الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس فى الطب النفسى الافتراضات الأساسية: الفصل السادس: ملف اضطرابات الوعى (49) نعمل حلم (8) “حلم سحر”

الأساس فى الطب النفسى الافتراضات الأساسية: الفصل السادس: ملف اضطرابات الوعى (49) نعمل حلم (8) “حلم سحر”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد4-10-2015

السنة التاسعة

العدد: 2956

  الأساس فى الطب النفسى 

 الافتراضات الأساسية: الفصل السادس:

 ملف اضطرابات الوعى (49)

نعمل حلم (8)

“حلم سحر”

معالم أخرى تميز الحلم عن خيال اليقظة الحالم

ما زلنا في نفس الجلسة 25/8/2010

مقدمة:

برغم ما جرى فى تلك الجلسة من سلاسة وتلقائية من كل المشاركين أطباء متدربين ومدرب ومرضى من كل التشخيصات فى مستشفى جامعى مجانى، وهم  من عامة  الناس بلا أى ثقافة نفسية خاصة، ولا اهتمامات ثقافية معينة، مع مستوى تعليمي متوسط أو دون المتوسط أو أقل، برغم كل ما لاحظناه حتى الآن من تلقائية، إلا  أن فكرة “إبداع الحلم” ونحن فى كامل الصحو تميّزا عن ما يسمى “أحلام اليقظة” ما زالت بعيدة عن مجرد تصور الشخص العادى، وبل وعن منظومات العالـٍم العادى أيضا، ربما لذلك قلت التعقيبات، فاحتاج الأمر إلى تذكرة مهما كررنا.

هذه التجربة الخبراتية  جرت مع هذه المجموعة بموافقتهم جميعا موافقة مسجلة، وكان الاستغراب والرفض جاهزا منذ البداية، لكن بمجرد أن بدأنا الممارسة حتى زالت المقاومة بدرجة أكبر بكثير من توقعاتنا، وأصبح الفرق بين ما يسمى “خيالات أحلام اليقظة”، و”إبداع الحلم على هامش وعى اليقظة”، واضحا دون حاجة إلى مزيد من الشرح والتنظير، ولعلنا لاحظنا تعقيب إحدى المشاركات على أحد الحالمين بقولها: “دى قصة دى مش مش حلم”.

كذلك لاحظنا – حتى الآن- أن المشاركة فى إبداع الحلم بدءًا بتنشيط الوعى البينشخصى نحو الوعى الجمعى تمت تلقائيا دون دعوة مكررة، وقد بدأت بالمعالج، ثم تطوع بها من شاء واستطاع دون استئذان أو تردد.

وأيضا لا حظنا أن مستوى حركية الحلم – ارتباطا بدرجة الغوص فى وعى الحلم- اختلف من مشارك إلى آخر بقدر التقاطه عمق الفكرة وأن المسألة ليست تخيلا، أو تفكيرا آمِلا فى  مستقبل ما، وإنما هى إبداع لحظىّ فى وعى خاص، على هامش وعى اليقظة، دون أن يحل محله، ما يسمى الخيال أوالتخيل إلا بقدر محدود تماما، لحساب أكبر قدر من المعايشة والتأليف والتشكيل فى “هنا والآن”.

ومع ذلك، وبالرغم من وصول الرسالة إلى من مارسوا التجربة على اختلاف أمراضهم، وشخصياتهم، وتاريخهم، ومحيطهم، إلا أننى شعرت، وأشعر إلى أنها رسالة صعبة، مع أن كل من استصعبها فى البداية وحاول أن يجربها، وجد فيها ما توقعتُه (كما لاحظنا ذلك أيضا فى تعقيبات بريد الجمعة)

وبعد،

فقد اضطررت  إلى إيجاز وإعادة ما تم حتى الآن لمّا وصلنى استغراب من الفكرة، وأيضا إصرار على الخلط بين هذه التجربة وما يسمى “أحلام اليقظة”.

 ………

 ………

توقفنا الأربعاء الماضى عند حلم عبد الحميد (الذى لم يكن حلما تقريبا)، وحين توقف فجأة، (أو أوقف) سأله المعالج:

د.يحيى: تدى الكورة لمين

عبد الحميد: للأخت سحر

: أيوه كده، ياللا يا سحر أنا دلوقتى ….

سحر: أنا دلوقتى باحلم

د.يحيى  (مقاطعا): لأه!! إيه باحلم دى ؟!! إنتى حاتبوظى الدنيا، إحنا بنعمل حلم، ياللا: “أنا دلوقتى…..:

سحر: طيب، طيب أنا دلوقتى شوفته أمامى وهو عمّال كل شويه أشوفه فى نفس المكان، وأنا مش عاوزه أشوفه كل لما يبعد عنى أصادف ألاقيه أمامى.

“..؟..”: (1) هو إيه ده؟

سحر: شخص كده فى الحلم كده

“..؟..”: ومش عارفاه؟

سحر: لأه عارفاه

“..؟..”: طيب ماتقولى لنا مين ده

سحر: مش عارفه كل لما اشوفه أمامى أحاول …..

د.يحيى: تحاولى إيه؟

سحر: …. هو فى الحلم شفته أمامى بيجرى بعيد عنى، يطلع لى مثلا من الحاره دى آجى فى ناحيه تانيه ألاقيه أمامى برضه، فحاولت إنى أنا أبعد بعيد، فجأة لقيت إن هو اللى بعد عنى أنا باحاول إنى أروح له مالاقيتهوش، فصحيت من النوم الحمد لله

د.يحيى: تدى الكوره لمين؟

سحر: لياسمين

التعقيب:

* كان الحلم حاضرا فى “هنا والآن” بدرجة كافية وخاصة فى بدايته “أنا دلوقتى شفته أمامى”.

* على الرغم من أنها استعملت تعبير “فى الحلم” أكثر من مرة، وقد نبهتها أول مرة، ثم تغافلت بعد ذلك إلا أنها استمرت  فعلا فى “وعى الحلم”،  باستعمال الفعل المضارع:  فى هنا والآن: “كل شوية اشوفه فى نفس المكان”.

*  الذى حضر أولا فى واقع الحلم هو الشخص، وهو شخص حاضر غائب، أو متقلب الحضور والغياب وهذا من طبيعة الحلم.

*  كانت الحركة هى الأصل، وخاصة تكرار الحضور والاختفاء.

* يبدو أن الشخص حين ابتعد، أفتقدتْه سحر، وبانتهاء الحلم لم نعرف إن كانت واصلت البحث أم لا .

* تدخـُّّل أحد أفراد المجموعة (رصدنا الصوت من التسجيل ولم  نستطع أن نحدد الشخص)  فى وعى الحلم يؤكد من جديد أن هذه التجربة (وما يقابلها فى النقد والتفسير) هى إثبات تنشيط حركيّة الوعى البينشخصى الذى ينشط فى وعى الحلم، ربما أكثر من وعى اليقظة العادى، كما أن سؤال الشخص المجهول كان دالا أيضا، فهو لم يسأل: “هو مين ده”؟ وإنما كان سؤاله: “هوا إيه ده”؟

* إجابة سحر أنها لا تعرفه هى أيضا تبعدنا بدرجة ما عن “حلم اليقظة”، وتكاد إجابتها تشير ضمنا إلى أن شخوص الحلم يمكن أن يكونوا من اختراعها “شخص كده فى الحلم كده” (ولم يكن ناقصا إلا أن تسميه “شخص الحلم”)

* على عكس السائد فى كثير من  الأحلام من غلبة المطاردة، كان السعى هنا “إلى الشخص” وليس هربا “من الشخص”، ولا يوجد مبرر – فى الحلم – إلى تصور أن الحالمة كانت تريد الاستنقاذ بهذا الشخص أو القرب منه انجذابا أو ما شابه، فكان التركيز على مجرد حركة السعى واتجاهها.

وغدا نكمل حتى يأخذ كل حلم حقه فى الاستيعاب والمراجعة

[1] – النقط والاستفهام هنا تشير إلى أننا فى التفريخ سمعنا صوت المتكلم دون صورته، ولم نتبين من هو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *