الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / الفريق أحمد شفيق: دعوة له ولمصر بالسلامة

الفريق أحمد شفيق: دعوة له ولمصر بالسلامة

اليوم السابع

الجمعة 27-12-2013

الفريق أحمد شفيق: دعوة له ولمصر بالسلامة

ليس هذا وقته، والله العظيم يا سيادة الفريق ليس هذا وقته، لا تغتر بحكم البراءة فتتصور أنه الإذن لك بقيادة هذا الشعب الصبور القوى الطيب، لم تعد المسألة تحتمل تجارب جديدة. أنا لم أكن ضدك شخصاً أبدا، ولا حتى  ضد مبارك إلا حين أصابه العمى السياسى حرصا على الاستمرار، ليس فقط على نفس الكرسى بكل أخطائه، والتى وصلت بعضها إلى حد الجريمة، لكنها لم تصل أبدأ إلى حد الخيانة على حد تقديرى، ثم انكشف للناس مدى عماه وإعاقته حين امتد يتخبط من الرئاسة المتجددة إلى أوهام الجينات السياسية المورثة. فكان ما كان، المهم ليست المسألة أنك يا سيادة الفريق تمثل العهد القديم، أو أنك من الفلول، وليست المسألة أنك ضابط منضبط نجحت فى ضبط حركة المطار ونظامه وبالتالى فقد تنجح فى ضبط البلد لينتظم، وليست المسألة أنك كنت على وشك النجاح فى انتخابات الرئاسة السابقة، بل وقيل أنك نجحت فعلا وزوروها لصالح خصمك، فأنت خير من يعلم أن أكثر من نصف الأصوات التى حصلت عليها كانت كرها فى خصمك وليست حبا أو ثقة فى سيادتك، كل هذا يبدو أنك نسيته أنت وكل الذين يأملون من ترشيحك الآن خيرا. وأنا ليس لى اعتراض على أملهم أو حلمك ولكن يا سيادة الفريق: لو كنتُ مكانك ورزقنى الله القدرة على المراجعة لحمدت الله أننى لم أنجح فى الانتخابات السابقة، بل وشكرته سبحانه لأنهم بالسلامة زوروها لصالح خصمى، ذلك لأنك لو توليت القيادة يا سيادة الفريق لنالك مثل ما نال خصمك، بل وأسرع، وربما أكثر قسوة، هذا الشعب العريق يستطيع أن يأمل بصدق، ويقدر أن يصفق بحماس، وهو يعمل أحيانا (فى أوقات فراغه من الكسل والسخرية!!)، لكن خداعه لا يطول كثيرا، إن الزعم بأنه انخدع ثلاثين سنة فثلاثين أخرى هو زعم يحتاج إعادة فحص أيضا، شعبنا أحيانا يتواطأ مع حاكمه الظالم أو الغبى حتى “يمشى حاله” فى حدود واقع مؤلم جاثم، لكن هذا الشعب هو هو الذى يتعلم، ويخزّن، ويسخر، ويتحفز، كما أثبت أنه يمكنه أن يفيق بعد سنة واحدة.

إذا كنت تحب مصر يا سيادة الفريق وأنا لا أشك فى ذلك، وأيضا إذا كنت تحب نفسك وهذه فطرة طيبة وبرنامج بقائى وليس بالضرورة أنانية، فراجع مع من يحبونك معنى كلمات “الزمن” و”التغير”، و”مصر”، و”الناس”، وسوف تخلص إلى نتيجة طيبة ترحم بها نفسك ومحبيك إن وجدوا بحق حقيقى، حبا لك، وليس فقط كرها فى “الآخر”، صدقنى يا سيادة الفريق، مع كل احترامى، أن اسمك لا يطفو على السطح إلا مصداقا لما يقوله الفلاح المصرى إن كنت تسمع عن اضطراره أن يختار من هو ليس بشىء: “من قِلّهْ مَفيشْ”، هل تعرف هذا التعبير يا سيادة الفريق، حتى الرئيس السابق (وليس الأسبق) وهو الفلاح ابن الفلاح أظن أنه نسى هذا المثل إثر إقامته فى بلاد الأمريكان، وممارساته فى ظلام حجرات الإخوان.

أنا لا أدعوك أن تؤيد السيسى أو غيره، فلا أظن أن من سيتولى القيادة أيا كان يحتاج لتأييد سيادتك بالذات إلا من باب الذوق والمجاملة، أنا احترم تاريخك، ولا أعترض على براءتك، لكن ليست هذه هى المسألة، فهل أنت تعرف ما هى المسألة؟

متعك الله بالصحة والعافية، وحفظ مصر من أصحاب النية الحسنة، والنية الخبيثة على حد سواء.

وكل عام وسيادتكم بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *