نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 2-12-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4110
من حالات الإشراف على العلاج النفسى
مقدمة:
للتذكرة: اليوم الأحد هو يوم المقتطفات الإكلينيكية والعملية من الإشراف المنتظم، وهذه النشرة ننشرها من جديد لأنه لم تصلنا أيه تعليقات عليها نناقشها فى بريد الجمعة فلعل فى إعادة نشرها ما يحفز بعض الأصدقاء للمشاركة فهى الحالة (68) أى فى الكتاب الرابع (61 – 80) لهذه السلسلة عن الإشراف، ونأمل بذلك أن نكمل ما ينقص هذه الحالات حتى لا تصدر بدون تعليق مفيد موضِّح.
الحالة: (68)
معالجتان، واستغماية “نظرية المؤامرة” (1)... بدون هدف واضح!!!!
د.فتحية: هى عيانه عندها 52 سنه باشوفها بقالى شهرين حضرتك حولتهالى، وبتشتغل فى وظيفة ممتازة، هى كشفت هنا وانت ندهت لى بعد الكشف على طول، وحولتها لى .
د.يحيى: هى كانت بتشتكى من إيه ؟
د.فتحية: هى كانت جايه أصلاً بتشتكى من خنقه، وضيقة، هى الرابعة من عشر أشقاء وغير أشقاء، حضرتك كنت كتبت لها أدويه فى الأول هى عيانه حضرتك فاكرها، هى اللى بتمشى بعكاز عشان روماتزم مزمن متدهور، “روماتويد” متأخر ومشوه مفاصل إيديها ورجليها.
د.يحيى: أيوه أيوه مش هيه اللى بنتها اللى اتقدمت هنا حالة فى الإشراف من أ. “دلال”؟
د.فتحية: أيوه هيه، وانا فى الفتره الأخيره إبتديت أفتـّح معاها فى موضوعات تانية، لكن هى بتزوغ، وبتكتفى بأنها تقعد تحكى عن حياتها مع الأدوية وكده، بس انا اكتشفت كذا مشكله، أهمها إنها مش بتقول لى الحاجه بصراحه، اكتشفت ده بالصدفة لما بنتها بتحكى للأستاذة دلال (المعالجة لابنتها فى نفس المؤسسة) حاجات مختلفة عن لما الأم بتحكى عن نفس الحاجات.
د.يحيى: بتقول الحاجات ناقصه؟ ولا غلط؟
د.فتحية: ناقصه ومش هيه، يعنى بتزينها يعنى، مابتقوليش عن موضوع معين غير لما بنت من البنات تكون مع دلال فى جلسه، وبعد كده الأم بتكتشف إنها حكت حاجة لدلال عن الموضوع الفلانى، فبتضطر الجلسه اللى وراها تيجى تحكيها لى بطريقتها، وحتى بتقول لى إن بنتها قالت لها إنها قالت للأستاذه دلال كذا كذا ، فأنا قلت أقول لك وتحكى بطريقتها حاجة تانية خالص عادة، فأنا بقيت مش عارفه هى مكمله معايا ليه برغم إنها مش بتقول لى الصراحة، دايما حاسة إنها مخبية حاجة، أو مستخبية ورا حاجة، فى الفتره الاخيرة قالت لى إن الأعراض بتزيد عليها جامد.
د.يحيى: الأعراض النفسية، ولا آلام الروماتزم
د.فتحية: لأ ألاعراض أغلبها نفسيه، بتحس بصهد فى جسمها كله وحاجات كده، يعنى الأعراض نفسجسدية Psychosomatic
د.يحيى: طيب، وبعدين؟
د.فتحية: وبتشتكى برضه من الدوا، يعنى قاعده على طول الوقت عاوزانى أغير الدواء، هى كانت ماشيه لمدة سنتين على المهدئات المسكنة اللى حضرتك ما بتحبهاش، زناكس Xanax، وكلام من ده، لما جت لحضرتك حضرتك وقفت ده تماماً وابتديت أدويه تانيه، بقت تقول لى إن الأدوية دى مش مريحاها زى اللى كانت بتاخدها، وإن حضرتك قلت لها أنا ما باريحشى، أنا باعالج.
د.يحيى: ده صحيح، مع إن الست دى بالذات، عشان سنها، وعشان الروماتويد المزمن اللى عندها من حقها ترتاح شوية، بس بالحساب
د.فتحية: .. فأنا حاولت أفهمها كده بس صعب
د.يحيى: وبعدين؟
د.فتحية: وبعدين من أسبوع أو أكتر حصل لها حاجه زى هبْوْ وصهد، وبعدين بروده ورعشه جامده أوى وخوف، ده كان بعد عيد ميلادها بيومين
د.يحيى: أنا فاكر انها قالت لى إن العادة اتقطعت من زمان، يبقى الصهد ده ما نقدرشى نرجعه للحكاية دى وخلاص، وبرضه حكاية عيد ميلادها دى ترجح إنها نفسية، إنت بتشوفيها فى المستشفى، مش كده؟ إيه المشكلة بقى؟ السؤال يعنى؟
د.فتحية: أنا دلوقتى بقيت مش عارفه أعمل معاها إيه، أنا إمبارح هى كانت معايا، رحت داخله فيها جامد، ودى كانت أول مرة أشد عليها، قعدت أقول لها إن احنا بقالنا شهرين ما بنتقدمشى عشان هى ما بتلتزمشى بأى حاجه نتفق عليها: لا بالخروج ولا بإنها تروح النادى، ولا النوم فى ميعاد، وإن سبب اللى البنات فيه يرجع ليها برضه، ولو جزئيا، عشان هى مخلياهم يعيشوا فى دايرة مقفولة عليهم ، ما فيش كلام ولا اهتمام إلا عن المرض والأعراض، وده زاد، وده نقص، فأنا اضطريت بعد شهرين أخش فيها شمال، واقول لأ مش كده، بس انا حسيت إن الدخلة دى كانت بدرى شوية، لأنى ما كنتش عملت معاها علاقة متينة كفاية، مش عارفة هو أنا عملت كده فى الوقت المناسب بعد فترة شهرين يعنى ولا استعجلت؟
د.يحيى: إنتى بتشتغلى علاج نفسى بقالك قد إيه ؟
د.فتحية: شهرين
د.يحيى: السنه اللى بعد الجايه حارد عليكى، أصل الشغلانه دى شغلانه ملعبكة، عايزه صبر وعلام كتير، إنتى بقالك شهرين، يعنى تمان تسع مرات، أخدتى فيهم معلومات قد إيه؟ ومعلومات زى ما بتقولى مهزوزة، وناقصة، ومتلخبطة، وبنتها بتتعالج مع زميلتك فى نفس الوقت، ففيه فرصة للتحقق من بعض المعلومات، ولو إننا مش حانعرف بشكل أكيد مين فيهم أللى بتقول الحقيقة، إنتى عارفة مسرحية بيراندللوا “لكلٍّ حقيقته”، كان فيها حمَا وجوز بنتها، وكل واحد منهم يطلع على المسرح لوحده ويحكى بصعبانية عن إن التانى هو المجنون، وإنه نـِفسه يساعده، لحد ما نصدق، الحَمَا مثلا، وبعدين تختفى الحَما من على المسرح يطلع جوزبنتها يقول نفس الحكاية من وجهة نظره، وإنه صعبان عليه حماته ونفسه إنها تتعالج من غير ما يجرح شعورها، أنا شفت المسرحية دى شخصيا فى باريس، وما كنتش باعرف فرنساوى كويس، لكن التمثيل ما كانشى محتاج فرنساوى ولا عربى بصراحة، قصدى يعنى حكاية إنك تسمعى الرواية من مصدرين مختلفين، من غير اتهام ولا حاجة، كل مصدر يحكيه بطريقته، ده جزء لا يتجزأ من طبيعة شغلتنا يا بنتى، وأظن إنك لازم تستحملى وما تستعجليش فى الحكم مين الصح ومين الغلط، ده حا يفيدك مش بس فى العلاج النفسى، وإنما فى موقفك عموما فى الحياة، بتبقى أقل حسما ووثقانية، Dogmatic ، ساعات بنقعد مع العيان سنين وبعدين نفاجأ إننا كنا بنعمل علاقة على أساس غلط، الست دى بالذات مع الروماتزم اللى عندها، ووظيفتها المهمة فى نفس الوقت، والعكاز اللى ماسكاه طول الوقت ويا ترى بيسندها ولا لأه، من حقها إنها تقول اللى هى عاوزاه، لو انتى تقمصتيها كلها، بالآلام والوحدة، والطموح، والإعاقة، أظن مش حاتستعجلى نهائى، يعنى مش حاتخشى فيها لا شمال ولا يمين بعد شهرين كده. هى بتيجى بانتظام؟ مش كده؟
د.فتحية: أيوه ، بتيجى بانتظام ؟
د.يحيى: أهو ده أهم من إن هيه اتحسنت ولا لأه، الست دى من حقها فى الظروف دى إنها تلاقى حد يسمعها ويرعاها مهما زرجنت، مجرد إنها بتيجى بانتظام ده معناه إنك نجحت تعملى معاها علاقة هى عايزاها، أمال يعنى بتييجى ليه ؟ أنا أقول لك بصراحة، أنا من ساعة ماشفتها أول ما كشفت عليها قبل ما أحولها لك أو أحول بنتها للأستاذة دلال، وشفتها وهى داخله بالعكاكيز أنا استغربت يا عينى هى عايشه ازاى رايحة جاية كده، وأنا فاكر كانت ساعتها بتضحك، وأول ما قعدت وسألتها عن العكاكيز، قالت لى لأ ما يهمكشى، دا روماتيزم وعلق وهوه مصاحبنى ومش عايز يفارقني، وانا اتعودت عليه ما يهمكشى، بصراحة زى ما تكون شافت انزعاجى، أو شفقتى عليها، ورفضتها عشان تخش على الحالة النفسية اللى هى جيه عشانها، وياريت الحكاية كانت عكاكيز وبس، دا الروماتويد مشوه مفاصل إيديها بشكل واضح، أنا مش عارف بتكتب ازاى، وهوه شغلها مهم، ومحتاج كتابة وكده، فى الحالات الإنسانية الصعبة دى المعالج ما بيحسبهاش بكلام العيان والأعراض، بيحسبها بحقها فى الرعاية، والاحترام، وكتير بَتَراجع عن حكاية إنى مش مريَّحاتى، وأقول لأه ما هو لازم تستريح حتى لو توقفنا عند مرحلة الراحة وبس، يمكن نخطى منها نحو العلاج الحقيقى بعد ما تاخد حقها فى الراحة. إحنا حقنا نسأل زميلتنا دلال عن رأيها ما دام هى بتشوف بناتها فى نفس الوقت. إيه رأيك يا دلال؟
أ.دلال: وهو أنا باكمل مع بنتها، ومستغربة على اللى جارى فى العيله دى، هو أنا بقى عندى مشكله برضه، الشغل مع البنات ماشى بصعوبة برضه، أنا شايفه إن الخناقات بينهم بتزيد مش بتنقص.
د.يحيى: إنتى بتتكلمى مع الدكتورة فتحية ولا لأه؟
أ.دلال: قليل قوى، مش زى الإشراف هنا، هى الدكتوره فتحية بتجيلها الأم دلوقتى، و أنا باشوف البنتين، وانا حاسة إن الجميع عايشين زى ما يكونوا فى نظرية المؤامرة، والتخبية، وتحوير الحكى عن المواقف كل واحد بطريقته اللى تبرر موقفه وخلاص، فلما ابتدى يحصل حركه مع البنات، وبالذات البنت اللى أنا دخلتها لحضرتك أستشيرك فى حالتها فى العيادة، وهى اللى ابتدت تتحرك وتشوف نفسها بطريقة تانية، ابتدى يبقى فيه خناقات مع أختها طول الوقت
د.يحيى: أظن الربط بين الحركة أثناء العلاج، وظهور آثار لها بالشكل ده، ولو كانت خناقات، ده دليل على إن العلاج نشط، وغالبا ماشى صح، دليل على إنك ما بتلصميش.
أ.دلال: فهوه اللى حاصل دلوقتى إن الأم مسئولة عن كتير من اللى بيحصل، فيعنى مثلاً فى رمضان عاملين عزومه لقرايبهم، راحوا شقتهم القديمه وعملوا تمثيلية إن هما عايشين فيها، علشان ما يقولوش لقرايبهم إن هما شاريين شقه جديدة، هوه فعلاً الأب كان معاه فلوس كتير، وسابها لهم الله يرحمه، فالأهل كانوا باصين لفلوسهم قوى، وخدوا منهم فعلاً شوية، كل اللى كان مكتوب باسم الاب شاركوهم فيه عشان البنات مالهومشى أخ ذكر، فهما بيخافوا يظهروا الفلوس مع إن الأمور اتسوت بقانون الميراث 100%ـ لكن البنتين والأم بالذات لسه عايشين فى الدور، فلما ابتديت أشتغل معاهم وافهمهم إن المسألة انتهت، وإن فلوسهم دى بتاعتهم مش سارقينها من حد، ولا حد له فيها حاجة بحكم القانون، لقيت إن عملية التخبية دى بتمتد لحاجات كتير غير الفلوس، البنات صدقوا، وبدأت الحركة، اللى من مظاهرها الخناقات الجديدة دى، لكن على مستوى تانى، يعنى فيه بنت منهم مخلصه كلية ألسن، وانا ابتديت أزقها على الشغل، والأم مش متحمسة، حتى إنها بتشتكى للدكتوره فتحية من إصرارى على شغل البنت قوى كده، وتقول إحنا مش محتاجين، وكلام من ده.
د.يحيى: أظن آن الأوان إن احنا نفكر فى اللى بيسموه العلاج الأسرى، ولو بالتبادل، العلاج الأسرى ده غير العلاج الجمعى، ولو إنه بيستخدم بعض آلياته، يعنى كل الأفراد يقعدوا مع معالج أو أكتر، يا إما كده وخلاص، يا إما يستمر العلاج الفردى فى نفس الوقت، وده أظن الدكتورة نهى صبرى، ومنى بنتى كانوا اشتغلوا فيه شوية كتار، ونجحوا نسبيا على حد علمى، وتقدروا تسألوهم إن كان يصلح للأسرة دى دلوقتى، ولا نستنى شوية ، ولا إيه، بس مش متأكد الأم حاتوافق ولا إيه.
أ.دلال: لأ هما موافقين كلهم، إحنا عرضنا الحكاية دى، أنا والدكتورة فتحية ،وتقريبا اتفقنا معاهم، وقالوا بعد رمضان يعنى
د.يحيى: عموماً أنا شاورت على الحكايه دى لما انتى قدمتى البنت يا دلال، المرة اللى فاتت. فاكره؟
أ.دلال: آه، بس مأجلين البدء فيه لبعد رمضان بس أنا مش متأكده الأم حاتستمر فى الموافقة ولاّ لأه، أنا اللى قالقنى إن الست فعلاً مش بتستحمل حاجه تكون حاتغير العلاقات بحق وحقيق، يعنى أنا شايفه إن اللى بتحكى عليه الدكتوره فتحية ليه علاقه بالشغل مع البنات وإنهم بيتحركوا بجد، عشان كده أنا مش عارفه الأم حاتستحمل ده معانا ازاى، أو لمدة قد إيه.
د.يحيى: ما تستحمل ولا ما تستحملشى، إحنا مش حانضحى بحد عشان التانى، الست فى العقد السادس، والبنتين لسه يا دوب بيبتدوا حياتهم العملية، لازم الأم تعرف إن خففان البنات واستقلالهم هوه فى النهاية لصالحها أساسا، بينى وبينكم ما حدش بيتحسن تحسن حقيقى على حساب حد، التحسن بيعـْدِى، يعنى اللى بيتحسن بجد، بيساعد غيره، حتى اللى كان مستفيد من مرضه، ممكن يبقى عنده فرصة إنه يتحسن هوه راخر، هوه ده صحيح مش مضمون، لكن بيبقى علامة إن العلاج ماشى صح، ما هو زى ما المرض النفسى معدى أحيانا، الصحة معدية برضه، وده بنشوفه فى العلاج الجمعى: ساعات تبص تلاقى بعد زرجنة من معظم الأفراد مدة كبيرة، يروح واحد متحسن، يروح التانى محصله، من غير أى حاجة جديدة، يروح هـُبْ كمان واحد، وهكذا، زى ما يكون فيه موجة تحسن حركت الرسائل العلاجية اللى وصلت وتراكمت، وأصبحت جاهزة لظهور آثارها بالشكل ده واحد ورا التانى، وده عكس اللى بيحصل ساعات فى الاتجاه المعاكس، يعنى لما يتحسن أحد أفراد الأسرة ، تبص تلاقى التانى يقلق ويعيا، وده اتكلمنا فيه قبل كده عدة مرات على ما أذكر.
أ. دلال: بس أنا أظن إن فى الحالة دى، إحنا لسه على الناحية السلبية، يعنى تحسن البنات بيخلى الأم تتعب وتقاوم، مش تتحسن.
د.يحيى: الظاهر كده، بس لازم نعتبر دى مجرد مرحلة، خصوصا واحنا بنحضر للعلاج الأسرى بشكل أو بآخر، وبعدين عايز أنبه بوضوح إن احنا ما نظلمشى الأم فى ظروفها دى، لأن زى ما تكون هى معتمدة على اعتمادية البنات عليها، برغم مرضها، يمكن الحكاية دى تختلف لما ياخدوا فرصة إنهم يقعدوا مع بعض فى نفس الجلسة لما يبدأ العلاج الأسرى اللى شاورنا عليه.
أ .دلال: بس هما دول بيقعدوا مع بعض كتير يا دكتور يحيى، دى هيا دى مشكلتهم أنهم مقفولين على نفسهم جداً
د.يحيى : لا لا لا، ده شىء وده شىء، هما لما بيقعدوا مع بعض دلوقتى بيغذوا إمراضية بعض، لكن لما يبقى فيه عامل علاجى يتحط فى وسط المجموعة، بيبقى فيه مسئول نشط مشارك: الدنيا بتختلف، زى العلاج الجمعى، هو مش مجرد قاعدة مع بعض، وإلا كان كل القهاوى بقت جلسات علاج جمعى، دى قاعدة لها قواعد، ومعايير، وخطوات، أنا ماليش خبرة فى العلاج الأسرى، لكن بيتهيألى فيه قواعد مشتركة بينه وبين العلاج الجمعى.
أ .دلال: طيب بالنسبة للبنت بقى الحكاية اللى كنت عرضتها قبل كده وحضرتك قلت نأجلها، خصوصا إن البنت دخلت معانا العلاج الجمعى أنا والدكتور محمود، البنت كانت جاية بمشكلة أساسية إنها مش بتقدر تقول لأصحابها إن باباها متوفى بعد ما قعدت مخبية عليهم سنين بسبب إن أمها كانت مخبية، وقايله لهم إنهم ما يقولوش لحد
د. يحيى: آه افتكرت، دى حكاية غريبة جدا، هوه ده يا ترى اللى خلاكى تقولى إنهم عايشين مع بعض نظرية المؤامرة ، هى الأم اقترحت التخبية دى ليه يا ترى، ولمدة سنين؟ حاجة غريبة جدا !!
أ. دلال: مش عارفة قوى، لكن فى الغالب عشان الحسد والميراث، واللى عملوه قرايبهم إكمن ما عندهومشى أخ ولد، وكده
د. يحيى: برضه مش كفاية، هى ساعات الحكاية تبتدى بكدبة بسيطة كده، وبعدين تعـلـّق، وما يعرفوش يتراجعوا عنها.
أ. دلال: يمكن ده اللى حصل
د. يحيى: بس انا مش فاهم، يعنى هم يخبوا على اصحاب البنت ليه، هما اصحابها دخلهم إيه فى الحسد والميراث؟
أ. دلال: مش عارفة، الظاهر برضه تعليقة، ويمكن لما عاشوا اللى انا سميته نظرية المؤامرة، لقوا نفسهم جوه حاجة سر ما يعرفوش حد، فاستحلوا اللعبة من غير مايدروا
د. يحيى: شطورة، بس برضه غريبة، طيب وانا قلت إيه المرة اللى فاتت عن الحكاية دى؟
أ. دلال: حضرتك المرة اللى فاتت قلت لى إحنا حنأجل ده شوية، فاحنا بقالنا شهرين، وبعدين أنا والدكتور محمود حسينا فى العلاج الجمعى إن البنت دلوقتى بقت جاهزة إنها تعمل ده، يعنى إنها تقول لصحابها من غير ما تستأذن الأم، بس هى خايفة تخسر أصحابها
د. يحيى: تخسرهم ليه؟ وازاى؟
أ. دلال: بتقول إنهم حا يعرفوا إنها كذبت عليهم كل المدة دى، وبالتالى زى ما تكون ما بتثقشى فيهم، وكمان هى نفسها زى ما تكون مش حا تقدر تكمل معاهم بعد ما عاشته طول المدة دى بالكذبة دى
د. يحيى: وانتو عرضتوا عليها إنها تقول لهم أثناء التفاعل فى الجروب (العلاج الجمعى)
أ. دلال: أيوه، وهى طبعاً خايفة تخسرهم ، وعمالة تحملنى مسئولية أنها ممكن تخسرهم، وإن ازاى حا يقبلوها وهى كانت بتكذب عليهم طول السنين دى، بس الدكتور محمود شايف طول الوقت إنه آن الأوان، وإن التأجيل ما عادشى له لازمة، وأنا شايفة إن لازم نحضّر أمها للموضوع ده
د. يحيى: وأمها دخلها إيه فى اصحابها
أ. دلال: ما هى بتقول إنها لو قالت لأصحابها، تبقى خالفت الاتفاق اللى اتفقته مع أمها، وعشان كده لازم تقول لها إنها قالت
د. يحيى: تقول لها، ولا تستأذنها
أ. دلال: إحنا اقترحنا عليها إنها ما تستأذنهاش، تقول لها بعد ما تقول لأصحابها
د. يحيى: ماهو يبقى على الدكتورة فتحية إنها تحضر الأم لفتح الأودة الضلمة اللى اتلموا فيها كلهم كده من غير أى فايدة، ولا هدف، بس الظاهر إن الضلمة ربطتهم ببعض أكتر وخلاص، وكأنهم عاملين عاملة، وأظن علاقة الدكتورة فتحية بالأم لمدة شهرين، وبالشكل اللى هى عرضت بيه الحالة النهاردة، مش كفاية للتحضير اللى بنقول عليه، زى ما يكون فيه إمراضية أكتر من مجرد الأعراض اللى جت بيها البنت أو الأم، يمكن لعبة “الاستغماية” دى، اللى من غير هدف فعلا، هى الأصل، أما الشكوى والأعراض فهما مجرد إعلان عن إن فيه وضع مش طبيعى لازم ينتهى، وعشان كده لازم الحسابات تاخد حقها، والتوقيت ينضبط بحيث العلاج ما يتفركشى لا هنا، ولا هنا
أ. دلال: يعنى نأجل إنها تصارح صاحباتها؟
د. يحيى: أظن كده، بس مش لأجل غير مسمى، عايزين بس العلاقة تتوثق مع الأم حبيتين أكتر من كده، وعلى فكرة مهما أجلنا، لا بد حا تبقى فيه صدمة للأم بدرجة ما، مع إن مش حايترتب على الأم أى أضرار مباشرة ، إلا إنها يمكن تتفقس قدام نفسها إن كل ده ما كانشى له لازمة، أو كان بيخدم حاجة غامضة، يمكن هى نفسها ما تعرفهاش
أ .دلال : الدكتور محمود شايف إن البنت مش حتتنقل نقلة تانية من غير ما تقول لأصحابها وصاحباتها، وإن التأجيل ما لوش فايدة، وإن الصدمة لو حصلت، يبقى نعالجها حسب اللى يظهر ، وهوه شايف إن ده أحسن ما نقعد خايفين من حاجة يمكن ما تحصلشى، بس أنا قلقانة برضه، لإنى حاسة إن الأم حا تشعر زى ما تكون بالخيانة إن البنتين فتشوا السر، وإنهم بالشكل ده بيسيبوها لوحدها، وهى ماعندهاش غير البنتين دول، وفيه بنت أقرب لأمها من البنت التانية، وهى قاعدة مع أمها طول الوقت
د.يحيى : هى دى البنت للى امها قلقت لما انت كنتى بتزقيها على الشغل؟
أ .دلال : أيوه
د.يحيى : أنا برضه باقول نستنى شوية، مش كتير، يعنى أسابيع مثلا، ونشوف العلاقة توثقت مع د. فتحية قد إيه،
أ .دلال : أنا ما أظنش إن فيه حاجة حا تتغير فى الأسابيع دى؟ وده رأى الدكتور محمود زميلى فى الجروب
د.يحيى : ما هو برضه شهرين قليل جداً ، إنتى زى ما تكونى بتنزعى من الأم لعبة كانت مسلياها بشكل غريب مش واضح لها معالمه، وهى ظروفها زى ما سمعتى من الدكتورة فتحية مش مستحملة، حتى لو كانت بتلعب استغماية مع الناس باستعمالها بناتها بالشكل الغريب ده، الظاهر المسألة طلعت أكبر من العلاج الأسرى والكلام اللى احنا قلناه فى الأول، بس سواء كده أو كده البداية لازم تكون بإننا نرجع للواقع بأى تمن، وهو ده إللى حا يهدينا للخطوة الجاية
أ. دلال: يعنى البنت تقول، ونشوف؟
د. يحيى : إيه رأيك يا دكتورة فتحية؟
د. فتحية: أنا ميالة لرأى الأستاذة دلال، ما فيش داعى للتأجيل
د. يحيى: طيب وإذا انقطعوا كلهم عن الجلسات؟
د. فتحية : ما أظنش
أ. يحيى: وانتى يا دلال
أ. دلال: برضه ما أظنش، وبعدين يبقى إحنا عملنا اللى علينا، واللى يحصل يحصل
د. يحيى: أنا ابتديت أقتنع برأيكم، إن كده أحسن برضه
أ. دلال: أنا مستريحه لحضور البنت للجروب، أكتر من حضور الأم للدكتورة فتحية
د. يحيى: عندك حق ، واستمرار البنت حتى لو الأم قطعت، أظن حا يجرجر الأم تكمل، وفى الغالب حاتكمل على مستوى تانى
د. فتحية: يارب يكون ده صحيح
د. يحيى: إنتى وشطارتك بقى
أ. دلال: أنا شايفة إن مهمة د. فتحية أسهل
د. يحيى: التساهيل على الله
أ. دلال: ربنا يوفقكم.
[1] – نشرة الإنسان والتطور: 9-3-2010 www.rakhawy.net