الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / .. مش معنى كده تبقى رمادى! أو من غير لون !!!(7)

.. مش معنى كده تبقى رمادى! أو من غير لون !!!(7)

نشرت فى الدستور

29-8-2007

.. مش معنى كده تبقى رمادى! أو من غير لون !!!(7)

الدنيا مشْ أبيض واسودْ

الدنيا كتير، أشكال  والْوانْ،

واللى قريّـب، واللى بْـيـِبـْعدْ

كلّه بْـيِتـْغَـيّـرْ، وانتَ كمانْ !

مش معنى كده تبقى رمادى، أو من غير لونْ

لأ دا انت عليك: تبقى مِصَحْصحْ،  وتكون موزونْ

أنا مش قصدى “موزون” يعنى هادى ونادى

ولا إنك تقلبها “كلامْلـِـكْ”،  مِتْـعَادْ عادِى

فتـّحْ عقلك للى ما تعرفشِى كتير عنـّهْ

يمكن تلقاك عايز تاخد حاجه منّـّهْْ

كده تقدر تكبر وتكبّـرْ

كده تقدر تفهم وتقدرْ

تلقى الأبيض جوا الإسود: لاتـْنين حلوينْ

مش مِتساويينْ، لأّّهْ دا مصنع للبنى آدمينْ

مش يمكن يا ابنى دَهْ معنى: “إننا  من طين”!؟

فاكر لمّـا كنا بنصطاد  بالدود تعابين،

                              وسَمَـك بُـلطى!!؟؟

                                ياللا نْخطــّـى

                               إوعى تـْوَطـّى.

***

قال الشاب: لأخته:  الحمد لله، أخيرا، هذه أغنية سهلة،!! قالت:  سهلة مَنْ يا عم!! يبدو أنك تعودت على أن تأخذ المسألة بالبركة، قال: أليس هذا أحسن؟ ألا تخاطب هذه الأغانى الأطفال:  قالت: نعم، لكنها تخاطب الأطفال داخلنا أكثر، قال: داخلنا خارجنا، دعى ما يصل يصل وخلاص،  قالت: أين تأويلاتك السياسية المتفذلكة هذه المرة يا أخى؟ ماذا جرى لك؟ ، أنا أجد فى هذه الأغنية ما يدفع بنا أن نتخلص من الميوعة السياسية وحتى الدينية ، قال: تقولين الميوعة الدينية أستغفر الله العظيم، قالت  أنا لا أقصد أن الدين مائع،  بل أقصد من يمسخونه حتى ينتهوا به  إلى هذا الوسط الساكن والطمأنينة المستسلمة، قال: كيف؟ قالت: خذ مثلا حكاية الوسطية فى الإسلام، يحاولون أن يفهمونا أن معنى أننا أمة وسطا هو أننا أمة رمادية معتدلة تسمع الكلام، قال: ليسوا كلهم كذلك، ولو أن توفيق الحكيم قد وقع فى هذا الفخ فى فلسفته “التعادلية”. قالت: وهل لتوفيق الحكيم فلسفة؟ قالت: لقد حاول، وفشل والحمد لله  قالت: أحسن، لأظل أحبه، أنا لا أكرهك إلا حين تتفلسف علىّ وتقول لى الرياضة الحديثة والطبيعة الحديثة، قال: لكن هذه ليست فلسفة، قالت: هى تبدو لى كذلك راجع نفسك، قال: يجوز، ربما، لكن من أين لك هذا؟ قالت: من استعباطى، أو من أغانى العيال، قال: هذه الأغنية  نبهتنى إلى خدعة التعايش الدينى الزائف المائع دون عمق مسئول، ثم إنى  استقبلتها أيضا وهى تشير إلى ميوعة تسويات السلام الخامل الخائب،  قالت: هل رجعت عن رأيك فى تأييدك المشبوه للسلام؟ قال: أبدا، لكن الذى يجرى على الساحة ليس سلاما، ولا حتى استسلاما، لقد أصبح شيئا بلا لون ولا طعم ولا رائحة، خصوصا حكاية الشرق أوسطية،: اسمعى معى: “أنا مش قصدى “موزون” يعنى هادى ونادى، ولا إنك تقلبها “كلامْلـِـكْ”،  مِتْـعَادْ عادِى”، لقد  أحسست أن هذه الفقرة  تصف موقف حكومتنا المائع  طول الوقت، خصوصا كلمة “كلامْلِكْ”، لقد سمعتها أول مرة “سلاملك”، فتذكرت بيت جدتى، وإذا بها “كلامْلِكْ”، فتمنيت أن تدخل قاموس الأمم المتحدة أو حقوق الإنسان أو على الأقل فى المذكرة التفسيرية  لخريطة الطريق،  قالت:  كفى سرحانا، قال: لكن قولى لى   كيف تفهم أختنا أنه حين يختلط الأبيض بالأسود، لا يصبح اللون رماديا فاترا؟ قالت: أنا فهمتها على أنها  ليست مسألة خلطة تمسخ المعالم، ما بلغنى هو كيف أنهما يتحركان معا كما تتخلق الحياة من الطين، قال:اسم الله عليك ! تعنين الجدل، قالت: جدل ماذا يا جدع انت! إياك أن تلخبطنى، أنا لا أفهم هذه الكلمة أصلا، قال: خلاص، خلاص،  لكن خذى بالك أن الحركة الحقيقية هى الوقاية الحقيقية، وأن السلام المعروض علينا هو سكون إبن كلب،  قالت: وهل عندنا بديل؟ هل يمكن ألا ننحنى فعلا برغم كل ما حدث؟ قال:  حتى لو كنا دودا، وكانوا هم الثعابين، قالت: بذمتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *