نشرة “الإنسان والتطور”
29-2-2012
السنة الخامسة
العدد: 1643
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (54)
الإدراك (15)
مرة أخرى: من أين نبدأ؟
“لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار”
(القرآن الكريم: ومكونات الثقافة العربية)
مقدمة: بعض المراجعات
نعود مرة أخرى، وآسف للتكرار، لتوضيح المنطلق الصعب الذى تورطنا فيه من خلال هذه المداخلة، بالإصرار على البدء من ثقافتنا فى توصيف اللفظ المستعمل والنظر فى توظيفه، وذلك على الوجه التالى:
1) بدأنا من “الممارسة” بالتقاط اللفظ الأقرب إلى الجارى فيها دون تحديد مضمونه تحديدا “جامعا مانعا” مسبقا، وذلك انطلاقا من “أقرب ما شاع عن اللفظ”: “إدراك”
2) كان ثم حذر طول الوقت من البداية من المعاجم
3) رفضتُ بشكل حاسم أن تكون البداية من لغة أخرى تم ترجمتها إلى العربية فى معجم عربى حتى لو كان متخصصا
4) لم أسارع بتعريف اللفظ (الإدراك) ابتداء، وإن كنت أوضحت- كلما أمكن ذلك- أنه ليس مرادفا لأى لفظ آخر فى مجالات المعرفة مثل الفهم أو التفكير أو الدراية….الخ
1) رحنا نبحث عن حضور نفس اللفظ الذى ارتضيناه، نبحث عنه فى استعمالاته الحاضره فى تشكيلات متنوعة من الثقافة، وفى حالتنا مع الإدراك أسعفنا القرآن الكريم بتميزه اللغوى والثقافى على طول المدى.
وبعد
إذا عدنا إلى السؤال الآن: “من أين بدأنا؟” فإننى أستطيع الإجابة أننى بدأت من ممارستى مهنتى من واقع ثقافتى بأقرب ما يستوعب ظاهرة تسمى “الإدراك” باعتبارها وظيفة إنسانية جوهرية مثلت عندى عمق المعرفة، ومحورية العلاج،، وطريق الإيمان، ومعرفة الله، وهى حين تجلت فى الممارسة العلاجية لم تكن اسمها كذلك منذ البداية، لكننى وجدت من واقع ثقافتى (لغتى ودينى وخبرتى) أن الأقرب إلى ما ندرسه هو ما يعنيه لفظ “إدراك” بالمعنى الأشمل، ثم تبينت أنه أيضا الأقرب إلى ما جاء فى القرآن الكريم خاصة بعد أن وصلنى وعيا خالصا، ولغة متفجرة، بعيدا عن التفسير الفقهى المعجمى الوصى، وبالذات بعيدا عن ما يسمى “التفسير العلمى للقرآن” !!
ولم أكن أتوقع أن يسعفنى كتابى الكريم بهذه الصورة الأوضح هكذا:
ما دام القرآن الكريم هو كتاب اللغة العربية الأصل، وما دام الإدراك هو – على أساس فرضنا الحالى- الوظيفة الأقـدر لنعرف بها الطريق إلى الله سعيا إلى وجهه، فقد لاح لى أنه من البديهى أن نبدأ منه كثقافة مميزة أساسية لكل من ينتمى للثقافة العربية. دع عنك الآن أنه كتاب المسلمين خاصة، خذه كما جاء فيه من وصفه ” كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”، فهو لم يقل “قرآنا عربيا للمسلمين !! ولكن: لقوم يعلمون. (ربما المعنى هنا هو المعنى الأشمل، أو حسب هذه الأطروحة: “لقوم يدركون”)
مرة أخرى : مع التنبيه المؤكد أن هذا ليس محاولة تفسير علمى للقرآن، بل هو استلهام من كتابى الكريم الذى وصلنى مؤخرا باعتباره وعيا خالصا، صيغ بلغتى العربية العبقرية، ليسمح لأهل العربية بوجه خاص، وليس دون غيرهم، بأن يأخذوا منه ما شاؤوا لما يرونه تأكيدا لمعالم ثقافتهم الخاصة دون انفصال عن سائر الثقافات، ودون تمحك سطحى بما يسمى “العلم”.
ومع التذكرة بأن من بين دوافعى لفتح هذا الملف بهذه الصورة المفصلة هو أن أثبت فرضا أصبحنا فى أمس الحاجة إليه، وهو الفرض الذى يقول : إن الله سبحانه “يُدرك”، ولا يثبت بالتفكير، وأن ثقافتنا –مثل كل ثقافة- هى مرتبطة باللغة والدين أساسا، أى دين لم يتشوه، وهو ما أسميته “ثقافة التوحيد” وهذه ثقافة نوعية مختلفة عن ثقافة استغنت عن وجود الله، ثم استغنت عن الإيمان، وهى تزيح الدين وتهمّشه كممارسة اختيارية إضافية شخصية سرية، وربما أيضا كاحتفالية اجتماعية بعض الوقت.
انطلاقا من مسعاى اللحوح على التأكيد على أن ممارسة الطب النفسى تحتاج إلى الغوص فى الثقافة الخاصة التى بها يتأنس الإنسان فى مجتمع بذاته، فى مرحلة تاريخية بعينها، وجدت أن ثقافة الوجود البشرى الحيوى الذى ننتمى إليه تختلف اختلافا فى نوعية الحياة التى نمارسها، أو ينبغى أن نمارسها عن نوعية الحياة المستوردة، المعروضة علينا بإلحاح، حيث اختفى من أغلبها هذا العمود المركزى المحورى الضام البشر إلى بعضهم البعض نحو “الله”
وبمراجعتى لاستعمالات القرآن الكريم لكل من كلمات “الإدراك”، “والعمى”، “والبصر”، “وما إلى ذلك، اكتشفت أنه يحمل رسالة عن الإدراك الذى نحاول سبر أغواره الآن بكل أبعاده الأعمق وهى تتجاوز الحواس كلها سواء فى ذلك صيغة استعمال “القلب” أم “القلوب” أم التمييز بين السمع والوعى، أو بين ما نسمع وبين ما نتحمل مسئوليته، وأيضا بين البصر والبصيرة، وحتى بين الإسلام والإيمان، ولا أدعى أن ما سأقدمه حالا هو بحث شامل وإنما هى إشارة بادئة، ترد على السؤال: “من أين نبدأ” كما يلى:
يصلنى القرآن الكريم منذ مده باعتباره “وعيا خالصا” يخاطب الوعى البشرى مباشرة ، دون حاجة إلى المرور بوصاية العقل المفاهيمى المنطقى، وهو يعزف لحن الإيقاع الحيوى الذى يقوم بالوصل بين الوعى البشرى الوعى الكونى، ربما لذلك هو يصل للطفل والشيخ والأمى والعربى والأعجمى معا بلا حاجة تفصيلية لفحص معانى ألفاظه…إلخ”
هذا: ومع إعادة التنبيه أن ما سيأتى ذكره ليس إطلاقا تفسيرا علميا للقرآن، فإننى آمل أن يكون بمثابة إضافة ثقافية للمعرفة الهادية التى نحن فى أشد الحاجة إليها، نتميز بها بشرا، وننطلق منها معرفة، فممارسة:
بحثت عن الإدراك، فوجدت أغلب ما جاء بالقرآن الكريم هو بمعنى “الوصول” أو “اللحاق” أو ما شابه(1)، (وهو ليس المقصود فى مبحثنا فوضعته فى الهامش) اللهم إلا الآية الكريمة التى تقول :
لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) سورة الأنعام
وكما نرى: هى آية تعيننا فى فهم أبعاد الإدراك الجمعى من داخنا، وأيضا مع بعضنا البعض، كما تجعلنا نفكر كيف أنه سبحانه “يدرك الأبصار”، جنبا إلى جنب وهو يدركنا نحن وما حولنا وما، ومن، بداخلنا (..فإنْ لم تكن تراه، فإنه يراك)..إلخ.
تجاوز الحواس الخمس
مستويات الإدراك فى القرآن الكريم تتجاوز الحواس الخمس بلا تردد، وهى تظهر فى القرآن الكريم فى شكل التنبيه على أهمية الإدراك الحيوى الخلاّق، وخطورة غيابه عند المنغلقين والعميان، والمتبلدين، والذاهلين والمنكرين، لاحظت أن المتواتر فى التنزيل الحكيم هو التنفير والتحذير من صور “طمس الإدراك”، أو “نفى الإدراك”، أو “ثلم الإدراك”، أكثر من المباشرة فى بيان ما هو الادراك السليم، يظهر هذا فى الآيات التى تعلن “العمى” عن المعرفة، وعن الرؤية، وعن الإيمان، والعمى فى القرآن يشمل العمى السمعى، والأهم، العمى القلبى(2)،
جاء ذكر العمى بالمعنى الحسى فى موقعين فقط، فاغفلتهما فليس لهما علاقة بالإدراك الذى نبحثه، وهما: “لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ”..(النور61) وأيضا:”عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى” (2) عبس
أما عمى الإدراك وصممة وبلادته فخذ عندك:
أما العمى فى مجال الإدراك فخذ عندك:
- “صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ” (18) البقرة
- “وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ” (171) البقرة
- “قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ” (104)الانعام
- “فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً عَمِينَ” (64)الاعراف
- “قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ” (28) هود
- “وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً …..” (97) الاسراء
- “وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً” (73) الفرقان
- “فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمْ الأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ” (66) القصص
- “وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (17) فصلت
- “وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ” (43) سورة يونس
- “بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمِينَ” (66) النمل
- “وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ” (53) الروم
- “أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ” (40) الزخزف
- “أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور”ِ (46) الحج
- “خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (7) البقرة
- “ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ” (74) البقرة
- “وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ” (88) البقرة
- “… وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ” (225)البقرة
- “أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ” (100) الاعراف
- “وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ” (179) الاعراف
- “قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ، قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ” (50) الأنعام
- “وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ” (21)الانفال
- “….وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ * وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ” (19، 20، 21، 22) فاطر
- “وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَا تَتَذَكَّرُونَ” (58) غافر
- “أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ” (26) السجدة
- “كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ” (3، 4) فصلت
- “وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ” (198) الاعراف
- “وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ ” (42، 43) يونس
- “أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ” (108) النحل
- “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا” (24) محمد
- “كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (14) المطففين
- “…قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ …..” (16) الرعد
- “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى” (125، 126) طه
- “فمن كان فى هذه أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً” (72) الإسراء
- “… أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ”(19)الرعد
- “ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ” (3) المنافقون
وبعد
لست متأكدا إن كنت سأعود إلى هذه الآيات بالتفصيل ولكن قد يكون من المناسب الآن التنبيه إلى الفصل الواضح بين الحواس الخمس بوظيفتها الإخبارية والتعريفية، وبين الإدراك المسئول طريقا للمعرفة التى من أهم تجلياتها الإيمان ومعرفة الله.
وإلى الأسبوع القادم.
[1]- “لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” (40) سورة يس & “أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً” (78) سورة النساء “…وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً” رَحِيماً (100) سورة النساء & “…جَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَاأَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ ” (90) سورة يونس
[2] – ولن أتطرق إلى تفاصيل كيف أننى لا أتعامل مع هذه الألفاظ، أعنى ألفاظ القلب والقلوب والجلود من أى منطلق مجازى، بل من منطلق بيولوجى حى.
المقال مفيد بالنسبة للعاملين في قطاع العلاج النفسي بالقرآن، وأرجو أن تصلني مقالاتكم في المستقبل، ولكم مسبقا جزيل الشكر والتقدير