نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 1 -5 -2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4260
الأربعاء الحر
الديوان الثانى
“شظايا المرايا” (1)
مقصلة الشعر (2)
والوشم حبّاتُ الزبيبِِ والعرقْ،
حلمات أثداءِ الأمومةِ والطبيعةِ والشبقْ.
والليل يشرق ساطعاً من وجه عملاقٍ رقيقْ،
حَمَلَ البدايةَ والمصيرْ،
فتُـطلّّ من عَينْيهِِ أحداثُ الليالى الصامتةْ،
قامت تمطّـت بعد دهرٍٍ ثائرٍ،
فى الكهف سرُّ الكونِ والبعث الجديدْْ،
رحـِمُُ الحقيقِة والأجــنّــةُ كامنهْ،
فى البذِر تنتظرُ المطرْْ.
-2-
يــا إبن أمّّ:
كيف السبيلُ إلى المياهِِ الغائرهْ؟ تروى القبورْ؟
من بعد ما مات الخلودْْ؟
والعين أطْفَأَهَا رماد الجرى فى غَيْرِ المحاجرْْ،
والقلب منقوع السآمهْ؟
-3-
أصدرتُ أمراًً غائما من فوق قمّة الهرمْ،
من مخبإ الصممْْ:
يا لمعة الحذاء فى حفل المساء،
ما بين سادةِ عجمْ.
فــَـضّ الغطاءَ وابتسمْْ،
فمضى الشعاعُُ السيفُ يخترقُ المدَى…،
فأُثيرُها ظلماءَ عاصفهْ،
تجلـــو الملاِمحَ ََ فى غَيَاباتِِ الحَزَنْ
-4-
وغرقتُُ فى سحب الدخان والشواءِ والشرابِ والعـَدَمْْْ.
فرأيته شطراً من الشعر انـْتـَظـَمْْْ،
صيـّرته رمزا قتيلا بين أصداء النغم.
حرفا تقلّب دَامـِـيـًـا من وخز هزات القلم
ليحل شعرا راقصا مِنْ وحـْىِ زخات الألم
***
نادى الخليفة حاجبهْ،
دخل النديم مُهلـِّلاً
قرأ القصيدة فانتشى،
قد راق مولانا الغناء.
الخرطوم: 18/1/1981
[1] – يحيى الرخاوى: قصيدة ” مقصلة الشعر ” من الديوان الثانى ” شظايا المرايا ” وهو ضمن ثلاثة دواوين (1981 – 2008) مجتمعة وهم: الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” والديوان متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net وهذا هو الرابط
[2] – الخرطوم، مهداة إلى ماسح أحذية فى فندق نجومىّ بالخرطوم، من قبيلة البوير، لعل طوله كان أكثر من مترين، نحيف بالغ السواد البراق، لا يتكلّم إلا لغته القبلية، 1982