نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 10-12-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4118
من حالات الإشراف على العلاج النفسى
مقدمة:
للتذكرة: هذه النشرة ننشرها من جديد لأنه لم تصلنا أيه تعليقات عليها نناقشها فى بريد الجمعة فلعل فى إعادة نشرها ما يحفز بعض الأصدقاء للمشاركة فهى الحالة (55) أى فى الكتاب الرابع (41 – 60) لهذه السلسلة عن الإشراف، ونأمل بذلك أن نكمل ما ينقص هذه الحالات حتى لا تصدر بدون تعليق مفيد موضِّح.
الحالة: (55)
خيال المريض فى تشكيل الشكوى، وخيال المعالج للتحقُّق منها (1)
د.سميرة: هو ولد عنده 14 سنه حضرتك كنت حولته لى من شهر ونص، وقلت لى عليه إنه قريب من حالة الولد العيان اللى كان فى النشرة
د.يحيى: ماله؟
د.سميرة: هوه كان اتعرض لإيذاء جنسى فى الفصل، وبعد كده حاول الانتحار، فجه لحضرتك قلت لى إنى أقعد معاه وأتابع مع حضرتك وفكرتنى بحالة النشرة، وأنا قعدت معاه حوالى أربعة أو خمسة جلسات
د.يحيى: يعنى أقل من شهر ونصف، مستعجلة ليه؟
د.سميرة: أصل فيه معلومات ما قالوهاش لحضرتك، هو الولد فى الأول خالص ماكانش حكى لى على اللى حصل فى الفصل كان عنده صعوبة قوى، قعد يحكى عن حاجات حصلت قبل كده وهو صغير إن هو اتعرض لـ .. Abuse (إيذاء جنسى) من واحد صاحبه
د.يحيى: كان ساعتها سنه قد إيه؟
د.سميرة: كان حوالى أربع أو خمس سنين
د.يحيى: وصاحبه كان سنه قد إيه
د.سميرة: صاحبه كان أكبر منه كان عنده تمان سنين
د.يحيى: يعنى عيال بيلعبوا!!
د.سميرة: مش قوى، هو بيقول لى إن دى كانت مرة واحده، وهو مش فاكر تفاصيل
د.يحيى: على فكرة أنا مش عارف كلمة Abuse يعنى إيه بالعربى بالظبط، أنا مرة ترجمتها إلى كلمة ضِرَار، خدتها من “لا ضرَرَ ولا ضِرَار، إنما مامشيتشى قوى، ومش لاقى لها ترجمة بالعربى أقدر أسوّقها، ولا حتى بالعامى، وبرضه كلمة “تحرش” بالعربى مش عارف إيه قصادها تحديدا بالإنجليزى، خصوصا إن كلمة Abuse بنستعملها عادة فى الأذى الجنسى بالذات، ساعات يقولوا “اعتداء جنسى” بس هوه مش اعتداء يعنى عدوان، هوه أذى أكتر، أذيّة، هوه أقرب إلى الاستعمال المضِرّ، المهم، الولد ده كان عنده أربع سنين وزميله كان عنده ثمانية، وبعدين؟
د.سميرة: قال لى إن بعد كده صاحبه اللى عمل معاه كده كان له أخ صغير، وهو لما بقى فى أولى إعدادى، يعنى سنه كان حوالى 13 سنة عمل كده مع أخو صاحبه ده، يعنى زى انتقام، كان لسه فاكر الحادثة الأولانية
د.يحيى: يعنى هوه انتقم وخلاص، ولاّ فيه حاجة تانية استمرت؟
د. سميرة: اللى حصل بعد كده إنه قال إنه كان بيعمل حاجات كده فى الشارع مع أصحابه هزار، ولا إيه، ما قالشى تفاصيل
د.يحيى: يعنى إيه فى الشارع؟ يعنى وهما ماشيين؟ ولا بيحوّدوا على خرابة، لو وهمـّـا ماشيين بيبقى فى الغالب لعب عيال، إنتى لازم تشغلى خيالك مع كل كلمة، عشان تتصورى الموقف صح.
د.سميرة: .. هو دلوقتى فى تانية إعدادى، قعد بقى يحكى حاجات أكتر مع اصحابه، ما بقيتشى عارفه ان كان ده خيال، ولا بصحيح.
د.يحيى: طيب ودلوقتى؟
د.سميرة: لأه، بيقول إن كل حاجة وقفت
د.يحيى: وقفت بقالها قد إيه؟
د.سميرة: المفروض إن هو وقـّف من ساعة الحادثة اللى حصلت فى الفصل اللى انا باحكى عليها دلوقتى، يعنى من حوالى ثلاثة أشهر
د.يحيى: الحادثة اللى حاول ينتحر عشانها؟
د.سميرة: أنا مش متأكده إنه حاول ينتحر، ولا هدد بالانتحار.
د.يحيى: أنا برضه مش فاكر، بس أنا شاورت لك عليها ساعة ما حولتهولك مش كده؟
د.سميرة: أيوه، وبعدين أنا لما سمعت الحادثة بتاعة الفصل زى ما قالها لى، ما استريحتش
د.يحيى: ليه؟
د.سميرة: استغربت شوية
د.يحيى: إزاى؟
د.سميرة: أصله بيحكى، إن اصحابه اتلموا عليه فى الفصل، وقلعوه هدومه، وقعدوا يضربوه، من ورا، ويعنى اعتدوا برضه عليه
د.يحيى: كل ده فين؟!! فى الفصل؟
د.سميرة: آه، فى الفصل آه
د.يحيى: والمدرس كان فين؟
د.سميرة: كان بين الحصّتين
د.يحيى: إنتى عارفه إن بين الحصتين ما يزيدشى عن خمسة دقائق
د.سميرة: آه
د.يحيى: يلحقوا يعملوا ده كله فى خمس دقايق؟
د.سميرة: ما هو باين المدارس مش ملتزمة قوى بالمواعيد، يعنى الخمس دقائق دول ممكن يمتدوا لأى حاجة
د.يحيى: يعنى!!! ماشى، وبعدين؟
د.سميرة: فأنا مش عارفه اللى هو بيحكيه ده حصل بصحيح، ولا ده خيال، ولا إيه؟
د.يحيى: الحمد لله، يعنى انتى موافقانى إن حكاية اللى بيعملوه “فى الشارع” مع بعض دى ما تنفعشى إلا هزار من اللى بيعملوه العيال وهم ماشيين، وبرضه حكاية الخمس دقايق، وقلعوه الهدوم واسعة شوية، على فكرة، هوه شاطر ولا نص نص
د.سميرة: لأ، مش أوى، عادى مستواه الدراسى عادى، أو أقل من العادى
د.يحيى: عنده أخوات
د.سميرة: آه عنده أخ واحد أصغر منه بسَنَه، أشطر منه بكتير
د.يحيى: أبوه بيشتغل أيه
د.سميرة: باباه بيشتغل عامل، خادم فى مسجد
د.يحيى: يا خبر!!!، وبيجيب فلوس الجلسات منين
د.سميرة: لأ ما هو بيدفع قليل قوى، حوالى رُبع التانيين
د.يحيى: أنا اللى قلت كده، ولاّ انا قلت لك خدى اللى تشوفيه
د.سميرة: حضرتك كنت قلت مبلغ أكتر شوية، بس انا لقيت برضه ما ينفعشى، نزّلته
د.يحيى: ربنا يبارك لك، بس خلى بالك لحسن تكونى ما اعرفتيش الدخل الحقيقى قد إيه
د. سميرة: لأ، كده كويس، الحمد لله، بس على الله نعمل بيه حاجة
د.يحيى: ربنا يكرمك، بس لحد دلوقتى أنا مش قادر أحدد السؤال بالظبط، أنا ربطت احتمال تدخل الخيال فى الحكاية بتاعة الفصل دى زى ما انت شاورتى ربطتها بدرجة ذكاؤه، بقلة شطارته، إنتى مش خدتى بالك؟ ساعات الذكاء اللى على قدّه بيتعوض بخيال خايب كده ومسطح، ويستمد مادته من أحداث عابرة أو غامضة كده والسلام، وفيه احتمال إن الولد ده عمل كده وهوه بيحبّشها حبتين.
د.سميرة: .. هو كان امتحانات نص السنه كان المفروض حا يدخلها، بس من ساعة الحادثة دى هوه بطل يروح المدرسة، ابتديت أنا أشتغل معاه إنه يروح المدرسة، يروح كده يوم يومين ويبطل، جه وقت امتحانات نص السنه ماجاش الجلسة، وماراحش الامتحانات خالص، وحصل له خوف شديد جداً، فهوه دلوقتى أجـّـل الامتحانات، فمامته بان إنها زى موافقة على كده، فقلت لها مش ده اللى اتفقنا عليه، إحنا قلنا يدخل حتى لو سقط، مش بس كده، وهو طلب يغير المدرسة، وزى ما تكون والدته موافقة برضه، فا دلوقتى إحنا فى نص السنه التانى، لو حوّل، أكنه كده أجل السنه كلها وحانبدأ من السنه الجديدة، وانا حاسه إن فيه حاجة غلط.
د.يحيى: السؤال بقى تحديدا؟
د.سميرة: همّا سؤالين: السؤال الأول: هل أوافق إنه يتنقل من المدرسة اللى هو فيها ولا لأه، والسؤال التانى: هل لو ماراحشى المدرسة يعمل إيه، يشتغل صنعة مثلا، ولا إيه؟
د.يحيى: طيب هوه أبوه رأيه إيه؟
د.سميرة: والده، ووالدته موافقين على الشغل، لو ماراحشى المدرسة يشتغل وخلاص؟
د.يحيى: بالنسبة للسؤال الأولانى، إنت عارفه رأيى من حيث المبدأ فى تغييرالظروف الخارجية عموما أثناء العلاج، أنا عادة زى ما انتِ عارفة، لا باوافق على تغيير السكن، ولا تغيير الشغل، ولا تغيير المدرسة، ده بصفة عامة، أنا من خلال خبرتى باحس إن الحكاية دى عبارة عن “وضع اللوم” كله على شىء فى الخارج، مع إن المشكلة بتبقى جوه، ولا بتتغيرشى عادة بتغيير أى حاجة بره، طبعا فيه حاجات فى الخارج بتبقى زى الزفت، إنما المسألة مش سهلة، ودى بتبقى واضحة قوى لما الست من دول تقول لجوزها نغير السكن، (نغير العتب)، قال يعنى السكن جاهز وممكن نغيره، حكاية تغير مكان الدراسة دى باقابلها أكتر فى اللى بيطلبوا تغيير الكلية، أنا باشترط ساعات على اللى بيطلب التغير، ويتصور إن ده هو الحل، باشترط إنه ينجح الأول فى اللى احنا فيه، فى اللى هوه فيه، وباوعده إن احنا حانبص بعد ما ينجح نشوفه لسه عايز يغير ولاّ لأه، وهل ده ممكن ولاّ لأه، وهل ده مفيد ولاّ لأه، ويبقى التغيير بعد الحسابات دى زى مكافأة نجاحه، يبقى ما سيبناش موقعنا مهزومين، معظم اللى غيروا غصبن عنى ما بطلوش تغيير بعد كده، لا نجحوا، ولا كمـّـلوا، أنا عموما ما باحبش الهرب والاستسهال، ده بالنسبة للكليات والسكن، بالنسبة بقى للسن الصغير اللى زى حالتنا دى، التغيير أسهل، لكن الدلالة واحدة غالبا .
د. سميرة: والدته قالت لى إنهم يعرفوا ناس وممكن يغيروا المدرسة
د . يحيى: ما هو انا شاكك فى استسهال والدته أكتر منه، وبرضه بينى وبينك شاكك فى تفاصيل اللى حصل فى الفصل، فى الخمس دقايق إياهم دول
د.سميرة: ما انا برضه شكيت، بس هوه قال لى إنهم عاقبوا الأطفال اللى عملوا كده، المدرس والمدير، جابوهم وزعقولهم وضربوهم
د.يحيى: يعنى، حادثة زى دى، غريبة كده، ما تتاخدشى بالبساطة دى، ثم يعنى مش برضه هوه اللى قال لك حكاية مسكوهم وضربوهم دى؟، إحنا مش حا نكدبه من غير دليل، بس الحكاية لسه واسعة شويتين، يعنى زملاؤه التانيين اللى كانوا فى الفصل راحوا فين، يعنى إيه تقليع هدومه، أنهى هدوم؟ البنطلون، ولا أكتر من كده؟ وهوه قاوم ولا لأه، وبقية العيال عملوا إيه ساعتها، دا الفصل يا بنتى دلوقتى ييجى أربعين تلميذ، بقية العيال كانوا بيتفرجوا ولا كانوا بيشجعوا، ما حدش من بقية العيال كان شهم ونط يحوش عنه، ويا ترى هوه قاوم قد إيه واستغاث ولا لأه، أنا شايف إن المسألة تحتاج لتأنى قبل ما نصدقها كده زى ما هى، ثم اشمعنى هوه اللى عملوا فيه كده؟ أظن الحاجات اللى انت حكيتها عنه وهو صغير، هى اللى بناء عليها خلته يبالغ فى تصويره للهزار فى الشارع على إنه اعتداء، وجنس، وكلام من ده، الحاجات القديمة دى بتبقى نواه لسوء التأويل، ثم لتحريك الخيال زى ما انتى عايزه، الظاهر إن المسألة لسه متحوشة جواه، وبعدين أيها حاجة تحصل، هو بخياله يقعد يحبشها ويسبكها ويحكيها زى ما عمل معاكى كده، يمكن يعنى، أنا مش متأكد، إنما ده فرض خطر لى وانت عليكى إنك تبحثيه بهدوء
د. سميرة: ما انا حاولت، كان بيكرر نفس الحكاية ويهرب من أى تفاصيل
د. يحيى: ما هو يا بنتى سواء بيهرب من أى تفاصيل، أو بيزود فى أى تفاصيل ويغيرها كل مرة، فى الحالتين احتمال الخيال وارد، ثم أنا لما سألتك عن ذكاؤه وعن شطارته تفتكرى كان ليه، مش أنا قلت لك إن ساعات لما يكون الذكاء على قده، وهوه مش عايز يكمل دراسة، أو مش قادر يجارى الواجبات والكلام ده، وانتى بتقولى أخوه الأصغر أشطر منه، وظروفهم الاجتماعية زى ما انت قلتى، وهوه لسه محوّش جواه الحاجات القديمة اياها، كل ده لمـّا يتلم على بعضه يبقى مادة خصبة للخيال، وسوء التأويل، أى حاجة تحصل، هزار فى الشارع، ضحك وتأليس فى الفصل، يروح خياله قالبها زى ما هو عايز، أو زى ما هو خايف، وهات يا حكى
د. سميرة: طيب وهوه حا يستفيد إيه من تأليف حاجة زى كده؟
د. يحيى: مش برضه حادثة متحبكة ومتشبكة كده مش تنفع سبب وجيه إنه ما يروحشى المدرسة، وما يحضرشى الامتحانات، وبعدين يبطل خالص، وحالتهم الاجتماعية، وموافقة أبوه وامه على كده واضحة من كلامك، يعنى الحالة دى، فى السن ده، وبدرى كده، غير حالات التوقف الدراسى اللى بنشوفها فى الأسر المتوسطة المستورة شوية، لما الأب يبقى مركز على تفوق ابنه وعلى تكملة التعليم، يروح الإبن مزرجن وكلام من ده، لأه المسألة هنا مختلفة، زى ما يكون الكل بيتلكك وناوى كفاية كده، ولو انى بينى بينك أشك انه بيفك الخط من أصله، إنتى بتقولى إنه فى تانية إعدادى، ولو..!! إنتى ما سمعتيش عن البلاوى اللى بتتقال فى الجرايد عن اللى خدوا الإعدادية وما بيعرفوش يقروا ويكتبوا، أظن فى كفر الشيخ ولا دمنهور ولا مش عارف فين، مصيبة التعليم عندنا بقت أكبر مما تتصورى، فهنا لو الحكاية كده، يبقى الصورة اللى وصّلها لك الولد الغلبان ده عن حادثة الفصل، واللى بناء عليها بطل يروح المدرسة، وماحضرشى الامتحان، وبيطلب يغير المدرسة وكلام من ده، كل ده يمكن بيخدم إنه يوقف الدراسة من أصله.
د. سميرة: ما هو ده السؤال التانى، لو بطل دراسة، مش برضه لازم يشتغل فورا؟
د. يحيى: طبعا، إمال حا يقعد يعمل إيه؟ بس خلى بالك التهديد بالشغل هنا مفعوله العلاجى أقل بكتير جدا من لما نقول لواحد أبوه دكتور ولا أمه مديرة مدرسة، إنك يا تذاكر وتنتظم وتمتحن، يا تشتغل عمل يدوى من بكرة، لأه، الحالة دى هنا الشغل ما يعتبرشى تهديد، ده شىء طبيعى، طبعا شىء مطلوب وضرورى فى السن دى، إنما هو شىء متوقع لواحد دى شغلة أبوه، مع تواضع الطموحات اللى موجودة، بس خلى بالك، لو احنا سيبناه يتعلم أسلوب الهرب ده فى مواجهة الصعوبات، سواء بالخيال، أو بالكسل، أو بالانسحاب، فهوه ممكن يعملها فى الشغل برضه، فهنا لازم تبقى الأمور واضحة، يشتغل يعنى يشتغل، ويمكن فى الشغل يطلع أذكى من حساباتنا، إحنا حسبنا ذكاؤه بمستواه الدراسى، الشغل حاجة تانية، لازم قبل ما توافقى على ترك المدرسة، تفهّمى أبوه إن الشغل بالساعة، من الساعة كذا للساعة كذا، وعند واحد غريب، وباتفاق واضح على الأجر، ونصيبه فيه، وكلام من ده، عشان الحكاية تبقى جد جد .
د.سميرة: يعنى أنا اللى اقترح عليهم إنه يشتغل
د. يحيى: طبعا بس تشترطى إنه ما يقعدشى ساكت، يا المدرسة دى، يا أى مدرسة فورا ومش السنة اللى جايه، يا يشتغل من بكره يا يروح المدرسة ويعمل الواجبات النهاردة.
د. سميرة: ما هو انا كل ما اقول له أو أقول لأمه يرجع يروح المدرسة دى، يتحجج لى باللى حصل
د. يحيى: ما هو احنا لسه ما تأكدناش إيه اللى حصل بالظبط، أنا من الاول خالص حاسس إن المسألة لعب عيال، وهوه يمكن زودها حبتين نتيجة للى جواه زى اللى حكاهولك وقلتيهولنا فى الأول، إنت ما تعرفيش الطبقة دى بيتعاملوا مع اللعب الجنسى الظاهرى ازاى وهمّا عيال، الحاجات دى شديدة التواتر، وبتمر عادى كأنها مرحلة نمو، وهزار، ولعب، وعريس وعروسة، وحتى الانتقام من أخو صاحبه الصغير، ممكن يكون هوه زودها حبتين، وما حصلشى كده قوى، بس عشان يرد شرفه قدام نفسه إنه خد بتاره، يمكن، إحنا تربيتنا بعيدة قوى عن تفاصيل الظروف اللى العيال دى بتتربى فيها، أو ما تترباش، فيها، ييجى واحد زى ده يعلق على اللى حصل فى المرحلة دى لحد ماتسيب أثر مش حلو جواه يبقى ذخيرة لخياله، ويخليه فى ظروف ضاغطه يحكى حكايات لها نفس الصبغة الجنسية وأغلبها مهزوز، إشى فى الشارع، وإشى فى الخمس دقايق، يبقى نحط ده فى الاعتبار، من غير ما نتهمه بالكذب يعنى، ما هو الخيال مش كذب كده مرة واحدة، ولاّ إيه؟ الحكاية اللى حكاها بتاعة الفصل دى لازم نفحصها كويس، لازم إذا أمكن نستعلم من المدرسة عن التفاصيل، ولو إن بينى وبينك، تلاقيهم ولا عندهم فكرة، ويمكن ولا مهتمين إن كان دا حصل ولا ما حصلشى، أنا مش عايز أظلم حد، إنما انت لا قلتى لنا إن أبوه كان راح سأل بحق وحقيقى، ولاَّ ما سألشى، ولا قلتى لنا أمه سألت حد من اصحابه ولا لأه،..
د. سميرة: يبقى انا موقفى إيه دلوقتى؟ والوقت بيمر وهو قاعد فى البيت ما بيعملشى حاجة؟
د. يحيى: لأه، إنت تتمسكى بموقفك، وإن لازم تحصلى على معلومات أوضح، وتشوفى بنفسك مستواه الدراسى الحقيقى وصل لحد فين؟ تانية إعدادى؟ ولا تانية روضة؟ بيفك الخط من أصله، تعملى له امتحان خفيف خفيف كده فى العيادة، يقرأ جرنان، يحل مسألة، أى حاجة، وتقعدى تشترطى مرواحه للمدرسة، وتسيبيهم هما اللى يلحوا على اقتراح بديل، زى الشغل، يعنى هما لازم يلحوا، وانتى توافقى فى الآخر، وتحطى شروطك للشغل زى ما قلنا دلوقتى، وإلا المسألة تبقى استسهال فى استسهال
د. سميرة: طيب وحكاية تهديده بالانتحار بعد الحادث ده؟
د. يحيى: طبعا مش حا نهملها، إنما مش برضه الانتحار، أو التهديد بالمنظر ده، مش برضه هو نوع من الاستهسال زى بقية الاستسهالات بتاعته؟
د. سميرة: طيب وإذا راح الشغل وبعدين لقاه تقيل وقال لأه أرجع المدرسة؟
د.يحيى: ده إمتى بقى؟ السنة اللى جاية مش كده؟ ساعتها يبقى نشوف الظروف إيه، ونحسبها سوا سوا، إحنا وأهله، بس على فكرة، أنا يمكن أصمم إنه يرجع نفس المدرسة، إذا كان ده أحسن، وبرضه عشان أتأكد من موقفنا من آثار اللى حصل، إذا كان حصل، وعشان أقفل باب الهرب اللى اتفتح ده، بما فى ذلك هربه المحتمل من الشغل،
د. سميرة: وهل لو كمّل أفتح معاه موضوع الإيذاء الجنسى اللى جه يشتكى منه فى الأول خالص، هوه عموما ما جابشى سيرة للموضوع القديم ده تانى.
د. يحيى: أظن الموضوع ده أصبح دلوقتى فى الخلفية تماما، ويمكن برضه ما يكونشى حصل بالشكل ده، مش احنا قلنا من الأول إن فى الطبقة الاجتماعية دى، ساعات بيبقى لعب عيال، والخيال بيزودها حبتين، من أول أخو صاحبه اللى خد تاره منه، لحد اللعب فى الشارع، لحد الحواديت فى الفصل فى الخمس دقايق، أنا شايف إن موضوع الاعتداء أو الإيذاء الجنسى بقى خلفية مش أكتر، وعشان كده إنتى لازم تتحرى على اللى حصل فى الفصل بأى طريقة، ولو ما قدرتيش تتحرى عليه موضوعيا لأى سبب من الأسباب، ممكن خيالك إنتى يساعدك على تصور الموقف، يعنى كده، تسرحى شوية وبذهنك كده تشوفيها تنفع ولا ما تنفعشى، تتصورى وتسألى وتتخيلى الفصل، وبقية العيال، وتشوفى الفصل كام واحد وتشوفى المسافة بين أول تخته والسبورة قد إيه، وتتخيلى موضع الباب فى أول الفصل ولا فى آخر الفصل، والتختة بتاعته كانت قريبة من الباب ولا لأه، ويا ترى لو كان زعق مين اللى كان ممكن يسمعه، ما هو زى ما هو احتمال إنه استعمل خياله عشان يحبشها كده ويقول الل يقوله، إحنا كمان نستعمل خيالنا عشان نتصور مدى إمكانية إن ده يحصل بالشكل اللى هوه حكاه ده ولا لأه، شوفى الخيال ازاى بينفع فى العلاج، زى ما بينفع فى المرض!
د. سميرة: يعنى هوه انا ممكن أعتمد على خيالى للدرجة دى
د. يحيى: ده مش مجرد خيال، إحنا بنحكّم المنطق واحنا بنتصور بخيالنا اللى حصل، إشمعنى هو فى الأغلب استعمل خياله عشان نضرب اللخمة دى كلها؟!
د. سميرة: آه صحيح، أنا متشكرة
د. يحيى: تعيشى، ربنا ينفع بيكى.
[1] – نشرة الإنسان والتطور: 8-12-2009 www.rakhawy.net