نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 25-4-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4254
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (120)
قمنا برحلة إلى المملكة التى تغنّى بروعتها الشعراء وهناك انضم كل فرد إلى المرشد الذى اختاره ينتقل به من مشهد إلى مشهد ومن جبل إلى بحيرة ومن متحف إلى مقبرة وقال المرشد: إنه لم يبق من الرحلة إلا الحديقة البللورية ودعانا إلى شئ من الراحة والتأمل كى لايصدمنا الانبهار فسألنا: وهل ثمّ انبهار يفوق ما شاهدنا من أحياء وأشياء، فابتسم المرشد وواصل السير ونحن فى أثره.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
لم نعرف كيف يمكن أن نرتاح أو نتأمل ونحن ننتظر انبهارا أكبر من قدرة خيالنا على الانبهار، ثم بدأ الركب فى التحرك، وكان لا بد من السير على الأقدام فالطريق إلى الحديقة غير مصرح بسير السيارات فيه، ولا هو صالح لذلك، وطال المسير دون أى أمل فى الوصول، حتى بدأ بعضنا يتسرب من الجمع، ويقف تحت ظل شجرة، أو بجوار غدير، وخاف المتبقون أن يحل الظلام وقد قاربت الشمس على المغيب، وحين وصلنا إلى الساحة الكبرى، نظرنا فى الأفق فإذا قرص الشمس قد احمر حتى صار مثل الجمر المشع، وقد لامس الأفق، وبدلاً من أن يتوارى رويداً رويداً حتى يغيب، وأغلبنا يقاوم خوفه من حلول الظلام قبل أن نصل إلى الحديقة البللورية، إذا بقرص الشمس يرتفع رويداً رويداً نحو وسط السماء من جديد، والسحب تحيط به وكأنها تحتضنه فى حنان رقيق دون أن يفقد لونه الأرجوانى، وجلجل صوت يقول: هذه هى الحديقة البللورية، فهلل الجميع وكبروا وحطّ حمام كثير فى الساحة الكبيرة، واستطالت الأشجار حتى كادت تلامس الشمس.