الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (55) الإدراك (16) علاقة الإدراك بالوجدان (العواطف) (1 من 2)

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (55) الإدراك (16) علاقة الإدراك بالوجدان (العواطف) (1 من 2)

نشرة “الإنسان والتطور”

6-3-2012

السنة الخامسة25-1-2012

 العدد: 1649

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (55)

الإدراك (16)

علاقة الإدراك بالوجدان (العواطف) (1 من 2)

فى ندوتين متلاحقتين عن تطور العواطف (الوجدان)، المؤتمر الدولى الخامس – قصر العينى، فبراير 2012، ثم عن خنق العواطف فى ألفاظها، ندوة جمعية الطب النفسى التطورى، بالمقطم (مارس 2012) دار نقاش جانبى حول علاقة الوجدان بالإدراك، وإذا بهما ظاهرتان متقاربتان متداخلتان، (أكثر من اقتراب الإدراك من التفكير أو الفهم) وخاصة على قمة تطورهما، وخاصة أيضا فى وجه الشبه بين خنق الوجدان فى سجن أسماء العواطف بأسماء لا تستوعبها، وخنق الإدراك فى سجن الحواس، ووجدنا أن هذا وذاك يحتاج إلى أسلوب آخر للتأكيد على وظيفة الوجدان فى المعرفة، (المعنى) ووظيفة الإدراك فى نبض الوجدان الكلى.

 وحين راجعت مقتطفاتى من القرآن الكريم التى ظهرت فى آخر نشرة وجدت غلبة “عمى القلب”، فى إشارة إلى طمس الإدراك أو فتوره أو تزييفه بما يشير ضمنا إلى البعد العاطفى باستعمال القلب أداة للإدراك.

عدت إلى أوراقى القديمة (1972) وبالذات إلى نظريتى عن “تطور الوجدان من التهيج “البيولوجى العام” إلى “المعنى”، فوجدت أننى اعتبرت البدء عند الطفل هو من ثلاث عواطف أساسية: (1) “الألم النشاز“، و(2) “اللذة السماح“، و(3) “الإدراك الوجدانى“، وتعجبت كيف وصفت ضمن هذه البداية وظيفة أسميتها “الإدراك الوجدان” هكذا باكرا، باعتبارها أصل عاطفى نابع من الإدراك الذى هو وظيفة معرفية، وفى نفس التنظير الباكر اعتبرت أن هذا الإدراك البدئى هو عاطفة أساسية تتفرع منها تطورات نوعية مثلما تتفرع من اللذة والألم، مع كل مرحلة من مراحل النضج، ثم تعود تنضم مع ما ينضم إليها من نضج على محورىْ اللذة والألم لتصل جميع التفريعات فى جدل ضام إلى “المعنى” الذى هو جوهر الإدراك، وهذا يعنى أن قمة تطور الوجدان هو “المعنى” الذى لا يحتاج إلى عاطفة مضافة لينبض بمضمونه، وهذا الالتقاء على القمة هو ما يؤكد العلاقة فى أرقى تجلياتها.

ثم أنه يبدو أن تعبير “الإدراك الوجدانى” هذا قد جاءنى حين قرأت فى مصدرٍ ما – لا أذكره الآن-، أن أول عاطفة (وجدان) يشعر بها الطفل حديث الولادة هى عاطفة البهْر، وهى الترجمة التى ارتضيتها لكلمة Orientation حين يفاجأ الطفل باستقبال كيان آخر لم يخبره وهو فى بطن أمه، بما يفيد بداية التمييز بين الأنا Me و”اللاأنا”  Not me

ولحين رجوعنا إلى نظرية تطور العواطف بالتفصيل سوف اكتفى اليوم بعرض بعض الأشكال دون شرح إلا كعنوان لها، ثم بعض المقتطفات التى ذكرت فى الندوة للتأكيد على أن إعطاء أية عاطفة اسما محددا له تعريف جامع مانع هو خنق لها بشكل أو بآخر، وأن الشعر بالذات هو الأقدر على الإحاطة بما هو وجدان لا يجوز حبسه فى لفظ معجمى أو حتى علمى.

وقد أشير فى الندوة الأخيرة (المقطم: مارس 2012)، إلى الخطوط العامة لنظرية العواطف وعلاقتها بالمعنى، وهو ما سنكتفى فى هذه النشرة بتقديم الأشكال التى تبين التخطيط العام لنظرية “تطور الوجدان من التهيج البيولوجى العام إلى المعنى“، والتى سنعود إليها مع ملف العواطف ونظرية الوجدان لاحقا.

أولاً: الأشكال للنظرية الباكرة:

6-3-2012 A

* * * *

انطلاقا من كل من الإدراك الوجدانى، ومن الألم، ومن اللذة.

تخطيط مبدئى لمسار التفريع التفريقى إلى مفردات العواطف، ثم التوجه الضام نحو المعنى حيث يتم التكامل فى ما يقابل عمق الإدراك الأشمل.

* * * *

6-3-2012 B

شكل يبين تفريعات اللذة تفريعا ثم ضمّا إلى “المعنى”.

* * * *

6-3-2012 C

شكل يبين تفريعات “الإدراك الوجدانى” تفريعا تجميعا نحو “المعنى”

* * * *
6-3-2012 D

شكل يبين مسار وتنويعات الألم ثم التوجه الضام إلى “المعنى”.

* * * *

وسوف نعود إلى تفصيل كل ذلك حين نفتح ملف نظرية “الوجدان وتطورها” كما ذكرنا

وغدًا:

نورد ما استشهد به فى الندوة من أشعار بالعامية والعربية للكاتب وغيره، دعماً لنفس فكرة هذه العلاقة، وأيضا لما يفعله سجن الوجدان فى ألفاظ أسماء العواطف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *