الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الإدراك (72) الإدراك والشعر وفهم ما لا يُفهَمْ

الإدراك (72) الإدراك والشعر وفهم ما لا يُفهَمْ

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد:  23-9-2012

السنة السادسة

 العدد:  1850

 

 الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (111)

 الإدراك (72)7-9-2011

الإدراك والشعر وفهم ما لا يُفهَمْ

استهلال:

كما اتفقنا فى الأسبوع الماضى، سوف ننقل ملف الإدراك إلى يومَىْ الأحد (اليوم) والأثنين (غدًا)، لتحل التعتعات السياسية يومَىْ الثلاثاء والأربعاء للأسباب التى ذكرناها يوم الثلاثاء الماضى.

تحديات الشعر

وأنا أرجع النشرات  الأخيرة فى ملف الإدراك، توقفت عند  نشرات (نشرة 3-4-2012 الإدراك (24) الفهم واللافهم: مدخل إلى الإدراك تعقيب على استجابات لعبة: “ياخبر!! ده أنا لما ما بافهمشى يمكن…”)، (نشرة 10-4-2012 الإدراك (26) “السماح بعدم الفهم ينشط الإدراك”)، (نشرة الثلاثاء: 14-8- 2012 الإدراك (62) “الإدراك بين “الفهم” و”عدم الفهم”)  فى عملية الإدراك وخاصة بعد ما جاءت إشارات متعددة عن مثل ذلك فيما يتعلق بالعلم المعرفى، وأيضا من واقع الاستجابات للعبة “يا خبر دانا لو ما افهمتش يمكن……..”، أقول إننى وأنا أرجع كل ذلك لأواصل استكمال ملف الإدراك تذكرت شكوى معظم الأصدقاء من “عدم فهم” ما أكتب عموما، وهو ما بلغ أقصاه فى “عدم فهم” شعر المقامات التى سبق نشرها فى الموقع، ولفت نظرى مقطع فى المقامة الأولى هو كالتالى:

لا‏،.. .. لا ‏لـم‏ ‏يُــقـَـلْ‏ ‏بعد‏ُ ‏الذى ‏لاَ‏ ‏يـرتـسـم‏ْ ‏أبدًا‏،

 ‏لأنَّ‏ ‏الـرسـمَ ‏ضد‏َّ الإسـمَ, ‏ضد‏ ‏الحـرفِ‏، ‏ضـد‏ ‏العـيـنِ‏: ‏ضد‏ ‏الحقِّ‏،

 ‏ضد‏ ‏الوجـدِ‏ ‏سـهْـمـًا‏ ‏يغـــمِدُ‏ ‏الجُمَل‏ ‏المفيدة‏ ‏فى

                                           ‏الرمـال‏ ‏الزاحفة‏.‏

ووجدته يترجم كثيرا مما أشرتا إليه تحت عنوان “عدم الفهم”، وأيضا لما له من علاقة بدور النصف غير الطاغى من المخ فى الإدراك خاصة وأن الشعر هو صورة وموسيقى قبل أن يكون رموزا ومعان، كان المقطع الذى قبل هذا المقطع يشير إلى مثل ذلك مباشرة.

‏ ‏لا تـُلــقِنى ‏تحت‏ ‏السـنـابكِ‏ ‏والخيول‏ ‏مُطـْهَمَةْ‏.‏

‏ ‏قفْ،‏ ‏واختبئْ‏ ‏خـلـفَ‏ ‏الوفـاءِ‏ ‏النـابـتِ‏ِ

‏المـتـعـدِّدِ‏ِ ‏الوجْـهِ‏ ‏الملوَّنِ‏ ‏أحـرفا‏ ‏لا‏ ‏تـنـطفئْ‏…، ‏

                                        لا‏ ‏تكتملْ.‏

                           قفْ‏ْ.

‏لا‏ ‏تـطـلبِ‏ ‏الأخـرَى ‏المزيَّنِ‏ ‏حرفُـهَا‏ ‏ببريقِ

‏ ‏وعـىِ ‏الصبحٍ‏ ‏لمَّـا‏ ‏ينبلجْ‏.‏

ثم إنى فضلت أن أعيد نشر المقامة كلها، وخاصة أنها المقامة الأولى للتأكيد – عمليا – على “فهم ما لا يُفهَمْ”.

كوْمَـةُ رعْْب

‏يا‏ ‏أيها‏ ‏الرعب‏ ‏المكوَّم‏ ‏عند‏َ جِذر‏ ‏القولِ‏، ‏شوكِ‏ ‏الوصـل‏، ‏غـورِ‏ ‏الصـدِّ،

‏قِف‏.ْ‏

‏ ‏لا تـُلــقِنى ‏تحت‏ ‏السـنـابكِ‏ ‏والخيول‏ ‏مُطـْهَمَةْ‏.‏

‏ ‏قفْ،‏ ‏واختبئْ‏ ‏خـلـفَ‏ ‏الوفـاءِ‏ ‏النـابـتِ‏ِ

‏المـتـعـدِّدِ‏ِ ‏الوجْـهِ‏ ‏الملوَّنِ‏ ‏أحـرفا‏ ‏لا‏ ‏تـنـطفئْ‏…، ‏

                                        لا‏ ‏تكتملْ.‏

                           قفْ‏ْ.

‏لا‏ ‏تـطـلبِ‏ ‏الأخـرَى ‏المزيَّنِ‏ ‏حرفُـهَا‏ ‏ببريقِ

‏ ‏وعـىِ ‏الصبحٍ‏ ‏لمَّـا‏ ‏ينبلجْ‏.‏

لا‏،.. .. لا ‏لـم‏ ‏يُــقـَـلْ‏ ‏بعد‏ُ ‏الذى ‏لاَ‏ ‏يـرتـسـم‏ْ ‏أبدًا‏،

 ‏لأنَّ‏ ‏الـرسـمَ ‏ضد‏َّ الإسـمَ, ‏ضد‏ ‏الحـرفِ‏، ‏ضـد‏ ‏العـيـنِ‏: ‏ضد‏ ‏الحقِّ‏،

 ‏ضد‏ ‏الوجـدِ‏ ‏سـهْـمـًا‏ ‏يغـــمِدُ‏ ‏الجُمَل‏ ‏المفيدة‏ ‏فى

                                           ‏الرمـال‏ ‏الزاحفة‏.‏

يا‏ ‏حولُ‏ ‏ماذا‏ ‏حــوّلـَـكْ؟

فى ‏أىِّ ‏شـبـه‏ ‏القـارة‏ِ ‏المنـسـيـةِ‏ ‏الرّبعِ

 ‏المكوَّمِ‏ ‏خاليا‏ًً ‏خلفَ‏ ‏الشبكْ؟‏

فى ‏ أىِّ ‏شـكـلٍ‏ ‏صوَّرك؟‏

 

فى ‏شـكـلٍِ ‏عنقاءِ‏ ‏اليمامـةِ ‏أيقظتْ‏ ‏نـومَ‏

‏المـطـأطـئِ ‏رأسَــه‏ُ ‏خـلـفَ‏ ‏السـِّياج‏

 ‏يـنـاهـزُ‏ ‏العـمـرَ‏ ‏الذى ‏قـد‏ ‏أفـرزك؟

فبأىِّ ‏آلاء‏ ‏الحياة‏ ‏البـكـر‏ ‏عـاهـدَكَ‏

‏الـذى ‏لا‏ ‏يـمـلكُ‏ ‏العـهـدَ‏ ‏الـذى ‏قـدْ‏ ‏كـانَ‏ ‏لـكْ؟

أُمــدد‏ ‏يمينــكَ‏ ‏خـلـفََ ‏وهـمِ‏ ‏البُــعدِ‏،

 ‏بَـعـْـدَ‏ ‏البَعـْدِ‏ ‏عـمَّـا‏ ‏أنـت‏ فيه الآن،

 ليس الآن إلا من سَلَكْ.‏

ما‏ ‏أحـلـكَـْك‏ !‏

يا‏ ‏أيها‏ ‏العجـز‏ ‏الفجور‏ ‏المختبئ‏, ‏فى ‏عمقِ‏ ‏طياتِ‏

‏الحياء‏ِِ ‏الباسـم‏ ‏المتهرِّب‏، ‏

ما‏ ‏أغفلكْ‏،‏

‏ ‏لستَ‏َ ‏المهـيأُ‏ ‏للرسالةِ ‏جمرة‏ٍ ‏حمقاءَ ‏تُــخفى

 ‏وجهَ‏ ‏ظلٍّ‏ ‏أشعلكْ‏.‏

‏ ‏قالتْ‏: ‏وأيـم‏ ‏الحق‏ ‏لمْ‏ ‏تُولد‏ْْ، ‏ولـــم‏ ‏يكُ‏ ‏للكيانِ‏

‏الغامضِ‏ ‏المهجورِ كُفْوًا أو أحَدْ، فظللتَ مشروعاً تدور كما الرَّحَى

 فى بؤرة الكهف‏ ‏المكوَّم‏ِ ‏خاليا‏ ‏خلف‏ ‏الشَّبَكْ‏. ‏

‏ ‏فتحرَّك‏َ ‏القمرُ‏ ‏المـغـطَّـى ‏وجهُهُ‏: ‏بالطِّـينِ‏,

 ‏بالسُّحبِ‏ ‏الجـلـيلـةِ‏ِ،

 ‏بالنـعـومـة، باللزوجة‏ِِ،

بالشـراسـةِ‏، ‏بالـبـله‏ْْ.

 ‏

هل‏ْ ‏أُجهضَ‏ ‏اليـومُ‏ ‏الذى ‏لـم‏ ‏يـأتِ‏ ‏بعدُ؟‏

‏رغـم‏ ‏المـخاضِ‏ ‏المـنـتـظمْ؟

 

تبَّا‏ ‏ليوم‏ٍ ‏ماوُلـدْ‏،‏

‏ ‏تبَّا‏ ‏لعـَـــيْنٍ‏ ‏لـم‏ ‏تـجـدْ،

‏تبا‏ ‏لقلبٍ‏ ‏لم‏ ‏يـعـد‏،

‏ تـبـتْ‏ْ ‏يداهْ‏،‏

طُمِسَـتْ‏ ‏رؤاه‏،

ما‏ ‏أغـنَـى ‏عـنـه‏ُُ ‏مـا‏ ‏كـسَـبْ‏.‏

…..

القوة‏ُُُ ‏المـُـدوَّرةْ؟

‏ ‏وبـقـايـا‏ ‏عُشِّ‏ ‏القـُبَّرةْ؟

وريـاحُ‏ُ ‏رائـحـةٍ‏ٍ ‏تـفـوحُ‏ ‏بلا‏ ‏لقاحْ؟‏ ‏

ودوائـرُ‏ ‏الحـظِّ‏ ‏السـعـيد‏ِ، ‏دفاترُ ‏التوفيـرِ،

‏ ‏سـِعْرُ‏ ‏الـفائـدهْ؟

 

آل‏َ ‏المآلُ‏ ‏إلى ‏المُحالْ‏.

‏ما‏ ‏دام‏ ‏عَـقـرَبُـهَـا‏ ‏يُـطـاردُ ‏عـقـرباً‏ ‏ضـلَّ‏ ‏السؤالْ،

ضلَّ‏ ‏السؤالَُ ‏طريقَـهُ‏ ‏نـحـوَ‏ ‏السؤالِ‏ الماثلِ‏

‏المتمهِّـلِ‏ ‏الخطوِ‏ ‏الذى ‏ضلَّ‏ ‏السؤالَ‏ ‏بدورِهِ‏ِ ‏نحوَ‏ ‏التساؤلِ‏

 ‏كدْح‏ ‏كـلِّ‏ ‏الموقنين‏ ‏بحتمِ خطوِ‏ ‏الكدْح‏

‏َ ‏نورِ‏ ‏الحقِّ‏ ‏ليسَ ‏كمـثـلـه‏ ‏شئ‏ٌ ‏مضَى‏, ‏شئٌ‏ ‏أتَى‏،

 ‏شئٌ‏ ‏يكون‏ ‏بلا‏ ‏كيانْ‏،‏

‏ ‏لكنَّهٌ‏ ‏هو‏َ ‏كلُّ‏ ‏شئ‏.‏

وجهٌ‏ ‏بعـمقِ‏ ‏الشـوقِ‏ ‏نحوَ‏ ‏الشرقِ‏ ‏ينـتـظرُ‏ ‏الأنَا‏،

ليسـتْ ‏هـُـنَا‏.‏

وجهٌ توارى تحت ظل الطفل يجرى خلف طيف

 سحابةٍ أسمتها أم الخِضر باسم الجدة العذراء

ضاعت تحت صعق سنابك الخيلِ الذى قد ظلّ يجرى بعد خط نهاية

 السبق الذى ما كان قطُّ لهُ نهاية.

فرسُ النبىّ، …ذاك الذى قد أسرجوه لغير وجهة صاحبه،

 فرس النبى المائل الرأس المطأطئ ذيله نحو الشياطين

 التى تلهو عميقا بعد غوْر الهاوية

فرس النبى فراشة الفردوس سحر الملتقى عند الذى مِشكاته

 من زيت زيتون يقطّر شافيا سم المخاوف والمهارب والمحارق والرؤى. 

ضاع الصدى فى رجع ترديد النُّواحِ على الفقيد

“المَاوُلِدْ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *