“نشرة” الإنسان والتطور
23-4-2009
السنة الثانية
العدد: 601
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى: (حلم 153)
رأيتنى فى قارب شراعى مع نخبة من صفوة القوم تحدق بنا المياه من كل جانب فانقبض صدرى لجهلى التام بالسباحة وارتفع الموج من صمت عميق ينذر بالانفجار فألقت الصفوة بنفسها فى الماء وراحت تسبح بقوة ورشاقة وازددت أنا انتباها وتذكرت الوقت الطويل الذى ضاع فى اللهو وكان بعضه يكفى لتعلم السباحة والتدريب على الإنقاذ من الغرق.
التقاسيم:
… وهدأت الأمواج ولم يحدث الانفجار فلم يحاول السباحون الرجوع، واستمروا يسبحون بفرحة لا توصف، وأشار لى أحدهم أن أقذف لهم بالكرة، ففعلت وأنا بين الغيظ والحقد والحيطة والندم، فراحوا يتبادلون الكرة فيما بينهم بعد أن انقسموا إلى فريقين، والمركب تبتعد عنهم دون أن يلاحظوا، وأنا لا أعرف أى شىء فى قيادتها، وحين بلغت المسافة ما بلغت، بدأت مخاوفى ترعبنى، فرحت أنادى عليهم بأعلى صوتى بلا طائل، وظلوا يبتعدون لاعبين فرحين أكثر فأكثر حتى اختفوا تماما، وحل الظلام، وغلبنى النوم من فرط الرعب، وحين استيقظت فى الصباح وجدت البوليس النهرى يتجه من الشاطئ نحوى، فيقفز منه ثلاثة أمناء للشرطة ، ويقبضون علىّ دون أن يتفوهوا بكلمة، ولم يسألونى سؤالا واحد، وحين سألتهم أنا عن صفوة القوم، نظر أحد الأمناء لى شذرا وهو يلتفت إلى زميليه متعجبا:
هل نحن الذين نسألك؟ أم أنت الذى تسأل؟
****
نص اللحن الأساسى: (حلم 154)
دفعتنى أنا وصديقتى المذيعة أمواج متلاطمة من البشر حتى توقفت فى ميدان صغير أمام سد من البشر لا يسمح بنفاذ إبرة ونظرت فرأيت فى الجهة المقابلة محل الحلوانى الذى اعتدت أن أفطر فيه ولكنى لم أستطع الحركة وقلت لصاحبتى إن برنامجها عن النصر سيتعطل قليلاً، فقالت: على كل حال أنا عندى خبر مثير، فقد مات فى الزحام المجاهد الكبير مكرم عبيد فخفق قلبى حزناً على موت البطل وهناك رآنى نادل محل الحلوانى فوضع بعض الأرغفة فى كيس من الورق ووقف على كرسى ورماه من فوق الرؤوس فتلقفته بلهفة وفتحته ولكن يد صاحبتى سبقتنى إليه وهى تهمس بالمعذرة، وأنا أكاد أموت جوعاً، ثم مددت يدى داخله فلم أجد سوى بعض المخلل الأفرنجى.
التقاسيم:
…. التفت إليها وأنا أشك أنها أخذت كل ما كان فى الكيس إلا المخلل قبل أن تلقيه إلىّ ضاحكة، وسألتها عن ذلك، فقالت إن المخلل هو أنسب للحزن الذى غلبك، أما أنا فيلزمنى كل ما هو حلو وطازج لأكمل برنامجى عن النصر بعد إزالة العطل، قلت لها، وهل ستغيرين الفقرات بعد موت الزعيم؟ فقالت لى: وهل هو أفضل من سعد أو النحاس، لقد ماتا من قبله ومازلنا نحتفل بالنصر، قلت: أى نصر هذا؟ وحتى المخلل إفرنجى؟ قالت: ألستَ معى أنه أفضل من المخلل البلدى؟ أم أنك تريد أن تتسمم بلا علاج؟
وافترقنا دون أن ينصلح العطل.
****