الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس الافتراضات الأساسية (30) الصحة النفسية (30): اعتذار (2): مقتطفات أخرى عن “الصمت”

الأساس الافتراضات الأساسية (30) الصحة النفسية (30): اعتذار (2): مقتطفات أخرى عن “الصمت”

نشرة “الإنسان والتطور”

19-1-2011

السنة الرابعة

العدد: 1237

اعتذار (2):

مقتطفات أخرى عن “الصمت”

قدمت اعتذارا أمس لهذا الأسبوع فقط، (مع التأكيد على عودتى إلى موضوع الحرية على الأقل لأكمل  فصل الجنون والصحة النفسية والجنون خاصة وأن عنوان هذه الحلقة القادمة الأسبوع القادم هو:

“فى الجنون: الحرية تنتحر اختيارا”

وقد بينتُ أسباب الاعتذار كما وعدت أن أكمل مقتطفات من أجندتى (الحاسوبية) من موقفى من الصمت كما ظهر أساساً فى شعرى بالعامية والفصحى، فجأة تذكرت أن الفصل الثانى كله من الكتاب الثانى الذى ظهر مسلسلاً فى نشرات الثلاثاء والأربعاء (فى فقه/العلاقات البشرية) هذا الفصل الثانى لم يكن إلا قراءة فى العيون، فكان صمتا متحدثا طول الوقت.

*****

كان هذا الفصل المشار إليه حالا فى المقدمة باسم “لعبة السكات”

نشرة 26-8- 2009 شرح على المتن: ديوان أغوار النفس “قراءة فى عيون بشرية

وقد ورد فى مقّدمته ما يلى:

…………..

… ‏راح‏ ‏تتعلم‏ ‏تقرا‏ ‏وتكتب‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏ألفاظ‏:‏

مش‏ ‏بس‏ ‏عْنيك‏،‏

‏ ‏تدويرة‏ْْ ‏وِشــّـك

وسلام‏ ‏بُـقَّـكْْْْْ‏ ‏عَلَى ‏خَدّك‏،‏

والهزّه‏ ‏ف‏ْ ‏دقنك‏،‏

وكلامِ ‏اللون‏ :‏

اللون‏ ‏الباهت‏ِ ‏الميّتْ‏،‏

واللون‏ ‏الأرضى ‏الكـَلـْحـَان‏،‏

واللونِ ‏اللى ‏يطق‏ ‏شرارْ‏،‏

واللون‏ ‏اللى ‏مالوش‏ ‏لونْ‏،‏

وعروق‏ ‏الوشْ‏،‏

والرقبهْ‏،‏

وخْطوط‏ ‏القورة‏ْْ،‏

وطريقةْ‏ ‏بَلْعَكْ‏ ‏ريـقــكْ

تشويحة‏ْْ ‏إيدك‏ْْ…‏

إلى ‏آخرُهْ‏ْ.‏

لما‏ ‏حانسكت‏ ‏حانحسْ‏،‏

أو‏ ‏نِعلن‏ ‏موتنا‏.‏

وخلاصْ‏!‏

‏…‏

مشْ‏ْ ‏يمكن‏ ‏لما‏ ‏نْـحس‏،‏

نقدر‏ ‏نبتدى ‏ما‏ ‏لأول‏؟

…………..

………….

*****

فى ندوة الجمعة 14-1-2011 “فن الصمت فى المقابلة الإكلينيكية” نبّه الزميل د. ناجى جميل إلى صعوبة (أو استحالة) استعمال الصمت لهذه المدة (حتى 28 دقيقة) فى المقابلة الإكلينيكية فى العيادة الخارجية، أو حتى فى العلاج النفسى (الفردى خاصة) وكان تعقيبا فى محله وتنبيها عمليا ضروريا حتى أننى تراجعت فعلاً.

وانتبهت إلى ضرورة تغير العنوان من:

فن الصمت فى المقابلة الإكلينيكية

 إلى

قيمة الصمت فى العلاقة العلاجية

الصمت المتكلم فى العلاقة يقوم بوظيفة التواصل الموازى مع، وبدون الكلام، وهو أقرب إلى تقنية التحليل التفاعلاتى Transactional Analysis، أما توظيفه فى العلاج فهو قائم طول الوقت بجوار الكلام.

وفيما يلى مقتطفات سبق ذكرها مع الشرح فى الكتاب المذكور أعلاه ومن ذلك:

العين‏ ‏التامنةنايــم‏ ‏فى ‏العسـل‏”

نشرة 10-12- 2009 شرح على المتن: ديوان أغوار النفس”تسول الحب، والاعتمادية الرضيعية”

……..

……….

إٍوعَى ‏تزعل‏ْ ‏منّى: ‏دنَا‏ ‏عيّل‏ ‏باريّل‏،‏

لسَّه‏ ‏عندى ‏كلام‏ ‏كتير‏ ‏أنا‏ ‏نفسى ‏اقوله‏ْْ،‏

عايِز‏ ‏اوْصف‏ ‏فى ‏مشاعرى ‏وإٍحساساتى،‏

واقعد‏ ‏اوصفها‏ ‏سنين‏،‏

مش‏ ‏حا‏ بَطّلْ‏، ‏خايف‏ ‏ابطّلْ‏،‏

لو‏ ‏أبطّل‏ ‏وصف‏ ‏فى ‏الأحساسْ‏ ‏حَاحِس‏ّ،‏

وانا‏ ‏مِش‏ ‏قد‏ ‏الكلام‏ ‏دهْ‏.‏

………..

………….

*****

العين‏ ‏التلاتاشر (الزير)

نشرة 3-3-2010 شرح على المتن: ديوان أغوار النفس

……..

……….

نظراته‏ ‏تمــــــــــد‏.‏

وسْـــكاتــه‏ ‏يـخـض‏،‏

وحســــابـــه‏ ‏يـْعِـــد‏.‏

ويبقــلـل‏ ‏لما‏ ‏بيضحك‏،‏

وبيـضحك‏ ‏لما‏ ‏بـيـسكـت‏،‏

وبـيـسكت‏ ‏لـمــا‏ ‏بـيـحس‏.‏

………..

………….

*****

ثم أنهى هذه اليومية بقصيدة “لحظة صمت” التى سبق نشرها كإحدى المقامات فى نشرة (المقامة الخامسة 25/8/2008)، وقد اكتشتفت أن لغة الصمت ترتقى إلى أعلى دلالاتها فى العلاقة مع “المكان”، ولعل فى هذا ما يفسر ما وصلنى من ترحالاتى، وكانت هذه القصيدة هى حوار مع مكان أحبيته جدا (المونمارتر فى باريس) سنة 1969 بغض النظر عن شهرته الفنية كنت قد عدت إلبيه زائرا عابرا بعد غيبة سنوات 1973 مع تحديث طفيف جدا 2008، جاء فيها: Link

………..

………….

وما‏ كنتُ أحسب أَنّا هُنَا..‏

فما كان منَّا  تبدَّى جديدا بِنَا،

وما‏ ‏كنت‏ ‏كُثْرا‏ ‏ولكن‏ ‏رجْع‏ ‏الصدى : ‏تردَّدَ‏ ‏حتى ‏تمادتْ، ‏فمادتْ،

فراحتْ‏ ‏تعاتبُ‏ ‏ذاك‏ ‏الذى ‏حال‏ ‏دون‏ ‏لقانا، ‏كأن‏ ‏الذى ‏كان قد كان‏ ‏منهُ‏ ‏وليس‏َ ‏يِنَا،

وما‏ ‏كان‏ ‏يوماً‏ ‏يحق‏ ‏العتابُ‏ ‏لمثل‏ ‏الذى ‏ليس‏ ‏أهلا‏َ ‏لَهُ‏.‏

وما‏ ‏غبتُ‏ ‏عنها، ‏وما‏ ‏راح‏ ‏مِنِّى ‏الكلام‏ :

‏انطلقنا‏،

‏كأن‏ ‏الحديث‏ ‏استمَّر‏ ‏بغير‏ ‏انقطاع‏ ‏طوال‏ ‏المدي‏.‏

‏ ……..

‏تُهدهِدُ‏ ‏منّى ‏الجِنَـان، ‏أذوب‏ ‏بجُنـْح‏ ‏الحنان، ‏أخاف‏ ‏الفناء‏َ ‏بغير‏ ‏أوان‏ ‏الخلود‏- ‏كفى!!

‏وما‏ ‏صالحتـْـنى,‏ ‏فما‏ ‏كان‏ ‏قَبْلا‏ ‏خصامٌ، ‏وما‏ ‏كان‏ ‏إلا‏ ‏غياب‏ ‏الرؤى ‏خلف‏ ‏خطف‏ ‏البصر،‏

كذاك‏ ‏التـَقـيـْـنَا‏.‏

وحَقُّ ‏الذى ‏لا‏ ‏يقالُ،

 ‏وحقّ‏ ‏الذى ‏ليس‏ ‏مِثـْلاً‏ ‏لمِثل‏ ‏الذى ‏كْنُتَ‏ ‏تَعنْى ‏ولمـّـا‏ّ ‏تَقُـلـْهُ،

وحقّ‏ ‏الحياة،

وحقّ‏ ‏الممات‏ ‏الذى ‏مات‏ ‏فى ‏سِدرة‏ ‏المنتهي،

 ‏وحقّ ‏الذى ‏ليس‏ ‏حقا‏ ‏سواه‏:‏

‏ ‏أقولُ‏:

‏ ‏بأن‏ ‏الذى ‏كَاَن‏ ‏لمَّا‏ ‏يكن‏ ‏ذات‏ ‏يوم‏ ‏فراقا،

 ‏ولكنْ‏ ‏تأجَّل‏ ‏ذاك‏ ‏الحديثُ‏ ‏إلى ‏جَاءَ‏ ‏يومٌ‏ ‏يقال‏ ‏له‏ :”‏بغير‏ ‏أوان‏”.‏

فقالت‏ “….” .‏

خجلتُ‏.‏

‏ ‏غمزتُ‏ ‏التى ‏بجوارى، فعادتْ‏ ‏تقول‏ ‏الذى ‏كان‏ ‏قبْلا،‏

 ‏تغافلتُ‏ ‏قصداً،‏ ‏

فعادتْ،‏

 تصنَّعتُ‏ ‏فـَهـْمـًا‏ً ‏غبيَّا،

‏تغاضتْ‏.‏

فقلت‏ ‏كلاما‏ ‏كثيرا‏ ‏لكى ‏لا‏ ‏أقول‏ ‏الحقيقةَ‏:‏ “… ‏”قطُّ”‏ُّ، ‏و”بُعدُ”، ‏و”إلاّ”، ‏و”مثلَ‏” ‏الذى ‏كان‏ ‏حتى ‏الثـُّمالة‏َ ‏شيئا‏ ‏فشيئا‏ ..‏وكيتَ‏ ‏وكيت‏َ

 “‏فهـَـمَّتْ‏ ….، ‏فَهِمْتُ…،‏ ‏فَهَيَّا‏ ‏إذنْ:

‏فرحتُ، ‏غفوتُ، ‏انتبهتُ…‏اختفتْ‏:‏ ‏

توارتْ‏ْ ‏وراء‏ ‏الدخيلِ‏ ‏الخبيثِ‏ ‏العذولِ‏ ‏الغريبِ‏ ‏المقــزِّزِ‏ِ ‏رد‏ ‏المجالس‏ِِ، ‏لصِّ‏ ‏الحروفِ، ‏خبيثِ‏ ‏الطوية‏ِ ..‏ما‏ ‏لسُت‏ ‏أدرى …‏إلى ‏آخره‏.‏

‏ ‏فعادت‏ ‏تـُهَرْولُ، ‏ ‏قالتْ‏: ‏

أعابـِثُ‏ ‏خِلاَّ‏ ‏قديما‏ (‏أنا‏!!!)

قفزتُ‏ ‏على ‏القفزٍ‏ ‏أجرى ‏إليها، ‏فعادت‏ ‏تسارع‏ ‏خطفَ‏ ‏الخُطَى‏.‏

‏ ‏وما‏ ‏قلت‏ ‏شيئا‏ً ‏غريباً،‏

 ‏وما‏ ‏كنتُ‏ ‏يوما‏ ‏بعيداً،

 ‏فأنشدتُها‏ ‏نَبْض‏ ‏لحنٍ‏ ‏قديم‏ ‏تَردَّدَ‏ ‏دَوْماً‏ ‏على ‏حجرها،

فقالت‏: ‏أَعِـدْ‏.‏

فرِحْتُ‏ ‏جديدًا‏، ‏وراح‏ ‏الغناء‏ ‏يغنى ‏بنا‏:

“..‏تطير‏ ‏الطيورُ‏ ‏بجوف‏ ‏الكهوفِ‏ ‏لتنحتََ‏ ‏تحت‏ ‏السماء‏ ‏طيوفَ‏ ‏اللقاء،‏ تبيضُ‏ ‏النوارسُ‏ ‏فى ‏جوفِ‏ ‏بحرٍ ‏ٍ ‏عميقٍ، ‏يناشدُ‏ ‏همسَ‏ ‏المحَار‏ ‏حفيفَ‏ ‏المياهِ‏ ‏بموجٍ‏ ‏تهادى..”‏

فتهفو

‏ ‏فأدعو‏ ‏القدير‏: ‏سماحا‏.‏

أنا‏ ‏المستجيرُ‏ ‏بكل‏ ‏الحضورِ‏ ‏يودِّع‏ ‏هاذى ‏الجميلةُ؟‏

 ‏كلا‏.‏

إلى ‏عودة‏ٍٍ ‏تستميحُ‏ ‏الغروبَ‏ ‏يكون‏ ‏شروقا‏ ‏حبيباً‏ ‏كمثل‏ ‏الذى ‏كان‏ ‏يوما‏ ‏بنا،

 ‏وأكثُر‏ ‏دفئاً،

‏وأوثقُ‏ ‏وصْلاً،

‏لأن‏ ‏الذى ‏كان‏ ‏زيفا‏ ‏يموتُ،‏

يموت‏ ‏ولو‏ ‏طال‏ ‏عمر‏ ‏الخداع، ‏ولو‏ ‏طال‏ ‏مهما‏ ‏يطولُ،

 ‏سلاما‏ً.‏

سلاما‏ً ‏إلى ‏عودةٍ‏ ‏رغم‏ ‏أنف‏ ‏الوداعِ،

‏سلاما‏َ.

المونمارتر‏ ‏: الساعة‏ ‏عشرة‏ ‏وربع‏ ‏صباحا: 1/7/1993

الشاطئ الشمالى: الأحد 24  أغسطس 2008

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *