الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / استكمالا ليومية أمس وأول أمس الأنفُ تدرك مثل العين أحياناً!!

استكمالا ليومية أمس وأول أمس الأنفُ تدرك مثل العين أحياناً!!

“يوميا” الإنسان والتطور

5-12-2007

استكمالا ليومية أمس وأول أمس

الأنفُ تدرك مثل العين أحياناً!!

اقتراح

بعد أن أعددت هذه اليومية، مع الشرح المناسب لكل مقطع، عدت أقرأها، فوجدت أن الشرح قد أفسد التتبع السلس لما حدث فقلت أعدّ نسختين متتاليتين وأقترح ما يلى لمن شاء:

أولا: أن يقرأ المقتطف كله بعد أن حذفت كل تعقيب أو تغيير  وكأنه جزء من مسرحية

(أو) ثانياً: أن يكمل قراءة نفس المقتطف مع الشرح والتعقيب

(أو) ثالثا: أن يقرأ المقتطف بالشرح والتعقيب من البداية

المقتطف

من جلسة واحدة من جلسات العلاج قرب نهاية العام (عمر المجموعة) لمجموعة تحضر العلاج فى قصر العينى:

تعريف:

المجموعة بها عدد من الذهانيين (أمراض عقلية)، وغير الذهانين (أمراض نفسية) المنتظمين فى العلاج، ويقوم بها معالج مدَرِّب أكبر (الكاتب) ومعالج مساعد (متدرب)،

 وفيما يلى بعض أساسيات ومعالم هذا العلاج:

1-   التفاعل فى المجموعة يتبع مبدأ “هنا والآن” (وأيضا: أنا <==> أنت) معظم الوقت

2-   المجموعة تقبل جميع التشخيصات دون استثناء (حالات غير متجانسة)

3-   التناول العلاجى هو خاص بهذ المدرسة (قصر العينى – الكاتب) توليف من مدارس التركيب النفسى التحليلى والتفاعلاتى، والجشتالت معا، وهو منظور تركيبى تطورى نمائى يضع فى اعتباره الثقافة الخاصة بنا طول الوقت ويتحوّر من خلال اعتبار ذلك باستمرار.

4-   من أهم آليات العلاج:

أ‌-     استعمال “الألعاب” (العلاجية) المتجددة عادة

ب‌-استعمال الدراما النفسية القصيرة، مع إجراء “تبادل الأدوار” أحيانا (انظر بعد)

مدة الجلسة 85 دقيقة من 7.30 إلى 8.55 صباحا، مرة واحدة أسبوعيا فى نفس الموعد، مع ترك خمس دقائق بعد ذلك للأسئلة والأدوية.

الفروض (بالنسبة لهذا المقتطف)

أولاً: إن الإنسان هو كيانات قائمة متعددة، فى واحد، ليست فقط مجرد تقسيم تجريدى إلى ذوات كثيرة (الوحدة والتعدد فى التركيب البشرى) يومية 28-11-2007 (أنا واحد ولا كتير)

ثانياً: أننا ندرك (نرى، نسمع، نشم) الداخل مثلما ندرك الخارج أنظر يومية أمس 4 – 12 (العين الداخلية “والأنف الداخلية كذلك”)

ثالثاً: إن هذا الداخل هو دائم الترتيب وإعادة الترتيب أثناء النوم وبالذات أثناء النشاط الحالم،

رابعاً: إن ما يسمى هلوسات، (ليست صورا خيالية) هى إدراك حقيقى لكيانات فى الداخل (بما يسمى “الأنف الداخلية” أو ما يسمى “العين الداخلية” حقيقة وليس تجريدا) بمعنى أن العين (الأنف هنا) الداخلية يمكن أن “تدرك” مباشرة هذا الداخل

خامساً: إن قبول هذه الحقيقة، يسمح من خلال آليات العلاج، أن نتناول هذه الهلوسات من خلال التفاعل التركيبى، والسيكودراما، وتبادل الأدوار، تناولا حيّا مباشرا.

سادساً: إن هذا القبول – من المعالج والمريض – هو خطوة جوهرية نحو قلب الهلوسات إلى “توليف نمائى”، وليس فقط تصالح توفيقى.

سابعاً: إنه ليس من حق من لايشم مايشمه المريض (حتى لو كان معالجا) أن ينكر حق المريض فى معايشة داخله، مادمنا على الطريق للتعامل معه، لمجرد أنه (المعالج) لايشم ماشمه المريض، بمعنى أنه ليس من حقه أن يعتبر ما يعيشه المريض مجرد تهيؤات خاطئة، وفى نفس الوقت عليه أن يعمل فى اتجاه استيعابه كحقيقة مكمّلة، قادرة على الترجمة إلى ما يقابلها من حقائق علمية من منظور تركيبى، أو على التوليف مع سائر الكيانات.

 ثامناً: إن كل ذلك ليس بديلا عن التداوى بمنظمات مستويات المخ من عقاقير، شريطة أن نستعمل تذبذبيا zigzag، حسب الحالة، بهدف الإسهام فى تشكيلات التكامل، وليس للقمع الممتد.

المشاركون الأساسيون:

الاسم السن العمل الحالة الاجتماعية التاريخ العائلى
زكريا 38 نساج متزوج ولديه ولدانفصام بارنوى إيجابى
عادل 26 أخصائى حاسب آلى أعزب (خطب أثناء المجموعة)فصام غيرمتميز، فى حالة إفاقة الوالد فصامى (مآل سلبى نسبيا)
فتحى 43 جناينى متزوج ولديه 3 أولاداضطراب وجدانى جسيم مختلف (هوس – اكتئاب) سلبى

 

وذلك بالإضافة إلى شخصية ثانوية (لم تشترك فى هذا المقطع إلا مرة واحدة هى):

منال: حوالى 30 سنة، أم لخمسة ، تبدو أصغر من سنها، مرت بخبرة باكرة فى هذه المجموعة، وكانت مصابة باكتئاب وحالة انشقاقية (لبس من تحت الأرض)، تم علاجها بدراما نسبية باكرة، مرة واحدة، فى بداية المجموعة، منذ ما يقرب من عام، ولم تعاودها ثانية أبداً.

أما “هدى” فلم تذكر إلا مرة واحدة عفواً.

****

أولا: المقتطف من الجلسة العلاجية (العلاج الجمعى)

(دون تعقيب أو تفسير)

……

……

زكريا: فيه روائح بتجيلى يا دكتور.

د/ يحيى: دلوقتى؟

زكريا: آه دلوقتى.

د/ يحيى: شامم ريحة

زكريا: شامم ريحة جميلة، أنا ممكن أكون ماشى فى الشارع  أشم..

د/ يحيى: يا أخى خلينا هنا ودلوقتى شارع إيه  وبتاع إيه؟  شامم ريحة حلوة  يا زكريا دلوقتى

زكريا: آه

د/ يحيى: إوصفها لنا يا زكريا ما دام  هنا ودلوقتى مش فى الشارع.

زكريا: أنا متخيل…..

د/ يحيى (مقاطعا): متخيل ولا شامم؟ إحنا هنا ودلوقتى، إنت متخيل ولا شامم؟

زكريا: شامم.

د/ يحيى: خلاص خلينا فى الشم.

زكريا: آه …، فيه جن معانا دلوقتى.

د/ يحيى: جن بيطلـّع روائح دلوقتى؟

زكريا: بيبقى معدى كده.(يشير بيده)

د/ يحيى: يخرب بيتك،  يعنى الريحة الحلوة مش تبعنا،  تبع الجن اللى معدى

زكريا: ممكن.

د/ يحيى: يعنى الجن دلوقتى معدى ؟ والريحة  تبعه ؟

زكريا: ممكن يكون دلوقتى معدى.

د/ يحيى: يعنى هو عَدَّى ومشى، إخص عليه

زكريا: ممكن يكون فى شكل إنسان.

د/ يحيى: بجد؟! (إيه حكاية ممكن دى؟) إحنا نمسك النقطة دى.

زكريا: (موجها كلامه للمجموعة)  الدكتور قال لى مرة إن الجن اللى باتكلم عنه له علاقة بالمرض والعيا، أيوه هو له علاقة، بس هو دكتور وبيعالجنى من منظور آخر.

د/ يحيى: كمّل يا زكريا.

زكريا: يا دكتور أنا صدقتك طبعاً، وما خلقنا الجن والإنس إلا ليعبدون.

د/ يحيى: إيش أدخل ده فى ده، همّا جوه، ولا بره؟

زكريا: أيوه.

د.يحيى: أيوه إيه ؟

زكريا: جوه ، بس يعنى

د/ يحيى: يعنى إيه ؟ رغم إن هم بره بس هما جوه ؟! إزاى؟

زكريا: أيوه أنا مصدق حضرتك لأن هم كانوا مسيطرين على فكرى جامد.

د/ يحيى: أنا اختلافى معاك فى ده، أنا مصدقك، على شرط يكونوا جوه، ما دام جوه يبقى التعامل معاهم أسهل.

زكريا: مظبوط.

د/ يحيى: الجن اللى فات ده (دلوقتى)، وكان له ريحة، راح فين؟ ما دام همه  جوه؟ منين الريحة  دى؟

زكريا: فيهم الظاهر وفيهم الباطن.

د/ يحيى: إعمل معروف أنا باتكلم “هنا ودلوقتى“، هو فيه ريحة  دلوقتى؟ ولا راحت؟

زكريا: لأ دلوقتى مش موجودة.

د/ يحيى: (يُــلاحظ ان زكريا كان قد سهّم) أنا شايف إنك لما بتسرح ممكن الجن اللى جوه يحضر ويبقى له ريحة، ساعة لما تنتبه بيروح.

زكريا: ساعات بيجيلى بِعَرَقُهْ،

وساعات باشم عرقه بيجيلى زى رائحة الكبريت زى رائحة البارود كده.

د/ يحيى: ما اختلفناش بس شايف الفكرة (الأصلية) همّه لابسين ولا قالعين.

زكريا: لأ كانوا لابسين عادى.

د/ يحيى: إحنا هنا ودلوقتى“.

زكريا: حاضر.

د/ يحيى: اللى بيتبقى من العلاقات القديمة بتشوفه دلوقتى.

زكريا: لأ ما بقاش زى زمان.

د/ يحيى: تحب تشتغل فيه ولا تخاف الحكاية تكبر مننا

زكريا: لأ بلاش،  نتكلم أحسن

د/ يحيى: يعنى!

زكريا: اللى بيغوط فى عالم الجن بيتوه يا دكتور.

د/ يحيى: إحنا مش حانخاف، طيب أنا عندى جن جوايا؟

زكريا: أيوه عند حضرتك،  كل إنسان له قرين.

د/ يحيى: قرين، مش قرين، المهم جوه ؟ ولاّ مش جوه؟

زكريا: آه جوه

د/ يحيى: أنا باعمل فيه إيه؟                                                            

زكريا: حضرتك تقدر تديره، هو مابيقدرش يديرك، عندك الإمكانيات اللى تقدر تديره، إحنا لسه صغيرين على ده.

د/ يحيى: طب نتعلم إزاى نقدر نديره، ما تيالله  نحترمه الأول، وبعدين نديره.

زكريا: آه، ممكن نحترمه الأول لإنه له وجود،  بس ممكن يكون وجوده غيبى بس يعنى إيه احترامه ، ولزومه إيه؟

 د/ يحيى: غيبى إزاى وانت بتمد إيدك تجيبه من جوه.

زكريا: أجيبه من الظاهر يا دكتور بس أنا ماقدرش أجيب جن حالياً، وأحضّره.

د/ يحيى: طب “مثـّـل” يا أخى.

زكريا: يعنى أنا  أحضره تمثيل يا دكتور!؟

د/ يحيى: آه تمثيل، عايز تحضره، حضره:  ست ولا راجل، عنيها زرقاء ولا عسلى.

زكريا: عسلى يا دكتور لإنى باحب العسلى.

د/ يحيى: عسلى فاتح ولا غامق؟

زكريا: العسلى باحبه يا دكتور.

د/ يحيى: كل العسلى؟

زكريا: آه كل العسلى.

د/ يحيى: إنت هاتمثل معانا ياعادل ….

عادل: ده بيقول راكبه جن.

د/ يحيى: ماكله راكبه جن، وإنشاء الله، أنت كمان يكون راكبك جن.

عادل: بس هو صحيح فيه جن؟

د/ يحيى: آه طبعاً ، مادام جوه

هانكذبه ليه.

عادل: اللى بيوسوس للواحد

د/ يحيى: أى حاجة بقى، فيه اللى بيطلع ريحة، وفيه اللى بيعمل حاجات تانية

عادل: طب ماهو أنا باشم ريحة

د/ يحيى: بتشم ريحة انت راخر؟ الله وأكبر!! يبقى فتحى وزكريا وعادل.

فتحى: (عن زكريا) هو بيشم ريحة وهو نعسان،  وأنا باشم ريحة وأنا صاحى.

د/ يحيى: ما هى دى عايزة كلام.

فتحى: أنا باشمها وأنا صاحى.

د/ يحيى: دى مصيبة إنك بتشم الريحة وانت مش سرحان، زكريا مابيشمش ريحة إلا وهو سرحان.

فتحى: ياريت تكون ريحة حلوة واشمها.

د/ يحيى: إمال الريحة بتاعتك يا عادل شكلها إيه ؟

عادل: زى البيض الفاسد

د/ يحيى: ياخبر !!

عادل: وزى الكاوتش والجلد

د/ يحيى: الكاوتش ده محروق؟

عادل: لأ مش محروق

د/ يحيى: بتشمها إمتى انت راخر؟  فتحى بيشمها وهو صاحى زى الفل،  وزكريا وهو سرحان، وانت بتشمها إمتى؟

عادل: هيه بتيجى لوحدها كده

د/ يحيى: إمتى يعنى؟ بتبقى قاعد فين؟ مع مين؟

عادل: وانا ماشى.

فتحى: يمكن دى ريحة العربيات مثلا؟.

عادل: لأ ،  ده أنا بشمها كمان فى البيت.

د/ يحيى: حد يقولك ده عادم العربيات.  إنت رأيك إيه؟

عادل: ماحدش بيشمها غيرى.

د/ يحيى: آه!! ماحدش بيشمها غيرك، وانا أقول ده عادل مشروع مجنون، طلعت مجنون بصحيح.

د. يحيى (مكملا): ألف بركة يا شيخ، كمل يا عادل خلينا نطلع الناحية الثانية، كنت مشروع مجنون يا عادل طلعت مجنون رسمى.  حاتكمل جنان ولا فيه احتمال تانى؟ أهو طلع  فيه جوه وبره هانعمل فى ده إيه ؟.

عادل: طب أنا بشم هاعمل إيه؟.

د/ يحيى: إنت بتشم، وفتحى بيشم، وزكريا بيشم. طب ومنال؟.

منال: أنا ماباشمش، باحسّ.

د/ يحيى: هو الشم إيه؟ ما هو حس، إنتى بتحسى بإيه.

منال/ لمس

د. يحيى/ هو لسه موجود.

منال/ لأه !!

د/ يحيى: إمال؟

عادل: زكريا بيقول لى ممكن يكون لامسه جن

د/ يحيى: ماكلّه راكبه جن انت كمان كان راكبك جن.

عادل: بس هو صحيح فيه جن؟

د/ يحيى: آه طبعاً ، مادام جوه، حانكذبه ليه.

عادل: اللى بيوسوس للواحد

د/ يحيى: أى حاجة بقى. فيه اللى بيطلع ريحة، وفيه اللى بيعمل حاجات تانية

عادل: طب ماهو أنا باشم ريحة

د/ يحيى: بس من جوه، إحنا كل اللى بنعمله إننا  بنضيف كلمة من جوه، وبس.

كان زمان بنضيفها ومانسمهوش جن،  بعد كده قولنا نضيفها ونسميها جن. حايحصل إيه يعنى؟

عادل/ أنا لما باخش الحمام يتهيأ لى إنى باتبوّل على الأكل

د/ يحيى: هو فيه أكل فى الحمام؟

عادل/ لأ

د/ يحيى: طيب، إمال (بتتبول على) إيه ؟

زكريا/أنا  لما بافتح الحنفية بتجيب خل

د/ يحيى: الله  أكبر

زكريا/ طعمها خل يادكتور

د/ يحيى: وريحتها خل برضه

زكريا/ أيوه

عادل/ أنا باشم ريحة فيران

د/ يحيى: بتبقى شكلها إيه ريحة الفيران دى يابنى

عادل/ مش عارف

د/ يحيى: إمال ريحة الجلد شكلها إيه

عادل:  مش عارف

د/ يحيى: إنت قلت لنا ييجى خمس  روائح تقريبا:  بيض فاسد، وكاوتش، وجلد، وفران، وصنان.

عادل:آه،

زكريا/ (يضحك) وصنان؟؟ !! طيب !.

د/ يحيى: إنت اشمعنى يا زكريا ضحكت أول ما قال صنان

زكريا: لأن التبول فيه ريحة الأسود، كنت باشمها فى نفسى.

د/ يحيى: يعنى ننتقل  من ريحة الصنان لريحة الأسود.

زكريا/ آه ريحة الأسود

د/ يحيى: ما تيالا  نشم أنا وانتِ يا “هدى” أى ريحة يمكن لما تشمى تخفى، إشمعنى العيال دول عمالين يشمو، واحنا لأَّه …. إيه رأيك يا عادل؟

عادل/  الريحة بتبقى ماسكه فى الأنف أوى.

د/ يحيى: شوف يا عادل يابنى، إحنا اتكلمنا فى الطفل اللى جواك المرة اللى فاتت، وهدى هى إللى فتحت الموضوع،  واتكملنا فى الريحة والجان المرة دى، يعنى نلمهم على بعض، ونكتم على نفسهم ونبقى زى البشوات دول (يشير للمشاهدين فى حلقة خارج المجموعة)..

عادل/ إزاى؟

د. يحيى/ أنا عارف!؟! المهم: خدت بالك من الفرق، إحنا كل اللى بنعمله إن احنا بنسمح،  عايزين نسمح ونكمِّل، يمكن يتلمّوا  كل اللى جوّانا دول، لو عملناها تبقى أحسن ما نلزّقهم فى بعض بالعافية زيهم.

عادل/ نسمح بإيه؟

د/ يحيى: باللى احنا شفناه سوا دلوقتى ، هو احنا جبنا حاجة من بره؟  قدامنا اهه: كله  من جوه. بقالنا تلات مرات  بنلعب لعبة أبوك ما اعرفتش تلعبها ياعادل، عايزين نحوّد  تحويده غير كده، آهى هى دى التحويده، لو ما خدناش بالنا وانتهزنا الفرصة، كل شوية نفرقع ونعيا، وكلام من ده، عايزين نحترم، ونسمح:

عادل: نسمح بإيه ؟ 

د يحيى: حانعمل إيه إذا كان حد فينا شامم ريحة أنا مش شاممها،  يبقى أفرض عليه إنه  هو ما يشمهاش؟ ليه؟ إذا كان هو شاممها فى مناخيره عينى عينك، مش بيتخيلها، واخد بالك، نسمح بده، بس نقف عنده لأ، يبهدلونا  ويموتو القديم والجديد.  شوف يا عادل فرصتك غير فرصة أبوك ازاى! الرك على استمرارك‘  واستمرارنا.

عادل/ يعنى أعمل إيه انا دلوقتى.  ما انا لما باغلب باقول ده بيتهيأ لى مش حقيقى

د. يحيى: أنا بقى ما بافرحشى بده، إنه بيتهيأ لك، ياللاّ نشتغل فيه أحسن.

عادل: بس أنا مش معترف بالريحة

د/يحيى: ماهو انت قلت لزكريا إرضى بيها وبتاع.

فتحى: مش معترف بيها؟

عادل: آه

فتحى: إزاى بقى

عادل: أنا أصلا شمتها بس، وعايز أعرف إذا كانت صح ولاغلط

د/يحيى: مش انت بتقول لى لازقة فى أنفك! تبقى صح ولا غلط إيه بقى؟ هو الواحد بيشم بإيه؟! بمخه؟

عادل: يمكن هى صح

د/حسام: إنت مش شامم! مش أنت اللى شامم.

عادل: أيوه أنا شامم.

د/حسام: خلاص تبقى هى موجودة

د/يحيى: إنت بتشم بأنفك، ولا برأيك

فتحى: (بسخرية) لأ برأيه

د/يحيى: إيه

عادل: بأنفى

د/يحيى: بلاش إنت بالذات يا فتحى

فتحى: لأ الحمد لله راحت

د/حسام: برضه؟ ماتخلنيش أتكلم

د/يحيى: علشان كده مابتكلموش، ماسك لك ذله، علشان كده عمال تقول له مابحبكش مابحبكش

فتحى: لأ لأ

د/يحيى: علشان فتان، بيفتن عليك

فتحى: آه هو كل مرهْ بيفتن عليا، أبقى كده ألاقيك (موجه كلامه للمعالج الأساسى د. يحيى) عمال تقول حاجات، وأقول إنت بتعرفها منين، أتاريه بيقول لك على كل حاجة.

د/حسام: تفتكر ليه يا فتحى؟

فتحى: لصالحك ولصالحى

د/حسام: ده إيه يعنى، تسميه إيه؟

د/يحيى: بأقول لك إيه يا فتحى بدال انت مابتحبوش وهو حايمشى بعد مرتين، نخليه يشم الريحة، مَثِّلْ بقى ياحسام

د/حسام: خلاص بقى أنا مثلت بما فيه الكفاية

التمثيلية الآتية تمت بين د. حسام ود. يحيى، حيث أخذ الأخير دور حسام الآخر، الذى من حقه أن يشم الداخل فى حين أخذ د. حسام دور حسام – المدافعْ – defensiveالذى ينكر هذا الاحتمال ويدافع عن تماسكه “واحدا”ً ليس له علاقة إلا بالخارج، ثم حدث تبادل للأدوار ليتبقى ما يتبقى.

د/يحيى: خلاص بقى إيه؟، ياللاّ يا حسام، أنا حسام إللى شامم الريحة وانت..؟؟

عادل: (منزعجا مما يجرى) إنت بتلعب كده يا دكتور

د/يحيى: آه بالعب، مش إنت شايف العيل فىّ على طول

عادل: بس انت حاتستفاد منه إيه يا دكتور حسام؟ وأنت يا دكتور يحيى؟

د/يحيى: أنا حستفاد منه إيه؟ من ناحية باعلّمه، ومن ناحيه باجننه عشان يكبر.

عادل: واحنا بنتعلم برضه

د/يحيى: سامع هوّا قال إيه يا حسام!

د/حسام: فهمت، أنا موافق نتعلم ونتجنن ونكبر.

د/يحيى: الحمد لله، الدور والباقى على اللى مش قادر يتجنن.

د/يحيى/حسام (1) الداخلى (فى دور حسام الذى يشم الداخل والخارج مهما كان ناتج ذلك):

 أنا حسام إللى من حقى أشم إللى أنا عايزه،

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

(موجها كلامه للدكتور حسام) الروائح جوَّا أحلى من بره ألف مره، يا جبان إنت وصى عليّا،

 (يسكت حسام العادى (2) مرة)

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

خرست يعنى.

د. حسام/حسام (2) المدافع

…..، شِمّ زى ما انت عايز.

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

مش قادر ما هو انت وصى عليّا زياده عن اللزوم لأنك دكتور جبان.

د. حسام/حسام (2) المدافع

يالّلا واللى يقدرعلى التانى

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

أنا شامم روايح الجنة

د. حسام/حسام (2) المدافع

لأ (إذا كانت) روائح الجنة؟ يبقى أسيبك تشمها

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

حاتسبنى!! … بأمارة إيه، إنت مين أنت؟ لا يا شيخ! هيا الجنة تحت إيدك؟

د. حسام/حسام (2) المدافع

آه

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

كمان بقيت وصى على الجنة، وماسك مفتاحها

د. حسام/حسام (2) المدافع

آه

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

جاتك أوه، ده انت ماتعرفهاش من أصله

د. حسام/حسام (2) المدافع

مين قال لك كده

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

أنا

د. حسام/حسام (2) المدافع

عرفت إزاى إنى أنا ماباعرفهاش

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

علشان دى خلقة ربنا من جوه، ومن بره تطلع إيه إنت (عشان تعرفها) عمال تحفظ وتْسمَع، وتحفظ وتسمع كتّكْ خيبة، بتعالج العيانين إزاى؟ تحفظ وتروح تقول لهم الكتاب!!، إيه الخيبه الأويه دى، مش لما تحترمنى الأول (تقوم تعرف العيانين).

د. حسام/حسام (2) المدافع

ما انا بحترمك

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

ما هو إنت مش مدينى أى حق أتحرك إلا بوصايتك، إشمعنى ده بيشم ، وده بيشم (يشير إلى عادل و زكريا)، لقوا إللى بيعالجهم، الدنيا ماتهدتش

د. حسام/حسام (2) المدافع

خلاصِ شمّ زى ما انت عايز

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

طب ادينى فرصة، والله العظيم تلاته، لو ادتنى فرصه حاتبقى حلو

د. حسام/حسام (2) المدافع

خلاص اديتك فرصه زى ما إنت عايز

بمجرد ما وافق حسام المدافع، وكأنه خسر الجولة، اقترح المعالج الأكبر ما يسمى “تبادل الأدوار“،

 وهى آلية شديدة الأهمية فى هذا النوع من العلاج، لأنها تجسِّد للمريض (والمعالج) من خلال التمثيل، الاحتمال الآخر لموقفه الظاهر، وعادة بعد أن تنتهى التمثيلية التى قد تستغرق دقيقتين أو أكتر أو أقل، بتوضيح الدور ونقيضه، بشكل يحفز استمرار عملية النمو بأقل قدر من الكبت، احتراما للدورين عادة.

وهكذا، بعد هذا القبول من حسام المُدَافع بالسماح لحسام الداخل الذى من حقه أن يشم، اقترح المعالج الأكبر تبادل الأدوار.

د/يحيى: خلاص نتبادل الأدوار

د.حسام: نتبادل الادوار

د/يحيى/حسام (2) المدافع: حسام الذى كان مدافعا ثم سمح (ثم ها هو يتراجع)،

شم زى ما أنت عاوز يالاّ، أنا أديتك الفرصة أهو دكتور نفسانى بيشم ريحة! يانهار أسود ومنيل

د. حسام/حسام (1) الداخلى

أنا شامم ريحة

د/يحيى/حسام (2) المدافع

شامم ؟!  لأ طبعا، ده تمثيل

د. حسام/حسام (1) الداخلى

شامم

د/يحيى/حسام (2) المدافع

ريحة إيه

د. حسام/حسام (1) الداخلى

مش عارف .ريحة غريبة مش عارف هى إيه

د/يحيى/حسام (2) المدافع

يااااااااااااااا

د. حسام/حسام (1) الداخلى

ريحة حلوة

د/يحيى/حسام (2) المدافع

الله يخرب بيتك انت أتعديت من العيانين؟

د. حسام/حسام (1) الداخلى

دى طبيعة ربنا

د/يحيى/حسام (2) المدافع

يانهار اسود ومنيل

د. حسام/حسام (1) الداخلى

زى أى حد دى طبيعة ربنا

د/يحيى/حسام (2) المدافع

ريحة غريبة مش عارف إيه هيّا؟.

د. حسام/حسام (1) الداخلى

آه، ريحة أول مرة أشمها

د/يحيى/حسام (2) المدافع

حاتروح فى ستين داهية . الكلام الهبل اللى بتعملوه فى الجروب ده حا يخليك تتجنن.

د. حسام/حسام (1) الداخلى

إذا كان هو ده الطبيعى أسيبه يطلع، إيه المانع

د/يحيى/حسام (2) المدافع

طبيعى إيه ونيلة ايه!! الطبيعى هوّا اللى مكتوب عندنا فى الكتب

د. حسام/حسام (1) الداخلى

الطبيعة دى باعرفها كل يوم فى الجروب

د/يحيى/حسام (2) المدافع

خلّى الجروب ينفعك

د. حسام/حسام (1) الداخلى

اللى بيبقى بيبقى

د/يحيى/حسام (2) المدافع

بيبقى إيه ونيلة إيه. حتى الجدع ده (يشير لعادل) عاوز يلغيه، كل الناس عاوزة تلغيه، فتحى برضه بيلغيه ويطلّع بدله الوحش اللى بيكسّر بيه الدنيا، انت فاهم إيه.أنت صدقت اللى بيحصل فى الجروب. صدقت دكتور أهبل عمال يجرب فى الناس.

د. حسام/حسام (1) الداخلى

الموجود موجود

د/يحيى/حسام (2) المدافع

إيه هو اللى موجود .انت أتجننت يا د ياحسام

د. حسام/حسام (1) الداخلى

اتجننت!! لا طبعاً.

د/يحيى/حسام (2) المدافع

أنا حسام اللى بحق وحقيق

د. حسام/حسام (1) الداخلى

خلاص

انتهت التمثيلية:

د.يحيى: (معقبا) خلاص إيه ونيلة إيه الله يخرب عقلك يا د. حسام إيه اللى جرى؟ هو فيه ريحة غريبة بحق ولأ إيه.

د.حسام: خلاص راحت دلوقتى

د.يحيى: أهو قاَّلك راحت . بذمتك ما حصل حاجة فى مناخيرك

د.حسام: لأ

د.يحيى: بذمتك؟ إمال إيه اللى راحت؟

عادل: (يتدخل) الموضوع مش كده

د.يحيى: انت مصدق يا عادل أن هو ماشمش. هو قال لأ، وأنا مصدقه. مصدقه علشان خاطر ماشى بعد أسبوعين، قرّب يخلص التدريب بتاعه .إنت مصدق لما كان حسام بيلعب وقال: فيه ريحة غريبة عمرى ما شمتها قبل كدة، وكويسة، مصدق إن هو بعد كده يقول ما حصلش، أنا بامثل بس، إنت مصدقه 100% إنه ما حصلشى ولا 99% .ما انت شفت قدامك

عادل: 99%

د.يحيى: احنا عاوزين نشتغل فى الواحد فى المية ده، أنا بتاع الواحد فى الميه فهمت؟ يعنى إنت مصدق 99 % إن هو ماشمش ريحة و1% ممكن يكون شم، ولا ماشمش يبقى نشتغل فى الواحد ده موافق يا عادل؟

د/ يحيى: (يكمل لعادل) 99 ما شِّمشْ  1 % شم  موافق، مش كده

 فتحى: انت كنت عمّال تقنعه

 د/ يحيى: أقنعه إيه؟ هو فيه اقناع مع اللى جرى (5) إقناع إيه اللى فيه؟

 عادل: طيب انا متاكد إن انا مش شامم حاجه ومش هاشم حتى لو تغصب عليا ان انا اشم

د/ يحيى: أنا حا اغصب عليك؟  يا عادل دا مناخيرك هيه اللى بتقول، حا غصب على مناخيرك؟

 عادل: انا متهيألى بقى إنى باشم

 د/ يحيى: حا تقول متهيألى تانى؟ اللى شفته قدام عينك إيه!!؟ ولو احتمال 1% احتمال  إن د. حسام  شم  ولو حاجة غريبة مش قادر يحددها، ولو بعيدة، ولوأى حاجة، الراجل خد1 % باحترام  1 % لأنه ضامن .. إنه حايكمل واحدة واحدة.

 فتحى: يا دكتور وبعدين الشم مش أى واحد يشمه كده وبس، انا عن نفسى لو شميت ما أظنش حاقعد كده، باكلمك  جد، يعنى اللى هو بيشم حا يقولك انا باشم وخلاص، الشم ده بييجى لى بيخنق ويخلى دموعى تنزل، ما باطقْشي نفسى خالص، لأ مش كده  الشم مش كده يا دكتور

 د/ يحيى: يا فتحى أنا قلت لك إحنا بنختلف عن بعض زى البصمة، مافيش حد زى التانى؟

 فتحى: ما هو غصبن عنى (باقارن).

 د/ يحيى: هو لازم يعنى الشم بتاعى يبقى زى شم عادل؟ زى شمَّك؟

 فتحى: بس ما بيقعدش ساكت لو جاله شم زى ما بيقول …

 د/ يحيى: يعنى ماكان زكريا قاعد وشم ريحه، وبرضه قعد ساكت، هو لازم الريحه تبقى مش عارف إيه  وتشعلل ويتتبعها  المصائب،  كل واحد بيشم اللى جوه يعنى لما نفترض يعنى  نفترض إن  حسام شم ريحه 1% عادل هوّا اعتبرها 1 % لكن غريبة وبعيدة ومختلفة وفى ايده (مش سايبه) مش كده يا حسام، احفظ الأربعة دول أحسن تروح فى 60 داهيه

 د/ حسام: انا قربت خلاص

فتحى: اهو اعترف خلاص، بقى  هو كده اعترف، اعترف وغلط مش لازم يعترف تانى

 د/ يحيى: يا خبر  اسود، ايه رأيك يا فتحى طيب افرض بقى علشان تعرف مسؤليتنا يا دكاترة، افرض الدكتور حسام اعترف حتى بالـ1 %، ده لا قدر الله لا قدر الله، وكِبرْتْ معاه وهو نايم، يعنى  فى الحلم  مسموح  يا حسام إن الواحد يبقى كام

 د/ حسام: 99

 د/ يحيى: لا  انت مستعجل على إيه خليها،  20% يا راجل  20% من 1% رضا، وبعدين صحى لقاهم 5 % إفرض يا حسام بصيت لقيت الـ 1 % بعد حلم طيب طيب، علشان انت قلت ربنا حنون بصيت لقيت 1% لقيته بقى 5 % بعد ما كانوا 20% فى الحلم سيبك بقى من 80 و90 و95 (تعمل إيه ساعتها يا حسام)

د.حسام: أقبلها

د.يحيى: (لعادل) سمعت دكتور حسام قال إيه يا عادل قال اللى أنت كنت بتقوله. ليه بقى وانت من أول الجروب كل همك إن احنا نلغيها، يمكن الإلغاء أسلم، طبعاً بَلاَ وجع دماغ، بس ياريت، أديك شفت إن حسام لما عمل الحكاية البسيطة ودى، وأنا مصدقه طبعاً شوية مش شويتين زى ما أنا مصدقك، دكتور حسام عمل حاجة بسيطة وهوه مطمن لحاجات ومطمن جواه، ومطمن لينا، ومطمن للحركة، أظن يعنى لازم تيجى سليمة بالشكل ده ما ينفعش يا عادل تتعلم من دى حاجة نحترم بيها اللى موجود لحد ما يتولّف كده مع بعضه، أدى اللى أنت بتقول عليه نعمل أيه نعمل ايه؟ المسألة عايزة وقت، وحركة، واخد بالك إزاى. الوقت مهم يبقى محتاجين واحدة، واحدة، حركة حركة، أديك بتيجى الجلسات وبتشوف.

عادل: باقولك مش شامم حاجة . أه مش شامم حاجة، أنا مصدقه خلاص مصدق د. حسام بس أنا لأ.

د.يحيى: يعنى انت مش شفت التجربة اللى احنا عملناها مع دكتور حسام؟ نلغيها ليه؟ حانخاف تانى ليه؟ حانخاف من داخلنا؟ اللى هوّا احنا

عادل: طالما هو فى الاصل غلط

د.يحيى: غلط؟ داخلنا غلط؟ لو حاتسميه غلط، حايكبر، ويخليك لوحدك وينط لك فجأة ويبهدلك، وتبطل شغل، ونيلة وأطران يبقى غلط إزاى

د.حسام: يا عادل مش انت قلت إن النسبة 1%

عادل: أه

د.حسام: يبقى فيه نسبة والسلام

د.يحيى: (لحسام) هو صحيح 1% يا حسام إنت صدقت عادل .أنا بقول عليك أنت

د.حسام: صدقته أه

د.يحيى: هو صدق ولو بنسبة 1%، احتمال يكون شامم أكتر، بس فى الظروف اللى احنا فيها دى شكلها كده كفاية، مع إنها حاجة تانية خالص غير اللى بتطلع غصب عننا ونسميها مرض وهلوسة.

……………..

…………….

****

ثانياً: نفس المقتطف من نفس الجلسة العلاجية (العلاج الجمعى)

(مع التعقيب والتفسير)

……

……

زكريا: فيه روائح بتجيلى يا دكتور.

د/ يحيى: دلوقتى؟

زكريا: آه دلوقتى.

د/ يحيى: شامم ريحة

زكريا: شامم ريحة جميلة، أنا ممكن أكون ماشى فى الشارع  أشم..

د/ يحيى: يا أخى خلينا هنا ودلوقتى شارع إيه  وبتاع إيه؟  شامم ريحة حلوة  يا زكريا دلوقتى

زكريا: آه

لاحظ التركيز على “هنا والآن”

د/ يحيى: إوصفها لنا يا زكريا ما دام  هنا ودلوقتى مش فى الشارع.

زكريا: أنا متخيل…..

د/ يحيى (مقاطعا): متخيل ولا شامم؟ إحنا هنا ودلوقتى، إنت متخيل ولا شامم؟

زكريا: شامم.

د/ يحيى: خلاص خلينا فى الشم.

لاحظ التنبية على التفرقة بين شامم ومتهيأ لى شامم، مع عدم الترحيب بإلغاء الخبرة بمجرد الإنكار وإضافة كلمة “متخيل”

زكريا: آه …، فيه جن معانا دلوقتى.

د/ يحيى: جن بيطلـّع روائح دلوقتى؟

زكريا: بيبقى معدى كده.(يشير بيده)

د/ يحيى: يخرب بيتك،  يعنى الريحة الحلوة مش تبعنا،  تبع الجن اللى معدى

زكريا: ممكن.

ربما أراد المعالج أن يُفْهِم زكريا أنه اعتبر أن الريحة الحلوة كانت ترجمة لائتناس زكريا، بأفراد المجموعة، إلا أن زكريا أنكر ذلك، ورفض الطبيب بدوره هذا النفىْ، وراح ينبهه إلى ابتعاده عن المجموعة، وأيضاً تذكرةً له بالعودة إلى “هنا ودلوقتى”، بعد أن لوحظ أن زكريا يسرح قليلا قبل أن يحكى عن خبرته فى الشم.

د/ يحيى: يعنى الجن دلوقتى معدى؟ والريحة  تبعه؟

زكريا: ممكن يكون دلوقتى معدى.

د/ يحيى: يعنى هو عَدَّى ومشى، إخص عليه

زكريا: ممكن يكون فى شكل إنسان.

د/ يحيى: بجد؟! (إيه حكاية ممكن دى؟) إحنا نمسك النقطة دى.

زكريا: (موجها كلامه للمجموعة)  الدكتور قال لى مرة إن الجن اللى باتكلم عنه له علاقة بالمرض والعيا، أيوه هو له علاقة، بس هو دكتور وبيعالجنى من منظور آخر.

كان قد تم – مع زكريا مقابلات فى سابقة – توضيح الفرض الذى يجرى تحقيقه الآن، وهو أن هذه الروائح حقائق، لكن مصدرها هو الداخل فعلاً، وليس تصوراً خياليا، فلا داعى لتسميتها جنّا، وحتى لو سميت كذلك، فلنتفق على أنها – فى الداخل – كان ذلك فى مقابلات سابقة مع زكريا.

د/ يحيى: كمّل يا زكريا.

زكريا: يا دكتور أنا صدقتك طبعاً، وما خلقنا الجن والإنس إلا ليعبدون.

عادة ما نتحفظ على الاستشهاد بالآيات الكريمة أو بالمقولات الدينية الجاهزة دون ربط مباشر بالخبرة، لأنه يكون غالبا استشهادا بعيدا عن السياق، ومعطلا كما ذكرنا فى حلقة الجن Link

د/ يحيى: إيش أدخل ده فى ده، همّا جوه، ولا بره؟

زكريا: أيوه.

د.يحيى: أيوه إيه ؟

زكريا: جوه ، بس يعنى

د/ يحيى: يعنى إيه ؟ رغم إن هم بره بس هما جوه ؟! إزاى؟

زكريا: أيوه أنا مصدق حضرتك لأن هم كانوا مسيطرين على فكرى جامد.

د/ يحيى: أنا اختلافى معاك فى ده، أنا مصدقك، على شرط يكونوا جوه، ما دام جوه يبقى التعامل معاهم أسهل.

زكريا: مظبوط.

د/ يحيى: الجن اللى فات ده (دلوقتى)، وكان له ريحة، راح فين؟ ما دام همه  جوه؟ منين الريحة  دى؟

زكريا: فيهم الظاهر وفيهم الباطن.

د/ يحيى: إعمل معروف أنا باتكلم “هنا ودلوقتى“، هو فيه ريحة  دلوقتى؟ ولا راحت؟

زكريا: لأ دلوقتى مش موجودة.

د/ يحيى: (يُــلاحظ ان زكريا كان قد سهّم) أنا شايف إنك لما بتسرح ممكن الجن اللى جوه يحضر ويبقى له ريحة، ساعة لما تنتبه بيروح.

زكريا: ساعات بيجيلى بِعَرَقُهْ،

وساعات باشم عرقه بيجيلى زى رائحة الكبريت زى رائحة البارود كده.

د/ يحيى: ما اختلفناش بس شايف الفكرة (الأصلية) همّه لابسين ولا قالعين.

زكريا: لأ كانوا لابسين عادى.

د/ يحيى: إحنا هنا ودلوقتى“.

زكريا: حاضر.

د/ يحيى: اللى بيتبقى من العلاقات القديمة بتشوفه دلوقتى.

فى مقابلات سابقة حكى زكريا عن هلوسات بصرية وسمعية، لها علاقة بخبراته الذهانية، أثناء حدة المرض ونشاطه

زكريا: لأ ما بقاش زى زمان.

