نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 12-1-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4151
مقتطف من كتاب:
قراءة فى النفس البشرية
(من واقع ثقافتنا الشعبية) (1)
الفصل التاسع:
فصل فى: الحرمان والشبع والطبقية (2)
المثل الرئيس:
“إطعم مطعوم، ولا تطعم محروم”
قراءة التراث مسئولية خطيرة، يقول صلاح جاهين “إفعل أى شيء تقرره، وستجد مثلا يبرره”وهو يعنى بذلك أن الأمثال يمكن أن تبرر الشيء ونقيضه، وأن وظيفة استخدامها لاحقة لا مرشدة أو هادية أو باعثة على طول الخط، وصلاح يدعونا بهذا التحدى أن نتوقف لنتساءل: هل الأمثال” تبريرية، أم تقريرية، أم تنبيهية، أم توجيهية؟
هنا تقع مسئولية القراءة، التى هى مسئولية إبداع التراث بوعى يقظ.
فيقال- من أبحاث أكاديمية “عظيمة”!!- أن نسبة كبيرة من أمثالنا تبرر الطبقية!!، أو تدافع عنها، فهل هذا صحيح؟ فإن صح، فهى معلومة خطيرة مؤلمة، لأنها مستوحاة من المثل الشعبى الذى لا يصدر بمرسوم فوقى، ثم إن هذا ”الفوق” هم القلة التى نادرا ما “تقول”، وهى حتى لا تردد الأمثال، وإنما تسمعها، وقد لا تفهمها، إذن: كيف أن الغالبية من عامة الناس، تردد ما لا ينفع إلا القلة من عالم الفوق؟.
ألا يحتمل أن يكون هذا “التقريرللواقع” الذى يصدر من حدس الناس هو تذكرةٌ مثيرة، وتحـدٍّ جدلىّ صعب؟
لعل من أكثر الأمثال العامية إيلاما لى على الأقل – لأول وهله- هو مثل يقول:
“إطعم مطعوم، ولا تطعم محروم”
فكيف بالله يقول لنا هذا المثل أن الذى عنده يأخذ ويُـزاد، وأن الذى هو أوْلى بسبب حاجته وحرمانه، يـُهمل ويُحرم أكثر؟
هناك احتمالات تكمن وراء هذا القول، لابد أن نواجهها قبل أن نتسرع بالرفض، أو بالتفسير السطحى، مثلا: احتمال أن الناس رضيت – قسرا ولا شعوريا - بالحرمان، أو احتمال أن المثل موضوع ومدسوس على العامة (من قبل أصحاب المصلحة والسلطة).. إلى آخر مثل ذلك (وهذا وارد أحيانا!!).
ومع ذلك فما وراء المثل من أرضية يمكن أن يرجع إلى “حقائق” لا يصح هزها ابتداء، لمجرد أن نـُرضى عواطف زعم المساواة، ودعاوى العدل المناوراتى، نعم نبدأ بالحقائق، ثم نرى مسئوليتنا تجاهها.
فثمة معلومات من واقع الواقع، أو العلم الملاحظاتى، أو المنطق السليم تقول:
1- إن الذى لم ينل القدر الأساسى من أى حق، هو الذى قد لا يعرف أن هذا هو حقه أصلا، فهو لا يعرفه، ومن ثـَُمَّ لا يمارس المطالبة به.
2- إن الذى “لم يعرِفْ، لم يـَذُقْ”، (تطبيقا لمبدأ “من ذاق عرف”) فإذا ما أُعـْطـِى من هذا الذى لم يعرفه، لم يطعمه (فيستطعمه) فإنه إما لا ينتفع به أصلا، أو أنه سيستهين به جهلا (3) أو أنه قد يضعه فى غير موضعه نشازا، فيثبت فى جميع الأحوال أنه لا يستأهله، وبالتالى لا داعى لإعطائه “منه” [لا تضع طعامك أمام الخنازير، فإنها تدوسها].
3- أو أن الذى حـُرِمَ “جدا”، إذا أعطى بعد فوات الأوان، فإنه لا يشبع (لا النافية)، فيظل يأخذ بلا نهاية، وهذا ما سبق أن أشرنا اليه بما أسميناه الوجود المثقوب (إذ قد ألتهم الواحد منكم تلو الآخر…. دون شبع)، (من فرط الجوع التهم الطفل الطفل..) (4)، كل هذا جائز، وهو أحد وجوه الواقع (المر).
ولكن هل يعنى ذلك أن نحرم صاحب الحق من حقه لأنه لا يعرفه؟ أو لا يطالب به، أو لا يستطعمه؟
إن هذه الدعوة تجرنا إلى رفض الحكم المطلق على العامة بقولنا: “إيش عرفهم فى الحرية” أو مقولة بعض المستغلين عن ضحاياهم، “لا تعطهم حتى لا تـُـفـَـتـِّـح عيونهم”..الخ- وكل هذا لا يفعل إلا أنه يزيد من ظلم واقع، ليس للمظلوم إسهام فى نشأته، فقد لحق به الظلم وهو ضعيف صغير لا يستطيع أن يدفعه أصلا، فهو، لم يعرف أصلا أن له حقا حتى يقول “أريده”.
ولكن دعونا نتعمق فى استجابة المحروم لحرمانه فنقرأ المثل من جديد فنعيد القول مستشهدين بأمثلة أخرى ما أمكن:
(1) قد لا يدرك المحروم أصلا طعم ما يحتاج إليه كما ذكرنا، وقد يعبر عن ذلك، أو يعيـِّـرونه بذلك بقولهم:
“إيش عرف الفلاح فى أكل التفاح”
والأصعب والأقسي.
“إيش عرف الحمير فى أكل الزنجبيل” (5)
(2) وقد يستغنى المحروم عن حاجته أصلا، ما دام ليس عنده “الثمن”، بل إنه قد لا يدرك حقيقة الثمن، رغم إدراكه ملامح “الحاجة” وهنا يعلن بكبرياء الرضا، وإباء المستكفى (ولو رغم أنفه) أنه:
اللى ممعاهوش ما يلزموش
بل أنه يرفض ابتداءً قبل أن يُحرمْ، بما يوازى أنه:
“إن فات عليك الغصب، إعمله جوده”.
وهذه الدرجة هى درجة أعلى وأكرم، من إلغاء الحاجة أصلا، لأن المحروم هنا هو الذى ”يجود” بإلغاء الطلب الذى بلا جدوى، وهو يلغى إعلان الحاجة، ولكنه لا يستطيع أن يلغى الاحتياج ذاته.
(3) وقد يكملها المحروم المحتاج بألا يكتفى بالاستغناء، بل إنه يتنازل عما له طوعا خانعا، وكأنه يكملها رضوخا للواقع:
“خلـِّى الـمـِـيـَّـهْ.. تبقى مـِيـّــهْ وواحد”
وهذه المهانة الذاتية فى تعميق العبودية، قد تحمل نوعا من التحدى بالعبودية مما يذكرنا، مرة أخرى، “بجدل العبد والسيد” عند هيجل، فكلما إزداد العبد عبودية، إزداد السيد وحدة.. فموتا، ومهما يكن من أمر الاستسلام المتحدى، فهو مرحلى بحكم الضـَرورة، وإذا كان التمادى يحمل خطر التأجيل، فإن به مزية رفض “الحل الوسط” الذى يوهم العبد بعدم العبودية تحت رشاوى تخديرية مشبوهة، وكثير من الأمثال يعلن هذا التمادى فى التنازل لدرجة نستشعر معها أن المسألة ليست تنازلا ذليلا، بل تحديا خفيا:
“طلب الغنى شقفة، كسر الفقير زيـُـره
كاتْ الفقير وكسه، ياسـَـوّ تدبيره” (6)
ونحن لا نستسلم لـِوَصْمِ هذا السلوك بسوء التدبير، إلا على المستوى السطحى فحسب، أما مِنْ عمقٍ آخر، فقد يصدق ما ذهبنا إليه من حكمة تعميق الواقع تحديا وإصرارا.
وفى نفس الإتجاه يقول مثل آخر:
“إذا شفت الفقير بيجرى
إعرف إنه بيقضى حاجة للغنى”
وهذا كله ليس إذعانا وتسليما على طول الخط، ولكنه واقع مؤلم ومنذر يثيرنا لتغييره.
(4) وقد يتعامل المحروم مع حرمانه بالانتظار، سواء فرض عليه الانتظار من خارج بالوعود والتأجيل، أم أوهم نفسه به، بالصبر والتحمل، وكأن المحروم يحذَرُ أكثر من مغبة الانتظار بلا جدوى، فما أمـر وأقسى أن يقول عن نفسه أن:
“موت يا حمار على ما يجيلك العليق”
فإذا كان هذا هو موقف المحروم من حرمانه، فما هو موقف المجتمع الأوسع من لعبة التمييز المتصاعد هذه؟
للأسف، إن ظاهر المجتمع- إلا فى فترات التحول الثوري- يميل إلى الاستمرار مهما كانت المعادلة خاطئة، والقوى المتصارعة غير متكافئة، من مدخل بيت شعر يقول:
تحالـَـفُ الناسُ والزمـَّـانُ، فحيث كان الزمان كانوا”
- وهذا ما يؤكده أمثال: مثل:
الغنى غـَـنـُّـوا له، والفقير إيه يعملو له”
أو “الغنى شكته شوكه، بقت البلد فى دوكه
والفقير قرصه تعبان قالوا بطلوا كلام”.
كل ذلك تعميق وتثبيت لواقع صعب.
لكن يبدو من عمق آخر أن هذا كله موقف الظاهر لا أكثر ولا أقل، لأنها ضد برامج البقاء وتكريم الإنسان التى لا تنتظر الاعتراف من خارجها فالحق لمن يستحقه، وليس فقط لمن يطالب به، والقياس بذلك مثلا أن الطفل لا يختار أن يتكلم لغة مفهومة، هذا حقه لأنها قدرته، فإذا حرم طفل منذ الولادة من أى صوت من الأصوات البشرية، فإنه لن ينطق أصلا، ولا يصح فى هذه الحالة أن نتصور أنه صنف آخر من البشر لا يصح أن ينطق حتى يطالب- بنفسه- بحق النطق، وعلى نفس القياس، فان ذلك الأمـِّىَ الذى لا يعرف القراءة والكتابة، إذا أعطيته كتابا “هدية” فإما أنك تسخر منه أو تتعالى عليه، أو تعايره، لأنه لن يستعمله أصلا، إذ هو لن يفك رموزه ابتداء، فلن يستفيد منه بداهة، أما ذلك الذى يقرأ ويكتب (الذى تعلم كيف يقرأ ويكتب لأنه كانت لديه الفرصة) فإنك إذا أعطيته كتابا، فقد يقرأه، وقد لا يقرأه، فإذا جاء أحدهم وقال لك: لا تعط ِ الأمـِّىَ كتابا، فهو لا يقرر واقعا دائما، وإنما هو ينبه إلى نسيانك مرحلة أسبق وألزم وكأنه يقول “علـِّم الأمى القراءة قبل أن تعطيه كتابا”.
ولعل هذا ما يعلنه هذا المثل المؤلم فى عمقه الحقيقى.
أى أنه يعلن أن من تجاوز الانتباه إلى ضرورة تكافؤ الفرص المبدئية الأولية، فإنه لا ينبغى أن يتمادى فى ادعاء المساواة، حتى إذا عجز المحروم أن يستعمل، أو يستطعم، أو يتفهم طبيعة ما حرم منه أساسا، قيل إنه هو الذى استغنى عنه، وأنه بالتالى لا يستحقه.
وكأن هذا المثل المحورى فى هذا الفصل “إطعم مطعوم، ولا تطعم محروم” هو مجرد إعلان لمستوى معين من الوجود الطبقى، فهو يعـرى نتيجة ظلم سابق، ولكنه أبدا لا يرسى قاعدة ولا يرضخ لواقع.
وعلى ذلك فإذا كان هذا المثل الشعبى يعلن حقيقة ً ما، وأنها نقطة بداية فحسب، وتذكرة لما كان ينبغى أن يكون فى “الوقت المناسب” أى أنه ما كان للمحروم أن يحرم لدرجة تصل به ألا ينفع له عطاء بعد ذلك، وما لم نأخذ هذا المثل بهذا المنطق، فنحن نتهم المثل أنه يؤكد أن يظل المحروم محروما، والمطعوم مطعوما إلى ما لا نهاية.
الحدْس الشعبى لم يقل أن تطعم ”شبعانا”، بل مطعوما، والمطعوم هو الذى استطعم الشيء حتى تـَـذَوَّقه فعرف قدره، فهو يقدره إذا ما أُعطيه، فيضعه فى مكانه، وينتفع به وقد ينفع به، لأن من استطعم الشىء الذى ميزه انسانا، لا يستطيع أن يعيش مكتفيا بحق منفرد هكذا، بل هو أحوج ما يكون إلى أن يتيح الفرصة لغيره، بما أعطى فيعطى، حتى تتسع دائرة إنسانيته، وهذه التفرقة هى التى تظهر حين نتذكر أن المثل لم يقل “إطعم شبعانا” وإنما قال ”اطعم مطعوما” أما الشبعان فقد نهى عن إطعامه وكأنه يقول بما لم يقله: “الأكل فى الشبعان خساره”، لأن الشبعان الذى يقبل أن يأكل بعد الشبع، إنما يمثل خطرا أكيدا على دائرة العطاء الدائمة التوليد للدوائر التالية، فهو يمثل دوامة تدفع إلى القاع، ولعل هذا الشبعان الذى لا يشبع (لا النافية)، أو الذى إذا شبع لا يفيض على غيره من ناتج ارتوائه، وإنما يغوص فى دوامته الذاتية، هو الخسيس (وهو غير المطعوم وغير المحروم!) الذى يعنيه الموال الذى يقول:
أصل الخسيس لو شبع زى السباخ لو زاد
بيتلف الأرض ولا بتجبش زرعتها
وهنا تنبيه جديد إلى أن للعطاء حدود، وحدوده هى حاجة الفرد إلى الآخر، وحاجة المُعطى للعطاء فى نفس الوقت، ثم قدرته على الفيض بهذا العطاء، ثم نوع وقدر عائده عليه وعلى غيره، وقد يكون المطعوم هو الذى أخذ أكثر من حاجته، فى حين أن الشبعان (دون استطعام) لا يهمه إلا أن يلتهم ويلتهم حتى يغمى عليه، إذ لا يستطيع أن يتوسط أو أن يكف عن الاستزادة حتى لو كانت الزيادة مفسدة: وهكذا يـُكـْمـِلُ الموال:
والملح حُسْن الطعام وبيفسده لو زاد
وشجرة ما فيهاش ثمر يا سوء زرعتها
فالإطعام له حدود، ووظيفة، وجرعة مناسبة، وإن لم يساهم إطعام المطعوم فى التقليل من عدد المحرومين باستمرار، فلا جدوى منه، لأن العطاء والعمل والزرع والكلمة، كلها تـُقـَيـَّمُ بعائدها على دوائر الأكثر فالأكثر من البشر الأحوج فالأحوج، والعائد هو الثمر الذى ينتفع به، ويكمل الموال:
عـَمـَلْ مافيهش أمـَلْ يبقى بلاش مـِنـُّـهْ
وشجر ما فيهش تمر برضه بلاش منـُّـهْ
وخلف ما فيهش نـَفـَعْ غوّر بلاش مـِنـَّـهْ
وهكذا نتبين كيف أن الحدس الشعبى منتبه تماما إلى أن المسألة ليست مجرد “دعوة” تقول لمن يأخذ: أن يعطى، ففى فترات “عدم الأمان العام” والاغتراب الذى يثير التنافس حتى الغل، لا نتوقع لا من المطعوم ولا من المحروم خيرا، الأول قد ينسى طعم ما طـَعـِم حتى يصبح شبعانا (خسيسا) لا يشبع، والثانى قد يفقد الأمل فى أى حق، حتى يتنازل حتى عن بعض ما فاض عليه من فضلات، ويتفكك الناس عن بعضهم تفككا يعلن موت الكيان الاجتماعى بالعزلة، واللامشاركة:
خليك فى حالك بلاش اللف عالفاضى
ما عدش فيه حد يستحمل بلاوى حدّ
وهكذا قد تـُجهض مسيرة دوائر العطاء الحتمية التى تعطى للمجتمع صورته الإنسانية وتصبح القاعدة هى “نفسى وبعدى الطوفان” الا ما ندر.
فى الألف واحد ملان بيكب عالفاضي
والغـِلّ بـَحـْرُه اتـَّـسـَـعْ أصـْـبـَحْ مـَـفيشْ لـُـهْ حدّ
وقبل أن نختم هذه الرحلة الصعبة، نستأذن القاريء فى إعادة إثبات الموال “على بعضه”، علـَّه يقرأه بنفسه لنفسه “معا” دون تجزئ بالشرح، ثم نرى:
أصل الخسيس لو شـِبعْ زى السـِّـباخْ لـو زادْ
بـِـيتلـْـــفِ الأرض و لا بـِـتـْـجـِـــبـْـش زْعـــــِـــتـْـهـُـا
والملح حُـسـْـن الطعام….. و بيفسـُـدُه لـو زادْ
وشجرَهْ مافيهاش تمر يا سوء زَرْعـِتـْهـَـا
عمل مافيهشى أمل يبقى بـــلاش منــَّهْ
خلف ما فيهش نفع، غـــــوّر بـلاش منه
خليك فى حالك بلاش اللف عالفاضى
ما عدش فيه حد يستحمل بلاوى حدّ
فى الألف واحد ملان بـِيـْـــكـُبّ عالفاضــي
والغلّ بحره اتـَّسـَع أصبـح مفيشْ لـُهْ حـَـدُ
خلاصة القول:
إن المثل الشعبى لا يـُـقرأ وحده.
وإن التفرقة بين مضمون الكلمة والأخرى، كلها فى سياقها، هام جدا، ففرق بين “المطعوم” و”الشبعان”، وبين “المحروم” و”الخسيس”.
إن المثل ليس- فقط- تقريرا لواقع، ولكنه تذكرة -أيضا- بما ينبغى.
فنحن لا نعلم كيف نشأ المثل، ولكننا نعرف، أو ينبغى أن نعرف، أين يوضع، وما هى دلالة نشأته، وكيف نتعلم منه.
[1] – المقتطف: من الفصل التاسع: فصل فى: الحرمان والشبع والطبقية” (ص: 87) كتاب (“قراءة فى النفس البشرية” من واقع ثقافتنا الشعبية) (الطبعة الأولى 2017)، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب يوجد فى الطبعة الورقية فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net
[2] – مجلة الإنسان والتطور، عدد يوليو 1985
[3] – يحيى الرخاوى ديوان “أغوار النفس” الطبعة الأولى: 1978، ص197، دار الغد للثقافة والنشر- الطبعة الثانية: 2017 – مركز الحضارة للنشر.
وذات مرة قديمة باكرة، كتبت شعرا مباشرا يقول فى هذا المعني:
“إيش يفهم فى الغنوة الأطرش؟
إيش يفهم فى الصورة الأعمي؟
إيش يفهم محروم من يومه، فى الحنية، والذى منه؟”
[4] – يحيى الرخاوى ديوان “سر اللعبة” قصيدة “جلد بالمقلوب” الطبعة الثالثة 2017
يتلمظ بالداخل غول الأخذ .. فأنا جوعانٌ منذ كنت
بل إنى لم أوجدْْ بعدْْ
من فرط الجوع التهم الطفل الطفل
فإذا أطلقت سُعارى بعد فواتِ الوقتْ، ملكِنىَ الخوف عليكم.
اذ قد ألتهمُُ الواحدَ منكم تلو الآخر، دون شبع
[5] – الزنجبيل، تنطق أحيانا الجنزبيل، وهو شراب حار، ثمنه فوق المتوسط، يوجد عند العطارين، ويقال أن له فوائد طبية متعددة، ولا يشربه إلا الندرة، والمقصود هنا هو أنه شراب الخاصة من البشر. يشربونه فى ظروف خاصة، ناهيك عن أكله
[6] – ناقشت هذا المثل مطولا فى مقال سياسى نشر فى مجلة “وجهات نظر” نوفمبر 2002، وهو موجود بالموقع لمن شاء الرجوع إليه www.rakhawy.net