يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 4-5-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4263
بعض معالم علاج النفس
من خلال الاستشارات عن بُعد
مقدمة:
مازلت أتحسس الطريق حول مدى فائدة هذا الباب وقدرته على الاستمرار
****
الاستشارة الرابعة
العدوى تكاد تصل للمعالج
د. أميرة أنسى
“…… المريضة تعانى من أعراض هستيرية، وهى متزوجة من رجل أكبر منها بأكثر من 20 سنة، وكانت شخصيتها قوية لدرجة أنه يرى معها ما تراه من دماء وثعابين وعفاريت تملأ البيت، وبصراحة كنت أشعر من كلامه اثناء الجلسات بخوف شديد وكأنى أتذكر حكاوى ستى عن أمنا الغولة.
الرد:
د. يحيى:
أنت يا أميرة طبيبة جيدة واعدة، ربما مثل هذا الموقف هو الذى جعلنى أقدم بعض تلميحات من قراءتى فى كتاب: “مقتطفات الأسطورة والمعنى” (1)ولعلك تتذكرين السؤال الذى وضعته ليستدرجنا إلى أن علينا احترام الأساطير واعتبارها جزء لا يتجزأ من ممارستنا الإكلينيكية،
أما ما وصفتِ من علاقة هذا الزوج بزوجته فهو عَرَضٌ طريف ومفيد وعلم بحت، وهو يحتاج لشرح طويل، فهو يشير مثلا إلى كل من:
-
إن المريض الهستيرى ليس دائما هو القابل للاستهواء أكثر، (كما يُشَاعُ ونزعُم) بل هو قادر على الإيحاء أيضا.
-
أنه يوجد بعض الشبه بين ما وصفتِ وبين ما يسمى الجنون المُعْدى Foliá Contaminée الذى يعنى أننا نقابل نفس الأعراض وأحيانا نفس المرض وهى تنتقل من المريض إلى السليم عبر علاقة وجدانية عميقة راسخة، وأحيانا تنتشر العدوى لأكثر من فرد فى العائلة، ويسمى حينئذ جنون العائلةFolie á Famile
-
أخيرا لعل حالتك هذه تكسر غرور الرجال بعض الشئ!
واصِلى يا أميرة بكل هذا الصدق،
ولا تنكرى على نفسك خوفك أو تصديقك
ولا تنسى ما نكرره دائما من أننا نعالج مرضانا “بما هو نحن” لا أكثر ولا أقل
وتذكرى ما شئت من حواديت.
فهذا كله مما ننمو به فى مهنتنا بما يسمح بكفاءة استعمال المعلومات المتاحة من واقع ثقافتنا الخاصة جدا، فى سياق أكثر فائدة.
ويمكنك الرجوع إلى قراءتى لها فى مجلتنا الفصلية الإنسان والتطور “عدد أبريل 1987″ مثل وموال (غنوة وحدوتة)”أربع حواديت” وطفلة … أمية .. شغالة، أو فى كتاب: (“مثل موال” قراءة فى النفس الإنسانية) كتاب الهلال ، سنة 1992 أو الرجوع إلى الموقع www.rakhawy.net
[1] – نشرة الإنسان والتطور بتاريخ: 5-5-2008 ” مقتطفات وأسئلة من كتاب: “الأسطورة والمعنى”: دراسات فى الميثولوجيا والديانات المشرقية) تأليف: فراس سواح ، سنة 2001، دار علاء الدين للنشر – دمشق. www.rakhawy.net
