“يوميا” الإنسان والتطور
10-8-2008
العدد: 345
التدريب عن بعد:
الإشراف على العلاج النفسى (13)
(سوف نكرر فى كل مرة: أن اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب).
إبعد عن المبدع، ولا تِتْخَلاّشْ عنه
د / محمود نصر:(1)
……..، هى روائية مبدعة، مترجمة وصحفية، لكن هى مبدعة أساسا، ولها وزنها، وكانت تعبت قوى، لدرجة احتاجت تدخل حاسم، ومستشفى، وكده، وخرجت كويسة جدا، وتابـْعِتْ معايا بانتظام، وكان بداية تعبها إنها كانت شغالة فى رواية، وجت لها كده أفكار خاطئة عن اضطهاد ومؤامرات من الناس، وحاجات من دى طول الوقت، كنت مديها سماح يعنى إن إحنا نتكلم فى احتمال إن الحاجات دى مش أكيدة على الأقل مش 100% ومافيش داعى نطول فى الكلام عليها، المهم ركزنا على الانتظام فى الشغل والانتاج، وبقت تروح شغلها بانتظام وهى شغالة فى نفس الوقت مترجمة، والحقيقة ملتزمة تماما، وكانت ماشيه كويس، وبصراحة كويس قوى، بس طول الوقت تيجى متأزمة، وبتعيط كتير، وتعبر عن خوف رهيب فى البيت، وحاجات زى كده، أنا بازود فى الدواء وانقصّه على حسب الأعراض بتاعتها، ومابرضاش أزوّد فيه عشان أحافظ على حيويتها ونشاطها الذهنى والإبداعى بصراحة.
د / يحيى: طب وبعدين؟ ما هو كله ماشى تمام أهه، برافوا عليك أنت وهىّ
د / محمود نصر: فجأة، المرة اللى فاتت يوم الحد، جت قالت لى أنا اكتشفت إكتشاف مهول
د / يحيى: خير !!
د / محمود نصر: قولت لها إيه؟ قالت اكتشفت إن أنا مجنونة، فقلت لها إزاى ؟ كانت قربت تخلص الرواية بتاعتها الجديدة، هى ادتنى أول فصلين علشان أراجعهم، كان فيه حاجات مش متربطة كده على خفيف بس يمكن العيب منى
د / يحيى: ياه!! هى دى الست الجميلة اللى اداتنى روايتها هدية
د / محمود نصر: أيوه، هى بتقدّر إبداع حضرتك جدا
د / يحيى: هو العمل اللى اداتهولى ده كويس جداً، رواية أصيلة بجد
د / محمود نصر: أنا خدته معايا خميس وجمعة، وبصراحة مالحقتش أقراه كويس.
د / يحيى: هو عمل عايز يتقرا بجد، يتقرا وأنت قاعد أو حتى واقف، مش وانت متصطلح، إنت رأيك فيه أيه؟
د / محمود نصر: هى فعلا موهوبة، وتبان أصغر من سنها
د / يحيى: ماشى كمل كمل أنت شفت الإهداء اللى هى كتبتهولى
د / محمود نصر: آه شوفته آه
د / يحيى: واتغظت طبعا
د / محمود نصر: آه طبعاً
د / يحيى: برافوا عليك، إنت جميل شايف مشاعرك صح، كده فى السليم، كمّل بقى، جرى إيه بعد ما قالت انها اكتشفت إنها مجنونة وبعدين ؟
د / محمود نصر: قالت لى أنا سحبت الرواية (الجديدة) اللى هى كانت جاهزة خلاص على أساس إنها تقدمها للناشر، قامت راحت سحبتها
د / يحيى: يا خبر!! ليه؟ ليه عملتْ كده
د / محمود نصر: اللى حصل إنها لما كتبتها، وأنا كنت ماشى معاها فصل بفصل وباحطلها شوية ملاحظات وكده على الفصلين اللى اديتهم لى، هى استعجلت وراحت إدتها للناشر، كان كلمها استعجلها فقالت له أنا خلصت الرواية قال لها طب ماتجيبيها
د / يحيى: وبعدين؟
د / محمود نصر: هى حطتها على CD وطبعتها وقعدت تقراها بعد التنسيق، فاكتشفت بقى إن القصة فيها تخاريف زيادة، وحاجات من الأفكار اللى بتقولها لى فى الجلسات، فاتخضت واكتشفت الاكتشاف اللى قالت عليه ده، وراحت سحبت الرواية وقالت للناشر أنا حا أجل نشر الرواية دلوقتى على أساس إنها حست إنها كده بتظلم نفسها وبتظلم قراءها، على أساس إنها مخرفة فى الرواية، أنا مافهمتش قوى عشان هى قالت لى أنا حاسيب الرواية خالص دلوقتى، وحاركز فى شغلى، أنا بصراحة حسيت من جوايا إنى فرحت شوية.
د / يحيى: ليه بس يا محمود يابنى
د / محمود نصر: أنا حقول لحضرتك ليه، لأن أنا حسيت إن الرواية دى يعنى فيه حاجات كتير اوى راجعه للأفكار المرضية بتاعتها يعنى بشكل غير مترابط، حتى فى الكتابات بتاعتها اللى أنا شفتها ومعلم لها عليها، يعنى بس فى نفس الوقت مخضوض من إن هى حاتعمل إيه إذا كانت كتابة الرواية نفسها كانت بتديلها دفعة ولمّة، يعنى بتحتويها شوية، زى مايكون يادكتور يحيى بتخش فى حالات فركشة وتطلع منها برواية، فركشة وتلم، بس زى ما تكون المرة دى الفركشة مالمتش على شكل أحسن، فضلت شوية أفكار مرضية، يعنى لسه بتقولى رغم إنى إكتشفت إن أنا مجنونة لكن لسه الاعتقادات اياها عندها زى ما هى، يعنى البصيرة مانفعتهاش قوى
د / يحيى: وانت ولا هى بتفرق بين الأفكار المجنونة واللى مش مجنونة ازاى؟ المهم: السؤال بقى ؟!
د / محمود نصر: السؤال مش عارف أعمل إيه
د / يحيى: إنت عملت عمل من أغرب ما يمكن ، مش عايز أقول لك كلام جامد، بس انا متغاظ، وماسك نفسى، هى واحدة مبدعة مبدعة، وروايتها اللى شفتها، ولما قابلتها وكلمتها، عرفت إنها أصيلة فعلا، تقوم انت، وانت دكتور معالج، تراجع عمل أصيل أثناء كتابته، وتبدى ملاحظاتك، ولا انت ناقد ولا حاجة، وحتى لو كنت ناقد يا شيخ، الناقد مالوش دور أثناء الكتابة، إنت قارئ جيد صحيح ولكن فيه عامل مهم فى الموضوع، زى ما يكون انت خلطت دور المعالج، مع الصديق، مع القارىء مع الناقد، ماينفعش إنك انت أثناء العلاج تخرج من الموقف العلاجى إلى موقف تانى بالسهولة دى، المبدع، مريض أو مش مريض، وهو بيشتغل فى العمل، إذا كان إبداع حقيقى يعنى مش فتة، ماينفعش أى آخر يقعد يراجع، حتى هو نفسه لما بيراجع بيبقى بيدع من جديد مش بيبقى وصى على نفسه، مايصحش يلعب فيه بالشكل ده، أنا لما قدمت رواية السراب بتاعة نجيب محفوظ فى ندوة ثقافية بعد خمسة وخمسين سنة من قرايتها أول مرة، لقيت فيها مناطق لغوية شديدة القبح، وتأكدت إن هو لما قال لنا إنه ماقراش أى عمل له بعد طباعته، إنه كان صادق وبيعلمنا حاجة، وأنا لما جيت أراجع دلوقتى الرواية بتاعتى عشان الطبعة الثانية طبعاً لقيت فيها حاجات عايزة تصليح، ماقدرتش أقرب لها، الجزء الأول، الواقعة، ماغيرتش فيه حاجه، غير غلطة مطبعية، كلمة ناقصة، وخلاص. إنما الجزء التانى بتاع مدرسة العراة، مع إنه مكتوب بطريقة فنية 100% لقيت نفسى فى حيرة شديدة جداً، أنا نفس المؤلف، وانا اللى بقراه وباعمل مراجعة، ومن حقى أغير، ودى طبعة تانية، لقيت ماينفعش، دا مش عمل علمى، ولاّ كتاب مدرسى، تقوم تبقى دى طبعة مزيدة ومنقحة، لأ، دى رواية كلها حوارات، وأحداث تلقائية،
ماينفعشى يا محمود يا بنى إنك تراجع رواية لواحدة بهذه الأصالة، والعمق، واحدة بتخاطر بمغامرات الكشف حتى المرض، تقوم تيجى انت تراجع لها روايتها أثناء كتابتها، وكمان تقول ملاحظاتك وتربط بينها وبين أعراضها، لا .. لا .. لا..، وكمان تفرح إنها سحبتها من الناشر!!! يا شيخ حرام عليك، إنت طبعا عملتها بحسن نية، وباجتهاد رائع، لكن ده مش حلو، لا لك ولا لها ولا للعلاج
د / محمود نصر: ما أنا باسأل عشان كده، حسيت إن فيه حاجة لازم أتكلم فيها.
د / يحيى: هى إداتها لك من خلال ثقتها فيك طبعأ وده كويس، لكنها اداتهالك أثناء اهتزازها المرحلى، وهى الظاهر خلطت هى كمان بين اهتزازها كمريضة وبين اهتزازها الرائع كمبدعة، هى عارفة –فى الغالب– إن اللى عملته معاك فى حكاية الرواية دى، مش حلو إبداعيا، أنا باتكلم من خبرتى الخاصة وأنا باكتب، إسمح لى أقول لك مأزق شخصى يمكن ينفعنا:
أنا اكتشفت إن فيه حاجة معطلانى شويتين فى انطلاقتى فى الكتابة الإبداعية، ما هو علشان تبقى مبدع بحق وحقيق، لازم يبقى فيه حته ضلمه فى وجودك، و ضلمه أوى وما تعرفش انت هيه أنهى حته، والحدوتة بتاعتك اللى بتتسنج منك وانت بتبدع، تلاقى نفسك تخش فى الحتة الضلمة دى وتطلع من غير ما تعرف تحددها : إمتى دخلت، وازاى خرجت، لكن تبص تلاقى نفسك مش شايف إلا الناتج بتاع العملية كلها، ولو مافيش حتت ضلمه، يمكن ماتقدرش تبدع إطلاقا، وبرضه لو الحته الضلمة دى متسنكره بالضبة والمفتاح، ما تقدرش تبدع برضه.
الحكاية دى عملت لى مشكلة بجد، يعنى إزاى أبدع وانا متصور إنى شايف كل حاجة، أو بيتهيأ لى كده، بأمارة إيه يعنى!! ما ينفعش، إنما لما تكون حته ضلمه وحركية الإبداع بما فيها من زخم شديد جداً شغالة، وتلاقى نفسك لازم تعدى البرزج الضلمه ده، وانت بتعدى البرزخ، ومانتش عارف إنك بتعديه، ساعات يتنور منك غصب عنك، فتكمل، وتبص تلاقى نفسك الناحية التانية، وتلاقيك طالع منه وف إيدك إللى فيه القسمة، المتصوفه غالبا مأيقدروش يكتبوا قصص، مايقدروش يكتبوا إلا قصة خبرتهم، وأظن أغلب الصادقين ما بيكتبوش حاجة، حتى مولانا النفرى قالوا إنهم كتبوا عنه مش هوه اللى كتب، أصل مش ممكن الرؤية اللى بتنور كل المسرح بنور باهر قوى تسمح بإنك توصف أى حاجة بأى حد، عينيك تعشى، بعض المتصوفة الحلوين، يمكن يكتب حكمة هنا كلمتين وبس، يشاور على موقف، وانت وبختك، يا يوصلولك يا ما يوصلوش، حاجة كده زى اللى عملها مولانا النفرى، إنما إن المتصوف يكتب قصة أو رواية فيها فلانة جت، وفلان راح، وقالى وقلتله، لا لا .
د / محمود نصر: يعنى إيه؟
د / يحيى: إللى عايز أقولهولك إن الإبداع، وحتى النقد وهو برضه إبداع، ما بيحاسبشى النص بالحسابات العادية، وإن البنى آدم، مريض أو سليم، ما فيش فايدة، لابد إنه يتنيه سر غامض على نفسه، وعلينا، وإن احنا إننا نشتغل فى اللى نقدر عليه، إننا نخلى كل واحد يواصل المشى، يكمل، يعيش، صحيح أزمات المرض بتدى فرصة للمراجعة، لكن لا هية ولا العلاج بيسمحوا بمعرفة كل حاجة كده عالمفتشر، الواحد ياخد بإيد العيان بعد ما وقع، يقوّمه، ويمشى جنبه، واحدة واحدة، ونخللى اللى جوّا جوّا إلا لو فرض نفسه علينا، وعطل اللى احنا بنعمله، دى حاجة تانية، أما اننا نقعد نفحر، ونفسر، حتى فى شغل المبدعين، أو ننتهزها فرصة وهات يا تفتيش، وفتاوى وتفسير، لحد ما يتهيأ لنا إن الدنيا نورت، وفى الحقيقة نكون أنكرنا أو قفلنا على الزوايا الضلمة الرائعة اللى بتطلع لنا الحاجات الحلوة دى كلها، فاسمح لى، سيبك من الحداقة بتاعة التحليل النفسى والاجترار الكلامى والفتاوى العلمية الجاهزة يا شيخ، وخلى الناس تعيا وتخف، تقع وتقوم، وتضيف اللى تقدر عليه ما دام رجعت تاخد وتدى.
د / محمود نصر: وأنا إيش عرفنى؟ دلوقتى أعمل إيه معاها؟
د / يحيى: شوف اما أقول لك: إنها تكتشف أنها مجنونة من خلال روايتها ماشى، إنما إنها تسحب الرواية من الناشر وترجع تعدلها بموافقتك عشان الاكتشاف ده، مش ماشى ولا نص مللى!!!!! على فكرة، دا أحياناً تبقى المسوده أرقى بكتير جداً من التعديل، بقولك ساعات، مش دايما، المسودة بيبقى التخطيط فيها سريع وتلقائى، إنما التعديل يبقى ابتدينا نولع النور، ونمسك العدسة المكبرة، والأستيكة، وربنا يستر بقى.
د / محمود نصر: يعنى أعمل أيه؟
د / يحيى: أنا مش عارف، أنا خايف على العمل، وخايف عليها، كتر خيرك، إنت عملت حاجات كتيرة كويسة، هى ما دام بتثق فيك يبقى تقدر توصل لها، ولنفسك، حاجات كتير، الثقة فيك كطبيب ما يصحش تبقى هى هى الثقة فيك كناقد، أو حتى قارئ فهمان، فض الاشتباك بين الأدوار اللى دخلت فى بعضها ده مهم جدا، وما دام هى تعرفنى بالصفات دى مع بعض، واحنا متفقين كل أربع مرات أو حسب ما تشوفوا إنكم تقابلونى وأشوف المريض معاكم كل ما يلزم، فأنا رأيى إنك تيجى إنت وهى، وأشد ودانها وودانك قدامها، واحاول أبين لكم إن اللعب فى الإبداع بالشكل ده يعتبر وصاية ممكن تكون له نتائج زفت، مش معنى كده إنى أهز صورتك قدامها، إنما أقول اللى انا قلته دلوقتى بشكل تانى، إمال إشراف يعنى إيه، إنت عملت اللى عليك، وهى بنت حلال.
د / محمود نصر: هى كانت متراخية خالص فى تخليص الرواية حتى كان عندها الأفكار اياها وهى بتكتبها على الكمبيوتر ومع ذلك كتبتها بس..
د. يحيى (مقاطعا) ما أنا بقول لك أهه، أحسن حاجة تعملها هى إنها تحط اللى عملته بين قوسين من غير ماتقربله دلوقتى، وتروح راكنه كل الحدوته دى شوية، وانت تبطل كلام فى الرواية ولا تأخد منها ولا فصل واحد بعد كده، وتلزم دورك كمعالج.
د / محمود نصر: الحقيقه يادكتور يحيى أنا كان هدفى إن أنا أديها ثقة فى الشغل يعنى
د / يحيى: كتر خيرك، لكن برضه، يعنى حكاية إنك تزقها عشان تخلص الرواية شىء وإنها تاخد رأيك أول باول فى اللى بتكتبه دلوقتى شىء تانى، ممكن إنك مثلا تقرأ رواية هى كتبتها من زمان وتقول رأيك، إذا طلبته، بما يفيد العلاج، إنما إنها تاخد رأيك فى اللى بتكتبه دلوقتى، أثناء إعدادها وقبل تقديمها للناس فيفتح الله، خلى بالك هى مش مبتدئة ناقصة تشجيع، هى خلاص أثبتت نفسها فعلا، وهى مبدعة فعلا، مش معنى كده إن أى حد مبدع مهما بلغ مش محتاج تشجيع ورؤية وحتى تصحيح، وإلا تبقى وظيفة النقد إيه بقى ؟!
د / محمود نصر: لأ ، دا مش بس أثناء الكتابة، دى بعد ما خلصتها تراجعت على أساس إنى أنا أبدى ملاحظاتى قبل التشطيب النهائى.
د / يحيى: يا بو حنفى دى مخاطرة حقيقية، أنا مش باقلل من قيمة ملاحظاتك على اللى بتكتبه، إنما اللى انت بتعمله ده حتى لو بناء عن طلبها، دا ضد الإبداع وضد العلاج حتى وضدها، وضدك انت كمان. والنبى ربنا يخليك تاخد بالك من خلط الأدوار تستشير مرة واتنين وتلاتة، أنا باحب البنية دى، وباحب شغلها، وفى نفس الوقت إحنا دكاترة، وصحتها وسلامتها لازم يكونوا دايما على العين والرأس.
د / محمود نصر: طيب إذا كان كده أجيبها لحضرتك بقى يوم الأربع اللى جى
د / يحيى: ما تستعلجش عشان ثقتها فيك، أنا باتكلم فى الموضوع ده حفاظاً على الرواية وحفاظاً على العلاقة معاك، بلاش دلوقتى لو سمحت، أنا لما بيجيلى ناس مبدعين، هم مش كتير، تشكيليين، روائيين، مخرجين، شعرا، كلام من ده، مابعالجهمش، لحد ما واحده كتبت رواية عن حياتها تقريبا، أشبه بسيرة ذاتية، ووصفت موقفى ده فيها، هى جوزها فنان رائع، وكتبت إنى رفضت أعالجه بادعاء إنى خايف على فنه، هى ما ذكرتنيش بالاسم، لكن وصفت الموقف فى القصة واستغربت إنها فاكرة الحوار بالحرف الواحد، مع إن الحكاية بقالها سنين، الوصف اللى وصفتنى بيه فى الموقف ده كان بالغ الدقة والدلالة، هى قالت علىّ “هّو رجل يعرف كيف يتخلى”.إنت بتتخلى عشانه، مش بتتخلى عنه، أنا عرفت من خبرتى إن حسن التخلّى نفسه مسئولية أكبر من شهامة التصدى، وأصعب، صحيح أنا فاكر انى تخليت عن المبدع ده، رفضت فتح باب العلاج النفسى بالكلام والتقليب، مش معنى كده إن المبدعين مش مفروض يعيوا، وإذا عيوا ما يتعالجوش، لأ طبعا، لو واحد مبدع بيمر فى أزمة شديدة معطلة لازم يبقى فيه تدخل علمى مسئول، زى بنتنا دى، بس يكون دورنا دور علاجى داعم بالأصول، ساعات باحس فى الأحوال دى إن إحنا زى السنيدة كده من بعيد لبعيد، أو حاجة كده زى ما تقول “تحت الطلب”، لو الأمور أحتاجت قوى.
د / محمود نصر: متشكر
د / يحيى: ربنا يخليك.
[1] – نكرر: الأسماء وأية تفاصيل دالة على الطبيب أو المريض ليست هى الأصل، حرصا على احترام أصحاب الفضل فى أن نتعلم منهم ما يفيدهم ويفيدنا ويفيد من يمر بمثل معاناتهم، دون التعرض لشخوصهم.