الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس فى الطب النفسى الافتراضات الأساسية: الفصل السادس: ملف اضطرابات الوعى (24) عن طبيعة الأحلام واضطراباتها (2)

الأساس فى الطب النفسى الافتراضات الأساسية: الفصل السادس: ملف اضطرابات الوعى (24) عن طبيعة الأحلام واضطراباتها (2)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 20-7-2015   

السنة الثامنة

العدد: 2880

 

 الأساس فى الطب النفسى 

  الافتراضات الأساسية: الفصل السادس:

  ملف اضطرابات الوعى (24)

عن طبيعة الأحلام واضطراباتها (2)

مقدمة:

‏مستويات‏ ‏الحلم ومراحله‏:‏

بناء على الفروض التى قدمناها أمس بالإشارة إلى الأطروحة الباكرة عن الإيقاع الحيوى ونبض الإبداع(1): يمكن‏ ‏تحديد‏ ‏المراحل‏ (‏المستويات‏) ‏التى ‏يمر‏ ‏بها‏ ‏الحلم‏ ‏المحكى، ‏من‏ ‏أول‏ ‏التنشيط‏ النفسفسيولوجى، ‏وحتى ‏حكايته‏ (‏حلما‏)  ‏فى ‏نصٍّ حكائى و/أو مصور،  قابل للتفسير، باجتهادات مختلفة، ‏كما‏ ‏يلى:

20-7-2015_1

1) تبدأ‏ ‏العملية‏ بالظاهرة ‏الأساسية‏ ‏التى ‏تتمثل‏ ‏فى ‏التنشيط‏ ‏الإيقاعى ‏بالتناوب‏، ‏الذى ‏يسجـّل‏ ‏تحت‏ ‏مايسمى نوم الريم REM(2) وهو‏ ‏الحلم‏ ‏بمعناه‏ ‏الفسيولوجى، ‏وفي هذه المرحلة‏ ‏يتم‏ ‏التحريك‏، ‏والقلقلة‏، ‏والتناثر‏، ‏بانتظام إيقاعىّ راتب.‏

20-7-2015_2

2) تتحرك الكيانات‏ ‏المكونة‏ ‏للدماغ‏/‏المخ‏ (‏حالات الذات- حالات العقل- المعلومات- الوجدانات، حركية الجسد..إلخ)، فى نبضها الراتب، وفى غموض شامل وراء ستار النوم، وهى تقوم بتحريك، وأيضا بتفكيك، ماتيسر من كل ذلك، لإعادة التنميط(3) والتشكيل‏، ‏والتمثـّل‏(4)، ‏والتعزيز‏(5) ‏(= الوظيفة الأساسية للحلم).

3) إن‏ ‏المحتوى ‏الأساسى ‏ ‏الذى ‏يتحرك‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏المستوى ‏لايظهر‏ ‏أصلا‏ ‏فى ‏وعى ‏اليقظة‏، ‏فهو‏ ‏بالتالى ‏أبعـد‏ ‏عن‏ ‏أن‏ ‏تتناوله‏ ‏قدرة‏ ‏الحكى ‏من‏ ‏حيث‏ ‏المبدأ‏، ‏فيظل‏ ‏رصْدُهُ‏ ‏لا‏ ‏يتعدى ‏رصد‏ ‏النشاط‏ ‏الكهربى ‏الدال‏ ‏عليه‏، ‏لكن‏ ‏آثاره‏ ‏التنظيمية‏، ‏والتعليمية‏، ‏والنمائية‏، ‏هى ‏التى ‏يمكن‏ ‏قياسها‏، ‏أما‏ ‏محاولة‏ ‏تسجيل‏ ‏المراحل‏ ‏الأسبق فتبدو مستحيلة بالأدوات، الحالية ، غالبا لاختلاف ‏الوحدة‏ ‏الزمنية ما بين زمن الحلم الذى يقاس بأجزاء الثوانى، وزمن الحكى أو وقت التسجيل، فكان كل ما حصلنا عليه همهمات غامضة متداخلة ليس له علاقة بالحلم المحكى لاحقا، أو تحويرات لاحقة خاضعة لخيال اليقظة والذاكرة">(6).

(وقد تم قياسها بتجارب الحرمان من النوم، وبالذات الحرمان  من النوم الحالم = النقيضى= نوم الريم،  أنظر بعد)

4) قد‏ ‏يظهر‏ ‏هذا‏ ‏النشاط‏ ‏الفج‏ ‏بأقل‏ ‏قدر‏ ‏من‏ ‏التأليف‏ ‏الضام‏ ‏أو‏ ‏المسلسل‏، ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏نستنتج‏ ‏بعض‏ ‏ملامحه‏ ‏فيما‏ ‏يظهر‏ ‏فى ‏شكل‏ ‏ما‏ ‏يسمى “‏الأحلام‏ ‏الذهانية‏”(7) ‏أو‏ ‏شبه‏ ‏الذهانية‏، ‏حيث‏ ‏يبدو‏ ‏محتوى ‏الحلم‏ ‏مقطـّعا‏ ‏و بدائيا‏ ‏و فجا‏ ‏و متناثرا‏ ‏و مُـرعـِبا‏ ‏مشتملا‏ ‏على ‏أجزاء‏ من ‏الجسد‏، ‏والكائنات‏ ‏الخرافية‏ ‏والنقلات‏ ‏المستحيلة،‏ ‏مما‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏جمعه‏ ‏إلا‏ ‏لصقا‏ ‏متعسفا،

علما بأن ‏ ‏ما‏ ‏يسمى ‏الأحلام‏ ‏الذهانية‏ ‏ليست ‏ذهانا‏ (‏مرضا‏) ‏ولا‏ ‏هى ‏أحلام‏ ‏الذهانى، – لكنها‏ قد ‏تعتبر‏ ‏فى ‏بعض‏‏ ‏الأحيان‏ ‏إرهاصات‏ ‏بالنكسة‏ ‏أو‏ ‏إنذارات‏ تفسًّ20-7-2015_4خ ‏قادم، (أو إبداع محتمل: أنظر بعد).

على ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏من‏ ‏التناثر‏ ‏هو‏ ‏نفسه‏ ‏الذى ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏المادة‏ ‏الخام الأكثر ‏أصالة‏ ‏لما‏ ‏سوف‏ ‏يسمى ‏فيما‏ ‏بعد‏ “‏الإبداع‏ ‏الفائق‏” ‏أو‏ “الإبداع ‏الخالقى‏”، وأيضا هو الذى قد يتشكل  منه الجنون (أنظر بعد).

5) أغلب‏ ‏الأحلام‏ ‏المحكية‏ ‏يتم تشكيلها‏ “‏أثناء‏” ‏عملية‏ ‏الاستيقاظ‏، ‏لا‏ ‏بعد‏ ‏الاستيقاظ‏ ‏الكامل‏، ‏ولا‏ ‏هى ‏ما‏ ‏حدث‏ ‏أثناء‏ ‏الحلم‏ ‏فعلا‏، ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏الشخص‏ ‏وهو‏ ‏يعايش‏ ‏مرحلة‏ ‏استيقاظه‏ ‏يلتقط‏ ‏بعض‏ ‏معالم‏ ‏المادة‏ ‏المستثارة‏ ‏بدرجة‏ ‏تسمح‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏يؤلف‏ ‏منها‏ ‏حلمه‏ ‏الذى ‏يحكيه‏ ‏على ‏أنه‏ ‏الحلم‏.‏

6) فى ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الأحيان‏، ‏وبعد‏ ‏أى ‏مرحلة‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المراحل‏، ‏قد‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏الحالم‏ ‏أن‏ ‏يحكى ‏الحلم‏، ‏وكثيرا‏ ‏ما‏ ‏ينكر‏ ‏أنه‏ ‏حلــم‏ ‏أصلا‏، ‏وهذا‏ ‏لا‏ ‏يعنى ‏أن‏ ‏ذلك‏ ‏صحيح‏، ‏بل‏ ‏إنه‏ قد ‏يشير‏ ‏إلى ‏غلبة‏ ‏ميكانزمات‏ ‏الإنكار‏ ‏والمحو‏ ‏والكبت‏ ‏التى تمنعه من مجرد حكى أحلامه‏.‏20-7-2015_5

يمكننا‏، ‏إذن‏، ‏صياغة‏ ‏عملية‏ ‏الحلم‏ ‏فى ‏مراحل‏ ‏ثلاث‏ ‏أساسية‏، ‏هى‏:‏

‏‏المرحلة‏ ‏الأولى: “‏الحلم‏ ‏بالقوة‏”

 ‏يتم‏ ‏فيها‏ ‏الحلم‏، ‏دون‏ ‏إمكان‏ ‏حكايته‏، ‏وهى ‏ما‏ ‏سوف‏ ‏نسميه‏ ‏هنا‏: “‏الحلم‏ ‏بالقوة‏”، ‏أو‏ ‏الحلم‏ ‏الخام‏ (‏=حركية‏ ‏الحلم‏ ‏الأولية‏) وهى لا تظهر أبدا فى صورة قابلة للحكى خصوصا الحكى المسلسل.

 ‏‏المرحلة‏ ‏الثانية‏: “‏الحلم‏ ‏بالفعل‏”، ‏أو‏ “‏الحلم‏ ‏الحركى

يغلب‏ ‏فيها‏ “‏الرصد‏” ‏على “‏التأليف‏” ‏مع‏ ‏احتمال‏ ‏حكاية‏ ‏الحلم‏. “‏هكذا‏”، ‏بقدر‏ ‏هائل‏ ‏من‏ ‏تناثره‏ ‏وتكثيفه‏، ‏ونسميها‏: “‏الحلم‏ ‏بالفعل‏”، ‏أو‏ “‏الحلم‏ ‏الحركى“‏20-7-2015_6، وأقرب مثال لها ما يسمى الحلم الذهانى (أو شبه الذهانى) دون أن بكون الحالم ذهانيا (أنظر بعد)

 

المرحلة‏ ‏الثالثة‏: “‏الحلم‏ ‏بالتأليف‏”.

هى ‏المرحلة‏ ‏التى ‏تسمى ‏عند‏ ‏العامة‏ ‏- وعند‏ ‏الخاصة‏ ‏أيضا – ‏”‏حلما‏” ‏من‏ ‏حيث‏ أنها‏ ‏الحلم‏ ‏كما‏ ‏يحكيه‏ ‏الحالم‏ ‏تأليفا‏‏ ‏عادة‏، ‏ونسميها‏: “‏الحلم‏ ‏بالتأليف‏” (دون قصد طبعا) ‏

على ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏المرحلة‏ الأخيرة‏ ‏ليست‏ ‏واحدة‏، ‏عند‏ ‏كل‏ ‏الناس‏، ‏ذلك‏ ‏لأن‏ ‏التأليف‏ ‏يختلف‏ ‏أصالة‏ ‏وتزييفا‏، ‏بحسب‏ ‏درجة‏ ‏وصاية‏ ‏نوع‏ ‏التفكير‏ ‏الذى ‏يقوم‏ ‏بع20-7-2015_7ملية‏ ‏الإبداع‏ ‏قبيل‏ ‏اليقظة‏، ‏أى الذى يتولى مهمة ‏إعادة‏ ‏التشكيل‏ ‏من‏ ‏المادة‏ (المعلومات) ‏المتاحة‏ ‏عند‏ ‏الاستيقاظ‏ ‏مباشرة‏.‏

‏ ‏وتقل‏ ‏جرعة‏ ‏إبداع‏ ‏الحلم‏ ‏كلما‏ ‏اقتربت‏ ‏حكاية‏ ‏الحلم‏ ‏من‏ ‏اللغة‏ ‏العادية‏ ‏والتسلسل‏ التتابعى ‏العادى، ‏حتى ‏تصل‏ ‏بعض‏ ‏الأحلام‏ ‏إلى ‏حد‏ ‏تكاد‏ ‏عنده‏ ‏ألا‏ ‏تكون‏ ‏لها‏ ‏علاقة‏ ‏أصلا‏ ‏بالنشاط‏ ‏الحالم‏ ‏الذى ‏أثارها‏. مثل هذه الأحلام قد تمثل مرحلة رابعة هى التى ‏تستحق ‏أن‏ ‏يقال‏ ‏عنها‏ “‏الحلم‏ ‏بالتزييف‏” (وهو أيضا غير مقصود، ومنه أحلام تحقيق الرغبة)(8)

‏ مرة أخرى:20-7-2015_8

‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نتصور‏ ‏متدرجا‏ ‏- ‏‏نظريا‏‏-‏ ‏لإبداع‏ ‏الحلم‏، ‏يبدأ‏ ‏فى ‏أقصى ‏ناحية‏ ‏من‏ ‏تصور‏ ‏أن‏ ‏المادة‏ ‏التى ‏نُشطت‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يلتقطها‏ ‏الحالم‏ ‏كما‏ ‏هى (‏كالتصوير‏ ‏الفوتوغرافى ‏العادى‏)، ‏وهذا‏ ‏مستحيل‏ ‏كما‏ ‏أشرنا‏، ‏وينتهى ‏فى ‏أقصى ‏الناحية‏ ‏الأخرى، ‏بتصور‏ ‏أن‏ ‏المادة‏ ‏المُنشـَّطة‏ ‏سوف‏ ‏تختفى ‏تماما‏ ‏من‏ ‏وعى ‏اليقظة‏، ‏وتحل‏ ‏محلها‏ ‏مادة‏ ‏مزيفة‏‏، ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏يبدو‏ ‏فى ‏صورة‏ ‏الأحلام‏ ‏التى ‏تُـحكى ‏متسقة‏ ‏ومنتظمة‏ ‏ومسلسلة‏ ‏وظاهرة‏ ‏الدلالة‏، ‏والتى ‏تشبه‏ ‏كثيرا‏ ‏أحلام‏ ‏اليقظة‏، ‏أو‏ حتى أحداث‏ ‏اليقظة‏، وكل‏ ‏مايقع‏ ‏بين‏ ‏هاتين‏ ‏النقطتين‏ ‏القصويين‏ ‏يمثل‏ ‏درجة‏ ‏ما‏ ‏من‏ ‏درجات‏ ‏الإبداع‏ ‏الذى ‏يختلف‏ ‏باختلاف‏ ‏قدر‏ ‏تحمل‏ ‏المواجهة‏ ‏الغائرة‏ ‏التى ‏تَعْتَعَها‏ ‏نشاط‏ ‏الحلم‏ ‏الأساسى‏، وبقدر اختلاف‏ ‏جرعة‏ ‏أمانة‏ ‏التسجيل‏ ‏من‏ ‏ناحية‏، ‏ونشاط‏ ‏التأليف‏ ‏الضام‏ ‏للمادة‏ ‏المستثارة‏ ‏من‏ ‏ناحية‏ ‏أخرى، ‏فى ‏مقابل‏ ‏التسجيل‏ ‏المَلـفـَّق‏، دون‏ ‏وعى كامل: ‏يبدو‏ ‏الحلم‏ ‏إبداعا‏ ‏أصيلا‏، ‏أو‏ ‏تفسخا‏ ‏غامضا‏ ‏أو‏ ‏تسطيحا‏ ‏بديلا‏. ‏

*****20-7-2015_9

إصرارا منى على التهوين من قيمة محتوى الحلم المحكى فى تسلسل خطي، وما يترتب على ذلك  من ضرورة مراجعة منهجية لكل ما يسمى “تفسير الأحلام”: خطر لى تشبيه أرجوا ألا يكون مناسبا  تماما، وهو كالتالى:

يكاد الحلم المحكى يشبه زبد(9) البحر، وبالتالى يصبح تفسيره – مع المبالغة– مثل أن تلتقط لهذا الزبد صورة من أكثر زاوية، أو أن تأخذ منه عينة وتحللها كيميائيا، وتستدل من هذا أو ذاك على ما يحوى البحر أو المحيط من أحياء وأسرار!!!!!!

آسف للمبالغة، لكن برجاء تخفيف التصور إلى ما تريد، ويظل المحيط هو المحيط .

 

[1] – يحيى الرخاوى: “الإيقاع الحيوى ونبض الإبداع” نشرت فى صورتها الأولى فى مجلة فصول- المجلد الخامس – العدد (2) سنة 1985 ص (67 – 91) وقد تم تحديثها دون مساس بجوهرها.

[2]- كنت قد وضعت‏ ‏اختصارات‏ ‏عربية‏ ‏لطورىْ ‏النوم‏،  ‏أسوة‏ ‏بالاختصارات‏ ‏الإنجليزية‏، ‏وهى ‏نوم‏ “‏حرعس‏” REM sleep= Rapid Eye Movement Sleep ‏اختصار‏ ‏لـ‏ “‏حركة‏ ‏العين‏ ‏السريعة‏”، ثم ‏نوم‏ “‏بدون‏ ‏حرعس‏” NREM sleep ‏اختصارا لـ‏ “‏النوم‏ ‏بدون‏ ‏حركة‏ ‏العين‏ ‏السريعة‏” REM = Non Rapid Eye Movement. ‏لكننى تراجعت عن استعمال‏ ‏هذه‏ ‏الاختصارات‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الدراسة‏ ‏على ‏الرغم‏ ‏من‏ تفضيلى لها، ذلك أن  د. أحمد مستجير – رحمه الله- قد نحت مؤخرا كلمة نوم  “الريم” نسبة إلى الحروف الإنجليزية، REM وهى كلمة أسهل مع أن بها – من وجهة نظرى – ما يتخطى الأصول فى لغتنا، لكننى وجدتها  أسهل نطقا وأطوع تصريفا، وقد آن الأوان أن نثرى لغتنا بشجاعة بكل الأساليب. (سبق أن أشرت إلى ذلك من قبل لكن دون تفصيل)

[3] – Repatterning

[4] – Assimilation

[5] – Consolidation

[6] – فى ‏محاولة‏ ‏لإدراك‏ ‏علاقة‏ ‏مستوى ‏اليقظة‏ ‏بتأليف‏ ‏الحلم‏، ‏فى ‏أطوار‏ ‏مختلفة‏ ‏من‏ ‏عملية‏ ‏الاستيقاظ‏. ‏قمت‏ ‏بمحاولة‏ ‏تسجيل‏ ‏ذاتى ‏فى ‏أثناء‏ ‏كتابة‏ ‏هذا‏ ‏المقال بأن حضرت مسجلا بجوارى سجلت فيه قرب يقظتى ما تصورت أننى أحلم به ثم عدت للنوم‏، ‏كما‏ ‏تابعت‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏خطوات‏ ‏بحث‏ ‏فى ‏الأحلام‏ ‏كرسالة‏ ‏دكتوراه ‏قام‏ ‏بها‏ ‏د‏. ‏سيد‏ ‏حفظى ‏وكنت‏ ‏المشرف‏ ‏عليها‏، ‏وقد‏ ‏حاولنا‏ ‏تسجيل‏ ‏أحلام المرضى‏ ‏فى ‏أثناء‏ ‏الاستيقاظ‏، ‏وبخاصة‏ ‏إذا‏ ‏عاد‏ ‏الحالم‏ ‏إلى ‏النوم‏، ‏وأيضا‏ ‏حاولنا‏ ‏التسجيل‏ ‏الفورى ‏بالكتابة‏، ‏والتسجيل‏ ‏الفورى ‏صوتيا‏ ‏عقب‏ الاستيقاظ‏ ‏مباشرة، وعقب الاستيقاظ بفترة‏ ‏ما‏، ‏وكذلك‏ حاولنا ‏التسجيل‏ ‏بالرواية‏ ‏لآخر‏، ‏ثم‏ ‏الاستعادة‏…‏إلا‏ ‏أن‏ نتائج ‏كل‏ ‏هذاه  المحاولات ‏لم‏ ‏‏‏ ‏يقربنى أكثر ‏ ‏من‏ ‏فروض‏ ‏هذا‏ ‏البحث‏ ، غالبا لاختلاف ‏الوحدة‏ ‏الزمنية ما بين زمن الحلم الذى يقاس بأجزاء الثوانى، وزمن الحكى أو وقت التسجيل، فكان  كل ما حصلنا عليه همهمات غامضة متداخلة ليس لها علاقة بالحلم المحكى لاحقا، أو تحويرات لاحقة خاضعة لخيال اليقظة والذاكرة.

[7] – Psychotic Dreams

[8] – Wish- fulfillment Dreams

[9] – الزبد:  ما يعلو الماءَ وغيرَه من الرَّغوة عند غليانه أو سرعة حركته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *