الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأربعاء الحر : مقتطف من كتاب : دليل الطالب الذكى: الفصل الأول: مازلنا فى الحوار المثير بين الطالب والأستاذ تاريخ … وشهادات

الأربعاء الحر : مقتطف من كتاب : دليل الطالب الذكى: الفصل الأول: مازلنا فى الحوار المثير بين الطالب والأستاذ تاريخ … وشهادات

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 29-1-2020

السنة الثالثة عشرة

العدد: 4533

الأربعاء الحر

مقتطف من كتاب :

دليل الطالب الذكى: الفصل الأول (1)

مازلنا فى الحوار المثير بين الطالب والأستاذ

تاريخ … وشهادات

……………..

……………..

على أن ما يتميز قسم الأمراض النفسية به، وما انبرى ليحافظ عليه، هو أن يتعهد تحديد معالم وهوية ما هو نحن، مرضى وأصحاء.

ولا ينبغى أن ننسى تزايد الصعوبة فى الوقت الحاضر، ففى الوقت الذى تغير علينا فيه ثقافة العولمة، تزداد فرص ثقافة التشرذم من خلال تعدد مصادر الوعى العام، فقد: حلّ الكاسيت والدش والإنترنت (إلى درجة أقل) محل الإعلام المركزى، ومن ثم كان من أهم اهتمامات الطب النفسى ذى الطابع المحلى – الذى نعتقد أن قسم القصر العينى يمثله بشكل ما- هو أن يكشف عن تفاصيل الفروق فى هذه الثقافات جميعا، إسهاما من جانبه بإضافة متواضعة لما يمكن أن يحدد هويتنا.

وقد رأيت أن أخصص هذا الفصل الأول لإعادة نشر أهم ما جاء فى كتيب الاحتفال بالعيد الخمسينى لقسم الطب النفسى قصر العينى فى قسمين متكاملين الأول: هو ما اخترته من وثائق قديمة وحديثة آملا أن تصل منها رسالة تاريخية أساسية توصل معنى العراقة والأصالة معا.

أولاً: الوثائق

الوثيقة رقم (1):

معالم تاريخية، وتعقيبات محددة

 من كتاب: (أسلوب الطبيب فى فن المجاذيب) (1891 ميلادية)

تأليف حضرة الدكتور سليمان أفندى نجاتى

مدرس الأمراض العقلية

ومدرس ثان الأمراض الباطنية

بمدرسة الطب الخديوية وحكيم ثان

قسم الأمراض الباطنة بمستشفى القصر العينى

(حقوق الطبع محفوظة للمؤلف)

(طبع بالمطبعة الطبية الدرية)

1891 م – 1309 هـ

 

التعقيبات 1980

(يحيى الرخاوى)

 

لاحظ العلاقة: كيف أنه مدرس الأمراض العقلية ومدرس ثان الأمراض الباطنية.


وفيما يلى بعض المقتطفات المحدودة والتعقيبات المناسبة:

مقتطف (1):                

بسم الله الرحمن الرحيم

….. نعم وإن كان ليس فى الإمكان تتبع حالات من عدلوا عن المألوف من الطبع (ص 4) والاعتياد إلى ما تقتضيه من الشذوذ دواعى فساد العقل والهذيان إلا أن فى معنى لفظ جنون ما يعم فساد العقل ماديا كان أو أدبيا مكتسبا أو خلقيا

…..

التعقيبات

لاحظ دقة الإشارة إلى العضوى (المادّى) مثل الوظيفى (الأدبى) وكذلك الاهتمام بكل من الوراثة والاكتساب.


مقتطف (2):

…. إذ ليس من الاقتصار على هذا التعميم كما عليه معظم حكماء الشرق من الاعتقاد والتصميم وشرح نزر منه ضمن الأمراض العصبية بدون اعتناء ولا تبصر فى ما له من الأهمية وإن كان فى الحقيقة منتهى نسبه إلى المجموع العصبى الذى هو الأس الحيوى فى فـِـعـْـلى الحياة المادّى والأدبى.

لاحظ كيف ابتدأ الاعتراض منذ أكثر من مائة سنة على الاكتفاء بجعل الأمراض النفسية جزءا يسيرا من الأمراض العصبية.

 مقتطف (3):

…. وأهم‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏ومن‏ ‏ذاك‏ ‏انى ‏لما‏ ‏رأيت‏ ‏هذا‏ ‏الفن‏ ‏غريبا‏ ‏عن‏ ‏الديار‏ ‏المصرية، ولم‏ ‏يخطر‏ ‏بذهن‏ ‏طلبة‏ ‏الطب‏ ‏قبل‏ ‏الايام‏ ‏الحالية‏ ‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏كون‏ ‏مستشفى ‏المجاذيب‏، ‏على ‏بعد‏ ‏من‏ ‏القصر‏ ‏العينى ‏لايتأتى ‏احتماله‏ ‏إلا‏ ‏بشق‏ ‏الأ‏نفس‏ ‏والصبر‏ ‏الغريب، قد‏ ‏بذلت‏ ‏الجهد‏ ‏فى ‏تسهيل‏ ‏المواصلة‏ ‏مع‏ ‏السعى ‏فى ‏التحصل‏ ‏على ‏تصريح‏ ‏من‏ ‏مصلحة‏ ‏الصحة‏ ‏العمومية‏، ‏بالذهاب‏ ‏مع‏ ‏الطلبة‏ ‏إلى ‏ذلك‏ ‏المستشفى ‏فى ‏بعض‏ ‏أيام‏ ‏خصوصية، لإعطائهم‏ الدروس ‏إكلينيكيا‏ ‏على ‏مرضاه‏ ‏كيما‏ ‏يثبت‏ ‏فى ‏ذهن‏ ‏الطالب‏ ‏ما‏ ‏تعلمه‏ ‏عملا‏ ‏حين‏ ‏يراه‏، ‏فحظيت‏ ‏بتلبية‏ ‏هذه‏ ‏الامنية‏، ‏فعاد‏ ‏ذلك‏ ‏بالنجاح‏ ‏التام‏ ‏على ‏الطلبة‏ ‏لما‏ ‏فيه‏ ‏من‏ ‏جزيل‏ ‏الفائدة‏ ‏وتعميم‏ ‏المزية.

 

لاحظ الاهتمام بالتدريب الإكلينيكى والمشاهدة المباشرة.

 

لاحظ الاهتمام بالزيارات الضرورية لطلبة الطب لمستشفى الأمراض العقلية والتى توقفت عندنا من سنين.

  مقتطف (4):

“‏تعريف‏  ‏الجنون”

يعبر‏ ‏عن‏ ‏الجنون‏ ‏من‏ ‏عهد‏ ‏ابقراط‏ ‏إلى ‏وقتنا‏ ‏هذا‏ ‏بأنه‏ ‏تغير‏ ‏مخى ‏ناشىء‏ ‏عن‏ ‏تكدر‏ ‏وظائف‏ ‏العضو‏ ‏المذكور‏ ‏تكدر‏اً ‏ماديا‏ ‏أو‏ ‏أدبيا‏……..

فإنه‏ ‏متى ‏كان (المخ)‏ ‏سليما‏ ‏تنبعث‏ ‏عنه‏ ‏أشعة‏ ‏التصور‏ ‏والإدراك‏ ‏بحسب‏ ‏استعداده‏ ‏الطبيعى ‏والاكتسابى ‏بخلاف‏ ‏ما‏ ‏لو‏ ‏طرأ‏ ‏عليه‏ ‏تغير‏ ‏مادى ‏أو‏ ‏أدبى ‏وأحدث‏ ‏فيه‏ ‏ضعفا‏ ‏فان‏ ‏أشعته‏ ‏تضعف‏ ‏وتضمحل‏ ‏نور‏‏انيتها‏ ‏أعنى ‏تتناقص‏ ‏قواه‏ ‏العقلية‏ ‏تناقصا‏ ‏متناسبا‏ ‏مع‏ ‏شده‏ ‏غور‏ ‏وسعة‏ ‏الإصابة‏.‏

 

لاحظ ربط الجنون بخلل (تكدر) المخ!!!  هكذا مباشرة

يمكن أن نتصور حـْدسا باكرا يربط بين هذه العبارة وبين الدراسات الأحدث للدراسات المقطعية الوظيفية.


مقتطف(5):

التعويض المخى

‏قد‏ ‏أجريت‏ ‏على ‏المخ‏ ‏تجارب‏ ‏عديدة‏ ‏بقصد‏ ‏التوصل‏ ‏إلى ‏معرفة‏ ‏ما‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏متجانس‏ ‏التركيب‏ ‏أو‏ ‏غير‏ ‏متجانس‏ ‏فاهتدت‏ ‏الأبحاث‏ ‏بعد‏ ‏عناء‏ ‏الجهد‏ ‏واقتحام‏ ‏ظلمات‏ ‏هذا‏ ‏المقصد‏ ‏إلى ‏أنه‏ ‏متجانس‏ ‏ومن‏ ‏وقتئذ اهتدى‏ ‏الفسيولوجيون‏ ‏إلى ‏مفاتيح‏ ‏أبواب‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏محتجبا‏ ‏عن‏ ‏بصائرهم‏ ‏وراء‏ ‏عالم‏ ‏الخفاء‏ ‏والاستتار‏ ‏فتيقنوا‏ ‏بعد‏ ‏التشكيك‏ ‏والارتياب‏ ‏حملا‏ ‏على ‏تجانسه‏ …..

 

لاحظ عظمة التأكيد على ما ثبت مؤخرا عن تعدد مواضع التسجيل فى وظيفة الذاكرة -كمثال- وهذا ضد أى موضعة Localization مختزلة.


يحيى ‏الرخاوى
2018

          (تذكرة: المقتطفات من الطبعة الأولى كلها تقريبا، وهى سنة 1982!!)

[1] –  يحيى الرخاوى: “دليل الطالب الذكى فى: علم النفس انطلاقا من: قصر العينىمنشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2019)، من 16-19، والكتاب قديم مهم (الطبعة الأولى سنة 1982 ) ولم يتم تحديثها فى هذه الطبعة، موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

 

admin-ajax-41admin-ajax-51

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *