“نشرة” الإنسان والتطور
1-1-2009
السنة الثانية
العدد: 489
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى: (حلم 121)
رأيتنى أسير فى شارع كورنيش الإسكندرية مستهدفا العمارة التى أرى فى إحدى شرفاتها السيدة الأنيقة بصحبة زوجها وأبنائها الشبان فلما فتر الهدف ذاب المنظر ذوباناً سحرياً ناعماً حتى اختفى وحل محله شارع العباسية ومازلت أسير نحو العمارة الجديدة التى تطالعنى من إحدى نوافذها الفتاة التى لا تُنسى ولكنى وجدت النافذة خالية فقررت الانتظار كالعادة فى محطة الترام ولكنى لم أجد للمحطة أثرا ولا لقضبان الترام أثرا على طول الشارع.
التقاسيم:
… قرصتُ جلد ذراعى فشعرت بألم معقول، عضضت على سبابتى بأسنانى فقفزت أن “آه”….فرحت بالألم وشعرت أننى أصبحت أملك الأزمنة والأماكن والأشياء، رأيتنى أنا الذى فى شرفة الشقة فى عمارة كورنيش الاسكندرية، ورأيت أن فتاة العباسية هى ابنتى ترفل فى ثوب زفاف لم أر مثله من قبل، وهى تزف إلى أحد الشبان من أبناء الشرقية، وذهبنا معا إلى مطار العلمين نودع أخاها إلى كندا، وحين عدت ركبت مترو الأنفاق الذاهب إلى المرج وإذا بجوارى السيدة الأنيقة تبتسم لى فى أدب جم، وحين أقدم الكمسارى ورآها بجوارى ابتسم لها وحيانى، ولم يطلب التذاكر، وعادت فتاتى تطل من النافذة وسمعت صوت الترام يتهادى الناحية الأخرى، وهدهدتنى يد والدة حانية تربت على كتفى وهى تقول:
أنقذتنا يا بطل بالعدم من العدم.
نص اللحن الأساسى: (حلم 122)
الليل سجى فاحتوتنا غرفة وهبتنا الظلمة راحة عابرة وفرحاً حميماً وترامت إلينا من الطريق ضجة فهرعت إلى خصاص النافذة فرأيت قوما يحدقون بشخص مألوف الهيئة وينهالون عليه باللعنات واللكمات وهو مستسلم لا يقاوم حتى شعرت باللكمات تخرق جسدى.
التقاسيم:
أسرعت بالنزول وأنا أشعر أنه مظلوم، وبمجرد أن خرجت من باب العمارة إلى الشارع حتى أشار إلىّ صائحا: ألم أقل لكم؟ ها هو ذا، فالتفت الجميع ناحيتى، وتركوا الرجل، ثم اتجهوا إلىّ جميعا كالمسحورين سيْراً، فهرولةً، فركضاً، فوضعت ذيلى فى أسنانى ورحت أجرى وأنا أسمع ضحكات الرجل المألوف الهيئة تتعالى قهقهة حتى ملأت السماء كلها، توقفت فجأة، فتوقف الجميع وبينى وبينهم مسافة أخذتْ تزداد ونحن لا نتحرك، ثم استداروا وعادوا إلى الرجل الذى كف عن الضحك ينهالون عليه باللعنات واللكمات ونسونى تماماً، ولم أشعر هذه المرة باللكمات تخرق جسدى، لكننى لم أشعر أيضا بلذة التشفى أو فرحة الانتقام، فقد كان يشبهنى تماماً.