“يومياً” الإنسان والتطور
14-8-2008
العدد: 349
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى (حلم 81)
أخيراً ذهبت إلى القصر ورجوت البواب أن يبلغ الهانم أن الفائز بجائزتها حاضر ليقدم الشكر بنفسه إذا تنازلت وسمحت بذلك ورجع الرجل بعد قليل وتقدمنى إلى بهوٍ راعنى جماله وضخامته ولم تلبث أن عزفت الموسيقى لحن الإقبال فأقبلت الهانم تتهادى فى ابعادها الفتَّانة فقمت لألقى خطاب الشكر ولكنها بحركة رشيقة من يديها كشفت عن ثدييها وأخذت من بينهما مسدساً أنيقا وصوبته نحوى فنسيت الخطاب… وأخذت أنصهر من قبل أن تلمس الهانم زناد المسدس.
التقاسيم
….انصهرت فوجدتنى فراشة تتمايل تعزف بألوان جناحيها المبرقشين لحنا جديدا شجيا لم يخطر على بالى ولم أكن أحسب أن كل ذلك الجمال كان بداخلى، فحُمْت حول ثدييى السيدة، وحططت فى الخندق الدافئ بينهما فلم تفزع ولم تهشنى، وكان المسدس مازال مصوبا نحو المكان الذى كنت واقفا فيه، أخذت أتنقل بين الثديين وابتسامة السيدة تتسع مرحبة، ثم انتفضت حتى تصورت أنها الذروة حين سقط المسدس من يدها، فعدت فورا إلى صورتى الآدمية، والتقطت المسدس وقذفت به من النافذة، وأخرجت شهادة الجائزة من أوراقى، وكذا ميداليتها فى العلبة الأنيقة، ووضعتهما على المنضدة أمام السيدة الرائعة،
وانصرفت دون ان أنظر خلفى
***
نص اللحن الأساسى (حلم 82)
أسعدنى جدا أن يتولى شئون المؤسسة المدير الجديد على الرغم من أننى لم أشارك فى انتخابه. ولكن كلما أثنيت عليه، تصدى لى إخوان بالسخرية، فسرت حائرا بين الإعجاب من ناحية والسخرية من ناحية أخرى ولكنى رفضت اليأس رفضا تاما.
التقاسيم
… وحين اشتدت الأزمة والحيرة وألح الأمل، والمدير يتمادى فيما هو فيه وحوله برغم كل المقاومة والمعارضة والرفض، دفعت الباب ودخلت عليه دون استئذان وكأنى اقتحم حصنا، وبمجرد أن رآنى همَّ أن يقوم ووجهه كله غضب، ربما ليطردنى، لكن المكتب كان شديد الاتساع فعاد إلى مقعده واستعاد هدوءه وسألنى:
– من أنت؟
قلت: أنا ممثل أصحاب المصلحة
قال وهو ينظر إلى الباب: وأين السكرتير
قلت: ليس على مكتبه
قال: سأريه.
قلت: ليس ذنبه فحاجة الناس لقضاء حوائجهم، تبرر اختفاءه.
قال: ليس ذنبه؟؟! إذن ذنب من؟
قلت: ذنب الذين انتخبوك، وذنبى
قال: هل تشك فى الديمقراطية
قلت: أنا أشك فى نفسى، ثم إنى لم أشارك فى الانتخابات
قال: أحسن
قلت: لو كنت شاركت فى الانتخابات لا نتخبتك، وتحملت المسئولية معك.
قال: رأيتَ كيف؟!
قلت: مسئولية أن أخلعك وأرفع الظلم عن الناس
وإذا به يقوم قومته الأولى، وبدلا من أن يتجه نحوى، فوجئت أنه يختفى من على الكرسى، وأكتشفت أن الحجرة كانت خالية منذ دخلت،
ولم أياس، ولم أتراجع.