حوار مع مولانا النفرى (328) من موقف “معرفة المعارف”
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 19-2-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4189
حوار مع مولانا النفرى (328)
من موقف “معرفة المعارف”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
وقال لى سَلـْنى وقل يا رب كيف أتمسك بك حتى إذا جاء
يومى لم تعذبنى بعذابك ولم تصرف عنى إقبالك بوجهك فأقول لك:
تمسك بالسنة فى علمك وعملك وتمسك بتعرفى إليك
فى وجد قلبك وأعلم أنى إذا تعرفت إليك لم أقبل منك من السنة إلا ما جاء به
تعرفى لأنك من أهل مخاطبتى تسمع منى وتعلم أنك تسمع وترى الأشياء كلها منى.
فقلت لمولانا:
أرجعنى هذا المقتطف يا مولانا إلى بعض حوارنا السابق حول موقف “العبادة الوجهية” وكم فرحت بما استلهمته من التأكيد على محورية هذه العبادة ودورها فى الوصل والإنارة والقرب وقد جعلنى حوارنا هذا حولها أنتبه بشكل خاص إلى سقوط دعوة من يزعم أنه سقط عنه التكليف ومثل ذلك.
اليوم يا مولانا أتأكد من حرصه على الشكل سبيلا إليه مثل تجليه فى الجوهر إحاطة به، الذى وصلنى أيضا إيضاحا وتجديدا هو تعظيمه للسنة بكل درجاتها وأشكالها فيما هو علم نتعلمه ونحترمه، ولعل ذلك لا يكتمل إلا من خلال تنشيط وجد القلب، حين يكون الوجدان النقى الكادح هو سبيل أعمق وأدق لتعرفنا إليه، ومن ثم للتميز بين ما يقبل منا من السنة إذا ارتضينا لنكون أهل مخاطبته
هذه درجة يا مولانا تسمح للمجاهدين أن يقيسوا السنة التى يقبلونها بمقياس هذا التعرف، ومن ثـَمَّ الحرص على السنة التى تسهم فى التعرف به فى وجد القلب وليس فقط فى ظاهر اللفظ أو العلم.
وصلنى يا مولانا أن هذه المرتبة الصعبة هى التى تسمح لى أن أكون من أهل مخاطبته، أسمع منه مباشرة، ربما كما تستلهمه أنت فلا تترد أن تقول أنه قال لك…، وقال لك…، ولكن وصلنى أيضا أن هذا وارد بقدر الجهاد والإخلاص والنقاء والكدح لمن وصل إلى درجة مخاطبته يسمع منه، فيرى الأشياء كلها، كلها يا مولانا “منهُ”، بل و”إليه” “أيضا”.
2019-02-19