“نشرة” الإنسان والتطور
6 -11-2008
السنة الثانية
العدد: 433
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى: (حلم 105)
جميع الرجال فى حيٍّنا يحلقون رءوسهم فى صالون عم عبده انجذابا للحسناء الجالسة خلف صندوق النقود وتمنينا جميعا أن تتحسن حالتنا المالية فنحلق ذقوننا كل صباح فى رحاب الجمال وذات يوم وجدتنى أسير فى طريق متألق الجمال والنقاء وإذا الحسناء مقبلة نحوى من بُعد قريب حتى إذا حاذتنى التفتت إلىّ فجأة وأخرجت لى لسانها وبسرعة مذهلة تحول وجهها إلى كتلة خشبية سميكة ملونة فذعرت وسارعت مبتعدا غير أنه ترامى إلىّ صوت ضحك فنظرت ناحيته فرأيت الحسناء تراقص الأسطى وهما فى غاية الحيوية والمرح.
التقاسيم:
…كان الرقص على الرصيف فى أول الأمر، فتوقفت تحت شجرة ليست بعيدة بحيث أراهم ولا يريانى، وأنا أمتلئ غيظا وحسدا يتزايدان، وتمنيت أن يعود وجهها الخشبى ليراه الأسطى مثلما رأيته، لكن كان وجهها يزداد تألقا ومرحا، أما الأسطى فأخذته النشوة، ويبدو أنه لمحنى فأراد أن يغيظنى أكثر فانطلقا يرقصان وسط الشارع الخالى نسبيا غير عابئين بالمارة، وفجأة ظهرت عربة من عربات الشباب ذات الباب الواحد وكأن الأرض قد انشقت لتظهر ومرقت مسرعة وصدمتهما وهما فى حال، لم أفرح أو أشمت ، بل أسرعت إليهما أنقذ ما يمكن، كذلك فعل بعض المارة، نظرت فى وجهها فرأيت نفس تعبير المرح والسعادة، لكن جسمها الراقص الجميل هو الذى أصبح كتلة من مطاط بارد مع أن الدم كان ما زال يسيل منه، التفت لأرى ما أصاب الأسطى فلم أجده، ووجدت الناس ينظرون نحو السماء ففعلت مثلهم، فإذا به يعلو فوق الأشجار صاعدا وهو يرفع قبضته وإصبعه الإبهام إلى أعلى علامة التفوق والجودة.
****
نص اللحن الأساسى: (حلم 106)
غزا الوزارة نبأ بأن انقلابا قد وقع فى الصباح الباكر فتجمع الموظفون حول التليفزيون واستمعنا إلى البيان الأول فقال موظف قديم أنه سمع هذا البيان فى مطلع شبابه أما أنا فاكتشفت فى زعيم الانقلاب صديقا حميما ومن فرحتى أعلنت الخبر فأسر لى صديق بأن الحياة سوف تضحك لى، فقال الموظف القديم أنه قد تضحك لى الدنيا وقد أعدم بدون محاكمة.
التقاسيم:
.. سألته وهل لى فى ذلك دور أستطيع أن أقوم به لأتجنب المصيبة وأحظى بالمراد، قال: نعم، طبعا، قلت: ماذا أفعل؟ قال: تفعل مثلما فعلت أنا حين سمعت البيان الأول فى الزمان الأول، قلت له وماذا فعلت؟ قال: أقفلت التليفزيون ولم أعد إلى فتحه أبدا.
****