الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس فى العلاج الجمعى (31) من العزلة وتشكيلات الارتباط الثنائى إلى تخليق الوعى الجمعى

الأساس فى العلاج الجمعى (31) من العزلة وتشكيلات الارتباط الثنائى إلى تخليق الوعى الجمعى

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 26-5-2013

السنة السادسة

 العدد: 2094    

كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (31)

من العزلة وتشكيلات الارتباط الثنائى

 إلى تخليق الوعى الجمعى

مقدمة:

الاختلاف الجوهرى الذى وجدته بين خبرتنا وخبرة “يالوم” هو أن منطلقه كان أقرب إلى التصحيح والتوفيق والدعم، أما ما وصلنى من خبرتنا فيمكن أن أزعم أن المنطلق كان أقرب إلى التعتعة فالتحريك فالإبداع فتخليق الوعى الجمعى القادر على إحياء جدل نمو التطور على مستوى الوحدات البشرية والوحدات الاجتماعية الصغيرة، وبرغم اتفاقنا وإياه على غموض العامل العلاجى وأيضا على امبريقية الخبرة وضرورة قياسها بالنتائج العملية على أرض الواقع، بغض النظر عن الخلفية النظرية أو حتى حقيقة ما يحدث، إلا أنه يبدو أن علينا أن نواصل توضيح الخلفية النظرية تأكيدا على اختلاف الثقافة من جهة، واحتراما لاختلاف نوعية التشخيصات من جهة أخرى وخصوصا اشتمال المجموعات لدينا على نسبة كبيرة من الذهانيين كما ذكرنا سابقا.

حين عرّفت هذا العلاج على انه “إحياء ديالكتيك النمو” فى الكتيب المقدمة (1)لم تكن الصورة بهذا الوضوح بالنسبة لموقع هذا العلاج فى تحريك دور البسط والتشكيل وخاصة فيما يتعلق بالنقلة من العزلة أو الارتباط الثنائى إلى الانتماء للوعى الجمعى، إلا أن هذه المسألة أخذت تتضح لى مع استمرار الكتابة والمتابعة حتى فضلت أن أخصص لها هاتين النشرتين الحاليتين وربما أكثر.

المرض النفسى (بعد استبعاد المرضى العضوى التشريحى مؤقتا) هو مرض العلاقات البشرية كما تتجلى فى مظاهر اضطرابات تشكيلات الوعى (فالسلوك) وكذلك صعوبات التواصل (فالمعاناة أو الإيذاء أو كليهما مع درجات من الإعاقة). نوبات النمو بالنسبة لنظرية التطور التى ننتمى إليها هى استعادة لمراحل نمو الحياة بشكل إيقاعى منتظم لا يتوقف، وفى نفس الوقت لا يوجد تماثل مطلق مهما ضؤل الفرق بين نبضة وأخرى، يحدث ذلك من أول تواصل تطور ولادة الفكرة ( ميكروجينى Microgeny) حتى أزمة النمو (الإريكسونية مثلا) مرورا بنبضات النوم/الحلم (نوم “رمك” واللا “رمك” REM & NREM) وسوف نقدم التصورات والمشاهدات على عدة محاور أهمها:

الأول: ربط الارتباط الثنائى بين الأحياء، بتجليات أنواع الارتباط الثنائى بين البشر آخذين المؤسسة الزواجية كنموذج.

الثانى: فروض النقلة من العزلة أو الارتباط الثنائى، الإيجابى والسلبى، إلى تشكيل الوعى الجمعى كمرحلة أرقى وأنضج تطورا، دون التخلى عن الارتباط الثنائى.

الثالث: حركية برنامج الدخول والخروج فى تطبيقاته على استمرارية الانتقال من الثنائى إلى الجمعى وبالعكس بإيقاع مضطرد.

الرابع: فروض العلاقة التى تبين حركية هذا الوعى الجمعى المتشكل نحو الوعى الجماعى الأوسع إلى الوعى الكونى المطلق.

وبعد:

أنهيت نشرة باكرة بعنوان (تشكيلات الارتباط الثنائى بين الأحياء، و(البَشَرْ!)” بتاريخ 15-4-2008 بخلاصة تقول:

1- انطلاقا من التذكرة بأن الإنسان يحمل فى تركيبه الحيوى البيولوجى أغلب أنواع الأحياء، ومن ثم أغلب تنويعات العلاقات، فالأرجح أن تكون معظم هذه البرامج العلاقاتية الثنائية جاهزة فى تركيبه. ومن ثم فإن نجاح أو فشل مثل هذه العلاقات الشديدة الصعوبة قد يتوقف على تنشيط حركية النمو بصفة عامة، أكثر مما يتوقف على انتقاء وتفضيل نوع بذاته غير حاضر بالضرورة فى وقتٍ بذاته وغير مضمون استمراره.

2- إن حركية النمو ذهابا وجيئه، نكوصا وتطورا، اقترابا وابتعادا، هى التى تسمح لكل هذه التنويعات أن تدخل التجربة وتخرج منها بشكل مرن واعد، مرورا بالآلام المصاحبة، وتعرضا للمضاعفات المحتملة.

3- إن الذى يسمح بالحفاظ على الأمل فى هذه العلاقات الثنائية الصعبة والضرورية فى آن، دون أن يعاق أو يضار أحد الطرفين أو كليهما بشكل دائم أو متزايد،هو دعم حركية النمو هذه لأطول وقت، ونحن نضع فى الاعتبار حتمية الإيقاع الحيوى وقوانينه التى تساعد على ذلك، ليأخذ كل طور حقه –إذْ تتبادل الممارسة المستوْعِيَةْ مع البسط الإبداعى– بمعنى أن المسيرة تحتاج إلى وقت للامتلاء بالخبرات الحسنة وغير ذلك، حتى إذا امتلأت – بالقدر المناسب -، فإن النبض الحيوى يطلق طور البسط Unfolding phase الذى تصاحبه عادة أزمة نمو، لو أحسنّا معايشتها، فإنها تعيد تشكيل العلاقة على مستوى أعلى كما ذكرنا..،  وهكذا.

على هذا الأساس يمكن أن نضع فروضا لحركية العلاج الجمعى ومساره انطلاقا من هذه الأسس العامة ولكن دون محاولة التدقيق فى فصل أطوار النبض عن بعضها البعض ولا التركيز على تفاصيل حركية كل فرد فى المجموعة على حدة، تماما مثلما لا تستطيع رصد النبضات المتناهية الصغر (الميكروجينى) على مسار النمو الطبيعى للطفل فالراشد حتى نهاية العمر.

البداية:

بدأت الانتباه إلى فحص ومراجعة ظاهرة هذا التعالق الثنائىsymbiosis  بدافع البحث عن أبعاد مضاعفة معطلة نسبيا فى العلاج الجمعى، حين كنا نرصد ما يسمى “الازدواجية pairing حين يرتبط أحد أفراد المجموعة ارتباطا خاصا جدا بآخر أو أخرى، وذلك أثناء العلاج، إما لأنه يشبهه، أو لأن دفاعات أحدهما تدعم دفاعات الآخر وبالعكس، كنا نسمى ذلك من باب الفكاهة (العلاجية) أو التعرية للإفاقة “سَنْبَطَهْْ” Symbiosis وننظر إليها نظرة ذات دلالة، وتتعامل المجموعة – تحت قيادة المعالج (أو أكثر) – مع هذه الظاهرة وهى تهدف إلى التخفيف من حدة هذا الترابط السلبى عادة، حتى لا يعوق انفتاح هذين العضوين على المجموعة، بما يدعم مسيرة نموهما وتقدم المجموعة الذى هو هدف العلاج أساسا، ليعود على أفرادها…على مسار التطور.

ثم إنى اضطررت أن أرجع إلى أصل كلمة symbiosis  أثناء كتابة أطروحتى عن تحرير المرأة وتطور الإنسان سنة 1975 بحثا عن تنويعات “العيش معا“ً عند مخّتلف الأحياء، فلم أتمكن – فى الوقت المتاح – من أن أحصد التباديل والتوافيق بسهولة من المراجع الأوسع، فلجأت إلى القاموس الطبى دورلاند (2)، وإذا بى أعثر على خمس تصنيفات متنوعة، بلغتْ من الوضوح والتمايز أن أوحت لى أن أحاول أن أنظر فى العلاقات البشرية الثنائية، خصوصا بين الرجل والمرأة، من خلال هذا المنظور.

بصفة أساسية، وبإيجاز أرجو ألا يكون مخلاً، وجدت أن تقسيم التنويعات يعتمد على مدى الضرر أو الفائدة، أو عدم التأثر، مما يعود على كل طرف من الطرفين نتيجة لهذا “التعايش معا”.

وقد وجدت أن عرض هذه التنويعات فى (جدول جديد لم يرد فى المداخلة الأولى) يمكن أن يكون أكثر فائدة وأوضح للمقارنة على الوجه التالى:

نوع الارتباط الكائن الأول الكائن الثانى المقابل البشرى الثنائى(فى الزواج كمثال)
الارتباط التكافلىMutualism26-5-2013_1 يستفيد وينمو بما هو، لما هو من خلال مواكبته للآخر. يستفيد وينمو أيضا بما هو، لما هو من خلال مواكبته  للآخر العلاقة التى ينمو من خلالها كلّ من الطرفين بالرؤية، والتكافل، والقرب، والحركة، والتقارب الجسدى، والتباعد الحميم، مع الاحتفاظ  بمسافة مرنة متغيرة  متجددة طول الوقت.وهو المفروض أو المأمول فى العلاقات الزوجية أو الثنائية الناضجة المتطورة.
الارتباط التعايشىCommensalism

26-5-2013_2

يستفيد من خلال التواجد مع الآخر،وليس على حسابه. لا يستفيد ولا يتضرر بما يفعله الآخر، ويواصل هو حياته وهو يسمح لهذا الآخر يما يأخذه حسب الأحوال والمتاح. العلاقة من جانب واحد، حيث يستمر أحد الأطراف (الرجل مثلا) عادة، موافقا على ما يأخذه الطرف الآخر منه، أحيانا فى مقابل استعمال هذا الطرف استعمالا طرْفيا برضاً نسبى، أو بدون هذا الاستعمال، فتحقق –مثلا-  المؤسسة الزواجية للرجل تأكيد رجولته ومواصلة إنجازه فى حين تمارس المرأة (الزوجة) – ربة المنزل دون عمل خارجه عادة- اعتمادها غير الطفيلى عليه، وهو ماض فى سبيله لنفسه  وتقتصر استفادتها على الحصول على احتياجاتها الأساسية برغم توقف نموها نسبيا أو تماما.
الارتباط الطفيلىParasitism

26-5-2013_3

يستفيد ويعيش على حساب الطرف الآخر معتمدا عليه، مستهلكا طاقته، (ماصٍّا غذاءه). يصاب بالضرر من هذه العلاقة الاعتمادية الماصَّة، المستهلِكةْ. الارتباط هنا مثلا فى الزواج تصل فيه الاعتمادية الطفيلية إلى درجة أن يستعمل أحدهما الآخر لتفريغ شحناته على حساب انسانية هذا الآخر ونمائه وحقوقه، فمثلا:  الرجل يستعمل المرأة أُمّاًً أو مجالا للتفريغ على حساب كيانها واستقلالها، أو تستعمل المرأة الرجل كممول للمصاريف أو  مُذَبْذب  للجنس، فيعاق ويُستنزف فقط.
الارتباط التساغبي  Amensalism

26-5-2013_4

يعاق أو يصاب بالضرر نتيجة لهذا الارتباط لا يتأثر لا ضرراً ولا فائدة، وكأن أثره السلبى على الطرف الآخر هو نتيجة ثانوية يتحملها الطرف الآخر وحده الذى ارتضى ذلك، أو احتاج لذلك، أو اضطر لذلك مثل الزواج (أو العلاقة)  التى تدفع فيه الزوجة ثمن العلاقة دون أن يتأثر الزوج إذْ يمضى فى طريقه المستقل(الناجح عادة) يستعملها بعض الوقت، وهكذا يتفاقم الضرر وتتمادى الإعاقة خاصة لو الظروف فرضت استمرار هذه العلاقة الظالمة مددا طويلة، وواضح أنه توجد مساحة تداخل بين هذا النوع وبين الارتباط الطفيلى، ربما الفرق فى درجة الاعتمادية.
الارتباط التحطيمى التَّهْلكُىSynnecrosis

26-5-2013_5

يتحطم ويعاق حتى التهلكة من خلاله وبسبب هذه العلاقة الثنائية. يتحطم ويعاق أيضاحتى التهلكة من خلال وبسبب هذه العلاقة الثنائية. مثل الزواج أو العلاقة التى تعطل الاثنين معا حتى لو أرضتهما بعض الوقت، إرضاءً طرْفيا يبرر بعض الاستمرار حتى التهلكة، ويبدو أن هذا النوع على خطورته يحقق نزوعاً عدميا لكلا الطرفين.

تعقيب محدود وتنبيهات هامة

تعقيب محدود وتنبيهات هامة

خطر لى فى البداية أن أتوقف عند عرض هذا الجدول هكذا، لأدع خيال القارئ (الزائر) يتصرف رفضا وقبولا، وإعادة تشكيل كما يشاء،

ثم تداركت الأمر لأضيف ما يلى:

أولا:

المقصود بتعبير يستفيد”، أو يتضرر“، ليس أساسا الفائدة الظاهرة أو النفع القريب، ولكن المقصود من الفائدة هو أن تكون هذه العلاقة الثنائية هى أيضا لصالح حياة، بقاء، او دفع مسيرة نمو الفرد فى ذاته لذاته، وفى الأحوال الأحسن لا تقتصر الفائدة فقط على الإسهام فى أن يتحقق الفرد بذاته لذاته من خلال هذه العلاقة، ولكن أيضا هو ينطلق منها على امتداد مسيرة نموه، لتطوير ذاته إلى ما تعدُ به، ثم تمتد لمن حوله.

أما الضرر فهو عكس ذلك تماما، أى أن تكون العلاقة على حساب اضطراد الحياة ودعم البقاء، مرورا بإعاقة تحقيق الذات مرحليا، ثم تمتد الإعاقة إلى مسيرة النمو سواء كان ذلك لحساب الآخر: ليس بالضرورة من منطلق النمو (مثل الارتباط الطفيلى) أو على حساب الاثنين (مثل الارتباط التحطيمى).

ثانياً:

لا يمكن وضع حد فاصل بين أنواع هذه الترابطات وبعضها البعض، ففى حين تتصف أحياء بذاتها بنوع خاص من الترابط، فإن الإنسان الذى يحمل تاريخ كل الأنواع، وتتكرر دورات نموه (تطوره) خلال عمره كله، بكل تنويعات نبضاتها، هو كائن جدير وجاهز أن ينتقل من نوع من الترابط إلى آخر، تبعا لحيوية تجربته، وتفتح مسار نموه، أعنى نموهما، كل على حدة، و”معا”

فقد يبدأ الارتباط طفيلا، أو حتى تهلكة (أموت فيك وتموت فياّ) حتى إذا استنفد أغراضه يفيق أحد الطرفين أو كلاهما فيصبح تعايشيا أو حتى تكافليا.

والعكس صحيح، فقد يبدأ تكافليا لنفع الاثنين كل على مساره، ثم يُنهك أو يُستهلك، او ينتهى عمره الافتراضى نتيجة سوء تعهده، فينقلب طفيليًّا: حين تنسحب المرأة – مثلا –  من المجتمع الأوسع، من العمل، من الناس، تلقائيا أو بفعل فاعل، فتتنازل عن استقلالها، أو حين يُنهك الرجل أو يكسر لسبب ما، فيتراجعً عن مسيرته لتتبناه المرأة رضيعاً: معتمِدًا تماما فيصبح طفيليًّا عليها، وهكذا …إلخ

ثالثاً:

إن الانتقال من نوع إلى آخر لا يسير فى خطى تصعيدية أو تراجعية خطية، وإنما هو يتذبذب تطوراً أو نكوصا حسب المراحل، وحسب تأثير عامل الزمن سلبا وإيجابا، وحسب الوسط المحيط، وحسب الظروف الضاغطة وبقدر الفرص المتاحة وتنوعها.

رابعاً:

إن فرص التحول من نوع من الترابط إلى آخر تظل متاحة باستمرار، وفى نفس الوقت هى تتأثر بثقافة المجتمع المحيط وأيديولوجياته وقيوده، ومساحة الحرية، والسماح بالتغير وفرص الإبداع (إبداع الذات خاصة).

خامساً:

إن علامات فشل نوع من هذه الترابطات تُعلَنُ بأشكال مختلفة، ليست قاصرة على إعلان الاختلافات الزوجية (أو الثنائية) بالطريقة المباشرة، فقد تظهر فى شكل عَرَض نفسى أو مرض نفسى، أو جسدى، أو ربما يعلن الفشل من خلال تغيّر مُنذر فى أى من مجالات التواصل بينهما (التواصل الجسدى أو الفكرى أو الوجدانى أو كل ذلك … إلخ) كما قد يتجلى أو يتفاقم الخلاف مع ظهور سلوك مُبَاعِد فى ذاته، أو تداخل بديل يحرك مستوى آخر من التواصل لأحد الطرفين يبعده عن شريكه بشكل مباشر أو غير مباشر.

سادساً:

إن ظهور أى من إنذارات أو أعراض فشل أى نوع من هذه الأنواع يعتبر فرصة “مفترقية” (على مفترق الطرق) لإعادة النظر، ومن ثم إمكانية التقدم نحو نوع أكثر إيجابية وأطول عمرا، أو قد يحدث أنه بإعلان الفشل تماما ربما تظهر لأى طرف من الاثنين أو لكليهما فرص أخرى بشكل أو بآخر، فيبدأ مسيرة أنجح.

سابعاً:

إن المطلوب ليس هو الإصرار على أن تكون البداية جيدة (تكافلية مثلا) من أول الطريق، لأن ذلك أمر دونه توافر مقومات التكافل الحقيقية لضمان ممارسة بنّاءه على أرض الواقع، وإنما نلفت النظر إلى أهمية الحركة والمرونة مهما كانت البداية.

ثامناً:

إن أية بداية – مع ضمان حركية التطور من حيث المبدأ – بأى نوع من الترابط قد تتيح فرصة لتطوير العلاقة (بعد، ومن خلال، أزمات نمو العلاقة، ونمو الطرفين أيضا) إلى نوع أفضل وأفضل نحو التكامل…

تاسعاً:

إن احترام مسيرة الواقع من خلال الممارسة المفتوحة لكل الاحتمالات هو الذى يسمح لدورات النمو والتصحيح بإعطاء أكبر فرصة لحركية النمو بالمراجعة والتصحيح الفعلى.

عاشراً:

إن هذه كلها فروض قابلة للمناقشة والاختبار.

وبعد:

أولا: على الرغم من أن بداية تحديث هذا الفرض الذى ظهر باكرا مرتبطا  بأطروحة أسبق عن “تحرير المرأة وتطور الإنسان”قد فرض26-5-2013_6 نفسه من واقع ممارسة العلاج الجمعى كما جاء فى أوائل هذه النشرة، إلا أنه لم تتم الإشارة إلى تطورات هذه العلاقات المحتملة من خلال العلاج الجمعى بالذات وهذا ما سوف نحاوله تباعا.

ثانيا : كثيرا ما تكون البداية فى العلاج الجمعى ليست من صعوبات أو مضاعفات العلاقة الثنائية، وإنما من الانغلاق الأساسى على الذات  فى الحوصلة الشيزيدية، (الشكل) وفى هذه الحال قد تتنقل المسيرة عبر الصعوبات الثنائية أو تتجاوزها مباشرة إلى الإسهام فى تكوين الوعى الجمعى بأقل حاجة إلى الوقوف طويلا فى المرحلة الثنائية، كما سنرى.

[1] – يحيى الرخاوى “مقدمة فى العلاج الجمعى” دار الغد للثفافة والنشر. سنة 1978.

[2]–   Dorland’s Medical Dictionary (24th Edition) W.B’ Saunders Co. Philadelphia and London، .1967.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *