نشرة “الإنسان والتطور“
5-10-2011
السنة الخامسة
العدد: 1496
إبداعى الشخصى
الشعر المقصلة(1)
-1-
والوشم حبّاتُ الزبيبِِ والعرقْ،
حلمات أثداءِ الأمومةِ والطبيعةِ والشبقْ.
والليل يشرق ساطعاً من وجه عملاقٍ رقيقْ،
حَمَلَ البدايةَ والمصيرْْ،
فتُـطلّّ من عَينْيهِِ أحداثُ الليالى الصامتةْ،
قامت تمطّـت بعد دهرٍٍ ثائرٍ،
فى الكهف سرُّ الكونِ والبعث الجديدْْ،
رحـمُُ الحقيقِة والأجنّةُ كامنهْ،
فى البئر تنتظرُ المطرْْ.
-2-
يــا إبن أمّّ:
كيف السبيلُ إلى المياهِِ الغائرهْ؟ تروى القبورْ؟
من بعد ما مات الخلودْْ؟
والعين أطْفَأَهَا رماد الجرى فى غَيْرِ المحاجرْْ،
والقلب منقوع السآمهْ؟
-3-
أصدرتُ أمراًً غائما من فوق قمّة الهرمْ،
من مخبإ الصممْْ:
يا لمعة الحذاء فى حفل المساء،
ما بين سادةِ عجمْ.
فضّ الغطاءََ وابتسمْْ،
فمضى الشعاعُُ السيفُ يخترقُ المدَى…،
فأُثيرُها ظلماءَ عاصفة،
تجلو الملاِمحََ فى غَيَاباتِِ الحَزَنْ
-4-
وغرقتُُ فى سحب الدخان والشواءِ والشرابِِ والعْدمْْ.
فرأيته شطرا من الشعر انتظمْْ،
حسدا جبانا مهربا من بعدنا عنا.
أعدمته بشرَاََ،
صيـّرته رمزا قتيلا بين أصداء النغم.
حرفا تقلّب داميا من وخز هزات القلم.
***
نادَى الخليفةُ حاجبهْ،
دخَلَ النديم مُهلـّلا
قرأ القصيدة فانتشى،
قد راق مولانا الغناء.
الخرطوم/باب اللوق 26/2/1981
[1] – كان اسم القصيدة الأصلى مقصلة الشعر، كتبت مسودها فى الخرطوم إثر ما أثارته فىّ عرض عملاق نحيف من الجنوب (البوير) لا يتكلم إلا لغته القبلية التى لم أميز فيها إلا اسم قبيلته (ولست متأكدا من صحته) وصلنى شديد الجمال، وهو يعرض علىّ مسح حذائى وأنا فى صالة استقبال فندق الهلتون، فاعتذرت، وتعاطفت معه، حتى هاج بى الشعر، فإذا بالقصيدة تحل محله (تقريبا)، فاعتبرت أن الشعر أفسد العلاقة بيننا!!!!