نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 27-12-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4135
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (103)
ماذا جرى لبيتنا؟ جميع المقاعد تلاصقت وسمِّرت قوائمها فى الأرض وخلت الأسقف من المصابيح والجدران من الصور والأرض من السجاجيد فماذا جرى لبيتنا؟
قالوا بأنه إجراء لتأمين البيت لتعدد حوداث السطو على المنازل فقلت دون تردد إن السطو أحب إلىَّ من القبح والفوضى.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
رحت أحاول تحريك المقاعد وتحريرها من المسامير بكل أدوات النجارة والحدادة التى عثرت عليها بالمنزل، وهم يثنونى عن ذلك لكننى كنت مصمما، ووعدتهم بتعويضهم لو لم أنجح بأى مبلغ يطلبونه مطمئنا لما عدت به من عملى فى الخارج طوال هذه السنين، فصدقونى وتركوا لى البيت مطالبين أن أتصل بهم حين تنتهى المهمة. رحت أواصل عملى بجهد لا يلين لكن المقاعد والآرائك كلها تكسرت وأصبحت أشلاء لا تصلح لشئ دون أن تتلخلخ مساميرها من الأرض. وعلمت أن مهمتى فشلت، وأخرجت محفظتى لأعد ما بها وقد كنت قد سحبت كل مدخراتى فى البنك لشراء شقة بعد عودتى استعدداً للزواج، وقررت أن أؤجل المشروع وفاء للشرط الذى التزمت به، ولم أجد لا محفظتى ولا النقود، لكننى وجدت جواز السفر، فقررت العودة للشقاء والذل حتى أدفع التعويض الذى يقررونه، وحين حضروا وأخبرتهم عن عزمى على السفر أشفقوا علىّ، لكنهم لم يتنازلوا.