الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس فى العلاج الجمعى (27) “العوامل العلاجية” فى رأى “يالوم” (2) (2) الشمولية Universality

الأساس فى العلاج الجمعى (27) “العوامل العلاجية” فى رأى “يالوم” (2) (2) الشمولية Universality

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 12-5-201313-5-2013_1

السنة السادسة

 العدد: 2081

 

كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (27)

“العوامل العلاجية” فى رأى “يالوم” (2)

(2) الشمولية Universality

قبل أن نواصل مناقشة “يالوم” فى ما أورده بأمانة موضوعية عن “ما هذا الذى يجلب الشفاء” فى هذا العلاج وجدت من خلال بداية النشرة السابقة (الاثنين 6/5/2013) أن علىّ أن أحدد نوع العلاج الجمعى الذى أقدمه هنا حتى لا تبدو الفروق التى تظهر من خلال المقارنة مجرد فروق ثقافية، ذلك أننى لاحظت إشارته المتكررة إلى أنواع من العلاج الجمعى مختلفة عن هذا النوع المحدد الذى أمارسه وأصفه هنا مع عرض الفروق التى تبدو بمثابة اعتراضات وقد لا تكون كذلك، فهو يتكلم عن مجموعات متنوعة من أول مجموعات الإدمان وحتى مجموعات المنحرفين وعن مجموعات القسم الداخلى، وعن مجموعات اضطرابات الشخصية وعن مجموعات المواجهة، صحيح أنه يركز الكلام على خبرته فى أساسيات العلاج الجمعى لكنه يشير بالتزام إلى هذه التنويعات الهامة فى كثير من الأحيان.

ما أعرضه هنا هو خلاصة خبرتى شخصياً فى قصر العينى بوجه خاص مع مجموعة من المرضى عبر أكثر من أربعين عاما 1971، 2013 بالإضافة إلى ممارسات مفتوحة فى مستشفى دار المقطم بالصحة النفسية، فضلا عن الرسائل التى أشرفت عليها فأتاحت فرصا للدراسة الأعمق، وأحاول توصيل بعض ذلك كما بينت فى النشرات السابقة التى يمكن الرجوع إليها  (1)

لكننى وجدت الآن أنه علىّ قبل أن استطرد أن أعيد تحديد أهم ما يمكن أن يفسر الفروق بين خبرتى هذه، وما يقدمه “يالوم” بطريقة مدرسية شبه أكاديمية من واقع الخبرة أيضا، كما يلى:

أولا: إن مرضانا فى هذه المجموعات يعالجون بالمجان فى مستشفى حكومى جامعى وأغلبهم من الطبقة الوسطى الدنيا فأدنى.

ثانيا: إن المرضى فى تجربتنا غير متجانسين فى التشخيص (وفى غير ذلك انظر قبل وبعد)

ثالثا: إن عدم التجانس يمتد إلى المستوى التعليمى ففيهم الأمى حتى الجامعى وما بينهما.

رابعاً: إنه يمتد أيضا إلى مستوى العمر وإن كنا لاحظنا أننا نعمل أكثر مع منتصف العمر (20-60).

خامسا: لأن المجموعة تشمل ذهانين فى حالة نشاط، أو إفاقة نسبية، أو بقايا أعراض، كما تشمل غير ذلك من تشخيصات فإننا نستعمل العقاقير بطريقة تناقصية مناسبة مساعدة معظم الوقت.

وعلى ذلك فإن كثيرا من الملاحظات التى تظهر اختلافات مهمة مع ما أورده “يالوم” قد ترجع إلى هذه الفروق فى مادة الخبرة، وليس فقط لاختلاف الثقافات أو لقصور هنا وهناك.

وبعد

ناقشنا الأسبوع الماضى أول عامل علاجى وهو الذى مما اسماه “يالوم” “زرع الأمل“، ونواصل بدءًا من هذا الأسبوع مناقشة العوامل الأخرى:

2- الشمولية:

 يبدأ “يالوم” بالتذكرة بأن كل مريض (كل شخص) عنده فكرة فى عمقٍِ ما من تركيبه بأنه ليس كمثله أحد فيما يعاينه، وأن حالته فريدة فى نوعها، ويقول “يالوم” أن هذه الفكرة تهتز بمجرد مشاركة المريض مع مجموعة من المرضى، إذ يكتشف أنه مثله مثل كثيرين، ولو اختلفت التفاصيل، وأيضا يتبين أن هناك من يراه (أو يرى حالته) مثلما يرى هو حالتهم، ويعتبر “يالوم” ان هذا فى حد ذاته باعث لنوع من التهدئه أو الطمأنة، حين يكتشف المريض وجه الشبه فى بعض المناطق، واحتمال الألفه فى بعض التفاعلات، وأن الجماعة تركب نفس الزورق على حد تعبيرهwe are in the same boat ، وأن البأس يحب الونس، Misery loves company، بل إنه يقول إن وجه الشبه يمتد بحيث يكتشف المشارك أن مساحة التشابة بين كل الناس أوسع بكثير مما كان يتصور.

أورد “يالوم” تجربة أجراها حين وزع ورقة على أعضاء مجموعةٍ ما، وطلب أن يكتب كل منهم – دون ذكر اسمه- عن ما هو العامل “السرى” الأهم الذى يصعب عليه اعلانه وأنه يحول بينه وبين المشاركة فى المجموعة، واكتشف أن هناك وجه شبه بين كثير من الاستجابات، وقد وجد عاملين على قائمة الاستجابات هما “الشعور بعدم الكفاءة”، و”صعوبة عمل العلاقة اغترابا”، بمعنى أنه بالرغم من ظاهر التواصل فإنه يبدو أن أحدا لا يهتم بالآخر فى واقع الأمر. ثم أشار إلى بعض الصعوبات الخاصة التى تحول دون تنشيط عامل الشمولية (فالتماثل)، ومنها الفروق الثقافية الفرعية (ولم يذكر اختلاف الدين) وإن كان قد ذكر بعض الانحرافات الجنسية.

 فى خبرتنا الخاصة لم يكن الأمر كذلك تماما وفيما يلى بعض الملاحظات:

أولا:  نحن لا نشجع، ولا حتى فى البداية، الحديث عن كشف ما نحتفظ به لأنفسنا، وكلما ذكر أحدهم أنه هنا “عشان أطلع اللى جوايا” تكون إجابتنا غالبا، لا ليس تماما الآن هكذا، دع ما بالداخل بالداخل، وسوف يصبح حاضرا “هنا والآن” فى الوقت المناسب. (وسنأتى إلى هذه النقطة عند الحديث عن العامل العلاجى المسمى “التفريغ” غالبا) وعادة ما يقاوم المرضى بشدة هذا النوع من المنع، فنؤكد أن هذا متضمن فى الاتفاق العلاجى الأساسى الذى يشترط اتباع قواعد المجموعة وخاصة مبدأ “أنا أنت” “هنا والآن”، وأننا حين نمارس حضورنا الجاهز (اللى برّانا) فإنه سيجرجر ما بداخلنا وينشطه فى “هنا والآن” فى حدود ما يمكن تغييره غالبا، وبالتالى تصبح فرص المشاركة لتحقيق مبدأ الشمولية كما ذكره “يالوم” أقل فأقل لحساب التركيز على “أنا – أنت” “هنا والآن”.

من هنا نحن نحاول الإقلال حتى النهْى عن استكمال ألفاظ التقييم مثل “الناس” “أصلنا كُلنا” “الواحد”…الخ

ثانياً: كثير من المشاركين، وخاصة فى الجلسات الأولى يمدح فكرة العلاج مستعملاً المثل القائل: “من شاف بلاوى الناس هانت عليه بلوته”، وأنا شخصياً أفزع من هذا الموقف الذى يمثل هذا المثل حتى أكاد أنهر قائله، إلا أن نكون فى بداية البداية، فأتراجع، وأكتفى بالرفض مذكرا المستشهد بهذا المثل أنه مثل يتسم  برائحة الشفقة بل لعل فيه قدر من الشماته: اللاشعورية على الأقل، وأنبهه أن ما تقدمه المجموعة هو أنه: “من شاف بلاوى الناس زادت عليه بلوته”، بمعنى: أنه إذا تخلى الشخص عن موقف الحكم الفوقى والشفقة المصمصة فإنه سيحمل هم بلوته شخصيا، جنبا إلى جنب مع بلوة غيره، فيزيد الحمل، ليخف عنهما معا بالمشاركة بطريقة أخرى نتعلمها معا فى المجموعة، وقد يجرنا هذا إلى التفرقة بين “زعلان عليه” (يا عينى! يا حرام!) وزعلان “معاه” مشاركا شاعراً بمشاعره، والأهم شاعرا بمشاعر نفسه القريبة من مشاعر المتألم، وقد يسأل أحدهم أحياناً هذا المشارك: انت حزين معاه يعنى شايف حزنه، ولا سمحت لحزنك انت إنه يقرّب، فقرّبت منه”، وكثيرا ما تأتى الإجابة ولو فى فترة متأخرة من نمو المجموعة، بأن حزن زميله شجعه أن يسمح لحزنه أن يقترب من نفسه، فيتقاربا. هذا المعنى يختلف فى عمق المستوى عن المعنى الذى أورده “يالوم” تحت عنوان “الشمولية”، من حيث أن هذا النوع من الشمولية ينقلنا إلى عمق التشابه بيننا وبين بعضنا ليس فقط فيما نكتمه من أسرار، أو ما نعانى منه من شعور بعدم الكفاءة، وإنما هو يرجعنا إلى درجة من الوعى بالطبيعة المشتركة للبشر كافة، وخاصة الحقوق  المنسية أو المنكرة مثل حق الحزن، أو حق الغضب، أو حتى حق الحقد، ونحن نتعامل مع هذه الطبيعة البشرية بالاعتراف والرؤية والقبول ابتداءً، ثم نرى ماذا يمكن أن نتصرف فيما نسميه “خلقه ربنا”، ونعنى بذلك أصل الطبيعة البشرية عادة دون أى معنى دينى ضيق (أنظر بعد)

ثالثا: الشمولية عندنا تتخطى مستوى تشابه مشكلات، أو مشاعر، أو تشابه داخل المرضى بعضهم ببعض إلى التشابه بين المرضى والأسوياء بما فى ذلك المعالجين بدءًا بالمدرب (المعالج الرئيسى) إلى المتدربيين (فالمعالجين المشاركين) وكثيرا ما ينبه المعالج الرئيسى المعالج المساعد إلى الالتفات إلى التفرقة بين مشاعر المشاركة التى يبديها ويتفاعل بها مع المريض، ومشاعر الشفقة التى لاتخلو – ولو فى السر- من الفوقية والحُكمية أيضا”، وفى حدود الاتفاق المبدئى فى التدريب وحق المتدرب أن يعتذر متى شاء إذا حسب أن جرعة التفاعل أكبر من احتماله، يعرض القائد أو أى من المرضى على المتدرب أن يشعر بما يشعر به هو، ثم نرى (2)، وليس من حق القائد أن يعتذر (أنظر بعد).

إن الكشف عن وجه الشبه بين السليم والمريض، وبين المعالج والمتعالج، سواء فى تفاعل مشترك أو فى لعبة يمارسها الجميع واحدة واحدة، يفيد كثيرا فى تأكيد مبدأ الشمولية، ليس فقط شمولية المعاناة والأعراض وإنما شمولية الطبيعة البشرية والآلام العامة والفرحة الأساسية (دون أسباب) يسرى هذا تماما على المعالج الرئيسى ومن البداية، وهو يستجيب لتداخلات المرضى أو ملاحظات المساعدين (أو المتدربيين) (انظر بعد) مثل هذا يسرى على المتدرب بعد انتهاء مرحلة الأمان (حق استعمال النور الأحمر) التى يحددها هو بنفسه دون شروط ودون ضغط من المدرب (المعالج الرئيسى) أنظر قواعد التدريب (نشرة 19-3-2013 مستويات وأنواع الإشراف).

رابعا: لم تتح لى (لنا) الفرصة لمشاركة من يمثل ثقافة فرعيه دينية من الأقليه المسيحية اللهم إلا مع عدد محدود جدا من المتدربين والمتدربات، فكانت الفرصة ضيقة لتجاوز الحواجز الفاصلة (خاصة اللاشعورية) فى مثل هذه الأحوال، وكثيرا ما وصلنا، حتى من خلال التمثيل أو الإشارات غير المباشرة إلى نوع من قبول الشمولية المرتبطة بحضور الله معنا دون تمييز (ليس من منطلق ما يسمى الروحانية، ولا الاغتراب الدينى التقليدى) وكان هذا الحضور يتجسد ليقترب من العيانية بحيث يجمعنا شموليا بغض النظر عن الفروق الثقافية الدينية الأساسية والفرعية (انظر بعد).

إلا أن الفرصة أتيحت أكثر ونحن نمارس اختراق الفروق الثقافية الفرعية المرتبطة بنوع ودرجة التدين الفرعى الذى يظهر إما فى شكل الملبس (النقاب) أو المظهر (اللحية)، ويشترط على المنتقبه أن تظهر وجهها أثناء الجلسه فحسب وإذا رفضت نعتذر عن السماح لها بالمشاركة فى المجموعة أصلا، ونفسر لها ذلك بأننا نتواصل عبر قنوات متعددة، من أهمها تعبيرات الوجه، لكن من حق المنتقبة أن ترتدى النقاب قبل بداية الجلسة وبعد نهايتها مباشرة،

خامساً: أفادت الشمولية أيضا فى التقريب بين أفراد المجموعة ليس فقط فيما يتعلق بالأعراض أو بالحقوق والمشاعر وإنما امتد ذلك إلى توحيد العلاقة بالعامل المشترك الأعظم الذى اسميته “الوعى الجمعى للمجموعة” الممتد تلقائيا إلى الوعى الجماعى للمجتمع (ثم للكون إلى وجه الله كما اعتدنا أن نستعمل مثل هذا التعبير بين الحين والحين كما سيأتى ذكره) فَتتُجَاوز بذلك الفروق الفردية فى درجة الالتزام الدينى وحتى الفروق بين الأديان، دون الاختباء وراء زعم التسامح السلوكى الظاهر الذى لا يمس جوهر التمييز الخفى.

سادساً: لاحظنا ايضا مع تقدم عمر المجموعة أن الفروق الطبقية (وهى غير موجودة بأية درجة واضحة فى هذه المجموعات، حيث العلاج بالمجان كما ذكرنا، والطبقات الفرعية متقاربه، والفروق الثقافية والتعليمية تتضاءل باضطراد، بما فى ذلك – كما ذكرنا – الحد الفاصل حسما بين المعالج والمتعالج اللهم إلا فى درجة حمل المسئولية وتجنب استعمال المجموعة لما يمكن أن يكون نوعا من العلاج الذاتى للمعالج.

سابعاً: ساعد كثيرا فى كسر الحواجز، والتأكيد على فكرة الشموليه وفائدتها إلزام المعالج الرئيسى (المدرب) بأن تسرى عليه كل قواعد المجموعة بما فى ذلك عدم قبول اعتذاره عن المشاركة مثله مثل أى مريض متى طلب منه ذلك، وقد ساعدت الألعاب بالذات فى تسهيل إظهار هذه الشمولية وكذلك الطبيعة المشتركه وخاصة الألعاب التى فيها إحراج وكشف عن الطبيعة البشرية بشكل محرج وأحيانا بالغ الإحراج (ويمكن الرجوع إلى نشرات كأمثلة مثل:

أنا مستعد أقبل الذل على شرط …………

أو أنا مستحيل أقبل الذل إلا إذا………….

(والمطلوب مثل كل لعبة أن يكمل المشارك الجملة، من أول المدرب حتى آخر مريض مروراً بمن يشاء من المعالجين المساعدين أو المتدربين)

وفى حين يشارك المعالج الرئيسى فى كل هذه الألعاب دون اختيار كما ذكرنا فإن القاعده هو أن يلعب أخر فرد خشيه أن يظن بعض أفراد المجموعة أن استجابته هى الاستجابه النموذجية أو المطلوبة فيقلدها.

ثامناً: امتد تأثير عامل “الشمولية” إلى ما حول دائرة المجموعة فى خبرتنا الخاصة وذلك بحضور الدائرة الأكبر المحيطة بدائرة العلاج الجمعى علانية، وقد استغنينا عن فكرة الجلوس فى حجرة مشاهدة مستقلة لا تسمح بالرؤية إلا من جانب واحد  – برغم أنها موجودة وجاهزة – لكننا رفضنا فكرة المشاهدة فى السرّ وأكدنا – بعد أخذ موافقة المرضى من البداية- أن فرص المشاهدة المتبادلة علانية قائمة، علما بأن الدائرة الكبيرة تضم من عشرة إلى أكثر من عشرين مشاهدا متعلما، فى حين أن دائرة العلاج الجمعى تضم من 8 إلى 12 مشاركا ما بين معالج ومريض (كما ذكرنا سالفا)، ولا يسمح للدائرة الأكبر بالمشاركة ولا بحرف واحد أثناء التسعين الدقيقة المخصصة للجلسة العلاجية، لكن يسمح لمن شاء منهم بالمشاركة فى المناقشة مع المعالجين بقيادة المعالج الأكبر (المدرب) وذلك بعد انصراف جميع المرضى، لمدة ثلاثين دقيقة تقريبا.

 وقد لاحظت أن المشاركين يحترمون الجارى فى صمت مطلق حسب التعليمات، لكن الحضور فى هذه الدائرة التعليمية بالمشاهدة تشارك فى المناقشة بعد انتهاء الجلسة، وقد أقر كثير منهم بكسر حاجز التفرد، وبتقمص بعض المتفاعلين من المرضى خاصة بوعى أو بنصف وعى، بما يدعم رأى “يالوم” فى فاعلية المشاركة، حتى يقترب الحضور فى الدائرتين من الوعى الجمعى الذى يتكون من تفاعلات دائرة المجموعة، لكن يبدو أنه يمتد إلى دائرة المشاهدة، وأثناء المناقشة بعد انتهاء وقت المجموعة، يجيب المعالج الرئيسى أساسا على أسئلة المشاهدين المتعلمين (3)، وأيضا يتبادل فيها المناقشون مع بعضهم البعض بعض الآراء.

تعقيب عام حول فاعلية هذا العامل:

الشمولية خاصة بالمعنى الذى أورده “يالوم”، ظاهرة تحدث تلقائيا، وهى تعتبر من أساسيات حركية العلاج الجمعى، تماما مثل زرع “الأمل”، أما أنها عامل علاجى فهذا ما يحتاج وقفة متأنية، فمن وجهة نظرنا هى تبدو كنتيجة للمسار الصحيح للعلاج، أكثر منها “عامل علاجى” وإن كان هذا لا يمنع أن تكون كذلك، فهى نتيجة وعامل إيجابى فى نفس الوقت، بمعنى عكس الدائرة الجهنمية.

ثم إنه علينا أن نتذكر أن الشمولية الإيجابية لا تحل محل التفرد أبدا، ففى الوقت الذى يحتاج المريض مثله مثل أى شخص أن يشعر أنه “مثله مثل غيره” هو يحتاج جدا أن يعرف أنه ليس كمثله أحد تماما تمييزا وليس بالضرورة تفوقا، ولا معاناة.

 

[1] – نشرة 28-4- 2013  كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (23) مقتطفات من فقه العلاقات البشرية (1)

–  نشرة 29-4- 2013  كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (24) مقتطفات من فقه العلاقات البشرية (2)

– نشرة 5-5- 2013 كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (25)  نظرات فى أدبيات متعلقة (3)

– نشرة 6-5-2013 كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (26) ملاحظات من قراءات قد تفيد

 [2] – فى صورة شعرية بالعامية نقدت الطبيب النفسى عموما، وفى هذا العلاج خصوصا حين يطلب من المريض أن يحيى مشاعره ليشارك “ويقول لى حس” وأحيانا يقول له المبتدىء، “حس زى ما أنا باحس” فجاءت الصورة الشعرية فى منتهى القسوة على لسان المريض وهو يقول:

ويقلب سيخى، ويقول لى حِسّ،

 بالنار من تحتك،

كما إنى باحسّ

بحلاوة ريحتك.

[3] – الذى يستعد بعضهم لتدريب منظم لاحق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *