الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأربعاء الحر: مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى : الفصل الثامن: الدوافع (4)

الأربعاء الحر: مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى : الفصل الثامن: الدوافع (4)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 9-9-2020

السنة الرابعة عشر  

العدد: 4757

الأربعاء الحر:

مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى  (1)

مقدمة:

أنتهت نشرة الأسبوع الماضى كالتالى:

المعلم: لقد قسم ماسلو Maslow  الدوافع هيراركيا إلى طبقات سـِت بعضها فوق بعض، واسماها “حاجات” لا “دوافع” وقسمها من الأدنى للأعلى كالتالى:

الطالب: لا.. لا.. كفى

دعنا نؤجل ذلك حتى استوعب ما قلناه اليوم.

الفصل الثامن: الدوافع (4)

(1) الحاجات الفسيولوجية وتشمل الجوع والعطش والجنس الخ

(2) الحاجة إلى السلامة

(3) الحاجة إلى الحب والانتماء

(4) الحاجة إلى المكانة

(5) الحاجة إلى تحقيق الذات

(6) الحاجة إلى الفهم المعرفى.

الطالب: ولكن ماذا تعنى من الأدنى للأعلى؟

المعلم:

أولا: أن الأدنى أكثر أهمية للحفاظ على الحياة ذاتها واستمرارها، وكلما صعدنا درجات الهيراركى كانت المسألة تتعلق بنوعية الحياة وتميَّزها الانسانى أكثر فأكثر.

ثانيا: أن الأدنى أقوى من الأعلى ولابد أن يتحقق بدرجة معقولة قبل أن تتاح الفرصة للأعلى أن يتحق بطريقة تلقائية.

وثالثا: أن الأعلى يشمل الأدنى ضمنا، ولا يحل محله إبدالا.

الطالب: ولكنى كنت قد سمعت أن الوظائف الأعلى هى تسامى بدلا من الوظائف الأدنى، وأظن أن فرويد هو الذى قال بمثل هذا حتى أرجع الحضارة إلى كبت الغريزة الجنسية أو شئ من هذا القبيل.

المعلم: هذا صحيح، إلا أنه تفسير قاصر بعض الشئ، فالحضارة نمو طبيعى يعلن كفاءة مسيرة التطور، كما أن السمو لا التسامى هو طبع فى الوجود البشرى وليس مجرد إخفاء لدوافع غير مرغوبة، لقد أدى فرويد واجبه من خلال اجتهاد خاص، إلا أن الفهم الأشمل قد أطلق التسلسل تلقائيا من دائرة اصغر إلى دائرة أكبر باضطراد طبيعى، هذا إذا سار النمو فى مساره الطبيعى، أما إذا لم يتحقق الدافع الأدنى بالقدر الكافى وبالأسلوب السلسل المناسب فإن الارتقاء إلى ما هو أعلى على حساب ما هو أدنى محتمل أن يتم،

الطالب: أى أن هناك طريقين للتصعيد والنمو.

المعلم: لا بل طريق واحد وهو التصعيد التلقائى، والآخر هو الإبدال وهو “كنظام” النمو وليس نموا بالمعنى التكاملى، ويمكن أن يكون مرحلة على الطريق.

الطالب: والله كلام معقول أحسن من الرص الأول.

المعلم: شكراً.

الطالب: لا شكر على فهم، أكمل قبل أن أرجع فى كلامى.

المعلم: إنى أفضل أن أضع لك ترتيبا خاصا بى على الوجه التالى:

(1) دوافع حفظ الحياة (مشترك فى كل الأحياء)

(2) دوافع حفظ النوع (كل نوع فى تكافل محتمل، بما فى ذلك استمرار بقاء الإنسان)

(3) دوافع حفظ الكيفية للنوع (النوعية التركيز على ما يتميز به كل نوع)

(4) دوافع تحقيق الذات الفردية (2) كممثل للنوع.

(5) دوافع تطوير النوع (بالفعل الحضارى المشترك والعلاقة التكافلية مع الأنواع الأخرى والطبيعية)

الطالب: لا .. لا .. أربكتنى، إن كلام “ماسلو” أبسط وأوضح.

المعلم: عندك حق، ولكنا لا نسعى إلى الكلام الأوضح بل نحن نحاول الاقتراب إلى ما هو أعمق، وما هو أقرب إلى برامج التطور ومسار النمو.

الطالب: إذن أفهمنى ماذا تريد أن تقول.

المعلم: إن أى كائن حى يحافظ على حياته كفرد أولا، لأن هذا الحفاظ هو الحد الأدنى لاستمراره فردا ومن ثم الفرصة الأساسية لما يلى ذلك وهو استمراره نوعاً الخ.

الطالب: ولكن أحيانا يكون الحفاظ على النوع أهم من الحفاظ على الذات الفردية.

المعلم: بالضبط، هذا فى أوقات الأزمات المهددة بالسحق الجماعى، ويمكن تأكيد ذلك بما يحدث فى أوقات الخوف الساحق مع تنشيط الجهاز العصبى الذاتى! (كما ذكرنا تقريبا) حين تقفز لغة التطور فتلد (أو تجهض) الأنثى الحامل، ويقذف الذكر حيواناته المنوية دون انتصاب، ودلالة ذلك عندى تطوريا هو أنه حتى إذا لم يستطع الكائن الفرد الحفاظ على بقاء ذاته، فقد يكون للجنين فرصة الاستمرار، أو للحيوان المنوى فرصة التلقيح، وهكذا نجد ارتباط الحفاظ على النوع مع الحفاظ على الذات ارتباطا شديد التداخل .. ومع ذلك ففى الأحوال العادية نرى أن الحفاظ على الذات يسبق الحفاظ على النوع.

الطالب: حكاية “يسبق” هذه لا تدخل مخى بسهولة.

المعلم: مثلا إن غريزة العدوان أسبق وأهم من غريزة الجنس. لأن وظيفتها الأساسية هى الحفاظ على الذات، فإذا تحققت، أصبحت غريزة الجنس جاهزة للنشاط التناسلى أساسا ومن ثـَـمَّ: الحفاظ على النوع وهكذا.

الطالب: ألهذا الحد تعتبر دافع العدوان هاما برغم تهميشه فى معظم كل التقسيمات أو التعامل معه باعتباره دافعاً تحطيمياً فحسب.

المعلم: قلت لك إن مراجعة غريزة العدوان لها شأن خاص، ثم دعنا من التقسيمات السابقة يا إبنى الآن، وخلنا فى التصعيد الهيراركى واحدة واحدة.

الطالب: وهو كذلك.

 (ونكمل الأسبوع القادم).

 

[1] –  يحيى الرخاوى: “دليل الطالب الذكى فى: علم النفس انطلاقا من: قصر العينى” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2019)،  والكتاب قديم مهم (الطبعة الأولى سنة 1982 ) ولم يتم تحديثه فى هذه الطبعة، موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2] – أفضل الآن 2018 أن أتكلم عن “تفعيل الأسطورة الذاتية” بدلاً من تحقيق الذات الفردية، ويمكن الرجوع إلى نقدى المقارن بين السيميائى وكويلهو وابن فطومة فى دورية نجيب محفوظ ، العدد الثانى: ديسمبر 2009، المجلس الأعلى للثقافة: “الأسطورة الذاتية: بين سعى كويلهو، وكدْح محفوظ”.

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *