“يومياً” الإنسان والتطور
25-9-2008
السنة الثانية
العدد: 391
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
حلم 93
على سطح بيت قريب رأيت أثاثا يرتب وينمق فسألت، قيل لى إن صاحب ذلك البيت حول بيته إلى معهد ثقافى بالمجان قانعا بالمعيشة فوق السطح فأعجبت به وأكبرته وعزمت على حضور بعض دروسه ووجدت المكان غاصا بالبشر وقال الرجل إن درس اليوم سيكون عن الثور الذى يحمل على قرنه الأرض، وصدمنى قوله بشدة ففرت منى ضحكة ساخرة فاتجهت نحوى الوجوه شاخصة بالغضب. أما الرجل فرمانى بنظرة عابسة وهو يشير صامتا إلى باب الخروج.
التقاسيم
… لم أخرج ولم يُصِرّ، ومضى الرجل فى درسه ووجهه يتحول أمامى إلى وجه ثور بقرن واحد لكن ليس عليه أى شئ، لا أرض ولا سماء، ويبدو أننى ابتسمت فسكت الرجل وزغر لى، ثم أكمل…
وحين انتهت المحاضرة، همست إلى الذى كان جارى، هل رأيتَ ما رأيتُ أنا؟ قال طبعا ولكن لا تسألنى ماذا رأيت، فمضيت أكمل: وهل لاحظت أنه لا توجد كرة أرضية فوق القرن؟
فانزعج الجار وصاح بى: “هل أنت أعمى”؟
* * *
حلم 94
خمسة انقضوا علىّ شاهرين المطاوى فسلبوا نقودى وفروا بسرعة مذهلة ولكن بعض ملامحهم انطبعت على ذاكرتى ومنذ وقوع هذا الحادث تجنبت المشى منفردا فى الشوارع الجانبية غير أن الشارع الرئيسى لم يكن يخلو من متاعب. فذات يوم وجدت المرور متوقفا والناس متكدسين على الجانبين وما لبث أن جاء طابور من سيارات عديدة ولما مر أمام ناظرى مؤخرة الطابور لمحت وجها انشق لمرآه قلبى فجعلت أنطق “يخلق من الشبه أربعين”.
التقاسيم
سألت أحد الوقوف بجوارى ينتظر مرور الموكب حتى نعبر الشارع آمنين “موكب من هذا”، قال لى: “ألا تعرفه”؟ قلت له: لقد وقع لى ذات يوم حادث سطو بالإكراه وأنا فى طريقى إلى منزلى، وهو طريق جانبى لا تمر به سيارات ، قال لى: “ما دخل هذا بذاك”؟ أنت الآن فى الطريق الرئيسى الوحيد، قلت لكن “الشبه” هو هو!!! وأنا لا أشك فى ذاكرتى” قال لى: “شبه من يا هذا؟ هذا موكب يفسح الطريق ويختبر الأمن لزفة كسوة الكعبة” قلت له: “ولكننا فى ديسمبر”، قال: “ما دخل ديسمبر برمضان الكريم”؟ قلت له: الله أكرم.
ومضيت بعيدا عن الموكب وعن الرجل وعن الشارع الرئيسى وعدت إلى طريقى الجانبى انتقل من حارة إلى حارة أضيق فأضيق حتى وجدتنى فجأة قد انتهيت إلى ميدان كبير جدا، وقد اشترك كل الناس بالآلاف فى ذكرٍ راقصٍ واحد، وعرفت أنه المسجد الأحمدى، والذكر يقوده بإنشاد عذب سيدى أحمد البدوى شخصيا احتفالا بفك قيد الأسرى جميعا، وحل طلاسم الفلسفات من كل الملل والأديان والمذاهب.
قلت لنفسى: الحمد لله، عوّضنى ربى عن نقودى وعن خيبتى معاً.
قال واحد واقف بجوارى: عوّضك بماذا؟
قلت: أنت مالك!