د/ يحيى: تحب تشتغل فيه ولا تخاف الحكاية تكبر مننا

زكريا: لأ بلاش،  نتكلم أحسن

د/ يحيى: يعنى!

زكريا: اللى بيغوط فى عالم الجن بيتوه يا دكتور.

د/ يحيى: إحنا مش حانخاف، طيب أنا عندى جن جوايا؟

زكريا: أيوه عند حضرتك،  كل إنسان له قرين.

د/ يحيى: قرين، مش قرين، المهم جوه ؟ ولاّ مش جوه؟

زكريا: آه جوه

د/ يحيى: أنا باعمل فيه إيه؟                                                            

زكريا: حضرتك تقدر تديره، هو مابيقدرش يديرك، عندك الإمكانيات اللى تقدر تديره، إحنا لسه صغيرين على ده.

د/ يحيى: طب نتعلم إزاى نقدر نديره، ما تيالله  نحترمه الأول، وبعدين نديره.

نلاحظ هنا الإصرار على نقل الهلوسات التى بالخارج (مايقال عنه  أنه بالخارج) إلى الداخل، نلاحظ هنا مع المغامرة بتعرية محدودة لتركيب المعالج نفسه، الأمر الذى ننصح ألا يقوم به إلا معالج قديم ذو خبرة طويلة

زكريا: آه، ممكن نحترمه الأول لإنه له وجود،  بس ممكن يكون وجوده غيبى بس يعنى إيه احترامه ، ولزومه إيه؟

 د/ يحيى: غيبى إزاى وانت بتمد إيدك تجيبه من جوه.

زكريا: أجيبه من الظاهر يا دكتور بس أنا ماقدرش أجيب جن حالياً، وأحضّره.

ربما يكون الفرق بين “أجيبه” و”احضّره” هو الفرق بين الخيال والوجود

د/ يحيى: طب “مثـّـل” يا أخى.

لاحظ بداية الدعوة إلى التعامل بالتمثيل، وهى من آليات هذا العلاج الأساسية، كما ذكرنا فى المقدمة.

زكريا: يعنى أنا  أحضره تمثيل يا دكتور!؟

د/ يحيى: آه تمثيل، عايز تحضره، حضره:  ست ولا راجل، عنيها زرقاء ولا عسلى.

لاحظ أنه لم يذكر أصلا أنها إمرأة، وهذا وارد بمعنى أن المعالج يمكن أن يتعامل مع كيانات الداخل الأخرى، فإذا تمت المواجهة “والتحضير” لإحداها، انتقلت هذه الإنارة إلى الداخل المتعلق بالهلوسة، وابتدعتْ أو استدعت حالات أخرى من حالات، كيانات الداخل، حسب الموقف العلاجى.

زكريا: عسلى يا دكتور لإنى باحب العسلى.

د/ يحيى: عسلى فاتح ولا غامق؟

زكريا: العسلى باحبه يا دكتور.

د/ يحيى: كل العسلى؟

زكريا: آه كل العسلى.

د/ يحيى: إنت هاتمثل معانا ياعادل ….

عادل: ده بيقول راكبه جن.

د/ يحيى: ماكله راكبه جن، وإنشاء الله، أنت كمان يكون راكبك جن.

عادل: بس هو صحيح فيه جن؟

د/ يحيى: آه طبعاً ، مادام جوه

هانكذبه ليه.

عادل: اللى بيوسوس للواحد

هذا ليس اعترافا بالجن، ولكنه تمهيد للنقلة من الخارج إلى الداخل، ثم – لاحقا – ترجمة الجن إلى كيانات الداخل، من خلال التمثيل أساسا وليس الشرح والتفسير.. إلخ ومن هنا يترك فى البداية لكل واحد خبرته يسميها كما يشاء، ما دامت المحاولة هى أن نردّها إلى الداخل لإمكان التعامل معها.

د/ يحيى: أى حاجة بقى، فيه اللى بيطلع ريحة، وفيه اللى بيعمل حاجات تانية

عادل: طب ماهو أنا باشم ريحة

لأول مرة يعترف عادل بهذا العرض فى المجموعة

د/ يحيى: بتشم ريحة انت راخر؟ الله وأكبر!! يبقى فتحى وزكريا وعادل.

فتحى: (عن زكريا) هو بيشم ريحة وهو نعسان،  وأنا باشم ريحة وأنا صاحى.

لاحَظَ فتحى ما أشرنا إليه سابقا (حين ذكرنا أن زكريا كان ساهما) من أن زكريا يبدو “سرحانا” قليلا قبل أن يعلن شم الرائحة، وحين ينتبه ويعود يركز بما يجرى فى المجموعة “هنا والآن” تبتعد الرائحة أو تختفى  

د/ يحيى: ما هى دى عايزة كلام.

فتحى: أنا باشمها وأنا صاحى.

د/ يحيى: دى مصيبة إنك بتشم الريحة وانت مش سرحان، زكريا مابيشمش ريحة إلا وهو سرحان.

تبدو هنا أهمية تحديد نوع حالة الوعى أثناء الهلوسة:

 حين تظهر الهلاوس فى نفس حالة وعى اليقظة تماما تكون أكثر رسوخا وحضوراً، أما إذا احتاجت إلى ما اسميه “ميْلُ الوعى” Tilting of consciousness (وليس بالضرورة تغيره)، فإن نوعيتها الموضوعية تقل قليلا، لأن “الخيال” يتدخل بدرجات مختلفة، على حساب إدراك الداخل مباشرة.

فتحى: ياريت تكون ريحة حلوة واشمها.

د/ يحيى: إمال الريحة بتاعتك يا عادل شكلها إيه ؟

تنيبه: لاحظ كيف أن العمل مع ثلاثة مرضى عندهم نفس العَرَض يبدو مفيدا ليس فقط لهم ولكن للمجموعة (وللمعالجين كما سنرى)

عادل: زى البيض الفاسد

د/ يحيى: ياخبر !!

عادل: وزى الكاوتش والجلد

د/ يحيى: الكاوتش ده محروق؟

تفاصيل الهلوسة (الريحة هنا) تفيد فى تحديد “موضوعيتها”، فإذا كانت هى هى نفس التفاصيل ربما زاد ذلك فى احتمال “أصالة” الخبرة، أما إذا تغيرت مع اختلاف الحكى كل مرة فقد يدل ذلك على قدر مختلف من تدخل الخيال، أعنى بتدخل الخيال إضافة أو تحوير الإدراك من موضوعات الداخل، إلى “كَلبشات” التذكر والتفكير.

عادل: لأ مش محروق

د/ يحيى: بتشمها إمتى انت راخر؟  فتحى بيشمها وهو صاحى زى الفل،  وزكريا وهو سرحان، وانت بتشمها إمتى؟

عادل: هيه بتيجى لوحدها كده

هناك فرق، له دلالة فى العلاج، فرق بين حضور الهلوسة وحدها هكذا، أو استجلابها تمثيلاً، وأيضا بالنسبة لحالة الوعى المصاحب (سرحان، أم تمام اليقظة، أم تغيّر نوعى ..إلخ).

د/ يحيى: إمتى يعنى؟ بتبقى قاعد فين؟ مع مين؟

عادل: وانا ماشى.

فتحى: يمكن دى ريحة العربيات مثلا؟.

عادل: لأ ،  ده أنا بشمها كمان فى البيت.

د/ يحيى: حد يقولك ده عادم العربيات.  إنت رأيك إيه؟

عادل: ماحدش بيشمها غيرى.

د/ يحيى: آه!! ماحدش بيشمها غيرك، وانا أقول ده عادل مشروع مجنون، طلعت مجنون بصحيح.

استعمال لفظ “الجنون” مباشرة هكذا فى هذا النوع من العلاج الجمعى، حتى مع من لم يصل إلى مرحلته يسهل التعامل، ويقرب المسافة، لأن المجموعة تتعود على هذه اللغة الصريحة باضطراد مستمر.

د. يحيى (مكملا): ألف بركة يا شيخ، كمل يا عادل خلينا نطلع الناحية الثانية، كنت مشروع مجنون يا عادل طلعت مجنون رسمى.  حاتكمل جنان ولا فيه احتمال تانى؟ أهو طلع  فيه جوه وبره هانعمل فى ده إيه ؟.

هذه  الجملة إشارة لطريقة هذا العلاج (وما هو فى اتجاهه) برمتها ونوجزها فيما يلى:

1- ترجمة الأعراض إلى لغة علمية

2- نقل الخبرات إلى أصلها من الخارج إلى الداخل

3- التعامل مع الداخل باعتراف واحترام

4- تسمية كل ذلك بالاسم الشائع عند العامة أكثر منه عند الأطباء

5- السعى إلى الانتقال بالداخل والخارج معا إلى نقلة نوعية فى النمو بعد تقريبهما و”مَوْضَعَتهِمَا”

عادل: طب أنا بشم هاعمل إيه؟.

د/ يحيى: إنت بتشم، وفتحى بيشم، وزكريا بيشم. طب ومنال؟.

منال: أنا ماباشمش، باحسّ.

د/ يحيى: هو الشم إيه؟ ما هو حس، إنتى بتحسى بإيه.

منال/ لمس

د. يحيى/ هو لسه موجود.

منال/ لأه !!

كانت منال تشكو فى الجلسات الأولى من العلاج الجماعى مع هذه المجموعة (كما بينا فى المقدمة)

د/ يحيى: إمال؟

عادل: زكريا بيقول لى ممكن يكون لامسه جن

د/ يحيى: ماكلّه راكبه جن انت كمان كان راكبك جن.

عادل: بس هو صحيح فيه جن؟

برغم الاعتراف بالشم إلا أن عادل لم ينقله إلى الداخل بعد

د/ يحيى: آه طبعاً ، مادام جوه، حانكذبه ليه.

هكذا نلاحظ أن البداية بقبول تسمية هذه الكيانات جنّا تسمح بالتعامل معه مؤقتا مادمنا قد نجحنا فى نقله إلى “الداخل” ثم نسميه لاحقا باسمه العلمى، أو حسب ما يتيسر.

عادل: اللى بيوسوس للواحد

د/ يحيى: أى حاجة بقى. فيه اللى بيطلع ريحة، وفيه اللى بيعمل حاجات تانية

عادل: طب ماهو أنا باشم ريحة

د/ يحيى: بس من جوه، إحنا كل اللى بنعمله إننا  بنضيف كلمة من جوه، وبس.

كان زمان بنضيفها ومانسمهوش جن،  بعد كده قولنا نضيفها ونسميها جن. حايحصل إيه يعنى؟

عادل/ أنا لما باخش الحمام يتهيأ لى إنى باتبوّل على الأكل

د/ يحيى: هو فيه أكل فى الحمام؟

عادل/ لأ

د/ يحيى: طيب، إمال (بتتبول على) إيه ؟

تدخُّل زكريا هنا تلقائيا قد يشير إلى أنه التقط غرابة وصدق خبرة عادل

زكريا/أنا  لما بافتح الحنفية بتجيب خل

د/ يحيى: الله  أكبر

زكريا/ طعمها خل يادكتور

د/ يحيى: وريحتها خل برضه

اقتراب الشم من التذوق له دلالته الفسيولوجية والنفسية

زكريا/ أيوه

نلاحظ أن عادل الذى يبدو شديد التماسك اطمأن وبدأ يحكى عن هلوسات أخرى لم يذكرها أبدا من قبل

عادل/ أنا باشم ريحة فيران

د/ يحيى: بتبقى شكلها إيه ريحة الفيران دى يابنى

عادل/ مش عارف

د/ يحيى: إمال ريحة الجلد شكلها إيه

نتذكر أن عادل قد سبق أن ذكر رائحة الجلد سابقا

عادل:  مش عارف

د/ يحيى: إنت قلت لنا ييجى خمس  روائح تقريبا:  بيض فاسد، وكاوتش، وجلد، وفران، وصنان.

عادل:آه،

زكريا/ (يضحك) وصنان؟؟ !! طيب !.

د/ يحيى: إنت اشمعنى يا زكريا ضحكت أول ما قال صنان

زكريا: لأن التبول فيه ريحة الأسود، كنت باشمها فى نفسى.

د/ يحيى: يعنى ننتقل  من ريحة الصنان لريحة الأسود.

الإبداع الذّهانى (الفاشل) هنا يصل إلى تحديد رائحة خاصة بحيوان بذاته، وكأنه تمييز منطقى شائع، نتذكر كلام عادل عن رائحة الفيران، وكلام زكريا هنا عن رائحة الأسود، وربط ذلك بالتبول

زكريا/ آه ريحة الأسود

د/ يحيى: ما تيالا  نشم أنا وانتِ يا “هدى” أى ريحة يمكن لما تشمى تخفى، إشمعنى العيال دول عمالين يشمو، واحنا لأَّه …. إيه رأيك يا عادل؟

عادل/  الريحة بتبقى ماسكه فى الأنف أوى.

كون الرائحة “ماسكة فى الأنف” قد يميزها هنا عن الرائحة التى فى الخارج، خاصة وأن الشم غير اللمس مثلا والتذوق، فهما يحتاجان للملامسة المباشرة مع نهايات أعضاء الحس.

د/ يحيى: شوف يا عادل يابنى، إحنا اتكلمنا فى الطفل اللى جواك المرة اللى فاتت، وهدى هى إللى فتحت الموضوع،  واتكملنا فى الريحة والجان المرة دى، يعنى نلمهم على بعض، ونكتم على نفسهم ونبقى زى البشوات دول (يشير للمشاهدين فى حلقة خارج المجموعة)..

لاحظ الربط بين ذوات الداخل، بما فى ذلك الطفل (الذى ظهر فى جلسة سابقة)، وبين الجان وحكاية نلمهم على بعض هنا كان المقصود بها التجميد (ومن ثم الكبت) وليس التوفيق أو المصالحة أو الولاف، بدليل أن المعالج أشار للمشاهدين (العاديين) المسموح لهم (بإذن المرضى طول الوقت) أن يحضروا جلسات هذا العلاج بقصر العينى للمشاهدة والمناقشة عد الجلسة للتدريب، وهم يمثلون العاديين من حيث نفى أنهم مرضى، وترجيح استسلامهم لتسكين الداخل طول الوقت (إلا فى الأحلام حتى لو أنكروا ذلك) .

يستعمِلُ هذا المعالج الرئيسى حضور هؤلاء المشاهدين – برضاهم من حيث المبدأ- كخلفية للمقارنة، وأحيانا بهدف تحذير المرضى أن يرضوا بالتسليم الساكن، مادامت عندهم (عند المرض) فرصة أحسن “لبسط” Unfolding عملية النمو من خلال هذا العلاج

عادل/ إزاى؟

د. يحيى/ أنا عارف!؟! المهم: خدت بالك من الفرق، إحنا كل اللى بنعمله إن احنا بنسمح،  عايزين نسمح ونكمِّل، يمكن يتلمّوا  كل اللى جوّانا دول، لو عملناها تبقى أحسن ما نلزّقهم فى بعض بالعافية زيهم.

عادل/ نسمح بإيه؟

واضح أن الجرعة كانت أكبر من أن يستوعبها عادل كلها مرة واحدة

د/ يحيى: باللى احنا شفناه سوا دلوقتى ، هو احنا جبنا حاجة من بره؟  قدامنا اهه: كله  من جوه. بقالنا تلات مرات  بنلعب لعبة أبوك ما اعرفتش تلعبها ياعادل، عايزين نحوّد  تحويده غير كده، آهى هى دى التحويده، لو ما خدناش بالنا وانتهزنا الفرصة، كل شوية نفرقع ونعيا، وكلام من ده، عايزين نحترم، ونسمح:

شرح جديد لمعنى “السماح”، ثم إشارة إلى تحويل مسار المرض إلى مسار النمو وهذا هو المقصود بالتحويده، ومع رفض الحل بفرض الإفراط فى الكبت (مثل المشاهدين) لأنه إنْ صلح للعاديين، فهو قد لا يصلح، هو هو، لمن مرّ بخبرة المرضْ إذْ هو معرض لكسر جديد (نفرقع ونعيا).

عادل: نسمح بإيه ؟ 

د يحيى: حانعمل إيه إذا كان حد فينا شامم ريحة أنا مش شاممها،  يبقى أفرض عليه إنه  هو ما يشمهاش؟ ليه؟ إذا كان هو شاممها فى مناخيره عينى عينك، مش بيتخيلها، واخد بالك، نسمح بده، بس نقف عنده لأ، يبهدلونا  ويموتو القديم والجديد.  شوف يا عادل فرصتك غير فرصة أبوك ازاى! الرك على استمرارك‘  واستمرارنا.

والد عادل كان مريضا، وتم “تلصيمه” (علاجه تسكينا لكتم الأعراض)، وهو مازال يواصل حياته خامداً، (جنب الحيط) والاستفادة من التاريخ العائلى مهمة حتى نعمل على تغيير مآل المرض – إذا أتيحت الفرصة – برغم وجود نفس الاستعداد الوراثى، هذا ما قد يعنيه المعالج هنا “فرصتك غير فرصة أبوك”.

ثم إن تأكيد المعالج على رفض ما يفرضه الأطباء طول الوقت على المرضى من أنهم على خطأ، وأن ما يعانون منه هو مجرد وهم خاطئ (بيتهيأ لهم) هو عكس ما يجرى فى هذا العلاج الذى يصّر على قبول الأعراض بصفتها حقيقة موضوعية، وأن هذه هى بداية التعامل معها.

عادل/ يعنى أعمل إيه انا دلوقتى.  ما انا لما باغلب باقول ده بيتهيأ لى مش حقيقى

نلاحظ قول عادل “لما بأغلب”، وهو إما يقصد باغلب من تحمل مسئولية استقبال الداخل هكذا، أو باغلب من محاولة توضيح ما أنا فيه من حيث أن الشم هو شم وليس توهما؟!.

د. يحيى: أنا بقى ما بافرحشى بده، إنه بيتهيأ لك، ياللاّ نشتغل فيه أحسن.

عادل: بس أنا مش معترف بالريحة

د/يحيى: ماهو انت قلت لزكريا إرضى بيها وبتاع.

فتحى: مش معترف بيها؟

فتحى يعايش الرائحة التى تأتية ويستجيب لسوء تأويلها بشكل خطر، على أولاده وزوجته والمحيطين ويعتبرها واقع أوقع من الواقع. ومن هنا جاء تعجبه!.

عادل: آه

فتحى: إزاى بقى

عادل: أنا أصلا شمتها بس، وعايز أعرف إذا كانت صح ولاغلط

د/يحيى: مش انت بتقول لى لازقة فى أنفك! تبقى صح ولا غلط إيه بقى؟ هو الواحد بيشم بإيه؟! بمخه؟

يلاحظ أن موقف الطبيب هو عكس الشائع ففى حين يحاول عادل إلغاء الخبرة، يصر الطبيب على موْضعتها! (= قبولها كحقيقة موضوعية)

عادل: يمكن هى صح

د/حسام: إنت مش شامم! مش أنت اللى شامم.

عادل: أيوه أنا شامم.

د/حسام: خلاص تبقى هى موجودة

د/يحيى: إنت بتشم بأنفك، ولا برأيك

فتحى: (بسخرية) لأ برأيه

عادل: يبدو هذا سخرية من إنكار عادل، وفتحى شديد الانتباه حاضر التعقيب.

د/يحيى: إيه

عادل: بأنفى

د/يحيى: بلاش إنت بالذات يا فتحى

كان قد بدا على فتحى أنه يهم بإستعادة أو (استجلاب) تجربة الشم التى يترتب عليها – حتى هذه المرحلة من العلاج- نوبة هياج تصل إلى التكسير وإيذاء أولاده وزوجته، وقد حدثت عدة مرات أثناء العلاج فى المجموعة وكانت خطيرة نسبياً، ولهذا منعه المعالج من السماح بالتمادى فيها

 العجيب أنه أستطاع تنفيذ هذا الضبط برغم أنها نابعة من الداخل، وهذا يشير ضمنا إلى “كيف نصنع الأعراض” بإرادة داخلية، و بالتالى إلى ضرورة احترام قرارات الداخل من حيث المبدأ. وبمجرد طلب المعالج من فتحى العدول عن التمادى، بعد إرساء علاقة الثقة والاستمرار – استجاب فتحى:

فتحى: أهِى الحمد لله راحت

د/حسام: برضه؟ ماتخلنيش أتكلم

كان فتحى قد حكى لدكتور حسام أن نوبة الشم جاءت له بالمنزل وترتب عليها ما اعتاد من قبل “تكسير الأثاث وضرب أولاده وزوجته حتى الخطر، وكان هذا الحكى أثناء الأسبوع وليس فى المجموعة، وكان الاتفاق مع د. حسام ألا يخبر المعالج الأساسى الذى يمثل لفتحى  والدا فى هذه المرحلة، وهذا ما يشير إليه حسام وكأنه الأخ الذى يهدد أخاه أنه تخلنيش أتكلم، ما تخلنيش أقول لابوك”

د/يحيى: علشان كده مابتكلموش، ماسك لك ذله، علشان كده عمال تقول له مابحبكش مابحبكش

كان فتحى فى نفس الجلسة يقول للدكتور حسام – معاتبا مازحا – أنا ما بحبكش.

فتحى: لأ لأ

د/يحيى: علشان فتان، بيفتن عليك

فتحى: آه هو كل مرهْ بيفتن عليا، أبقى كده ألاقيك (موجه كلامه للمعالج الأساسى د. يحيى) عمال تقول حاجات، وأقول إنت بتعرفها منين، أتاريه بيقول لك على كل حاجة.

د/حسام: تفتكر ليه يا فتحى؟

فتحى: لصالحك ولصالحى

لاحظ الترادف بين صالح المعالج وصالح المريض هنا.

د/حسام: ده إيه يعنى، تسميه إيه؟

د/يحيى: بأقول لك إيه يا فتحى بدال انت مابتحبوش وهو حايمشى بعد مرتين، نخليه يشم الريحة، مَثِّلْ بقى ياحسام

(انتهاء مدة التدريب للدكتور حسام – وهى سنة كاملة-[1]، كانت قد اقتربت.

د/حسام: خلاص بقى أنا مثلت بما فيه الكفاية

(إشارة إلى مقطع سابق فى نفس الجلسة قام فيه د. حسام بالتمثيل،

تبدأ من هنا تجربة نادرة، ذلك أننا حين أعلنا أنه ليس من حق من لا يشم الرائحة التى يشمها المريض أن ينكرها على المريض لمجرد أنه هو شخصياً (المعالج) لا يشمها، افترضتنا أى واحد بما فى ذلك المعالج، يمكن فى ظروف خاصة أن يشم رائحة الداخل بشكلٍ أو بآخر.

ولأن الدكتور حسام شاب متفتح مرن، كان قد قارب نهاية عام التديب، ولم يبق على ذلك إلا أسبوعين، ولأنه تقدم كثيرا فى مسار نموه معالجا وإنساناً، قبل هو، كما شجع المعالج الأكبر أن يمارسان تمثيلية صغيرة، تدعم عدة فروض.

أولا: إنه لا فرق – من حيث المبدأ – بين مريض وشخص طبيعى لو صح أن ثمة قدرة على أن تستقبل الحواس ما بالداخل، مثلما تستقبل ما بالخارج.

ثانيا: أن التمثيل بين الأسوياء (المعالجين) يسمح لهم بخبرة نادرة لتحويل إدراكاتهم المبرمجة على الحياة العادية جدا، حتى يتمكنوا من احترام وتقمص مرضاهم ومن ثم علاجهم.

ثالثا: أن المرضى يطمئنون أكثر حين يرون احتمال أن آلية  إمراضهم موجودة عند المعالجين مع الفارق أن المعالجين يتعاملون معها وبها فى اتجاه مآل النمو، بدلا من مآل المرض (راجع قول زكريا للدكتور يحيى فى بداية هذه الحلقة “هوّه ما يقدرش يديرك” عندك الإمكانيات اللى تقدر تديره بيها “وكان الكلام عن الجان داخل الدكتور يحيى”، باعتبار أن هذا ما يمكن للمريض أن يشاهده ويطمئن إلى احتمال المآل الإيجابى من مرضه، إذا ما وجد أن التركيبة مشتركة بينه وبين أى بشر حتى المعالج.

التمثيلية الآتية تمت بين د. حسام ود. يحيى، حيث أخذ الأخير دور حسام الآخر، الذى من حقه أن يشم الداخل فى حين أخذ د. حسام دور حسام – المدافعْ – defensiveالذى ينكر هذا الاحتمال ويدافع عن تماسكه “واحدا”ً ليس له علاقة إلا بالخارج، ثم حدث تبادل للأدوار ليتبقى ما يتبقى.

د/يحيى: خلاص بقى إيه؟، ياللاّ يا حسام، أنا حسام إللى شامم الريحة وانت..؟؟

عادل: (منزعجا مما يجرى) إنت بتلعب كده يا دكتور

د/يحيى: آه بالعب، مش إنت شايف العيل فىّ على طول

كان عادل قد أشار سابقا إلى أن الطفل بداخل الطبيب الرئيسى يصله طول الوقت أثناء العلاج.

عادل: بس انت حاتستفاد منه إيه يا دكتور حسام؟ وأنت يا دكتور يحيى؟

يبدو هذا تحذير طيب للدكتور حسام ألا يدخل التجربة.

د/يحيى: أنا حستفاد منه إيه؟ من ناحية باعلّمه، ومن ناحيه باجننه عشان يكبر.

عادل: واحنا بنتعلم برضه

التقط حسام الفائدة بسرعة، وأثر التجربة.

د/يحيى: سامع هوّا قال إيه يا حسام!

د/حسام: فهمت، أنا موافق نتعلم ونتجنن ونكبر.

د/يحيى: الحمد لله، الدور والباقى على اللى مش قادر يتجنن.

(اختار الدكتور حسام أن يبدأ بلعب دوره العادى، دور حسام المدافع الذى يرى أنه لا يشم إلا الخارج، فى حين أخذ د. يحيى دور حسام الآخر المرن المتفتح للداخل، الذى من حقه أن يشم الداخل مثلما يشم الخارج لينطلق).

د/يحيى/حسام (1) الداخلى (فى دور حسام الذى يشم الداخل والخارج مهما كان ناتج ذلك):

 أنا حسام إللى من حقى أشم إللى أنا عايزه،

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

(موجها كلامه للدكتور حسام) الروائح جوَّا أحلى من بره ألف مره، يا جبان إنت وصى عليّا،

 (يسكت حسام العادى (2) مرة)

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

خرست يعنى.

د. حسام/حسام (2) المدافع

…..، شِمّ زى ما انت عايز.

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

مش قادر ما هو انت وصى عليّا زياده عن اللزوم لأنك دكتور جبان.

د. حسام/حسام (2) المدافع

يالّلا واللى يقدرعلى التانى

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

أنا شامم روايح الجنة

د. حسام/حسام (2) المدافع

لأ (إذا كانت) روائح الجنة؟ يبقى أسيبك تشمها

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

حاتسبنى!! … بأمارة إيه، إنت مين أنت؟ لا يا شيخ! هيا الجنة تحت إيدك؟

د. حسام/حسام (2) المدافع

آه

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

كمان بقيت وصى على الجنة، وماسك مفتاحها

د. حسام/حسام (2) المدافع

آه

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

جاتك أوه، ده انت ماتعرفهاش من أصله

د. حسام/حسام (2) المدافع

مين قال لك كده

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

أنا

د. حسام/حسام (2) المدافع

عرفت إزاى إنى أنا ماباعرفهاش

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

علشان دى خلقة ربنا من جوه، ومن بره تطلع إيه إنت (عشان تعرفها) عمال تحفظ وتْسمَع، وتحفظ وتسمع كتّكْ خيبة، بتعالج العيانين إزاى؟ تحفظ وتروح تقول لهم الكتاب!!، إيه الخيبه الأويه دى، مش لما تحترمنى الأول (تقوم تعرف العيانين).

د. حسام/حسام (2) المدافع

ما انا بحترمك

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

ما هو إنت مش مدينى أى حق أتحرك إلا بوصايتك، إشمعنى ده بيشم ، وده بيشم (يشير إلى عادل و زكريا)، لقوا إللى بيعالجهم، الدنيا ماتهدتش

د. حسام/حسام (2) المدافع

خلاصِ شمّ زى ما انت عايز

د/يحيى/حسام (1) الداخلى

طب ادينى فرصة، والله العظيم تلاته، لو ادتنى فرصه حاتبقى حلو

د. حسام/حسام (2) المدافع

خلاص اديتك فرصه زى ما إنت عايز

بمجرد ما وافق حسام المدافع، وكأنه خسر الجولة، اقترح المعالج الأكبر ما يسمى “تبادل الأدوار“،

 وهى آلية شديدة الأهمية فى هذا النوع من العلاج، لأنها تجسِّد للمريض (والمعالج) من خلال التمثيل، الاحتمال الآخر لموقفه الظاهر، وعادة بعد أن تنتهى التمثيلية التى قد تستغرق دقيقتين أو أكتر أو أقل، بتوضيح الدور ونقيضه، بشكل يحفز استمرار عملية النمو بأقل قدر من الكبت، احتراما للدورين عادة.

وهكذا، بعد هذا القبول من حسام المُدَافع بالسماح لحسام الذى من حقه أن يشم اقترح المعالج الأكبر تبادل الأدوار.

د/يحيى: خلاص نتبادل الأدوار

د.حسام: نتبادل الادوار

د/يحيى/حسام (2) المدافع: حسام الذى كان مدافعا ثم سمح (ثم ها هو يتراجع)،

شم زى ما أنت عاوز يالاّ، أنا أديتك الفرصة أهو دكتور نفسانى بيشم ريحة! يانهار أسود ومنيل

د. حسام/حسام (1) الداخلى

أنا شامم ريحة

د/يحيى/حسام (2) المدافع

شامم ؟!  لأ طبعا، ده تمثيل

برجاء ملاحظة أن حسام يمثل عكس ما كان يمثله فى الدور السابق تماما وبصدق أوضح.

د. حسام/حسام (1) الداخلى

شامم

د/يحيى/حسام (2) المدافع

ريحة إيه

د. حسام/حسام (1) الداخلى

مش عارف .ريحة غريبة مش عارف هى إيه

د/يحيى/حسام (2) المدافع

يااااااااااااااا

د. حسام/حسام (1) الداخلى

ريحة حلوة

د/يحيى/حسام (2) المدافع

الله يخرب بيتك انت أتعديت من العيانين؟

د. حسام/حسام (1) الداخلى

دى طبيعة ربنا

د/يحيى/حسام (2) المدافع

يانهار اسود ومنيل

د. حسام/حسام (1) الداخلى

زى أى حد دى طبيعة ربنا

د/يحيى/حسام (2) المدافع

ريحة غريبة مش عارف إيه هيّا؟.

د. حسام/حسام (1) الداخلى

آه، ريحة أول مرة أشمها

د/يحيى/حسام (2) المدافع

حاتروح فى ستين داهية . الكلام الهبل اللى بتعملوه فى الجروب ده حا يخليك تتجنن.

د. حسام/حسام (1) الداخلى

إذا كان هو ده الطبيعى أسيبه يطلع، إيه المانع

د/يحيى/حسام (2) المدافع

طبيعى إيه ونيلة ايه!! الطبيعى هوّا اللى مكتوب عندنا فى الكتب

د. حسام/حسام (1) الداخلى

الطبيعة دى باعرفها كل يوم فى الجروب

د/يحيى/حسام (2) المدافع

خلّى الجروب ينفعك

د. حسام/حسام (1) الداخلى

اللى بيبقى بيبقى

د/يحيى/حسام (2) المدافع

بيبقى إيه ونيلة إيه. حتى الجدع ده (يشير لعادل) عاوز يلغيه، كل الناس عاوزة تلغيه، فتحى برضه بيلغيه ويطلّع بدله الوحش اللى بيكسّر بيه الدنيا، انت فاهم إيه.أنت صدقت اللى بيحصل فى الجروب. صدقت دكتور أهبل عمال يجرب فى الناس.

د. حسام/حسام (1) الداخلى

الموجود موجود

د/يحيى/حسام (2) المدافع

إيه هو اللى موجود .انت أتجننت يا د ياحسام

د. حسام/حسام (1) الداخلى

اتجننت!! لا طبعاً.

د/يحيى/حسام (2) المدافع

أنا حسام اللى بحق وحقيق

د. حسام/حسام (1) الداخلى

خلاص

انتهت التمثيلية:

د.يحيى: (معقبا) خلاص إيه ونيلة إيه الله يخرب عقلك يا د. حسام إيه اللى جرى؟ هو فيه ريحة غريبة بحق ولأ إيه.

د.حسام: خلاص راحت دلوقتى

د.يحيى: أهو قاَّلك راحت . بذمتك ما حصل حاجة فى مناخيرك

د.حسام: لأ

د.يحيى: بذمتك؟ إمال إيه اللى راحت؟

عادل: (يتدخل) الموضوع مش كده

د.يحيى: انت مصدق يا عادل أن هو ماشمش. هو قال لأ، وأنا مصدقه. مصدقه علشان خاطر ماشى بعد أسبوعين، قرّب يخلص التدريب بتاعه .إنت مصدق لما كان حسام بيلعب وقال: فيه ريحة غريبة عمرى ما شمتها قبل كدة، وكويسة، مصدق إن هو بعد كده يقول ما حصلش، أنا بامثل بس، إنت مصدقه 100% إنه ما حصلشى ولا 99% .ما انت شفت قدامك

عادل: 99%

د.يحيى: احنا عاوزين نشتغل فى الواحد فى المية ده، أنا بتاع الواحد فى الميه فهمت؟ يعنى إنت مصدق 99 % إن هو ماشمش ريحة و1% ممكن يكون شم، ولا ماشمش يبقى نشتغل فى الواحد ده موافق يا عادل؟

لاحظ أن الكلام مع عادل وليس مع د.حسام، وأن عادل هو الذى كان يحاول أن يسمى الهلوسات التى يعايشها تهيؤات، مع أنها تكررت وظهرت بهدوء فى عدة أشكال (روائح) كما بينا

د/ يحيى: (يكمل لعادل) 99 ما شِّمشْ  1 % شم  موافق، مش كده

 فتحى: انت كنت عمّال تقنعه

 د/ يحيى: أقنعه إيه؟ هو فيه اقناع مع اللى جرى (5) إقناع إيه اللى فيه؟

 عادل: طيب انا متاكد إن انا مش شامم حاجه ومش هاشم حتى لو تغصب عليا ان انا اشم

عادل هو الذى ينكر، وهو يتكلم عن نفسه وليس حسام، وكأنه ينفى ما أقرّه فى بداية الجزء الأول من الجلسة ووصف روائح متعددة بشكل تقصيلى والآن ينكرها تماما (أنظر سابقا).

د/ يحيى: أنا حا اغصب عليك؟  يا عادل دا مناخيرك هيه اللى بتقول، حا غصب على مناخيرك؟

 عادل: انا متهيألى بقى إنى باشم

 د/ يحيى: حا تقول متهيألى تانى؟ اللى شفته قدام عينك إيه!!؟ ولو احتمال 1% احتمال  إن د. حسام  شم  ولو حاجة غريبة مش قادر يحددها، ولو بعيدة، ولوأى حاجة، الراجل خد1 % باحترام  1 % لأنه ضامن .. إنه حايكمل واحدة واحدة.

 فتحى: يا دكتور وبعدين الشم مش أى واحد يشمه كده وبس، انا عن نفسى لو شميت ما أظنش حاقعد كده، باكلمك  جد، يعنى اللى هو بيشم حا يقولك انا باشم وخلاص، الشم ده بييجى لى بيخنق ويخلى دموعى تنزل، ما باطقْشي نفسى خالص، لأ مش كده  الشم مش كده يا دكتور

فتحى يقارن التجربة التى جرت فى المجموعة بما يحدث له حين تعاوده نوبة الشم، وما يعقبها من انفجارات

 د/ يحيى: يا فتحى أنا قلت لك إحنا بنختلف عن بعض زى البصمة، مافيش حد زى التانى؟

 فتحى: ما هو غصبن عنى (باقارن).

 د/ يحيى: هو لازم يعنى الشم بتاعى يبقى زى شم عادل؟ زى شمَّك؟

 فتحى: بس ما بيقعدش ساكت لو جاله شم زى ما بيقول …

 د/ يحيى: يعنى ماكان زكريا قاعد وشم ريحه، وبرضه قعد ساكت، هو لازم الريحه تبقى مش عارف إيه  وتشعلل ويتتبعها  المصائب،  كل واحد بيشم اللى جوه يعنى لما نفترض يعنى  نفترض إن  حسام شم ريحه 1% عادل هوّا اعتبرها 1 % لكن غريبة وبعيدة ومختلفة وفى ايده (مش سايبه) مش كده يا حسام، احفظ الأربعة دول أحسن تروح فى 60 داهيه

 د/ حسام: انا قربت خلاص

فتحى: اهو اعترف خلاص، بقى  هو كده اعترف، اعترف وغلط مش لازم يعترف تانى

 د/ يحيى: يا خبر  اسود، ايه رأيك يا فتحى طيب افرض بقى علشان تعرف مسؤليتنا يا دكاترة، افرض الدكتور حسام اعترف حتى بالـ1 %، ده لا قدر الله لا قدر الله، وكِبرْتْ معاه وهو نايم، يعنى  فى الحلم  مسموح  يا حسام إن الواحد يبقى كام

 د/ حسام: 99

 د/ يحيى: لا  انت مستعجل على إيه خليها،  20% يا راجل  20% من 1% رضا، وبعدين صحى لقاهم 5 % إفرض يا حسام بصيت لقيت الـ 1 % بعد حلم طيب طيب، علشان انت قلت ربنا حنون بصيت لقيت 1% لقيته بقى 5 % بعد ما كانوا 20% فى الحلم سيبك بقى من 80 و90 و95 (تعمل إيه ساعتها يا حسام)

د.حسام: أقبلها

الخبرات التى تتحرك هكذا بصدق فى الخبرة، يمكن أن تقلل من آثارها فى اليقظة، ليعاد ترتيبها وتشكيلها فى الحلم، فتكبر فى سلام، وهذا – من الفروض التى سبق تقديمها- وهو سبيل النمو

د.يحيى: (لعادل) سمعت دكتور حسام قال إيه يا عادل قال اللى أنت كنت بتقوله. ليه بقى وانت من أول الجروب كل همك إن احنا نلغيها، يمكن الإلغاء أسلم، طبعاً بَلاَ وجع دماغ، بس ياريت، أديك شفت إن حسام لما عمل الحكاية البسيطة ودى، وأنا مصدقه طبعاً شوية مش شويتين زى ما أنا مصدقك، دكتور حسام عمل حاجة بسيطة وهوه مطمن لحاجات ومطمن جواه، ومطمن لينا، ومطمن للحركة، أظن يعنى لازم تيجى سليمة بالشكل ده ما ينفعش يا عادل تتعلم من دى حاجة نحترم بيها اللى موجود لحد ما يتولّف كده مع بعضه، أدى اللى أنت بتقول عليه نعمل أيه نعمل ايه؟ المسألة عايزة وقت، وحركة، واخد بالك إزاى. الوقت مهم يبقى محتاجين واحدة، واحدة، حركة حركة، أديك بتيجى الجلسات وبتشوف.

عادل: باقولك مش شامم حاجة . أه مش شامم حاجة، أنا مصدقه خلاص مصدق د. حسام بس أنا لأ.

لاحظ الفرق بين ما قاله عادل فى أول المجموعة ووصفه بالتفصيل من رائحة الكاوتش إلى رائحة الفيران إلى رائحة البول .. الخ

كل ذلك بعكس ما حدث فى التمثيلية، فهو حين رأى احتمال أن شم روائح الداخل هو شئ يمكن أن يمارسه الشخص العادى، انطلقت الدفاعات التى تمنع حتى الأعراض من أن تؤدى وظيفتها المرضية فراح ينبرى لإنكار الأعراض مؤكدا أنه “بيتهيألى ” وأنه “أنا مش شامم حاجة”، كل ذلك خلال أقل من ساعة.

د.يحيى: يعنى انت مش شفت التجربة اللى احنا عملناها مع دكتور حسام؟ نلغيها ليه؟ حانخاف تانى ليه؟ حانخاف من داخلنا؟ اللى هوّا احنا

عادل: طالما هو فى الاصل غلط

د.يحيى: غلط؟ داخلنا غلط؟ لو حاتسميه غلط، حايكبر، ويخليك لوحدك وينط لك فجأة ويبهدلك، وتبطل شغل، ونيلة وأطران يبقى غلط إزاى

د.حسام: يا عادل مش انت قلت إن النسبة 1%

عادل: أه

د.حسام: يبقى فيه نسبة والسلام

د.يحيى: (لحسام) هو صحيح 1% يا حسام إنت صدقت عادل .أنا بقول عليك أنت

د.حسام: صدقته أه

د.يحيى: هو صدق ولو بنسبة 1%، احتمال يكون شامم أكتر، بس فى الظروف اللى احنا فيها دى شكلها كده كفاية، مع إنها حاجة تانية خالص غير اللى بتطلع غصب عننا ونسميها مرض وهلوسة.

……………..

…………….

الخلاصة:

راجع الفروض التى وردت فى بداية اليومية بنفسك،

 وأكون شاكر لو علقت على ما وصلك من احتمال نفيها أو تحقيقها،

 حيث مازلت أبحث عن المنهج وأتعرف على المتلقى،

 ولست واثقا من جدوى ما أقدم.!!

[1]  – مدة التدريب هى سنة كاملة كمعالج مساعد، بعد سنة كاملة تسبق ذلك من المشاهدة خارج المجموعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *