الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (2) موقف الصفح الجميل

حوار مع الله (2) موقف الصفح الجميل

“نشرة” الإنسان والتطور

1-12-2008

السنة الثانية

العدد: 458

يوم إبداعى الشخصى

حوار مع الله (2)

موقف الصفح الجميل

قال له – لمولانا النفرى– فى موقف الصفح الجميل:

أنا يسرتُ المعذرة وأنا عدتُ بالعفو والمغفرة.

وقال لى إن أنزلتـَنى فى حسنتك نزلتُ فى سيئتك.

وقال لى إن أنزلتـَنى فى حسنتك باهيت بها

وإذا باهيت بها أثبتّها فى بهائي،

وإذا نزلتُ فى سيئتك محوتُها من كتابك ومحوتها من قلبك

فلا تجـدُ بها فتستوحش‘ ولا تفزع إليها فتفترق

موقف الصفح الجميل

فقلت له فى موقف العشم

أفزع إلى سيئتى وأنا أدّعى أننى أحاول محوها فإذا بى أثبتها، وأجـدُ بها،

حينذاك أستوحش ولا أشعر أنى أستوحش،

وأفترق وأنا أحسب أنى أتجمّع،

ولا سبيل إلا أن أنُزلك بها دون حرج.

الخجل منك لا يمنعنى أن أذكرك وأنا أقترفها،

 لا أكتفى أن أنزلك فى الحسنة لتنزل فى السيئة،

 بل أنزلك فى كل فعل حتى لو كان عصيانك.

 ألا ّ أنزلك فى حسنتى فهذا أخفى:

 من أسهل السهل أن أدّعى أن كل حسناتى هى منك ولك وبك وإليك،

وما هى إلا حسنات للحسنات.

…………

إذا عملتُ السيئة ولم أُنزلك بها فما أشقانى بالشرك، لا بالسيئة.

وإذا عملتُ الحسنة ولم أنزلك بها فما أغبانى بالشرك وبالحسنة.

يخاف البلهاء أن ينزلوك بالسيئة فيتطاولون على رحمتك،

 أنا لا أخاف إلا من بُعدى عنك سواء بالسيئة أو بالحسنة.

حين بلغنى يقينا أنك يسّرتّ المعذرة، غمرتـْنى طمأنينة أنك ترانى

سمح  لى يقينى بعفوك : أن أخاطر بالمعرفة 

كما طمأنتنى مغفرتك إلى حقى فى الخطأ

لا أتمادى استسهالا

ولا أتراجع شكـّا

أختلف بالحسنة كما أختلف بالسيئة

فيبلغنى ما هو أنا بك ، أنا

لا اطمع فى عفو لا أستأهله

ولا أتنازل عن مغفرة أنت أهل لها

يحيى

تحديث  30 نوفمبر 2008

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *