مالك يا جدع انت خايف كده ليه؟ ما هى زيها زي أى واحده عندها 33 سنة، بعيال،  او مش بعيال،  اذا جت فرصه حاتتجوز، ما جاتش فرصه أهى زيها زى اللى ما بيتجوزوش، هى تكبر وتعيش فى ظروفها الخاصة، وتتحمل مسولية قرارتها، واحنا معاها فى حدود خبرتنا ومهنتنا، من غير ما نتدخل أكتر من كده، يعنى هى جت تاخد إمضا منى وبعدين منك عشان تتطلق، وبعدين كبرت وفهمت بسرعة، وباين إنها استغنت عن الامضاء، وقررت إللى قررته، وحتى استغنت عن إمضاء أهلها، فوافقوا وكانوا أجدع منك، وهى بتكمل عشان لقت حاجة فى العلاج عايزاها، وإلا حاتكمل علاج ليه بعد ما قررت واستغنت كده؟

د.منتصر فوزي: ما هو انا سألت نفس السؤال ده يعني

د.يحيي: إنت تقول لها كده، بس مش بشكل مباشر، يعنى من خلال العلاج والصنعة، تقول لها إنتى كنتى جايه عشان كذا،  يعني مش حاتقولها إمضا ومش إمضا، لأه ، إنت زى ما تكون بتعمل اللى احنا بنقول عليه “إعادة تعاقد”، يعنى بعد ما استقرت هى ومش عايزة موافقاتنا وكانت جاية أساسا عشان كده، يبقى يعاد ترتيب الأوراق، لدرجة إن يجوز تطرح عليها توقف العلاج ولو شوية، وتقول لها لما تعوزي حاجه محددة إبقى تعالى، أو تجيبها وتجيلى، مش انا اللى محولها لك يا ابنى، وانا مش حاقول حاجة زيادة، بس تتطمن إن احنا سوا سوا

د.منتصر فوزي: ما انا فكرت فى ده

 د.يحيى: ..وبرضه إنت لازم تتطقس تشوف يمكن حد يكون ظهر في حياتها،  وده مش وحش قوى، بمعنى إنها بتشتغل وبتشوف ناس، وجوزها مقرطسها للدرجة اللى انت قلت عليها، يبقى هى مش حا تغمض عنيها وتلغى مشاعرها لحد ما سيادته يتعطف عليها، مش معنى كده إنها تسيب نفسها، إنما تحترم إنسانيتها واحتياجها، لحد ما ربنا يسهل.

د.منتصر فوزي: ما هي طول الوقت بتعمل ده يعني العلاقتين، اللي هى ارتبطت بيهم كانت بتدور بره البيت على إنها تروى احتياجها

د.يحيي: أيوه ، بس مش معنى كده إن احنا نشجع ده وبس، احنا نضيف جرعه من الموضوعيه في الاختيار الجديد، لأن الخوف فى الحالات دى إنها من كتر ما استحملت، واتهانت، تكرر النص نفسه (الاسكريبت)، يعنى ” احتياج، فإعجاب،فارتباط، فإحباط“، وهات يا كلاكيت تانى وعاشر مرة، فهنا يبقي لك دور محدد انك تساعدها في تحسين رؤيتها، وقدرتها على الحكم على الناس، وعلى البديل، يعني عشان ما يبقاش احتياج فقط، تيجى تنتقم من اللى جرى لها، تلاقى نفسها بتنتقم من نفسها، وبرضه ما تبقاش العلاقة الجديدة مجرد تعويض فقط، الكبران بيخلى مقاييس جديدة تظهر، والعلاج كبران، مفروض يعنى، فإنت دورك تقف معاها عشان ما تستعجلشى، إحنا ساعات بنعتبر إن المعالج زى كوبري بيعدي العيان عليه لحد ما يوصل للشط التانى، ويلاقى اللى يلاقيه على الشط التانى، وده معناه إن دورك ما انتهاش، يعنى  لو تختفى من حياتها كده مرة واحدة  وهى فى الظروف دى، يمكن تروح مندفعه إلى أى اختيار يمكن يطلع ألعن من الأولانى، وخلى بالك برضه، برغم إنها استقرت وكلام من ده، إحنا ما سمعناش حاجة من الطرف التانى، صحيح ما فيش فرصة، بس تحط ده فى الاعتبار طول الوقت.

د.منتصر فوزي: هو انا طلبت منها إنه لما ييجي أجازه أنا لازم اشوفه، انا كنت واخد موقف من كلامها بصراحه لحد ما اقابله، و قلت لها انا ما اقدرش احكم في أى حاجه إلا لما اشوفه

د.يحيي: عندك حق بس احنا فى النهاية بنشتغل فى المتاح، نعمل إيه لو هى ما قابلتوش، أو هوه ما جاش؟ مش حا نتخلى عن مسئوليتنا وحانشتغل برضه.

د.منتصر فوزي: آه ما هو ده اللى خلانى متردد إنى أستسلم لقرارها وخلاص.

د.يحيي: عندك حق نسبى، صحيح إنت من حقك تشوفه، قصدى تطلب تشوفه، عشان تبقي اكثر موضوعيه، إنت كل ما حصلت على معلومات صحيحة، حا تلاقى حكمك أصح، وتتجنب على الأقل تكرار “النص” (الاسكريبت)، إنت عارف الحالة اللى فى الكتب اللى بيضربوا بيها المثل لتوضيح تكرار السكريبت، الست اللى تتجوز واحد مدمن، وتقول لنفسها أنا حا خليه يبطل عشان باحبه، وتفشل، وتتطلق، وماتتعلمشى، وبعدين تروح متجوزة مدمن تانى، وتفشل، وتتطلق، وما تتعلمشى، وهكذا، وتقعد تكرر فى الحدوته دى زى ما هى لحد ما تضيع، لازم تعمل حساب إنك تحاول تكسر الحلقة المغلقة دى إذا كانت موجودة، أو محتمل إنها تتوجد.

 د.منتصر فوزي: إزاى ؟

 د.يحيي: إنت عارف إنى مش حاقول لك ازاى، دى صنعة، وكل الإيجابيات اللى حصلت، وإنها رجعت الشغل، وإنها وقفت العلاقات اياها، ما هو ده حصل عشان لقت مصدر تانى للفهم والاحترام، ما هو العلاج بيشتغل لوحده لما نكون واخدينها جد، من غير ما نعرف ازاى. ما دام لسه عايزه تيجي يبقى خير وبركه، ويعاد التعاقد فى الظروف الجديدة أيا كانت، وهى عندها من القوة اللى تسمح لها إنها تلاقى اللى هى عايزاه، مش هى قدرت تسيب تخصصها وتشتغل فى حاجة تانية وتنجح من غير ما حد يشور عليها ولا تندم؟

د.منتصر فوزي: أيوه

د.يحيي: يبقى ده “نص” تانى (سكريبت)، بس سكريبت إيجابى بقى الناحية التانية، يعنى هى تقدر تعمله فى مجالات تانية وتالتة وتنجح بيه برضه، إحنا لازم نحترم قدراتها اللى هى عملتها لوحدها، حتى من غير علاج ، واللا إيه.

د.منتصر فوزي: ده صحيح

د.يحيي: طيب يا أخى،  إنت من حقك تتعلم منها زى ما هى بتتعلم منك، وده بيبدأ بالاحترام الحقيقى، يعنى مش تقول لها “أنا بحترمك”، لأه، إنت مجرد إنك تشارك، وما تفرضشى رأيك قوى طول ما هى ممشية حالها، ده بيوصل لها بهدوء وطيبة وجدية، وده عكس اللى انت قلته عن اللى كان جوزها بيعمله معاها، حتى كان مابيقولشى لها هوه رايح  فين، وما تنساش إن هى برضه نشأت فى أسرة لها مميزاتها وإنجازاتها، وإن أمها، ومش بس أبوها، بتشتغل، ووصلت لإنجازات أكاديمية ووظيفية محترمة زى ما انت قلت.

د.منتصر فوزي: آه صحيح

د.يحيي: عايز حاجة تانية ؟

د.منتصر فوزي: لا . شكرا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *