نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 13-1-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4152
مقتطف من كتاب: “حكمة المجانين” (1)
الفصل الثالث: مع الناس، والزمن، والحب، و”الآخر”
(214)
إذا استغنيتَ عن الاحتياج للناس، فلاتنسَ حاجة الناس إليك،
وسوف تعرف من خلال ذلك أنك تحتاجهم أكثر وأطيب
(215)
بالرغم من أن الحقيقة واحدة، فالآراء والطرق للوصول إليها- أو ادّعاء ذلك -، تعد بآلاف الآلاف، راجع اختيارك فى كل مرة بمقياس العمل والناس، والعمل للناس، والعمل مع الناس،…..وأنت واحد منهم، من هؤلاء الناس،
وعليك أن تحذر:
* لمعة السراب،
* وهُلامية السحاب،
بقدر ما تحذر:
* رجْع الخواء،….
* وصدَى الهواء.
(216)
مازال – ولن يزال- رأى المجموع أكثر أمنا من رأى الفرد، حتى ولو كان أقل صوابا، لكن رأى المجموع ليس دائما بعدد الأصوات بل بفاعلية الوعى الجماعى.
فى لحظات التحول العظيمة قد يتقمص الفرد روح المجموع بعض الوقت، لا مانع، ولكن: علينا أن نعرف كيف نفرق بين، هتلر وجيفارا، وبين ماوتسى تونج ونلسون مانديلا، وبين غاندى وستالين.
(217)
اقرأ نفسك فيهم عبر الزمن، فإن تراكمت آثار خيرك فى أعمالهم، فالوعى الجمْعى أصدق من كثير من قاعات المجالس النيابية ومجالس الجامعات، بل ومن بعض سجلات التاريخ وكثير من الأيديولوجيات.
(218)
إذا أصبحت لحظاتك مثل بعضها، فقد توقف الزمن لديك، والبقية فى حياة من يملأ بعدك ما كان ينبغى أن تملأ به أنت هذه اللحظات، فهو أوْلى بها إذا نجح أن يملؤها بما هو مختلف، له، لكم، لنا.
[1] – المقتطف من كتاب “حكمة المجانين” (ص 162-163) (الطبعة الأولى 1979، والطبعة الثانية 2018) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net وهذا هو الرابط،