نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 29-10-2014
السنة الثامنة
العدد: 2616
استهلالة من رواية “ملحمة الرحيل والعود” (1)
الفصل السادس
وادى النطرون
كان صوت البومة يأتى من بعيد وهى قابعة فوق فرع من فروع شجرة تساقطت كل أوراقها بلا استثناء.
لم تعرف ثريا لماذا قررت أنه صوت بومة وهى التى لم تسمع من قبل أى صوت لأى بومة، بل إنها لم تر فى حياتها بومة إلا فى الصور. قدرت ثريا أن البومة بعيدة تماما، أو لعلها رغبت أن تكون كذلك.
راحت ثريا تتأمل الصمغ الملتصق ببعض ثنيات جذع الشجرة كأنه ديدان من بللور تتغير ألوانه حسب زاوية الرؤية. خافت أن تمد يدها لتتأكد، توجست آن أحدا وضع لها فيروسات مجهولة تستطيع اختراق أسرار وجودها حتى النخاع.
كانت قد سبق أن قررت بشكل حاسم ألاتسمع نصيحةالأطباء أصلا بشأن العملية التى أجمعوا على ضرورتها، وإلا …..
*****
[1] – صدرت الرواية فى عام (2007 (هذا الجزء “المقدمة”، هو تقليد سبق كل الفصول، وكل مقدمة اسميتها هنا “استهلالة” هى منفصلة عن التسلسل الخطى المباشر لأحداث الفصل، وأحيانا لأحداث الرواية، لكنها فى نفس الوقت متصلة تماما.. بإبداع المتلقى.