الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد يوليو 1981 / يوليو1981- نظرة فى النفس… والأوراق د.عماد حمدى غز

يوليو1981- نظرة فى النفس… والأوراق د.عماد حمدى غز

نظرة فى النفس … والأوراق

د. عماد حمدى غز

عثرت على هذه الأوراق بعد خمس سنوات من بداية محاولتى العلاج الجمعى

1- موقفى قبل بدء انتظام الجلسات هو الخوف والاحساس بعدم الكفاءة وكيف سيمضى الوقت؟

الرد: لابد من المحاولة المستمرة ، لامكان للهرب.

2- جلسة البداية: تهيب من ناحيتى تصحبه محاولة مستمرة للحصول على استجابة عاطفية من الأخرين، تنجح فيما يبدو مع عضوتين، لم يشترك الآخرون بحماس وتنتهى الجلسة فى تفاؤل…… الجلسة التالية نصف العدد .

3- ما تلى ذلك جانبى هو الحديث عن الأشياء (الاحساس ….الخ) أكثر من ممارستها. زميلى يتحدث بصورة ميكانيكية علاجية من أعلى دون أى رغبة حقيقية فى التفاعل، لم أجد الشجاعة الكافية لقول ذلك صراحة له رغم أنى ذكرته له بطرق شتى غير مباشرة .

4- تجربة انقسام لأحد الأعضاء فيها التحام جسدى قوى مع مريض يحضر لأول مرة، أفعلها وحدى، أحس بعدها أنه شفى وأنه قد أضيف لى شيئا ربما هو الثقة فيما أقول، لكنه يختفى بعد ذلك فأحزن .

5- تبدأ زميلى فى العمل معى، أشعر بتفوق عليها. وتكون أول جلسة حامية.

6- أخشى التقويم بعد الجلسات وأحس دائما أنى بحاجة الى تعضيد وليس الى تفنيد وأتالم جدا اذا أحسست أن أحدا يشك فى تفاعل ما اعتبرته أنا صادقا وأفكر أن ما أحسه ربما هو شعورى الشخصى وأنى دائما أسقط على المريض ما أحسه، كم يعوقنى هذا الشعور .

7- أشعر بالاحباط حين يحدثنى مريض عن استمرار الأعراض بعد الجلسة، وارد عليه بطريقة عشوائية محاولا اسكاته، وأتمنى فى عقلى الباطن أن اهرب، والعكس صحيح بمعنى أنى أشعر بطمأنية وأصبح أكثر قدرة على التفاعل عند حدوث تحسن فى الأعراض .

8- توجد مقاومة دائمة قبل الجلسة تؤدى الى تعويق التلقائية فى الجلسة وقد تذوب أو لا تذوب .

9- بدأت الصورة تأخذ شكلا ذا معنى، فهناك الجلسة التى أخرج بعدها مرتاحا وهادئا وهناك الجلسات التى أخرج بعدها أحس بفراغ وضيق .

10- أسعى الى تحقيق راحتى وأعلم أنها فى التفاعل الصادق، لكنه يأتى ويذهب بعوامل لا أعرفها

11- أفكر ماذا أفعل، هل موقفى المنشق يضيف الى رغبة الآخرين فى التبلد ثقة فى أنه الحل الوحيد، ربما !!، أشك فى نفسى وفى المرات الصادقة أحس أنهم كلهم معى يحسون مثلى.

12- يقل عدد الجلسات التى أخرج منها غير راض لكنى ما زالت أخاف .

13- زميلتى تطمئن، اشتراكها قليل أحس أنها تتحدث من خارجها، وأحس أنه يوجد داخل، ثم أحس أنه لايوجد داخل، احتمال يؤلمنى لكنى أود أن أشك فيه بشدة

14- فى بعض المرات ينقذنى الاطار الذى تعلمته ويؤدى الى الاسراع بالتفاعل، وفى أوقات اخرى يفشل فعلا.

15- بدأت أؤمن حديثا بالضرورة الشديدة للغة الجسم وكيف أنها تفعل ما لا يمكن  لحديث ساعات أن يفعله

16- أفكر فى الصلة بين التفاعل العاطفى فى الجلسة وبين الشفاء من الأعراض، فأثناء وجود العاطفة تختفى الأعراض، ولكن الحفاظ على ذلك مشكلة لم أحلها بعد أحس بعجز عن ذلك لأنى أنا نفسى لم اتعد هذه المرحلة هل تأتى بدون شعور أم انه اختيار واع وحر ومنطقى؟

17- أفكر فى مكانى بالنسبة للموجودين، يضايقنى أن ينظروا لى سعيا وراء الموافقة، يضايقنى أن يقلدنى احدهم، أخاف من ان اكون صورة بلا داخل يحسون به و يتعاملون معه، اخاف “ احسن أكون عاوز كده” لم يهدد احدهم سلطتى تهديدا جديا لأعرف ماذا سأفعل.

انتهت الأوراق
****

ثم بعد خمس سنوات:

مازلت موجودا، قرأت ما كتبت فوجدتنى أعجب وأفرح وأتمنى فى نفس الوقت أنى لم أقع على ذلك الكلام فأستمر فيما أنا فيه.

نضجت ………؟     

هل حقيقة نضجت أم أننى أصبت بانهاك نتيجة الاحباط المتكرر؟

لا أدرى، ولا أعتقد ان أحدا يمكنه الاجابه على هذا السؤال بصورة قاطعة، الحقيقة هى ما نؤمن به، وعقلى الآن يملى التردد والشك فى كل شئ، والنتيجة التوقف والركود.

…. الحقيقة الوحيدة التى أعلمها الأن هى أنه موجود ولكنى عاجز عن الاتكال عليه كما يبدو أن السعى اليه لا يمكن أن يكون مهربا من الناس ولكن ينبغى أن يتم من خلالها ، الالتصاق بهم والايمان بخيرهم.

…… الشئ الوحيد الذى يحرك أعماقى هى تلك اللحظات أو الدقائق التى استمتع فيها بشعور الأخرين بما هو أنا، لاغنى للانسان عن ذلك حين أشعر بالحب أستطيع أن أحب، ينكسر طوق اليأس.

بقى ان أصنع الحب ، ولا أخاف .

هذه نقطة البداية، ولعل للموضوع بقية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *