نشرة “الإنسان والتطور”
14-3-2012
السنة الخامسة
العدد: 1657
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (58)
الإدراك (19)
نتعرف على علم الإدراك من نقيضه
علم الكلام
كما يوجد علم اسمه علم الإدراك يوجد علم اسمه علم الكلام، وهو علم قديم عريق قوى راسخ، قد يكون الاسم غريبا على الأجيال الأحدث التى لم تدرس أيا من علوم أصول الدين (الإسلامى)، أو علوم التوحيد، لكنه علم قد أخذ حقه وزيادة فى الطرح والرد والنقد والهجوم والدفاع، وذلك عبر فترة طويلة من تاريخ الإسلام ، فتأكد الاسم جيلا بعد جيل، وقرنا بعد قرن، حتى أن نقاده المحدثون أسموا إضافاتهم ونقدهم بنفس الاسم مع إضافة صفة “الجديد”، ليصبح “علم الكلام الجديد” (مثل: رؤى في “الكلام الجديد”: عبد الكريم سروش نموذجاً )، فى رأيى أن عمر علم الكلام قد امتد أكثر كثيرا من عمره الافتراضى، حتى أصبح معوقا لتطوره أصلا، ومع ذلك فقد رأيت فى تحديث نقده ما يوضح لنا بعض ابعاد ما يعنيه فتح ملف “علم الإدراك” على مصراعيه هكذا بما يصل به إلى ثورة كاملة فى تحديث علاقتنا بعملية المعرفة بالمعنى الأوسع الذى يصحح لنا منهج معرفة الله عز وجل.
علم الإدراك كما نحاول أن نتعرف عليه، توثيقا لما نمارسه من العلاج عامة، والعلاج الجمعى خاصة، هو عكس علم الكلام تماما، وقد نبهت إلى ذلك باكرا، خاصة فى كتابى “فى فقه العلاقات البشرية” الذى نشر هنا تباعا، والذى هو شرح ديوانى “أغوار النفس”
وقد تكرر أن شجبنا وصاية الكلام على المعنى، وعلى العواطف، وفى النشرة الأخيرة فى ملف الإدراك الأسبوع الماضى (علاقة الإدراك بالوجدان (أظهرنا واستشهدنا كيف يمكن أن تختنق العاطفة داخل لفظه….إلخ .
دعونى أعترف بصراحة أننى ما سمحت لنفسى بالاستدراك إلى كل هذه التفاصيل إلا للتحقق من أبعاد ما أمارس، وللتأكيد على الاختلاف النوعى لثقافتنا العربية، أو الشرقية، أو الإيمانية، أو سمها كما شئت، مرة أخرى: ليس اختلاف التباهى، أو ادعاء التمييز، وإنما اختلاف الآمل فى الإضافة للتكامل.
إن وجود الله سبحانه كموضوع جوهرى فى ثقافة مجموعة من البشر ليس أمرا ثانويا، أو اختيارا تكميليا، أو ممارسة سرية، إنه جدير بأن يغير نوعية الحياة فعلا كما أشرت مرارا، وذلك بعيدا عن الترهيب أو الترغيب، أو حتى التأجيل، وحين اكتشفت أنه يستحيل إثبات هذا الوجود بالتفكير، كما يستحيل نفيه كذلك، تيقنت أن منهج “علم الكلام” خطأ كله، ثم لاح لى هذا الطريق الآخر لمعرفة أخرى، وهو طريق الإدراك، وقبل أن أنتقل بسذاجة الاختزال إلى موضوع البداية وهو عرض اضطرابات الإدراك (أعراض اضطراب وظيفة الإدراك)، وجدتنى أمام القضية الأساسية حول نوعية الحياة، وضرورة تأنيس الوجود البشرى بالتعمق فى ماهية وجوده الممتد إلى خالقه الحاضر طول الوقت فى حاضر ماثل إلى غيب متاح، ومع التمادى فى كشف أبعاد الإدراك وجدنا أنفسنا فى مواجهة الوصاية، والاحتكار، والاختناق، مواجهة كل ذلك بما هو مفيد فى حدوده، لكنه أبدا ليس بديلا عما وراءه، ولا هو غاية فى ذاته ومن ذلك “الكلام”
هذا العلم الذى اسمه “علم الكلام”، يكاد يكون المثال الأكمل كما يرفضه “علم الإدراك” كما نقدمه.
رجعت إلى تاريخ علم الكلام، وقصائد المديح التى قيلت فيه، وموسوعات النقد التى تناولته، ووجدت أنه يستحيل تقديم ولو موجز الموجز لأى من ذلك، لكن الخلاصة كانت هى هى البداية، بمعنى أننا لن نعطى لدراسة الإدراك، من واقع الحال، ومن كدح الإيمان، ما يستحقه، إلا إذا وصل إلى علمنا كيف أعيق تماما، حتى لو كان ذلك بحسن نية، أن يأخذ حقه فى أداء وظيفته نحو معرفة الله، وأيضا أعاقونا تماما حين قدموا لنا أدلة عقلية، مع أنها هى هى العائق للوصول إلى المعرفة الضرورية الأشمل، تماما مثلما آل إليه ما يسمى “العلم” عامة، قبل الأربعة عقود الأخيرة تقريبا، حين انقلب إلى أيديولوجيا مقدسة، ثم دينا جاثما يحول دون حركية المعرفة، لكن بما أن أى مما لا ينفع لا يمكث، فقد بدأ نقد “الدين العلم” بالعلوم الكموية الأحدث فالأحدث، وخاصة من خلال العلوم الكموية، كما آن الأوان لنقد علم الكلام ، ورفضه، لنحقق بدونه، بل بعكسه، ما كان يأمل فى تحقيقه. وفيما يلى مقتطفات محدودة تدعم فرض هذه النشرة وهو أن علم الكلام هذا هو عكس علم الإدراك، وأنه إذا كان الإدراك الجدلى التكاملى هو السبيل إلى معرفة الله، وليس العقل الظاهر، ولا المنطق المحكم، ولا الدليل السببى، فإن علم الكلام هو الذى أعاق كل هذا، بتقديس عكس كل هذا.
المقتطفات، وبعض التعليقات المحدودة
مدخل: تعريف محدود
علم الكلام هو العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية
وقال عضد الدين الإيجي المتوفى سنة 756 هـ:
هو علمٌ يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه
. وقد عرفه الفارابى أيضا بأنه: ملكة أو صناعه يقتدر بها الإنسان على نصرة الآراء والأفعال التي صرح بها واضع الملّة (الدين) وتزييف كل ما خالفها بالأقاويل.
ويبحث علم الكلام في الأدلة اليقينية المتعلقة بالعقائد الإسلامية ،
وهذه الأدلة مبناها العقل المستند إلى المنطق أساساً ،
ويُعرف هذا العلم أيضاً بعلم التوحيد وعلم العقائد وعلم أصول الدين ،
التعقيب: فهى – إذن – مبارزة عقلانية بالعقل الأحدث، والمنطق الظاهر، الأرسطى غالبا، مبارزة تعتمد على الحجج ونصرة آراء معينة، وتزييف ما هو ضدها ، وهذا أبعد ما يكون ، حتى الضد، عن آليات ومستويات الإدراك التى وردت فيما سبق من حلقات، بما فى ذلك “المعرفة الهشة”، والفهم بالوجدان وقدرة العواطف على اعتمال المعلومات Information Processing..إلخ
من أين الاسم؟: “علم الكلام”؟
تعددت أسباب تسمية هذا العلم بهذا الاسم، منها:
- أنه أشهر المباحث الكلامية وأكثرها نزاعا بين الباحثين في المسائل الاعتقادية وهي مسألة “كلام الله“.
التعقيب: وماذا لو وصلنا كلام الله باعتباره “وعيا خالصا” يتجلى فى كلمات هادية ملهمة، هل نحتاج إلى دليل أو حتى إلى كلام ثان
- أنه لا يتم تحقيقه في النفس غالبا إلا بالكلام.
التعقيب: وهل يحقق الكلام فى النفس شيئا يذكر بالقياس إلى التجربة والمعايشة وإعادة تشكيل الوعى فى “هنا والآن”؟ بكل ما وهبنا الله من قنوات تواصل؟
- أنه يورث قدرة على الكلام في تحقيق الشرعيات وإلزام الخصوم.
التعقيب: هل المطلوب هو إلزام الخصوم، أم معرفة الله؟
ثم ما فائدة تنمية القدرة على الكلام بديلا عن التركيز على المعنى، وليكن الكلام أحد وسائل ذلك.
- وقيل أيضا: لأن الكلام مشتق من “الكلم” وهو الجرح، حيث أن الكلام في مباحث علم الكلام ينتهى بتأثير جارح في النفس
التعقيب: فتح الله عليك – سيدى -، وطيب خاطرك، وأنار بصيرتك.
أهداف علم الكلام
- معرفة ذات الله تعالى وصفاته وأفعاله.
التعقيب: الحمد لله أنهم لم يقرأوا النفرى، أو لعلهم قرأوه وكفروه
- تقوية اليقين بالدين الإسلامي عن طريق إثبات العقائد الدينية بالبراهين القطعية وردّ الشبه عنها.
التعقيب: وهل يقوى الإسلام اليقين بالبراهين القطعية، ورد الشبهة بالكلام، أم بالمعايشة والمواجهة، والإدراك، والوعى المعرفى، وما ينفع الناس، ويمكث فى الأرض؟
- أن يصير الإيمان والتصديق بالأحكام الشرعية متقَنا محكما.
التعقيب: ولماذا لا بد أن يكون متقنا محكما طول الوقت، والطريق إلى الله هو الكدح والحيرة الخلاقة والإدراك الجدلى بكل المستويات، من أول المدرك الكلى الداخلى “المكَدْ”Endocept حتى الإبداع بعد التفكيك مرورا بالمعرفة الهشة؟
- الرقي بالمسلم من التقليد إلى اليقين.
التعقيب: يا ترى هل يتم ذلك بالتبعية المطلقة لهذه الحجج المنطقية اللفظية الفهمية (الكلامية) ؟ وأين الإدراك؟ وأين الوجدان؟ وأين الاستلهام؟
تعقيب بعد التعقيبات:
ألا تشم معى عزيزى القارئ رائحة إلغاء كافة العقول الأخرى لصالح ما يلقى فى ظاهر العقل الظاهر للمسلم (والمؤمن) من مسلمات كلامية يدعمها كلام مسلسل، يقينى ثابت، بلا حركة، ولا نقد، ولا مراجعة، ولا كدح؟
ألا يبرر كل هذا، أن يكون فتح ملف الإدراك بكل هذا الترامى والاتساع هو فرض عين على كل من يريد أن يحمد ربه على نعمة العقول؟ وأن يمارس حياته بنوعية أرقى، تدور حول جوهر التوحيد ورفض الشرك؟
ألا تشم أيضا رائحة مشابهة لما يجرى اليوم فى عالم السياسة تحت مسمى الديمقراطية المستوردة والنظام العالمى الجديد، والحكومة العالمية القادمة؟
مصادرعلم الكلام
- يقول علماء الكلام بأن علمهم هذا يستمدونه من الأدلة اليقينية، النقلية والعقلية، أما الأدلة العقلية: فهي استخدام العقل عن طريق النّظر في العالم الخارجيّ، للتعرّف على وجود الله وعلى ما يجب له من الصفات وما يستحيل، وما يجوز عليه من الأفعال.
التعقيب: وماذا عن بقية العقول التى هى فينا أيضا، وهى كذلك من خلقة ربنا ؟ ثم ماذا يفيد النظر فى العالم الخارجى، دون الالتفات للعالم الداخلى، الذى يساهم حتما فى معرفة الله سبحانه وتعالى؟ وكلا العالمين الخارجى والداخلى هما من خلق رب العالمين؟
- علماء الكلام يقرون بأن العقل له حدود وجهات لا يمكنه أن يغوصَ فيها، فجعلوا له حدودا لا يتعداها، وهذا التحديد منهم جار على موازين العقل نفسه.
التعقيب: فمن ذا الذى يضع هذه الحدود؟ خلقة ربنا وكل علوم العقول والمعارف وأولها علم الإدراك؟ أم المختصون فى الكلام والإثبات بالمنطق الحسابى أو السببى العاجز
لن أتعرض للمصدر الثانى بزعمهم، وهو الأدلة النقلية، لأن هذا سوف يجرنا إلى إعادة النظر فى علم “النقد والتجريح” بمنهج يحترم معطيات العلم الحديث سواء فى تحديد قدرة الذاكرة، أم مسويات العقل الناقل، أم تحيز الوجدان شعوريا ولا شعوريا، وكل هذا هو بعض ما ينقد به “علم التاريخ” عموما وليس فقط علم النقد والتجريح، وقد وضع فقهاء قدامى ومحدثون مجتهدون مقاييس علمية موضوعية تحد من الاعتماد على مجرد النقل بما يشل العقول والإبداع جميعا ، وأحيانا يبدو وكأنه وصاية على القرآن الكريم نفسه، لن أتطرق لأى من ذلك لأن موضوعنا هو توسيع مساحة المعرفة، واحترام مناهلها، من كل صوب وحدب، وليس نقد مصادر التشريع.
الضربات التي تلقاها علم الكلام
لاقى علم الكلام مواجهة عنيفة من أئمة السلف وعلمائهم ، أدت أحياناً إلى تقوية العلم وزيادة تمسك اتباعه به، لكنه تلقى ضربتين موجعتين جداً كان لهما الأثر البالغ في صرف الناس عنه أو ضعف مواقفه وتأتي أهمية هاتين الضربتين من كونها أثَّرتا في اصل هذا العلم والأساس الذي يقوم عليه وهو المنطق والعقل بمفهوم هذا العلم، وخاصة أنها جاءت من أئمة وفقهاء تقليديون لا يمكن أن يتهموا بالابتداع، ناهيك عن الإبداع.
الضربة الأولى: كانت على يد شيخ الإسلام ابن تيمية …الذى يرى أن العقل هو الغريزة أو العلوم المستفادة للتمييز بين الخير والشر، وقد أخذ عليهم ابن تيمية اعتبار القواطع العقلية في زعمهم هي الأساس ،
أما الضربة الثانية: فكانت على يد الشيخ تقي الدين النبهاني من المعاصرين، والذي اعتبر أفكار علم الكلام بأنها غير عقلية مطلقاً لان العقل لا يمكن أن يعمل في المغيبات، هذا بالإضافة إلى موافقته ابن تيمية اعتبار المنطق أسلوباً عقيماً غير منتج أبداً ويجب تركه، وهذه الضربة كسابقتها هي في صميم علم الكلام لأنها نسفت الأصل العقلي الذي يقيمون عليه أفكارهم
التعقيب: وبالرغم من هذا النقد الباكر، فإن كثيرا من الناقدين كانوا أكثر يقينيه وجمودا ممن ينقدون.
وبعد
هل نحن في حاجة إلى علم الكلام أم إلى نقضه تماما واللجوء إلى عكسه (علم الإدراك)؟
مقتطف (1)
“…تكشفت في عصرنا الحاضر الكثير من الحقائق العلمية ، وظهرت معارف جديدة متنوعة ، مما جعل الحاجة ماسة إلى مواجهة هذا الكم الهائل من المعلومات والنظريات بطريقة تخدم الدين بشكل فعال ومنتج . ولا بد من الاعتراف بان هذا لا سبيل إليه إلا بالتفكير الصحيح المنتج ، ولا يكون أبداً عن طريق المنطق ولا أساليب علم الكلام ، لأنه لا قِبَل لها بهذا الكم المتزايد من المعلومات . ومن اجل خدمة الدين والمساعدة على نشره بشكل واع فلا بد لنا إما أن نلغي علم الكلام ، أو أن نجري عليه تعديلات جوهرية في الشكل والمضمون .
مقتطف (2)
“…… فالمنطق نظام مغلق غير منتج ، والإبقاء عليه يعني الإبقاء على علم العقائد نظاماً مغلقاً إلى ابد الآبدين . كما أن المنطق عالة على الفكر الصحيح، وقد رفضه أحفاد اليونان الغربيين أنفسهم؛ فمنهم من اعتبره وُلد ميتاً، ومنهم من اعتبره ولد كاملاً ولم يتقدم خطوة إلى الإمام، ومنهم من اعتبره من موضوعات البلاغة، بل قد عده بعضهم صنماً يحرف عن التفكير الصحيح”.
مقتطف (3)
“….. إعادة النظر في مفهوم العقل، لا سيما على ضوء ما استجد من حقائق علمية عن التفكير وتركيبة الدماغ”.
“….. وهذا يقودنا إلى ضرورة التركيز على القرآن الكريم والسنة المطهرة بما فيهما من مظاهر الإعجاز الفكري والعلمي . غير أن الإعجاز الفكرى هو اقرب إلى حضارة الأمة وفكرها من الإعجاز العلمى الذي يُعتبر عالة على ما ينتجه الغرب فقط”.
مقتطف (4) (المطلوب)
“….عدم تقييد الناس بالإيمان عن طريق العقل، فواقع العقائد الإسلامية انه يمكن تقبلها وعشقها بمجرد معرفتها والتعايش معها . فليعتنقها من شاء بالطريقة التي يشاء ، سواء كانت بالعقل أو بغيره“.
الخلاصة (مرحليا) (مرة أخرى)
أولا: لنتذكر أننا لسنا فى مبحث دينى أو لاهوتى بحت، بل فى مبحث معرفى، تطبيقى أساسا.
ثانيا: بالرغم من أن هدفنا ليس هو إثبات وجود الله من عدمه، ولا هو تحديد الطريق للوصول إلى معرفته، إلا أن هذه الحقيقة فرضت نفسها فرضا من واقع العلاج، وبالتالى وجب البحث عن أقرب منهج نتعرف بها عليها، وعن أى الوظائف المعرفية وغير المعرفية يمكن أن تساعدنا فى ذلك : فكان “علم الإدراك” أهمها، كما ذكرنا فى المقدمة
ثالثا: إن هذه المعرفة ليست نافية لأىًّ من المعارف والمعلومات الجزئية الأخرى المساعدة فى العلاج، ولكن يمكن القول أن أية وسيلة من الوسائل المساعدة من علاجات سواء كانت فارماكولوجية، أو سلوكية، أو تحليلية ، تأخذ شكلا آخر، وتحتاج لتناول آخر إذا أضيفت إليها هذه الحقيقة المعرفية التى نحاول التوصل إليها من خلال هذه الدراسة (الدراسات) المتعاقبة عن الإدراك خاصة.
رابعا: إن كل ذلك متعلق أشد التعلق – كما قلنا دائما ثم حددنا فى البداية اليوم – بثقافتنا الخاصة التى نأمل أن تــُـثرى ثقافات أخرى، بقدر ما تـَـثرى منها.