قصة
ساعة الصفر
ناهد عز العرب
المارد يتمدد وينتشر قلاعه التى طالما طويت يوما بعد يوم.. أصابع اليد الواحدة تصبح أكثر من عشرة أصابع.. الكف كبير بشع لكنه صغير.. صغير.. يمتد الذراع ليوقف الزحف الهائل.. غول يفتح فمه.. يتسع الفم.. يتمرد الذراع المنتهى بكف له أكثر من عشرة اصابع.. يساعده الذراع الآخر الذى يمتد ويتمدد بدوره.. الزحف مستمر.. الذراع الثانى منته بكف مبتور الاصابع حذار أن يمتد الزحف.. ساعة الصفر قد حانت وبدأ العد التنازلى..
– تسعة: الزحف مستمر.. لم تعد الذراعان تقويان على ايقاف الزحف، أحد الذراعين كفه مبتور الاصابع.. القدم تعتريه ثورة يتمدد ويتعملق.. تغور الأرض ويحفر فيها قدمان.. تتمدد الساقان.. يستدير الجسد ويتمدد.. الزحف مستمر..
– ثمانية: العينان تتربعان وتجحظان.. الوجه حروفه الجمود والتحدى..
– سبعة: كلاكسات العربات مصرة على موقفها .. تشنجت أيدى قائديها..
– ستة: بيب … بيب…
– خمسة: ملامح ثورة.. الرأس تتمدد وتصبح مثل أكبر بطيخة!.. حبلى بالاحباط والغضب.
– أربعة: العربات تأتى من أربع جهات.. الميدان مكتظ.. المارد المتمدد حوصر بلوحته التى شكلها.. دبت الحياة فى اللوحة لتصبح غولا، والمارد يعلن التمرد وينفعل بقوة.. رائحة الدخان شيطانة.. حذار .. حذار..
– ثلاثة: حذار لحظة نستنشق فيها الانسان.. كلاكسات العربات تعربد بيب .. بيب.. الأذنان تتمددان .. أربع جهات وأذنان وعينان وساقان لهما قدمان أحدهما له كف بأكثر من عشرة اصابع والآخر له كف مبتور الأصابع ورأس واحدة.. المارد يحتد بعنف.. قلب ينكمش وتذبل حروفه.. يعلن حذار أنا هنا .. حذار أنا هنا.. أم كلثوم تغنى “وتهجرنى وتنسانى .. وتغضب لما أقولك يوم يا ظالمنى” تنفصل أجزاء المارد .. بيب .. بيب .. بيب …
– أثنان: المارد يصرخ حذار .. أنا هنا .. أنكمش .. أنسحق .. العربات تستنشق التحذير وتخرج بيب .. بيب …
– واحد: المارد يستنشق بيب .. بيب .. فيتمدد داخله .. القلب يحمل فى العد فى رقم التسعد وينفجر فى الصفر .. ينفجر .. ينفجر …